أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هويدا طه - غريزة القتل في فلسطين والعراق














المزيد.....

غريزة القتل في فلسطين والعراق


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من يقتل من في العراق وفلسطين؟! هل أفلت في هذين البلدين المنكوبين أسوأ ما في الإنسان؟ ربما القتل بالفعل غريزة.. غريزة يقمعها القانون وحينما تشيع الفوضى تفلت من عقالها.. ما هذا؟! لماذا هؤلاء الناس وبتلك العشوائية يقتلون الصغار والنساء والرجال والباعة الجائلين والسائقين والعمال البائسين والقريب والغريب وأي شخص يمر في طريقهم.. يا لهذا العبث، ليس كمثل نشرات الأخبار دليل يومي كالخبز على أن هناك في هذين البلدين عبثا مبينا وانفلاتا مشينا لهذه الغريزة النهمة للدم! نشرات الأخبار التي يدمن البعض متابعتها وكأنه على رأس كل ساعة ينتظر خبرا ما.. فلا يأتيه إلا الإحصاء تلو الإحصاء لعدد القتلى هنا وهناك! تلك النشرات الإخبارية جعلت من القتلى في فلسطين والعراق أمرا مألوفا.. لا يتوقف الناس عنده.. لكن الغريب فعلا أن (بديهية قتل المحتل) تتعرض للشك في هذين البلدين.. فقد اعتاد التاريخ عند كل الأمم أن يقبل القتل إذا كان موجها ضد معتدٍ باغ ٍ محتل.. لكن لم يُخلق حتى الآن مبرر أخلاقي لأن يقتل إنسان إنسانا آخر فقط لأنه ليس على دينه أو ليس على مبادئ حزبه أو ليس من سكان شارعه! العراقيون يُقتلون بضراوة غريبة وبعشوائية أغرب.. لا تجد من يشرح لك كيف تتحرر أرض بقتل بضع رجال في مجلس عزاء؟! أو بضع نساء في مطبخهن أو بضع صغار يلهون بالكرة في الشارع؟! بينما بالقرب من كل هؤلاء يسرح ويمرح جنود ليسوا من أهل تلك البلاد يحملون سلاحا ولا يشك عاقل أنهم معتدون باغون محتلون.. مازالوا هناك رغم أن قتلهم مبرر أخلاقيا ووطنيا ودينيا.. حتى رغم أن (فعل القتل) بذاته هو فعل بشع.. مازالوا هناك بينما تسيل بجوارهم دماء عامل هنا وشرطي هناك وامرأة عجوز في الجوار وغريب باحث عن فتات البترول وطفل على قارعة الطريق.. هذا العبث هو إجرام وليس مقاومة.. أعجز عن فهم القتل إلا إذا كان لمعتد باغ محتل، أفلتت تلك الغريزة المتوحشة في العراق فصار سهلا أن يقتل أحدهم أحدهم! أيا كان أينما كان كيفما كان.. أهو قتل والسلام! أما في فلسطين فالاقتتال ليس مثيرا للدهشة كما في العراق.. فالقتل في العراق لا يجد سببا واضحا.. قتل لا تفهمه! أما القتل في فلسطين فسببه جلي.. صراع بين فئتين من الفلسطينيين على سلطة هي في الأصل لا أرض لها! لن أنسى تلك اللقطة الغريبة المثيرة للسخرية حقا التي وردت في نشرات الأخبار في عز الاقتتال بين مسلحين من فتح وحماس.. ركع مسلح حمساوي على الأرض يقبلها بعد أن انتزعها على ما يبدو من فتحاوي! قتل الفلسطيني الحمساوي فلسطينيا فتحاويا فرفع يده للسماء شاكرا ربه وراح يقبل ذلك المتر من الأرض المحرر من الاحتلال الفتحاوي! لو أنك رأيت المشهد دون أن تسمع الخبر لانتفضت فرحا.. آه.. أخيرا.. فلسطيني يركع على الأرض يقبلها وسلاحه على كتفه.. ماذا يعني ذلك في وجدان العربي؟! ستنتفض فرحا وأنت تصرخ.. آه استعدنا الأرض.. رجعنا فلسطين! رجعنا فلسطين من المحتل الإسرائيلي،.. إسرائيل؟! من أتى على سيرة إسرائيل الآن؟! إسرائيل ليست في هذه اللقطة.. الأرض المحررة.. آسفة.. ذلك المتر المحرر من الأرض حرره حمساوي من فتحاوي.. دع إسرائيل الآن! غريزة القتل أفلتت في العراق وفلسطين فراح العراقيون يتوحشون على بعضهم البعض في غاب العراق.. وأفلتت في فلسطين فراح الفلسطينيون يتوحشون على بعضهم البعض في غاب فلسطين.. هكذا هي إذن أمة العرب! كلهم يشبهون بعضهم البعض راح منهم ما راح عبر العصور ولم يدركوا بعد غبائهم.. وهذا هو أبو العلاء المعري- حبيبي- يدركها: " وما لأقوالِهم إذا كُشفت.. حقائقٌ بل جميعُها شُبهُ..... قد ذهبت عَادُهُمُ وجُرهُمُها.. وهم على ما عهدت ما انتبهوا"!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتزاز العمائم للمبدعين
- الهموم اليومية تكسب
- متى يعلنون وفاة الرئيس
- الجسور تبقى والحكام يرحلون
- أعزائي في الداخلية وأمن الدولة:شكرا للتعاون وإلى اللقاء في ع ...
- الناس على دين فنانيهم.. لكن أي فنانين؟
- هي دي مصر يا عبلة
- صراخ فقراء العرب وعلمانية الأتراك
- الاختيار بين نفاق الشعوب أو خض سكونها
- إوعوا تقولوا للشعب إن الأرض تدور
- مرارة بطعم النفط: عضة كلب أمير
- خراب يا مصر (2): خليني في حالي!
- قناة الحوار وتساؤلات عن التمويل وهموم الناس في البرامج
- خراب يا مصر!
- غضب المصريين على الفيلم الإسرائيلي أخطأ الطريق
- !يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا
- التفاوت الطبقي في مصر مشروع انفجار
- شوية هموم بتوع كل يوم
- دستوركم يا اسيادنا
- عبدالكريم نبيل سليمان مثالا: الشغف بقتل المختلفين في مجتمع م ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هويدا طه - غريزة القتل في فلسطين والعراق