أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - ابتزاز العمائم للمبدعين














المزيد.....

ابتزاز العمائم للمبدعين


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 11:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لماذا يغضب البعض عندما يقول البعض الآخر أن مجتمعاتنا العربية كافة هي مجتمعات متخلفة؟ هل يظنون مثلا- وبعض الظن إثم- أننا قوم متقدمون؟! ليس حمية ً أو ولاءً أو دفاعا واجباً أو زوداً عن الحياض ذلك الغضب اللامعقول من القول بأن.. كل من مجتمعاتنا العربية هو مجتمع آسن متخلف فكريا وحضاريا وثقافيا! ما هو- في أغلب الحالات- إلا مزيد من الإمعان في التخلف ودفنا للرؤوس في الرمال، والاتهام الجاهز لكل القائلين بتخلفنا بأنهم يتعاملون بترفع وفوقية على مجتمعهم هو اتهام (بايخ)!.. لا يصب إلا في هذه المحاولة المستميتة للاستمرار على الجمود وعدم الرغبة في الانتفاض على هذا الثبات المعادي للتقدم.. التقدم الزمني حتى! أحد أهم مظاهر هذا (العداء) لكل من يريد الانتفاض على تخلفنا هو ذلك (الابتزاز) الذي يمارسه المشايخ والمعممون.. ضد الفنانين والشعراء والمبدعين والعلماء (العلماء الحقيقيون.. علماء الدنيا!) والكتاب والنقاد الذين يتجرؤون على الخروج من الحظيرة! حظيرة ذلك (الوهم) الذي يسمونه تارة (التقاليد) وتارة أخرى (القيم الراسخة) وتارة ثالثة ورابعة وعاشرة يسمونه (ثوابتنا)! لا أعرف لماذا هذا التمسك اللامعقول بتلك القيم والتقاليد إذا ثبت مع الزمن أنها قيم متهالكة بالية مهترئة؟ ولماذا في كل مرة يتلبس هذا الاهتراء بلباس الدين- والدين في أغلب الحالات هو منه براء؟! هذا الاعتصام بالدين في كل صغيرة وكبيرة ليس إلا سيفا مسلطا وأداة لممارسة (الابتزاز) الذي يمارس دوما ضد كل مبدع في هذه الدار! الإبداع في كل المجالات كان وسيظل دوما طريقا للخلاص من التخلف.. وهو حالة إنسانية بطبيعتها متمردة.. وبطبيعتها أيضا معادية للثبات.. حتى لو توارى هذا الثبات الكريه وراء الدين اعتصاما أو تهديدا أو ابتزازا! بالطبع يدفع هؤلاء المبدعون المتمردون ثمن تمردهم لأن من يمارس الابتزاز ضدهم خاصة من المشايخ والمعممين يلقون رضا مبينا من الغوغاء! لعل أحدث الأمثلة- وربما ليس آخرها طالما استمر نهج الابتزاز الديني ضد المبدعين- هو حالة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، إذ قام أحد المعممين برفع دعوى قضائية ضده.. لأنه سمح بنشر قصيدة رأى هذا المعمم أنها مسيئة للدين (وبالمرة.. رآها فرصة للظهور والشهرة والكسب.. يعني الابتزاز!).. هذا المعمم هو واحد من المشايخ المشهورين في مصر بممارسة الابتزاز الديني ضد المبدعين، ولعل ذلك الابتزاز هو أحد أهم مصادر دخله في هذا المجتمع المتخلف! برنامج (العاشرة مساء) استضاف الشاعر (المتهم) سبعيني العمر.. الشاعر الذي حكمت المحكمة بالحجز على أثاث بيته وهجمت الشرطة على منزله وتم تقدير مفروشاته فجاءت قيمتها أقل من مبلغ التعويض المطلوب (لمداواة جرح الشيخ)!.. الشيخ الذي (تألم) بسبب ما رآه في القصيدة من إساءة للدين فطلب لنفسه بالنيابة عن كل المسلمين.. تعويضاً! المحكمة ربما استجابت لآلام الشيخ.. ليس إلا لأنها محكمة في مجتمع متخلف وقولوا عني في ذلك ما تشاءون.. نحن نعيش في مجتمع متخلف! دار النقاش في الحلقة حول نقاط كثيرة الدعوى القضائية إحداها! قرأ الشاعر بعضا من مقاله الذي رد به على صاحب العمامة فرفع الأخير ضده دعوى تتهمه بالسب والقذف في هذا المقال، دافع عن نفسه والقضية ما زالت قائمة فهناك استئناف والفضاء ما زال لم يقل بعد كلمته الأخيرة، لكن من سيسمع؟! نحن في مصر نعوم فوق بركة آسنة من الغوغائية والابتزاز المستديم للمبدعين، ربما ينجو أو لا ينجو الشاعر سبعيني العمر من تلك القضية.. لكن المناخ ما زال ملبدا بتلك العمائم! والأدهى أنك حين تنتقدها تجد من يتهمك إما بالكفر أو (بالترفع) على مجتمعك! يا سادة من المعلوم في التاريخ بالضرورة أن هكذا مجتمع ينبغي الترفع عليه!.. ولو من باب الأمل أن يأتي يوم تنقشع عن سمائه عمائم الابتزاز! هل هو مجتمع متقدم ذلك المجتمع المهووس بالفتاوى؟ حتى أن أحدهم أفتى فتواه الشهيرة بإمكانية أن ترضع المرأة العاملة زملاءها في العمل حتى يحرمون عليها؟! صحيح أن الفتوى التي اشتهرت باسم (فتوى إرضاع الكبير) هوجمت حتى من قبل المتدينين والمشايخ الآخرين بسبب غلوائها في التخلف.. وصارت مصدرا لإبداع النكات حتى صرنا أنا وزميلاتي في العمل نحصي من سنرضعهم وبمن سنبدأ! وهل يجوز الانتقاء؟ وما رأي المفتي إذا انتهى الحليب من أثدائنا؟! هل يرفع الحرج حينها بالضرورة؟! أنا عن نفسي لا أريد إرضاع زميل ثقيل الظل! كانت فضيحة! فضيحة حضارية دلالتها أن الهوس بالفتاوى صار خبزا يوميا في مصر! عودة للشاعر في لقاءه على الهواء مباشرة مع برنامج العاشرة مساء.. حكى الرجل عن تجربته مع (تغيير الأفكار) مع مرور السنين.. وهذه حالة ربما نتحدث عنها في مقال آخر.. لكنه بدا صامدا.. فماذا يملك مبدع في مجتمع متخلف إلا الصمود؟ حتى لو وصل الأمر إلى الحجز بأمر من المحكمة على سريره ومكتبه وأواني مطبخه وحتى ألبوم صور عائلته! لأجل ماذا؟! لأجل تعويض مالي نقدي لمن تألم بسبب قصيدة كتبها أو سمح بنشرها الشاعر المحجوز عليه؟! ويغضب البعض إن قلنا نحن نعيش في مجتمع متخلف! حسنا.. مجتمعكم متقدم! تقدمكم مبين! تحضركم عظيم! لستم في حاجة لنقد البلهاء المترفعين! اثبتوا هنا.. لا عليكم! هذا أبو العلاء المعري يقولها: " ولما رأيتُ الجهلَ في الناس ِ فاشياً.. تجاهلتُ حتى ظُنَ أني جاَهِلُ..... فوا عجباً كم يدعي الفضلَ نَاقِصٌ.. و وأسفاً كم يُظهرُ النقصَ فاضلُ"!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهموم اليومية تكسب
- متى يعلنون وفاة الرئيس
- الجسور تبقى والحكام يرحلون
- أعزائي في الداخلية وأمن الدولة:شكرا للتعاون وإلى اللقاء في ع ...
- الناس على دين فنانيهم.. لكن أي فنانين؟
- هي دي مصر يا عبلة
- صراخ فقراء العرب وعلمانية الأتراك
- الاختيار بين نفاق الشعوب أو خض سكونها
- إوعوا تقولوا للشعب إن الأرض تدور
- مرارة بطعم النفط: عضة كلب أمير
- خراب يا مصر (2): خليني في حالي!
- قناة الحوار وتساؤلات عن التمويل وهموم الناس في البرامج
- خراب يا مصر!
- غضب المصريين على الفيلم الإسرائيلي أخطأ الطريق
- !يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا
- التفاوت الطبقي في مصر مشروع انفجار
- شوية هموم بتوع كل يوم
- دستوركم يا اسيادنا
- عبدالكريم نبيل سليمان مثالا: الشغف بقتل المختلفين في مجتمع م ...
- إنقاذ المصريين من الهيافة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - ابتزاز العمائم للمبدعين