أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عفيف إسماعيل - مبادرة -برانا- الثقافية














المزيد.....

مبادرة -برانا- الثقافية


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 07:32
المحور: المجتمع المدني
    


*مُسامرة سودانوية



"لقد قلت لك أيها الرئيس:ان كل ما يجري فوق هذه الارض غير عادل، غير عادل، غير عادل: أنا دودة الأرض زوربا الحلزون لا أوافق علي ذلك"
نيكوس كازنتزاكس

مبادرات ثقافية كثيرة في المشهد الثقافي السوداني علي إمتداد المليون ميل مربع انتجها واقع التهميش الثقافي من قبل مركز السلطات الحاكمة الإحتكارية علي إمتداد التاريخ السياسي ما بعد إستقلال السودان علي ما عدا عصبويتها المقربة من قبائلها القديمة والحديثة – أعني بالقبائل الحديثة بعض أحزاب اليمين السياسي السوداني - التي تنطلق ايدلوجياتها من أرث مقدس في الإقصاء لا يقبل غير الدحرجة إلي الوراء وضد عجلة التطور بكافة أشكالها ما عدا تلك الأغراض الأبن- يعقوبية التي تخدم ميكافلية حوجتها الطارئة ثم العودة القهقهري لتكون سادنة القديم بداعوي المحافظة علي التراث بعيداً عن عبث وشوائب الحداثة الهدامة. أما الحد الآخر في المعادلة يضم بعض أحزاب اليسارالمسيار الذي مازال وفياً لجذوره الثائر عليها، ويتخذ من تلك المبادرات الثقافية أبواقاً إضافية أو بديلة لعمله السياسي حين تضيق به السبل المستهلكة، أو حواجز صد موقتة ضد الظرف السياسي الخانق لتلعب دور الكمبارس الفاعل الذي بدونه لا تتم المسرحية، لتتحول المحصلة تسمين رصيده وكسبه في معترك النزاع حول السلطة، ولا آسف علي هذه المبادرات الثقافية إن حُرقت مرحلياً أو تم تبويق أصواتها وفاعليتها وتحدد انحيازتها من الكل الوطني إلي حيز الرصيد الحزبي الذي تفاخر به بقية المتراهنين علي حيازة كرسي السلطة المنتظر.

أغلب المبادرات الثقافية السودانية تولد في ظروف مشوهة ، تجعلها تتحمل أعباء أكثر من طاقة قدراتها علي النمو بشكل طبيعي وصحي، مثل دائماً هناك ظرف سياسي خانق يخشي من ظله يتحسس مسدسه بإستمرار اذا سمع كلمة ثقافة، ويطور آليات قمعه للحد من كل ما يمت لها بصلة، أو يحاول ما استطاع أن يدجن فعالية تلك المبادرات الناهضة، وأيضاً هناك أرث الإصطراع الإعتباطي بين الأجيال في الثقافي السودانية ، وثالثة الأثافي شح الموارد المالية، ثم طبيعة التكوينات الداخلية للمبادرات في جنوحها للخروج لينة العظم الفقري، يقودها الحماس والدفع الداخلي وغبن التهميش بدون تخطيط برامجي استراتجي أو مؤسسي، تجعل وجودها كالمنبت في الفضاء الطلق للفجيعة الثقافية بغير أي سند معنوي أو مادي، لتكون بذلك مشروع جنازة إضافية تضاف لخيبات ذاك الجيل والوطن، أو في أفضل الأحوال حسرات زخم زاوي الوميض يخصب أحاديث "الوناسين" الثقافيين في جلسات الإجترار والدوارن في دوائرٍ برجلها أعرج.

مبادرة "برانا" الثقافية" ضوء جديداً في عتمة ظلال التشابه والإجترار والقمع الثقافي الممنهج، وخروج من عنق المبادرات رهينة البدايات المشرقة، ثم الخفوت، أو الإعتراك في ذلك المستنقع الضحل الذي يسمي الفجوة أو القطيعة بين الأجيال الذي واد العديد من المبادرات المثمرة بسبب الافراط في العداوة في لا معترك بين الاجيال بديلاً للتخاصب والتواشج المعرفي والاعتراف بالسابق كبذرة نابضة ولها ريادتها واستمراريتها وحقها الثقافي والديمقراطي في اختياراتها لأشكال وطرق شروط بقاءها. ولذاك الجيل السابق خبراته المتسقة مع شروطه الزمكانية ولا يمكن محاكمتها بأي حال من الأحوال بوحدات قياس تاريخ اللحظة الحاضرة وراهنيتها.

تبدو مبادرة "برانا" الثقافية إلي حد ما قد نجت من هذه الآفة فقد شاركت أجيال متقاربة الهموم والشقاء ومغبونة علي أمرها متعددة في تأسيسها، أو في تقديم بعض السند المشوري، مما جعلها في عامها الأول تقفأ عين الشفاهة بأربع كتب وهي:" منزلة الرمق.. مذهبٌ في كمال النحول" للشاعرة المتميزة نجلاء عثمان التوم، و"جناين الهندسة" للشاعر محمد الصادق الحاج" ذاك الفريد بين شعراء الحداثة السودانية أو ما بعد حداثويتها ، و "غرقى في المياه الجميلة" للشاعر الجميل خالد حسن عثمان، و"الطواحين" الطبعة الثانية للروائي عبد العزيز بركة ساكن الصاعد بقوة في أفق الرواية الأفريقية والعربية.

وايضاً تلك البادرة الواعية البراعة من مبادرة "برانا" الثقافية بالتضامن مع القسم الثقافي في صحيفة "السوداني" بالاحتفاء باليوم العالمي للشعر ، ويعتبر ذلك تكريسا حضارياً لأحد الأعياد التي لا بد ان تكون في المستقبل أحد الأعياد الوطنية في بلد مثل السودان يلعب الشعر فيه دور يتعاظم يوما بعد يوم. وان تختار مبادرة "برانا" الثقافية شاعر الشعب "محجوب شريف" رمزاً شرفياً للإحتفاء، تعلن بذلك إنحيازها التام للوطن ومن أجل انسان السودان، وتكمل بذلك النصف الاخر من خطوة البدء لمسيرتها ذات الأثر الأخضر المُبشر.

أدعو الأجلاء في مبادرة "برانا" الثقافية لوضع خطط للـ"التشبيك" مع مؤسسات المجتمع المدني القائمة ولها خبرات في صناعة الكتاب في السودان وتتقاطع خططها معهم ويثقون في نواياه الثقافوطنية والفكرية في هزيمة وحش الشفاهة، لخلق تعاون مثمر يضيف لتجربة كافة الاطراف التي تعمل علي النهوض بانسان السودان من وهدة التغيب والطمس والهوس.
كما أدعو بشكل خاص كل مبدعي الدياسبورا السودانية في كافة القارات للمساهمة في هذا الجهد الخلاق لمبادرة "برانا" الثقافية، وعليهم فقط أن ينفضوا الغبار عن مخطوطاتهم التي طوتها أدراج الغربات المستطيلة، وأن يستقطعوا قليل من أحوالهم العسيرة، ومن شظف عيشهم الذي أعلم جيداً جوع ترفه ليساهموا طباعة انتاجهم أولاً ليجد مكانه الطبيعي بين رفوف مكتبات الوطن بأسعار معقولة وفي متناول يد الجميع، وليذهب ما يتفق عليه بين جميع الأطراف من ريع هذه الإصدارات لطابعة كتب أخري لكُتاب من داخل المحرقة يربون الحلم علي صهد الجمر في محل البلد الظالم لمبدعيه إلي حين أن تؤسس المبادرة مصادر ثابتة للتمويل. ودائماً فليتواصل الحلم نحو مركزية الهامش الثقافي السوداني.

* مُسامرة سودانوية، المقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل لصحيفة المهاجر بأستراليا، عدد اغسطس2007



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نورس حط على القلب
- المتشظي
- عازف البيانو الأعمي في ميدان فورست او ظل بلا اثر
- الشاعر المصري حلمي سالم.. وفقهاء الظلام
- نافذةٌ لا تُغري الشمس
- وتبقي طفلة العصافير الموسمية
- بيكاسو ماقبل وبعد الجرنيكا
- الوان
- عودة
- قبعات غير مناسبة
- نصوص
- الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج
- رتقُ الهواء
- خيوط بين الأشياء
- ساورا- إنداكوا
- 000الرقم:
- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب
- مركز الدراسات السودانية
- الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير
- مذبحة حديقة البؤساء بالقاهرة30ديسمبر2005


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عفيف إسماعيل - مبادرة -برانا- الثقافية