أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة















المزيد.....

لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 07:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد نشر مقال فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش مبارك علينا إستثماره، وصلتني بعض الرسائل فحواها واحد، ذلك إنها تحمل نفس التساؤلات التي ملخصها: هل غيرت موقفك من التيار الإخواني و الجماعة الإسلامية؟ هل إنضممت إلى واحد منهما، أو إنك في سبيل الإنضمام؟ ما السر في هذا التحول؟
وللأخوات و الإخوة الذين تفضلوا بإرسال تلك التساؤلات، سواء على عنواني البريدي، أو إلى المجموعات و المدونات التي نشرت المقال المذكور، أقول لهم: بل أنا على نفس النهج الذي عرفتموني به سائر، فلم احد عن الدرب و لم أنصرف عن النهج، نهج الإعتزاز ببلادي و تاريخها و الحفاظ على شخصيتها و النضال من أجل مصالحها، درب العمل على تأسيس دولة الحرية و العدالة و الرفاهية، دولة إحترام المواطن المصري، كرامته و إرادته، درب الإنتصار للمستضعف و المظلوم أياً كان، درب مساعدة المهمش على النهوض و الإنضمام لطريق النجاح.
لهذا فإن من طالع المقال فسوف يلحظ أن هناك هدف من محاولة التوفيق و التقريب بين التيارات السياسية المختلفة، و هو بناء جبهة موحدة قوية معارضة فعالة، و أركز بشدة على كلمة فعالة، كما تضمن المقال شروط لبناء تلك الجبهة تضمن أن تكون المحصلة النهائية هي تأسيس الدولة التي نحلم بها، و تحقيق كل الذي نناضل من أجله.
لنقولها صراحة، أنه لا يوجد تيار سياسي واحد في مصر حالياً، و أشدد على كلمة حالياً، قادر بمفرده على الإطاحة بالنظام الفاسد المستبد الحالي، حتى التيار الإخواني و معه تيار الجماعة الإسلامية و مجموعة حزب الوسط - لو إعتبرنا حزب الوسط تيار قائم بذاته - لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم.
لا يوجد تيار واحد قادر على التخلص من هذا النظام في الوقت الراهن، هذه هي الحقيقة الناصعة، التي قد تؤلم بعض من يتعصبون لبعض التيارات السياسية.
فهل نظل نتراوح أماكننا، نتكلم و نتكلم دون فائدة، أي دون أي خطوة للأمام في سبيل حلمنا، أي نظل محلك سر، أم أن الواجب هو أن نأخذ خطوات - فعالة تأتي بنتيجة - كل من جانبه بإتجاه الأخر، حتى تلتحم الجهود في جبهة تقود للأمام في طريق تأسيس دولة العدالة و الرفاهية؟؟؟
المقال السابق هو تلك المحاولة، محاولة التقابل في المنتصف، إنه دعوة لكل تيار بأن يأخذ خطوة في طريق التلاقي مع الأخرين، من أجل بناء تلك الجبهة الفعالة.
و لكي نتقابل في المنتصف، علينا أن ننحي خلافاتنا غير الجوهرية جانباً، و أن نتفق على الأسس التي لا يجب التهاون بشأنها أبداً، و من تلك الأسس، إعتراف كل التيارات التي تريد المشاركة، بأن رأيها صواب يحتمل الخطأ، و رأي غيرها خطأ يحتمل الصواب، كما كان يقول بما يشابه ذلك الإمام الشافعي، رضي الله عنه، فلا أحد بالتالي له حق الوصاية على الأخرين و الإستئثار بالسلطة إن وصل إليها، و بالتالي فإن على الجميع النزول و القبول و الرضوخ للإرادة المصرية الشعبية، التي سوف تقرر، حين يحين أوان الدولة التي نتمناها، من يحكم، و من يتنحى عن الحكم لينتظر جولة إنتخابية قادمة لينافس على الحكم، و أن الجميع عليهم الوقوف سواسية قُبالة الشعب المصري ليختار من يراه أهلاً للإمساك بدفة أمور الأمة المصرية لفترة معلومة محددة.
لهذا، فإن من يرجع للمقال المذكور سوف يلحظ بسهولة إنني قد طالبت التيار الإخواني و تيار الجماعة الإسلامية، القبول بمبدأ أن الشعب المصري شعب ناضج، و إنه بالتالي هو الأدرى بمصلحته، و إنه القادر على تقرير من هو القادر على حماية مصالحة و تحقيق طموحاته، و ذلك دون وصاية من أحد، أي خلاصة القول: على كافة التيارات السياسية، بما فيها التيار الإخواني و تيار الجماعة الإسلامية و غيرهم، القبول، بحق و صدق، بأن الشعب المصري هو الحكم الأوحد، و أنه لا يوجد تيار يقف فوق الشعب.
في مقابل ذلك طالبت التيارات الأخرى، اليمينية و الوسطية و اليسارية، أن تقوم بخطوة هي الأخرى في تجاه من سيقبولون بمبدأ القبول بأن الحكم للشعب المصري، من أعضاء تيار الإخوان و الجماعة الإسلامية و غيرهما، لأن على تلك التيارات أن تبرهن - هي الأخرى - بأنها تيارات تؤمن بالدولة الديمقراطية، و أنهم أيضاً ليسوا أوصياء على الشعب المصري، يقررون من يحق له المشاركة في العملية السياسية، و من يجب منعه حتى لو كان يقبل بأساسيات الدولة المدنية الحرة، لأن في رفضهم مشاركة التيارات الدينية السياسية لهم حلبة السياسة، دليل على نفاقهم، فكيف تقبل دول أكثر منا عراقة في الديمقراطية بنشوء أحزاب دينية، مثل مجموعة الأحزاب المسيحية الديمقراطية في طول أوروبا و عرضها، بينما ترفض بعض التيارات السياسية المصرية بمبدأ القبول بأحزاب إسلامية مماثلة في مصر، أحزاب تقبل بالتعددية السياسية، و تؤمن بأن الطريق الأوحد للوصول للحكم هو عبر صناديق الإقتراع، و أن عليها أن تنتظر في المعارضة إلى أن يمنحها الشعب ثقته، و أن تقبل كذلك بأن تتنحى عن الحكم فوراً، في حال وصولها إليه، إذا ما خسرت إنتخابات تشريعية عامة أو فقدت أغلبيتها في مجلس الشعب؟؟؟
إنني أتعجب من أولئك الذين يريدون أن تبقى الأمور معلقة، كما هي في الوقت الراهن، أي أن تبقى حالة الإستقطاب الحالية هي المسيطرة بين التيارات السياسية المصرية، في داخل مصر و خارجها، لمجرد كراهيتهم لبعض التيارات أو بسبب شعورهم بضعف موقفهم إزاءها، و لهذا أسأل: هل تكوين جبهة ديمقراطية حقيقية، تمثل كافة التيارات المعارضة الجادة، التي تقبل بأسس المجتمع المدني، و تكون قادرة على إقتلاع هذا النظام من جذوره، و تأسيس دولة ديمقراطية حقاً، و ذلك عبر التقابل في المنتصف من أجل الوصول لتلك الجبهة، أفضل، أم إبقاء الأوضاع على حالها، فقط لأن البعض يكره البعض الأخرأو يخشاه، و يفضل أن يحتمي تحت عباءة آل مبارك، على أن يساهم في تأسيس الدولة النموذجية؟؟؟؟؟
أن التيارات السياسية التي ترفض مشاركة التيار الإخواني و تيار الجماعة الإسلامية – و التي نبذت العنف رسمياً - و حزب الوسط - في حال قبولهم بمبدأ تبادل السلطة و الإحتكام بالتالي للشعب - و ينظرون لآل مبارك، رغم فسادهم و إستبدادهم و خيانتهم للوطن، على إنهم أفضل، هم في حقيقة الأمر ضعفاء، ضعفاء في شخصياتهم، و ضعفاء في إيمانهم بقوة أفكارهم السياسية و الثقافية، لأنهم لو كانوا يتحلون بالشجاعة، التي هي وليدة الثقة بالنفس و بالأراء التي يعتنقها المرء، لما إحتاجوا لأن يحجروا على إرادة الشعب المصري، و يطالبوا بحظر تيار سياسي ديمقراطي ما من التواجد في الحلبة السياسية المصرية، و لما خافوا مواجهة أي تيار سياسي يقبل بأسس الدولة المدنية الحديثة، و لو كان التيار الإخواني أو الجماعة الإسلامية أو حزب الوسط أو غيرهم في صناديق الإقتراع.
أما عن شخصي البسيط، فإنني أرحب بأن أضع يدي في يد أي مصري وطني، يؤمن بأن الشعب المصري لا يحتاج إلى وصي يحجر عليه و يقرر له مصلحته بالنيابة عنه، أي يؤمن حقاً بالديمقراطية، و ليس منافق ديمقراطي، لأنني أثق بنفسي، كما أثق بأن الرؤية السياسية و الثقافية و الإقتصادية التي نتبناها في تيارنا هي الأنسب للشعب المصري، و بالتالي على إستعداد لأن أحتكم للشعب المصري و أنتظر قراره، فأنافس أي تيار أخر في أي إنتخابات حرة، و لو كان هذا التيار هو التيار الإخواني أو الجماعة الإسلامية أو حزب الوسط، أو كلهم مجتمعين، و أعلم بأن النصر سيكون حليفنا في النهاية، و ذلك عندما تتحقق دولة الحرية، و التي لن تتحقق في الوقت الراهن دون أن نتلاقى جميعاً يداً واحدة لنمسك بمعول هدم هذه السلطة الفاسدة. أما بعد إسقاط آل مبارك فسيذهب كل منا إلى طريقه السياسي و الثقافي، مثلما حدث بعد ثورة 1919، حين تفرقت القيادة الجماعية للثورة إلى عدة أحزاب تعبر عن أراء مختلفة، يجمعها جميعا، حبها لمصر و حرصها على مصلحتها - و إن إختلفت الأراء في كيفية تحقيق تلك المصلحة - و يربطها جميعاً تاريخ نضال مجيد مشترك نشأ حين قرروا في لحظة تاريخية أن ينحوا مؤقتاً خلافاتهم جانباً من أجل هدف أسمى.
لهذا فإن الدعوة لمشاركة الإخوانيين و أعضاء الجماعة الإسلامية، و كافة المنتمين لتيار الإسلام السياسي من المنضوين في تجمعات أخرى أو المستقلين منهم، المؤمنين بأن نموذج حزب العدالة التركي هو النموذج السياسي الذي يجب عليهم الإحتذاء به - أي الرافضين للعنف و لإحتكار السلطة بأي مسمى - النضال من أجل إسقاط النظام الحالي، هي دعوة للواثقين بأنفسهم من التيارات الأخرى - التي أنتمي لواحد منها - الذين لا يخافون المنافسة السلمية المتحضرة مع خصومهم السياسيين، و يعشقون النزال السلمي في ساحات الإنتخابات الحرة النظيفة، و لديهم القابلية لمقارعة الحجة بالحجة، و ذلك عندما تأتي الخطوة التالية للنضال الحالي، وتصبح أحلامنا في دولة حرة حقيقة نعيشها.
لهذا مرحباً بأحزاب مصرية على شاكلة حزب العدالة التركي، مرحبا بكل حر عادل يرفض أن يكون وصي بنفس درجة رفضه أن يكون خاضعاً للوصاية، و يقبل بالتالي بتبادل السلطة، مرحباً بكل واثق من نفسه و من مبادئه و لا يخشى المنافسة الحرة الشريفة، فيتقبل الهزيمة بروح رياضية عالية و يعمل من أجل الفوز بإستقامة، مرحباً بكل من يريد أن يصل بمصر لنهاية النفق المظلم الذي نسير فيه.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و هكذا الإحتلال أيضا يا ناظر العزبة
- فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره
- لقد كان نضال وطني و ليس مجرد خلاف فقهي
- إقتحموا الحدود، فالبشر قبل الحدود
- مستثمر رئيسي أم لص شريك؟؟؟
- رسالة إلى حماس، نريد القصاص من هؤلاء المجرمين
- مشروع الهيئة المصرية الأهلية للعدالة
- يوم و نصب المعتقل المصري المجهول
- يوم و نصب المعتقل المجهول
- إضرابات بدون هدف و تنظيم، لا شيء
- مصر ليست أحادية الإنتماء
- الإنقلاب العسكري المصري القادم، أسبابه و مبرراته
- حمر عيناك، تأخذ حقوقك
- حد السرقة في الفقه السعودي
- السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
- مواطنون لا غزاة
- معالم النهاية تتضح
- الإنتظار لن يأتي بخير
- للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة