أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!















المزيد.....

الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي الخطوط الحمراء المرسومة بعناية في أدمغة العراقيين .. من قبل ومن بعد.. فقد كان الدخول مع الدبابات الامريكية بمثابة جرم وطني تحت مسمى.. أذناب الاحتلال وخونة الوطن . وابناء العلقمي .. الخ ، وجاءت امريكا ومعها قوات التحالف وازاحت الصنم العراقي واندحرت اسطورة الجرذ القابع في قبّوه.. وخلصنا من خطوطه الحمراء والصفراء والبيضاء.. وصارت لنا معارضة .. وامريكا وحلفاؤها يخسرون كلّ يوم من عَددهم وعدتهم ، والعراقيون يخسرون اضعافا مضاعفة .. ومع الاخطار المتوقعة والخسائر المحتملة من الطرفين الحليفين العراقي والامريكي ، كانت العملية السياسية تسجل نجاحات متعثرة هنا وهناك ، وكان من أهم نتائج الجهد الامريكي والعراقي ان لا ينفرد طرفا من الفرقاء بقيادة العملية السياسية ، فجاءت حكومة المالكي نتيجة لجدل سياسي وطني ومباركة امريكية في محاولة لعبور الجميع الى بر الامان!!
ولكن ماذا حصل ..- رغم تحفظي الاكيد- على مثل هذه الحكومات المحاصصية الطائفية، ولكن هل يجوز للسياسة ما لا يجوز لغيرها ...؟
وانتظرنا حصاد السياسيين الذين اندمجوا في المقاومة السلمية .. ونحن نعرف أن لإدارة الوزارة في تاريخ العراق مثلا طيبا في التوافق الوطني والديني والعرقي ، إذ إستلم رئاسة الوزراة العراقية شيخا من الشيعة ورؤساء من السنة وكان أداؤهم وطنيا مهنيا .. ولكن ماذا عن ساستنا ؟
لقد كان حصادهم علقما ، لانهم مارسوا اقصى الانتهازية والرعونة في مصلحة العراق، ولأن الخلافات ليست طائفية أبدا وانها سياسية بإمتياز ، لذلك تجد علاقاتهم الحميمة مع الارهابيين في الداخل وليس انتهاءً بإمتثالهم لمخابرات دول الجوار وأجنداتها في الساحة العراقية !
وقد اثبتت الاحداث في العرق يوما بعد يوما تورط هؤلاء الساسة في حقول الالغام التي ستنفجر بوجههم وهم لا يعرفون . من رئيس قائمة يحّن الى عهد النظام البائد الى شيخ قائمة يلّوح بالقصاص من العراقيين والسموم الصفراء تقطر من لحيّة المشذبة جدا وخدّيه المتورديين بعطايا الاشقاء ! ، ومن وزير ثقافة ارهابي الى وزير داخلية دموي الى وزير صحة مرتشي والقائمة تترى!! استهانة واضحة وصريحة وسافرة بالدم العراق الجليل!!
وكلما بدى التعثر فاضحا في العملية السياسية ، كان لا بد للعصا للامريكية ان تعمل وتُرفع بوجوه كل من ضلّ عن الطريق .. جبهة التوافق ، والصدرية والعراقية ، وغيرها من الكتل التي ارتضت الدخول طوعا الى العملية السياسية .. نعم قد كانت هناك ظروف ملتبسة رافقت الانتخابات، ولكن يجب على الجميع الالتزام واحترام قرار الاغلبية .. احترام يدلّ على مهنية سياسية واعية طالما ظلّ باب المعارضة حقا موجودا ،كما حصل في الانتخابات الأمريكية الاخيرة بين المرشحين جورج بوش الابن والسيناتور كيري، وطالما كانت الجهة التشريعية هي مجلس النواب، وبإمكان السياسيين الوطنيين العراقيين القيام بتحالفات عاقلة وواقعية لبناء افق برلماني ديمقراطي.
فلننظر بعين عراقية وميزان عراقي صرف ونتأمل في دراسة جدوى لاداء السياسيين العراقيين مقابل نظرائهم من قوات التحالف، كان يمكن للدكتور احمد الجلبي ان يكون ولكن الانتخابات في العراق حجّمت دوره !، وكان يمكن للدكتور أياد علاوي أن يكون ولكن نتائج الصناديق الانتخابية أخّرت دوره الانتخابي ، وجاء الدكتور الجعفري " ماشاء الله كلهم دكاتره" وسقط في امتحان الوفاق الوطني ، وجاء المالكي في ظل توافق وطني شكلي ومباركة امريكية .فما الذي حدث لتتحول جبهات المحاصصة الى هذه القطيعة مع حكومة المالكي؟
أعني مالذي تغيّر في الامر والكل سائرون في العملية السلمية؟؟
الذي لا يعيه الساسة في العراق الآن هو خطر ماحق .. هو الوهم الذي يتلمسوه من مرجعياتهم غير العراقية!
نعم هذا هو الوهم .. فأن انسحاب كتلة التوافق وقبلها الكتلة الصدرية عن التشكيلة الوزارية واعلان العراقية بشكل مضحك ويصح به المثل العراقي " مشتهي ومستحي". حيث قال جمال الدين النائب في البرلمان العراقي عن العراقية : "لقد علقنا اجتماعات وزرائنا في مجلس الوزراء ولم نعلق مشاركتنا في الحكومة"!!، مضيفا ان "وزراءنا سيبقون في وزاراتهم يؤدون اعمالهم من غير ان يشاركوا في اجتماعات مجلس الوزراء"!!
وأضاف عضو القائمة العراقية «لقد تم اتخاذ هذا القرار بسبب عدم استجابة المالكي لمطالب وطنية كانت قد تقدمت بها القائمة العراقية في شهر شباط من العام الحالي تتعلق بتطوير العملية السياسية". وقال "لقد بعثت القائمة العراقية برسالة الى رئيس الحكومة نوري المالكي منذ اكثر من خمسة أشهر، وقد أكدنا مرارا وتكرارا بضرورة الرد عليها، لكن وعلى ما يبدو ان رئيس الحكومة حتى لم يكلف نفسه قراءتها والرد علينا بصراحة، وهذا يعني انه أهمل الرسالة». ومن بين مطالب القائمة إلغاء قانون اجتثاث البعث والهيئة الوطنية لاجتثاث البعث وتحويل قضايا الاجتثاث الى القضاء، وإيقاف العمل بمبدأ التعيين في وظائف الدولة على أسس طائفية وجهوية وإطلاق سراح المعتقلين الابرياء، وحل مشاكل منتسبي الجيش العراقي السابق".
وحتى لو انسحبت العراقية من الوزارة ، فسيرجع الحق الى اصحابه وفق نتائج الانتخابات وتشكّل قائمة الائتلاف الشيعية وحليفتها الكردية الوزارة ..
هنا السؤال المهم من يخسر بهذه الاحابيل والمناورات السياسية ؟قطعا هو الشعب العراقي . سيخسر كل يوم من جراء جواسيس العملية السياسية العاملين .. تحت خيمة دول الجوار الشريرة!!نعم دول الجوار ..الشريرة فقط!
وسيخسر الامريكان أيضا ، ولا يبقى اي فاصل بين الخط الاحمر والخط الابيض!!،
من جانب آخر وهنا مربط الفرس، فأني لم اسمع كلاما صريحا ورسالة واضحة من مسؤول امريكي يهدد بالدم الامريكي كخط احمر – بعدما صار الدم العراقي الجليل ارخص من اي شيء- للفرقاء والغرماء في العملية السياسية هذه المرة، فقد قال وزير الدفاع الامريكي في تصريح للأعلام "إن بلاده ستعيد النظر في استراتيجيتها في العراق منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل إذا لم يصوت البرلمان العراقي على مشاريع قوانين هدفها تحقيق المصالحة الوطنية" وأضاف أن جهود المصالحة الوطنية في العراق «مخيبة للآمال»، محذرا المسؤولين في هذا البلد من أن «كل يوم إضافي يمنح للحكومة لتصنع السلام يتم شراؤه بدم أميركي"
وماذا تقول أخبار العصا الامريكية :
"تواصلت الضغوط لاقناع جبهة التوافق السنية بالتراجع عن الانسحاب من الحكومة. ورفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استقالة 5 من وزرائها امس، فيما ناشدهم الرئيس العراقي جلال طالباني بـ«اعادة النظر في موقفهم». وأجرى الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالات حثيثة مع عدد من ابرز القادة العراقيين، بينهم طالباني ونائباه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، كما اتصل برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، وطلب منهم العمل الجاد للخروج من الازمة. لكن جبهة التوافق أعلنت أمس رفضها لكل تلك الضغوط، مشيرة الى ان عودتها مشروطة بـ«اصلاح الخلل الذي تشكلت على أساسه الحكومة»وقال طالباني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائبه عادل عبد المهدي، ورئيس الوزراء نوري المالكي: «اخبرنا رئيس الوزراء انه رفض استقالة وزراء التوافق، ونتمنى منهم اعادة النظر في موقفهم وان يكونوا طرفا مشاركا في حكومة الوحدة الوطنية».وأضاف طالباني «عقدنا اجتماعا جيدا جدا مع رئيس الوزراء نوري المالكي، وبحثنا الوضع السياسي العام واكدنا على المبادئ الاربعة المعلنة مسبقا، وهي تعزيز وتطوير حكومة الوحدة الوطنية والالتزام بالبرنامج السياسي المقرر سابقا وتنفيذ ما تبقى من البنود والالتزام باتفاق بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء حول الصلاحيات المشتركة ودراسة طلبات التوافق وتنفيذ المطالب المشروعة والمعقولة والقانونية قريبا»، كما أن العصا الامريكية راحت الى أحدى جوار الشر فأرسلت وفدا لدراسة فتح سفارتها في بغداد بعد خجل وريبة !! اقول للجميع ممن اشترك مع امريكا في اللعبة : عليكم احترام شروط اللعب مع الكبار !
واسمعوا ما قاله رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني -بعد أن تذوّق طعم الاقصاء الوطني وحصد نتائج اللاتوازن وفقدان الحكمة في النظر الى المسائل العراقية الملحّة- ": إن الأحزاب الإسلامية فشلت بامتياز في تنفيذ برامجها وأن الشارع العراقي بات ينظر إليها بعين الريبة. ، أن دول الجوار لا تتعامل معنا بجدية لأنها تعرف أن سيادتنا منقوصة وأن أمرنا بيد غيرنا. .واضاف لقد فشلت الأحزاب الإسلامية بامتياز في تنفيذ برامجها والآن الشارع العراقي ينظر إلى الإسلاميين بعين الريبة، بل بدأ ينأى عن القيم الإسلامية نتيجة الشعور بأن الإسلاميين هم وراء القتل والتهجير. فشلنا بامتياز لكن من وراء الفشل؟ أعتقد أن هناك أجندة متعمدة لإفشال الإسلاميين وقد نجحت لأن البديل العلماني هو المطلوب حقيقةً. لم تأت أميركا وتنفق المليارات والكثير من الدماء لكي تقدم (السلطة) للسلفيين وحزب الدعوة والمجلس الأعلى والحزب الإسلامي هدية مجانية ...
"بالتأكيد الناخب العراقي حكم علينا بالفشل، فلماذا يعيد التجربة معنا؟ يجب أن يأتي بوجوه جديدة وهذه هي اللعبة الديموقراطية. عندما تفشل في مهمتك، فليست هذه نهاية العالم، أعط المجال لغيرك لكي يجرب فإن فشل فأنت البديل، وهذا هو التبادل السلمي في الآلية الديموقراطية"".
اسمعوا ايها الساسة.. الدم الامريكي نزلّ الى الساحة كخط أحمر وانتم تعرفون بخبرتكم وبفطرتكم ايضا ما تعنيه الادارة الامريكية بالخط الاحمر هذه المرة!!
أيّ دم وأي خطوط ؟؟ وايّ عراقٍ وأيّ حظوظ!؟؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 33شمعة تضيء تجربة الشاعر أديب كمال الدين
- المشهداني وراتب التقاعد الأريحاني
- اتذكرك كحمى طازجة واهذي
- برلمان العراق في إجازة دائمة
- عمائم إيران وأحلام الامبراطوريات
- - الصابئة المندائيون -عراقيون ولكن بعد هذا الفاصل
- الصابئة المندائيون
- الطفولة العراقية المستباحة
- الصنم وبهجة العبيد
- حين يتكلم الرمل في حضرته ويصدأ الكلام
- تائهون في صحراء الاسلام
- المسيحييون ينقرضون
- عراقيون ... ولكن بعد هذا الفاصل
- عراقيون ..ولكن بعد هذا الفاصل
- نهضة الفكر في الغرب وتخلف العرب
- الفنان العراقي عامر رشاد الكاريكاتير هو الفن الأصعب والأرقى ...
- طرائد
- الحضور الابداعي خلف علامات إستفهام الواقع - بتول الخضيري في ...
- الثقافة العراقية والوزير السوبرمان
- الحضور الإبداعي خلف علامات استفهام الواقع رواية غايب لبتول ا ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!