أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جريس الهامس - دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث - الإقتصاد السياسي - 16















المزيد.....


دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث - الإقتصاد السياسي - 16


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2000 - 2007 / 8 / 7 - 11:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



كتب لينين بعد فشل ثورة 1906 البورجوازية في روسيا مايلي :
( إن الماركسيين مقتنعون تماماً بالطابع البورجوازي للثورة الروسية . وهذا يعني إن التحولات الديمقراطية للنظام السياسي والتحولات الإقتصلدية
والإجتماعية التي تحتاجها روسيا لن تنتج تزعزعاً للرأسمالية وسيطرتها على السلطة . كما أن النصر الكامل لثورة الفلاحين ( بقيادة الكاديت حزب الفلاحين ) وتقسيم كل الأراضي من جديد وفقاً لمصالح الفلاحين ورغباتهم .. كل هذا لايزيل الرأسمالية النهّابة . بل يعطيها دافعاَ جديداً لنموها ويعجل في تمييز الفوارق الطبقية بين صفوف الفلاّحين ...إن عدم فهم هذه الحقيقة يجعل من الثوريين الإشتراكيين بدون وعي منهم بمثابة إيديولوجيين ومنظرين للبورجوازية الصغيرة ... إن الثورة البورجوازية الصغيرة لاتهدم أسس الرأسمالية بل توسعها وتعمقها وتنميها . إن الثورة الديمقراطية البورجوازية ليست بذات أهمية بالنسبة للطبقة العاملة الطامحة للإستيلاء على السلطة وتحرير جميع الكادحين – الأكثرية العظمى من الشعب – من نهب واستغلال واضطهاد الرأسمال -- خطتان ص 42 – 43 )
أما التحريفية المعاصرة وأتباعها في بلادنا والعالم فقد انحطت لدرجة وضع نفسها وأحزابها في خدمة الديكتاتوريات العسكرية وأنظمة الإستبداد المتعددة الأوجه والأساليب التضليلية في قيامها بإجراءات إدارية فوقية كالقيام بالإصلاح الزراعي واستبدال الإقطاع القديم برأسمالية طفيلية وكومبرادورية غير منتجة جديدة أكثر همجية وقمعاً تحميها حراب الإستبداد الداخلي وحراب أمريكا وغيرها من الخارج ..وأطلق المحرفون الخروشوفيون على هذه الأنظمة أسماء : ( اللارأسمالية والوطنية والتقدمية السائرة نحو الإشتراكية ..الخ من خدع وأكاذيب البورجوازية المنحطة ) ..أمام ابتسامات الأمبرياليين القدامى والجدد وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا صانعو وداعمو معظم هذه الديكتاتوريات ( التقدمية جداً جداً )
لقد سبق لتيار ( الشعبيين ) الذين برزوا كالطحالب في تاريخ الثورة الروسية واختفوا عند قيام الثورة الحقيقية .. سبق لهذا التيار أن اعتبر حركة الفلاحين في سبيل الأرض هي حركة إشتراكية ... لكن البلاشفة الماركسيين بقيادة لينين وستالين رأوا إن حركة الفلاحين ليست موجهة ضد أسس النظام الرأسمالي وإقتصاده البضاعي , ضد استغلال الرأسمال ... بل هي موجهة ضد الإقطاع ضد علاقات ماقبل الرأسمالية في الريف فقط ,, وهذا ماشرحه لينين في مقاله الشهير -- الإشتراكية البورجوازية الصغيرة , والأشتراكية البروليتارية –
( ينبغي إذن الجمع بين النضال البروليتاري الصرف . وبين النضال الفلاّحي العام , ولكن لايجوز الخلط بينهما ... إن نضال الفلاحين ضد الملاكين العقاريين في هذه المرحلة من التطور الإقتصادي والسياسي هو عمل ثوري من جميع الوجوه . ونحن ندعم هذا النضال الديمقراطي الثوري .. لكن لايمكن تسميته إشتراكية تجعل الملكية جماعية , ولايمكن خداع الناس والنفس بإمكانية التمتع المتساوي بالأرض في نطاق النظام الرأسمالي والإقتصاد
البضاعي .. إنها ضرب من الطوباوية الرجعية وأحلام البورجوازية الصغيرة , نتركها للإشتراكيين الرجعيين ..—1905 – المصدر السابق - )
إن محاولات تشويه الإشتراكية العلمية وإصلاح النظام الرأسمالي الهمجي أو تكييفه وتضليل الجماهير بحتمية سقوطه ليست جديدة في عصر عولمة الفقر والمرض ونهب واستعباد الشعوب والعودة للإحتلال العسكري المباشر اليوم بل هي قديمة قدم الماركسية التي اكتشفت قوانين التطور العلمية وأوجدت البديل الإشتراكي العلمي الحتمي لوحشية الرأسمال وسلطته .... وكانت جميع هذه المحاولات في خلق إشتراكيات كاذبة وإصلاح وترقيع النظام الرأسمالي ومازالت التي تقوم بها الأمبريالية العالمية وقطبها الأوحد وجميع الأنظمة التابعة لها في العالم .. محاولة يائسة لإثبات عدم حتمية انهيار النظام الرأسمالي ورفض إمكانية الإنهيار نفسها في دفاع يائس عن الأمبريالية ومنتجها الليبرالي أمام حشرجة موتها القادمة لامحالة على أيدي الشعوب المناضلة التي أطلق عليها ( القدرة على التكيف الرأسمالي ) وما أجمل تحليل شهيدة الحركة الشيوعية العالمية روزا لوكسمبورغ – بهذا الصدد .. التي وصفت نظرية إقامة الإشتراكية تدريجياّ وإصلاح الملكية الرأسمالية وتكييفها و وتحويل الرأسمالي إلى مدير ..كما زعم البورجوازيان الإصلاحيان : برنشتاين , وكونراد شمييت – ومعهما كاوتسكي و خونة ثورة 1919 البروليتلرية في ألمانيا بمايلي : ( إن فكرة برنشتاين وشمييت تشبه خرافة تحويل بحر الرأسمالية المر والاّسن .. إلى بحر إشتراكي عذب ونقي بواسطة زجاجة من الليموناضة – أو شراب البرتقال – الإشتراكية الإصلاحية نصبها فيه بين وقت واّخر ..—إصلاح إجتماعي أم ثورة - )

إن جميع محاولات البورجوازية الصغيرة لتشويه الإشتراكية خصوصاً عندما تكون هي في مركز السلطة عن أي طريق كان – إنقلابات عسكرية أوغيرها من طرق دونكيشوتية لاغتصاب السلطة من الشعب -- ومحاولتها إخضاع الطبقة العاملة لقيادتها وتكييف مصالحها لخدمة البورجوازية وبالتالي إخضاع مصالح الكادحين لمصالح البورجوازية الطفيلية في الريف والمدينة , كلها أساليب خبيثة لإجهاض الثورة والصراع الطبقي محرك التاريخ ... ووقف المد الثوري المتنامي في مختلف البلدان الرأسمالية والتابعة – رغم كل النكبات والإنهيارات في المعسكر الإشتراكي التي ولّدتها التحريفية المعاصرة – وخدمت هذه المحاولات والأساليب والأنظمة في النهاية الأمبريالية الأمريكية وإسرائيل رأس الحربة السامة للنظام الرأسمالي الوحشي شاءت أم أبت . بوعي أو بدون وعي ...؟
وميز ستالين بوضوح بين الجنوح نحو الإصلاحية الإنتهازية والبديل الثوري الجماهيري الإشتراكي الديمقراطي – رغم كل أخطائه – بقوله :
( في نظر الإصلاحي الإصلاح هو سقف نضاله هو كل شيْ , أما العمل الثوري فهو للمظهر فقط , وهو ليس إلا للثرثرة وذر الرماد في العيون . وبهذا يصبح الإصلاح في ظروف الحكم البورجوازي أداة لتقوية هذا الحكم , ووسيلة رخيصة لتفسيخ الثورة وإجهاضها __ الأسس اللينينية ص 127 )
وهذا الموقف الماركسي الأصيل من الثورة سبقته اليه شهيدة الثورة الألمانية روزا لوكسمبورغ 1919 بقولها :
( إن الذي يختار الطريق البرلمانية والقانونية للإصلاحات عوضاّ عن الإستيلاء عن السلطة والثورة الإجتماعية , لايختار في الحقيقة طريقاّ سلمية أكثر هدوءاً وأمناَ نحو الهدف نفسه , لكنه يختار هدفاً يختلف كل الإختلاف , فعوضاَ عن تحقيق تظام إجتماعي جديد يحرر الإنسان من الإستغلال والعبودية . يكتفي بتغييرات تافهة في النظام القديم .. كما تؤدي مفاهيم التحريفية في السياسة إلى النتيجة نفسها التي تنتهي إليها نظريتها الإقتصادية .. فهي لاتريد إقامة نظام إشتراكي حقيقي , بل تريد ترميم النظام الرأسمالي القائم .. ولاتهدف إلى إلغاء نظام الأجرة ,, إنها تهدف باختصار لإزالة أورام النظام الرأسمالي وحسب – إصلاح إجتماعي أم ثورة . ص77 )
أوردنا كل هذه النصوص والتجارب ليرى القراء الكرام ... ماجرته من ويلات ودمار على بلادنا ومجتمعاتنا أحزاب البورجوازية والتحريفية المعاصرة التي تحولت قياداتها بحماية أنظمة العسكر والعمالة إلى بارونات الرأسمالية المتوحشة والمعسكرة التي جرّت مجتمعاتنا قروناّ إلى الوراء ودمرت كل مابناه إنساننا النشيط في الحضارة الإنسانية . وكانت الأداة الأساسية لتسليم بلادنا غنيمة للغزو الأمبريالي الصهيوني المجرم في نهاية المطاف ...
.... ثم جاء ماوتسي تونغ ليقود أطول مسيرة ثورية في التاريخ البشري خلال ثلاثة عقود من الثورة في ( القارة الصينية ) ويتعلم من الممارسة العملية في كشف الأخطاء داخل الثورة وفي القوالب النظرية الجاهزة ... جاء ليطور الماركسية اللينينية والتراث الماركسي على الواقع الموضوعي للثورة الصينية وليوضح بشكل عملي خلاّق العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية , والثورة الديمقراطية الإشتراكية أو الديمقراطية الجديدة – بقيادة الطبقة العاملة ومحالفة الفلاحين وسائر الشغيلة وتحقيق البديل الإشتراكي العلمي والملكية الجماعية لوسائل الإنتاج كمرحلة إنتقالية نحو الشيوعية بعد اجتياز مراحل نضالية أساسية ومفصلية في البناء بعد انتصار الثورة المسلحة . أهمها إزالة التناقض بين الريف والمدينة , أي التناقض بين الصناعة والزراعة والقضاءعلى التفاوت بين العمل الزراعي والعمل الصناعي باتجاه السير الحازم نحو إلغاء الملكية الخاصة بتحويل الملكية التعاونية إلى ملكية دولة والقضاء نهائياّ على البورجوازية الصغيرة التي تنمو في تربتها الطفيليات التحريفية والرأسمالية التي تعيد التنظام الرأسمالي في أية فرصة سانحة تغيب فيه قيادة الطبقة العاملة __ إن النظرية الماركسية هي في النهاية نظرية الطبقة العاملة – البروليتاريا – وليست نظرية البورجوازية الصغيرة والفلاحين ... والعامل الذي يعترف بالنضال الطبقي والصراع الطبقي والحقوق النقابية وحسب هو ليس ماركسياَ ... ولن يكون ماركسياً ما لم يؤمن ويناضل نحو الهدف الستراتيجي للنضال الطبقي وهو الإستيلاء على السلطة .. وتطبيق أوسع أنواع الديمقراطية الشعبية التي لم يعرفها النظام الرأسمالي الذي يتبجح بها ... والقضاء على التفاوت بين العمل اليدوي والعمل الفكري برفع مستوى الثقافة والفكر وتوفير وسائل بلوغه للجميع مجاناّ .. حتى بلوغ المجتمع الإشتراكي تحت شعاره الشهير : من كل حسب طاقته , ولكل حسب عمله – ومن لايشتغل لا يأكل ---
هذا ماطبقه ماوتسي تونغ وقيادته في بناء الكومونة في الريف التي جمعت الصناعة والزراعة وفي الصناعة والثقافة ... لكنه لم يكتمل مع الأسف كما سيأتي
وأدرك ماو ان مرحلة الإنتقال الإشتراكية نحو الشيوعية ستكون طويلة ومريرة يستمر خلاله الصراع الطبقي في قلب الحزب والدولة بين الخطين البورجوازي والتحريفي – والخط البروليتاري الثوري بأشكال مختلفة – إن انتصار الثورة واستيلاء الطبقة العاملة بمحالفة الفلاحين الفقراء على السلطة وتوطيد ها وقيادة وسائل الإنتاج كل ذلك يساعد على بناء القاعدة المادية للإشتراكية التي يحتاج بناؤها إلى مسيرة طويلة مريرة تحتاج لاجتياز جبال من الصعوبات والتضحيات بالإعتماد على النفس لاتقل عن تضحيات الثورة نفسها ....
- دحض ماوتسي تونغ نظريات الإنتهازية اليمينية التي تزعم وتدعي عجز العمال عن قيادة الدولة والإقتصاد بمحالفة الفلاحين وسائر الشغيلة .. والتي ترى في المثقفين وحدهم القدرة على ذلك .. أكد ماو إن هؤلاء المثقفين ( الثقاة ) البورجوازيين ونظرياتهم يبغون إبقاء نير الإستغلال البورجوازي الإقطاعي على رقاب جماهير الشعب المضطهدة , تحت ستار ( تكوين الملاكات تحت ظل الرأسمالية ) أي الخضوع لنظرية ( قوة الإنتاج ) الإستسلامية لسيطرة الرأسمال من جديد التي دحضها لينين كما رأينا سابقاَ .
- لهذا رأى ماوتسي تونغ : الإستيلاء على السلطة السياسية أولاً بعد انتصار الثورة ومتى استطاعت الطبقة العاملة بمحالفة الفلاحين الفقراء الإستيلاء على السلطة بعد الثورة أصبح بإمكانها عندئذ , تبديل البنية الإقتصادية وعلاقات الإنتاج الرأسمالية , وتربية الكوادر القيادية
- للإقتصاد والدولة والمجتمع , كما أوضح بصورة علمية وشاملة العلاقة وعملية بين الإقتصاد والسياسة , وبين السياسة والعلوم والأدب والفن وسائر فروع الثقافة والمعرفة . ووضع السياسة في المقام الأول في مقدمة كل شيْ , وهذا أمر أساسي في البناء الإقتصادي والثقافي والعسكري
. فإما أن أن يخدم البناء السياسي والإقتصادي ... سياسة البورجوازية النهّابة وعقليتها المعادية للجماهير الكادحة والمنتجة وللإشتراكية .. أو يخدم سياسة الطبقة العاملة ومعها جميع الطبقات المضطهدة والمستغلة , لبناء الإشتراكية بقيادتها ( أي ديكتاتورية البروليتاريا لا الديكتاتورية الفردية كما يزعم أجراء الرأسمالية والتحريفية على حد سواء ) ... وهذه نقطة جوهرية في تطور الماركسية اللينينية :
( العمل السياسي هو شريان الحياة لجميع الأعمال الإقتصادية , وينطبق هذا بصورة خاصة أثناء تغيير نظام الإقتصاد الإجتماعي تغييراً جذرياَ – يجب علينا وضع السياسة في المقام الأول – في الممارسة العملية )
كما أكد على أسلوب العمل السياسي وفق الظروف الواقعية الموضوعية لانتيجة تصورات ذاتية فوقية :
( إن أهم أسلوب أساسي في العمل على جميع الشيوعيين وضعه نصب أعينهم بحزم , هو أن يقرروا سياسة العمل وفقاً للظروف الواقعية – وإذا
درسنا أسباب وقوعنا في الأخطاء , وجدنا أنها تعود لوضع سياستنا في العمل بناء على تصورات ذاتية مبتعدين عن الظروف الواقعية في زمانها
ومكانها .- من خطابه في مؤتمر الكوادر في منطقة شانسي المحررة –أول نيسان 1948 – المختارات 4 ).
كما طبق سياسة الإعتماد على النفس بالدرجة الأولى في جميع مراحل الثورة والبناء الإشتراكي منذ كان الجيش الأحمر في معاقل جبال تشين كان شان في القاعدة الثورية الأولى عام 1927 يحتاج لحفنة من ملح الطعام - حتى تحرير اّ خر شبر من البر الصيني في الأول من أيلول 1949 حتى البناء الإشتراكي العملاق ... رغم طعن التحريفي خروشوف البناء الإشتركي في الظهر وسحب جميع الخبراء والمساعدات التي قدمتها قيادة ستالين للثورة والبناء دون أية تبعية ... وانطلق التحريفيون يبشرون حلفاءهم الأمبرياليون بقرب انهيار سد الصين الإشتراكي منذ عام 1957 ....
( نحن ندعو إلى الإعتماد على النفس بالدرجة الأولى , ونأمل في العون الخارجي , ولكن لايجوز لنا التعويل عليه , وإنما نعوّل على جهودنا الخاصة .
على القوة الخلاّقة في الشعب قاطبة وفي جيش الثورة الأحمر – من مقال : علينا أن نتعلم العمل الإقتصادي – كانون الثاني – 1945 –لبمؤلفات المختارة
م 3 )
( لنجعل الغابر يخدم الحاضر والمستقبل دون تقديس , ولنجعل كل ماهو أجنبي يخدم ماهو وطني ... على أي أساس ينبغي أن ترتكز سياستنا .؟؟ يجب أن ترتكز أولاً على الإعتماد على النفس .. – المصدر السابق )
ودحض أساليب الإستسلام للنماذج الأجنبية الذي يقف حجر عثرة أمام الإبداع والتحرر الكامل من الإستعمار والرجعية ومخلفاتهما الإقتصادية والسياسية والثقافية .... هذه المبادئ الأساسية حققت إنجازات هائلة في الزراعة والصناعة والدفاع والثقافة والفن والعلوم والثورة الثقافية البروليتارية – التي عمل التحريفيون السوفييت والصينيون لتشويهها وتضخيم الأخطاء التي تقع في عمل ثوري في التاريخ للنيل من قيادة ماوتسي تونغ والثورة بعد وفاته –
هذه الإنجازات التي أرعدت فرائص العدو وأذهلت العالم . ونقلت الصين من بلد شبه مستعمَر وأقطاعي متخلف ومستعبَد , وجائع إلى دولة إشتراكية عظمى للعمال والفلاحين الفقراءوسائر الكادحين يقدم الغذاء والكساء للعالم بأسعار البلاش أمام الإحتكارات الرأسمالية.... وقلعة حصينة لجميع شعوب الأرض ...إلى بلد النمو الإقتصادي الأول في العالم دون تبجح و( بهورة ) صنع سلاحه النووي والهيدروجيني وسفن الفضاء وأحدث المنجزات العلمية التي تفوقت على أحدث التكنولوجيا في الكثير من الميادين العلمية ...وكل مانراه اليوم وما سنراه في المستقبل ماهو إلا امتداد لجذور البناء الإشتراكي التي أرساها
ماوتسي تونغ ورفاقة الثوريين على أسس الإشتراكية الصلدة التي ردت مكائد الأمبرياليين الأمريكان وغيرهم إلى نحورهم وأسهمت مباشرة في دعم جميع حركات التحرر الوطني في العالم قبل وقاة ماوتسي تونغ وقيادة الثورة والحزب التاريخية ..._ ,, وليست نتيجة السياسة الرأسمالية الدخيلة او التحريفية المطورة عن تحريفية خروشوف
التي تعلمت دروسها بذكاء صيني , وتجنبت حتى الاًن نتائجها المدمرة في الإتحاد السوفياتي .. لأن مبادئ الثورة والماركسية اللينينية أفكار ماوتسي تونغ وقيادته الفذة مع رفاقه شوئن لاي وتشوتة ةتشن يي والاَلاف غيرهم مازالت حيّة في ضمائر ووجدان مليار ومئتي مليون صيني وستبقى كسور الصين خالدة هازئة بالدخلاء تنتج ورثة حقيقيين للحزب والثورة وتطويرها باستمرار وبين التطوير والهدم كالفارق بين البناء والتخريب , بين الأرض والسماء ...,, وهذا ما سأتناوله – إذا قدّر لي – في نهاية هذا البحث الطويل ....
إن مبادئ الإعتماد على النفس ورفض التبعية العمياء ودحض الأنا وخلق الإنسان الإشتراكي الجديد , ودمج العمل الفكري بالعمل اليدوي , والنظرية بالممارسة الثورية الجماهيرية , وبناء القاعدة السياسية الواعية والقاعدة الإقتصادية الإشتراكية المتطورة الراسخة كالطود , التي حوَلت الصين من هذه الكتلة البشرية الهائلة من مجتمع إقطاعي بورجوازي شبه مستعمَر ومن إقتصاد ليبرالي فوضوي تابع للإحتكارات الأمبريالية كما هو الحال الاْن في الكثير من بلدان العالم الثالث حيث لاقيمة للإنسان فيها . يموت الملايين فيها سنوياَ من الجوع والمرض والعبودية والحروب الخارجية الإستعمارية أو الداخلية
المدمرة للمجتمعات والدول ....تحولت الصين بعد الثورة إلى كتلة بشرية كبيرة منظمة ومنتجة وواعية تقودها الطبقة العاملة وحزبها الثوري في دولة العمال والفلاحين الإشتراكية , دولة الإنسان المتحرر بكل معنى الكلمة ..
وتجلت عبقرية قيادة ماوتسي تونغ في البناء الإقتصادي فيما يلي :
1- اعتبار الزراعة القاعدة الأساسية في الإقتصاد الوطني . والصناعة العنصر القيادي فيه – أي قيادة الطبقة العاملة للبناء الإقتصادي والسياسي ...
2- بناء الصناعة الخفيفة وتطوير الحرفة لخدمة الشعب وتأمين أمنه الغذائي والحياتي أولاً ثم بناء الصناعة الثقيلة .. ولايجوز بناء الثانية على حساب الأولى وإهمالها..كما حدث في تجارب إشتراكية أخرى مع الأخذ بعين الإعتبار الظروف الموضوعية الخاصة لكل منها .
3- دمج الزراعة بالصناعة الخفيفة في معظم الكومونات الشعبية التي كانت تعتبر القاعدة الثورية الإشتراكية الناجحة في العالم .. التي تعلمت من أخطاء الكولخوز والسوفخوز .. لتسهم بشكل خلاّق في السير الحثيث نحو إزالة الملكية الزراعية الخاصة أولاً وتطبيق مبدأ _ لكل حسب عمله – ولإزالة الفوارق الطبقية بين الريف والمدينة .. التي تحدث عنها الروّاد الأوائل كما رأينا في الفصول السابقة .....
وبدون تحقيق ذلك لايمكن اجتياز المرحلة الإنتقالية الإشتراكية نحو الشيوعية ...
وهنا لابد لي من وقفة صغيرة عند بناء الكومونة الشعبية السياسي والإقتصادي والإجتماعي في الصين التي شاهدتها عن كثب أثناء زيارتي للصين عام 1967 في حياة القائد ماوتسي تونغ ورفاقه ... ليعرف القراء الكرام الحقيقة كما كانت .. بعد الحملات الشعواء الظالمة التي قامت بها مختلف الأجهزة والأبواق الأمبريالية والتحريفية الخروشوفية والتروتسكية لتشويهها وتشويه الثورة وقيادة ماوتسي تونغ والدس الرخيص عليها ..
في الكومونة رأينا الصناعة ومكننة الزراعة وإنتاج الاّلات الزراعية إلى جانب الإنتاج الزراعي والسلطة النقابية والسياسية وقيادة الحزب الملتحمة مع الجماهير العاملة تتعلم منها وتبني برامجها وخططها الإنتاجية بإسهام جميع العاملين فيها ... وتشكل الكومونة وحدة سياسية وإقتصادية كاملة وسلطة تشريعية وتنفيذية في اّن واحد ..., بعكس الكولخوزات والسوفخوزات التي كانت هيئات إقتصادية زراعية فقط منفصلة عن الصناعة وقيادة الطبقة العاملة من جهة ومنفصلة عن السلطة السياسية المتمثلة في مجالس السوفييت من جهة أخرى .
إن ارتباط الزراعة بالصناعة ومكننة الزراعة , وحل التناقضات الأساسية بين السلطة السياسية والسلطة الإقتصادية , وبين الصناعة والزراعة , وبين الريف والمدينة .. بقيادة الطبقة العاملة ونظريتها الثورية والعلمية .. بدون بلوغ هذه المراحل الجوهرية التي تشكل العمود الفقري لبناء النظام الإشتراكي والديمقراطية الإشتراكية .. من الصعب قطع الطريق أمام عودة نمو البورجوازي كالطحالب داخل البناء الإشتراكي .. وهذا ما نبّه له المعلم لينين بقوله :
( مالم ينته هذا العهد الإنتقالي , فلا بد أن تساور المسغٍلين الرأسماليين اَمال العودة . ثم يحوّلونها إلى محاولات للعودة – الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي ) وهذا مانبه له ماوتسيتونغ ...
( بعد القضاء على الأعداء المسلحين , سيبقى هناك أعداء غير مسلحين , ومن المؤكد أنهم سيناضلون نضالاً مستميتاً ضدنا , فعلينا ألا نستخف بهم أبداً وإذا لم نثر هذه المسألة الاّن ولم نفهمها على هذا الوجه فسوف نرتكب أخطاء جسيمة جداً ....) كما قال :
( إن الأمبرياليين والرجعيين المحليين لن يرضوا بهزيمتهم بالتأكيد, بل سيبذلون محاولات يائسة للعودة , وبعد أن يستتب النظام والإستقرار في كل البلاد
سينهمكون في التخريب وخلق وتغذية الإضطرابات بمختلف الوسائل . ويحاولون كل يوم وكل لحظة إعادة حكمهم للصين , وهذا أمر حتمي لاريب فيه ..
فعلينا ألا نتراخى أبداً في يقظتنا –من الكلمة الإفتتاحية للمؤتمر الإستشاري السياسي للشعب الصيني –21 أيلول 1949 ) __ يتبع
لاهاي - 6 / 8



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين معركتين إنتخابيتين في سورية عام 1957 وفي لبنان الاّن ..؟
- حوار مع الصديق الدكتور برهان غليون - 2
- حوار مع الصديق الدكتور برهان غليون ..؟
- دور أفكار ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل ال ...
- مماليك دمشق والإمارات الإسلامية
- دور ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث ...
- خيانة حزيران 1967 التي أسموها نكسة ...؟؟
- المحكمة الدولية والتباكي على لبنان ..!!؟؟
- بيعة الطاغية شعراً ..؟
- تنفيذ الفصل الأول من الإتفاق الإسرائيلي - الأسدي في لبنان .. ...
- دور أفكار ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل ا ...
- الإستفتاء على الأشلاء
- دور ماوتسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية --الفصل الثالث ...
- رحلة في جحيم المملكة الأسدية ...؟
- دور أفكار ماو تستونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفلسفة ...
- دور أفكارماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل ال ...
- هذا هو الوجه الحقيقي لجيشنا الوطني السوري ..؟؟
- دور أفكار ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل ا ...
- أهلا بعيد النوروز والربيع - - دعوة قديمة حديثة لمقاطعة مسرحي ...
- التمرّد حق ... مهداة إلى دمشق الحبيبة


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جريس الهامس - دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثالث - الإقتصاد السياسي - 16