أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - جرائم قَرَف














المزيد.....

جرائم قَرَف


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قد تلغو قلة بالقول- عساها تظل قلة- إن الموضوع مكرر, وأن ثمة قضايا أكثر أهمية لإثارة النقاش حولها. نعم مكرر وسيبقى يتكرر ما دامت تتفشى عقول ذكورية متعفنة تتساهل معها القوانين الوضعية والعادات السائدة. لا يُعقل أبداً أن تؤجل قضايا فيها أرواح تُزهَق ودماء تُهْرَق, بحجة الهمّ الوطني والسياسي,الذي تذرعت به ثلة لتبرير ما لا يُبرَر.


هي جرائم قرف بالمعنى الدقيق بل وأكثر. كل سنة تُقتل مئات الفتيات بذريعة غسل العار، ولا توجد أرقام دقيقة نظراً للتعتيم على كثير من جرائم مماثلة. حان الوقت لانتفاضة مجتمعية على القوانين المعمول بها والعادات التي تسيطر على سلوك الذكور. الجريمة جريمة, ولا يلطف من وقعِها لصقُها بعبارة "الشرف". قد تؤتي هذه الانتفاضة أكُلَها إذا تسلحت بالأصول الدينية والمنطقية، ووجدت النية الصادقة للدفاع عن العذارى اللائي يذهبن ضحية شبهات في كثير من الآونة، والقاتل يحتمي بقوانين تبقيه خلف القضبان لبضعة أشهر, أو سنوات قليلة كأقصى حد, لأنه " غسل العار" لا أكثر!!. كان الأجدى غسل العقول، وعدم استرخاص أرواح ودماء البنات.

علاوة على القوانين المتساهلة، والتي من المعيب والشائن أنها ما زالت حية ً في أروقة المحاكم، تكونت طرق التفافية لتجنب حتى الاعتقال المخفف، مثل استخدام الأحداث ليعترفوا هم بارتكابهم الجريمة نظراً لانعدام الأحكام الجنائية لمن هم دون سن الثامنة عشرة، كما حدث في إحدى القرى السورية منذ حين قريب. وللموضوعية فإن مثل هذه الحادثة تحصل في كل الدول العربية.

لا غضاضة في الجزم هنا أن الجاني لم يستهن بروح الفتاة المغدورة فقط، إنما دمر مستقبل الطفل، ونقل له عدوى تعفن العقل ووحشية السلوك. سيكبر هذا الطفل وتنمو معه النزعة الذكورية التي يحسب أنها تبيح له امتلاك ولاية تطبيق القانون بالطريقة التي يشاء وضد من يريد.

إذا كانت مسألة الشرف تجعل الأب أو الأخ أو الإبن قاتلاً ومجرماً، فلعله من الجدير التذكر أن الشرف ليس من نصيب الإناث وحدهن، للذكور أيضاً شرف. وسواء تعلق الأمر بالأنثى أو بالذكر، فليس السيف هو الذي يجب أن يسبق العذل. دينيا ً, القصاص واضح إذا إثبتت الحادثة، والجهة التي تنفذ القصاص والعقوبات أوضح من الشمس، ولم يُتْرك الأمر لأي كان حتى يصبح القاضي والجلاد يمارس ساديته الذكورية بحق من استوصى بهن الرسول، صلى الله عليه وسلم، خيراً.

كم نحن، "الشرقيين"، ننتفض لأشياء ونخمد إزاء أخرى. أوشكت التظاهرات أن تغرق شوارع المدن العربية احتجاجاً على قرار فرنسا منع الحجاب في مدارسها، وهي قضية, وإن كانت في صلب الدين, ضحاياها من غير المُدرَجين على قائمة القتل والوأد. وأقام كثيرنا الدنيا ولم يقعدها استنكاراً لرواية أو مسرحية. من نافلة التخيل أن حالنا المجتمعية ستكون أفضل وأنقى لو أن نصفا ً من تلك التظاهرات ينصف الفتيات المغدورات في بلادنا. وأن يرفع الصوت عالياً مجاهراً بالقول أرواح وحيوات الفتيات ليست هشيماً تذروه رياح الشبهات، ولا هي لعبة تعبث بها الأيادي الذكورية الآخذة بالأسباب المخففة.

هذا هو وقت اعتبار القاتل بغير حق قاتلا ً ومجرماً من دون أي اعتبار,وإلا فإننا سنجنح نحو مزيد من الغرق في مستنقعات الجاهلية حيث وأدُ البنات جزء من وحْلِها.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية
- -جريمة- ارتكبتها فتاة عربية
- المرأة ليست لحماً مكشوفاً للقطط
- السافرة أيضاً على خُلُق
- -سعودية-.. ونِعْمَ الفتاة
- اليهود ...التفكير سِرّ النجاح
- الباحثون عن - الجنس -
- هابيل يقاتل قابيل .. زُفوا النصر لإسرائيل
- مشاكل الفلسطينيين الداخلية لا تبرر عدم التضامن معهم
- P.B . ض . د
- الموت في سبيل ستار أكاديمي
- موعدكم مع فيلم السهرة ....
- الإغراء العربيّ المفترض في هوليوود
- -لا تستحمّي ليلا-
- أضغاث أحلام
- الحُبّ...وأشياء أخرى
- الضحية لا تعترف
- هي كانت كذا وكذا قبل 30 عاماً
- ماذا لو خطبت فتاة شاباً !!


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - جرائم قَرَف