أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - من ستقرع له الأجراس ومن سيخرج بلا خفين: الحكومة المنتخبة أم جبهة التوافق؟















المزيد.....

من ستقرع له الأجراس ومن سيخرج بلا خفين: الحكومة المنتخبة أم جبهة التوافق؟


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على عكس ما يحاول الإعلام البعثي تصويره, فإن انسحاب جبهة التوافق يمثل مأزقا حقيقيا للجبهة نفسها, وليس للمالكي وحكومته. مع ذلك, يبقى الأمر متعلقا بكيفية تصرف المالكي, ومن بعده الائتلاف والتحالف. فلو تكرر السيناريو التقليدي فإن جبهة التوافق ستفوز بكم جديد من التنازلات, بفضل الضغوط الأمريكية والسعودية. أما إذا وعى السياسيون العراقيون ـ وخصوصا المالكي ـ تلك اللعبة التي أدمنت جبهة التوافق على ممارستها؛ فإن الأمر سيؤول إلى جهة حكومة العراقية المنتخبة.

ولنبدأ من حيث ابتدأت الحكاية:

جريا على عادة الديمقراطيات في كل أرجاء المعمورة, يشكل الحزب أو التحالف أو الائتلاف الذي يحوز الأغلبية في البرلمان الحكومة, فيما تقوم الأقلية البرلمانية بدور المعارضة السياسية التي تقوم عمل الحكومة وتسعى ـ سعيا مشروعا ـ إلى الفوز في الانتخابات التالية مستفيدة من أخطاء الحكومة. وهذا ما كان ينتظره الشعب العراقي عندما انتخب من انتخب. بل هذا ما كان يتوقعه العالم بعد انتخابات أسطورية, جابهت بها الأصابع البنفسجية العارية, أصابع الديناميت المغلفة بأوراق الحقد والبغض والجريمة.

تلحف البعثيون عباءة أسموها "التوافق", وأخرى أسموها "الحوار", وظنوهما سوداوان كعباءة العراقية الشريفة, لكنهما كانتا شفافتان أرتانا ما حاولوا تغطيته. فقد انتَخِب أعضاء جبهة التوافق ـ كما هو معروف ـ في ظروف استثنائية, وتحت ضغوط وتهديدات البعثيين والإرهابيين, التي تعرض لها أبناء محافظتي الأنبار وصلاح الدين, وقسم من أبناء محافظتي الموصل وديالى. وقد جرت الانتخابات في هذه المحافظات بعيدا عن أية رقابة, بعد أن منع جميع ممثلي الأحزاب والكتل من الوصول إلى المراكز الانتخابية باستثناء ممثلي جبهتي التوافق وجبهة الحوار. فكان أن وضعوا في الصناديق ما شاءوا, دون رقيب ولا حسيب. فحصلوا على ما لا يستحقون تلاعبا وزورا. ولو قيض للانتخابات أن تعاد في هذه المحافظات الأربع, لفقد أعضاء جبهة التوافق, ومعهم أعضاء جبهة الحوار, أغلب الأصوات التي حصلوا عليها بالإكراه والتزوير. ولشهدنا للعراقيين الشرفاء من أبناء هذه المحافظات القدح المعلى, ولاستعادوا ما سرق من أصواتهم. ولاهتزت أركان البعث لفقدها (أحصنة طروادة) التي زرعتها في قلب العملية السياسية الجارية في العراق. لكن هذه الأصوات التي جمعتها جبهة التوافق بالطريقة المذكورة, لم تكن تكفي لتشكيل حكومة . . ومع ذلك أدخلت الحكومة! . .

الذي جرى أمر لا يعقل في عالم السياسة, وإن كان في معيار الإنسانية والوطنية عملا نبيلا وشريفا:
تنازل الائتلاف ـ بكرم باذخ ـ لجبهة التوافق عن أصوات ناخبيه المضرجة بالألم والدم, وفعل التحالف مثله. ففتحا بابا واسعا لابتزازات وضغوطات وتهديدات متعددة, قابلتها الحكومة بتنازلات بعددها أو يزيد. فكلما هددت جبهة التوافق بالانسحاب, سارع الأمريكيون ومن خلفهم آل سعود ومن يدور في فلكهم, بالضغط على المالكي والائتلاف والتحالف, من أجل تنفيذ (شروطهم)! ومن ثم تعود جبهة التوافق بسلة من المكاسب السياسية والمادية. وسرعان ما تعاود اللعبة مرة ثانية, وثالثة . . وهكذا, تكرر السيناريو ذاته بصورة سمجة ومملة.
وتمادى ـ نتيجة لذلك ـ البعثيون: فمن محاولاتهم الدائمة لعرقلة وإفشال عمل الحكومة, إلى محاولات ابتزازها وإسقاطها, إلى دعمهم للإرهاب, وقتل العراقيين, وتخريب بنية العراق الأساسية؛ ثم إلى مباشرة بعضهم وحضهم على القتل, كعبد الناصر الجنابي, وسعد الهاشمي, وغيرهم.


في هذه المرة قد يبدو الأمر مختلفا! فقد بدأت التوافق لعبتها, كما في كل مرة, لكن المفاجئ أن رد المالكي جاء حازما وحاسما. فهل هناك بوادر تنم عن تغير حقيقي في سياسة الحكومة, وفي طريقة تعاطيها مع الابتزاز السياسي لجبهة التوافق, وتهديداتها المستمرة, وشروطها التعجيزية؛ وأيضا في طريقة تعاطي الحكومة مع الضغوط الأمريكية والإقليمية لصالح جبهة التوافق التي تدعي معارضتها الوجود الأمريكي في العراق؟

إن تصريح الناطق باسم الحكومة يشير إلى بوادر من هذا النوع, ويبدو أن المالكي قد وعى اللعبة, ولم يستجب للتهديدات الأخيرة. فكان لابد لجبهة التوافق من الانسحاب مرغمة, للمحافظة على ما تبقى من ماء الوجه. فقد وضعها المالكي في زاوية حرجة, لم توضع بها من قبل. وصارت أمام خيارين لا ثالث لهما: فأما أن تقبل برد المالكي وتبقى في الحكومة, لكي تستمر في إعاقتها من الداخل, لكنها تفقد ما تبقى لها من مصداقية عند بعض قواعدها؛ أو تنسحب من أجل ذلك المتبقي من مصداقيتها, لكنها ستفقد قدرتها على إعاقة الحكومة من الداخل. فاختارت جبهة التوافق الخيار الثاني, أملا في العودة من خلال ضغوط "بوش" وإدارته, ودولارات آل سعود.

وسرعان ما بدأ "بوش" ضغوطه على الحكومة والائتلاف والتحالف! فقد بدأ الخط الساخن بين واشنطن وبغداد بالعمل على مدار الساعة, وها هو الرئيس الأمريكي يضغط من أجل عودة (أبطال المقاومة) إلى مقاعد الحكومة, لكي يستطيع العليان والعاني مقاتلة الأمريكان بدعم من "بوش" نفسه!! وتصور الأمر, فبدعم من "بوش" سيقاتلون جنود "بوش"!!!

المنتظر الآن من الحكومة:

1. أن تضع شروطا جدية وفعالة على جبهة التوافق, إذا ما رغبت بالعودة؛ لا أن تخضع لشروط التوافق.
2. أن لا تخضع للضغوط الأمريكية والإقليمية, وتضيف تنازلات مذلة جديدة؛
3. أن تكف عن التوسلات المذلة والمهينة, من أجل عدول جبهة التوافق عن قرار الانسحاب؛
4. أن تعين مباشرة من يقوم مقام الوزراء المنسحبين؛
5. أن تتعامل مع الوضع الجديد, على أنه الأصح والأسلم, الذي يلغي مبدأ (المحاصصة)؛
6. أن تستغل هذه الفرصة, حيث أن الحكومة (بعد خروج التوافق) ستكون منسجمة ومتجانسة, يسود التفاهم والتعاون فيما بين أعضائها, ويمكنها أن تدير البلد بطريقة أفضل.

لقد خيبت التنازلات المستمرة للحكومة وأحزابها, آمال الجماهير التي تنتظر منها قرارات على مستوى عال من الصرامة والقوة, تظهر بها سلطة القانون, وتحقق سيادة الدولة على جميع أراضيها. وبخروج جبهة التوافق من الحكومة ـ طوعا ـ أصبحت الحكومة بيد أغلبية برلمانية مكونة من الائتلاف والتحالف, يمكنها أن تتعامل مع ملفات الإرهاب والفساد والخدمات بطريقة أكثر جدية وصرامة وحسما. ولا يمكنها الاعتذار بعدم تعاون هذا الوزير أو ذاك, ولا بإعاقة هذه الجبهة أو تلك, للقرارات التنفيذية التي تصدرها.

إذا ما نجح المالكي ومعه الائتلاف والتحالف في التعامل مع مقامرة جبهة التوافق هذه, فسيكون ـ ذلك ـ درسا بليغا لها, سيحرجها أمام من تدعي تمثيلهم زورا, ويفقدها قاعدتها, ومن ثم يسمح ببروز بدلائها في الساحة السنية العراقية. كما سيفقدها ـ أيضا ـ ثقة الحكومات التي تضخ لها عشرات ومئات الملايين من الدولارات. وسيفقدها ـ أولا ـ دعم "بوش" وإدارته.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح التجديد التأريخي في الفكر السياسي الشيعي
- عصمة بعثيي هذا الزمان, بين الحكومة والبرلمان
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزر المخابرات الأمريكية 2
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزالمخابرات الأمريكية, بندر ولعبة ...
- دعوة لوضع عائدات نفط (السعودية) في صندوق خاضع لمراقبة للأمم ...
- فضيحة مدوية: مقترح الوسطاء في -نهر البارد- كان ترحيل (الكفري ...
- هل تكون عودة البعثيين . . يوما -للقصاص العظيم-؟!
- بتغرير من بطانته: بغاث آل سعود يستنسر أمام شعب العراق!
- هل بإمكان -المالكي- أن يقلب الطاولة على الجميع
- حق -الحياة وبكرامة- هو ما يرسم حدود الدول ويحدد نظمها
- يا خراف الله استذئبي
- انهيار الركن الأخلاقي في السلوك السياسي المعاصر
- أسباب (الردة) الأمريكية عن تطبيق الديمقراطية في العراق
- المفهوم الفلسفي للزمن تحت مبضع التقنيات الحديثة
- لكي لا يقع سيادة الرئيس في فخ (سعادة) السفير مرة أخرى
- صدمة للشعب العراقي . . مقترحات غير مسؤولة
- لغز اختطاف سوزانا أوستهوف
- آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- ال ...
- دعوة لتشييع الحزب الشيوعي العراقي
- عندما يتدرّع الطغاة بالوحدة الوطنية المزيفة


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - من ستقرع له الأجراس ومن سيخرج بلا خفين: الحكومة المنتخبة أم جبهة التوافق؟