أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟















المزيد.....

بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بين مطرقـة الأسلامـي وسندان العلماني ... تسحق المواقف والمبادرات الوطنيـة ..
لا اعني هنا رجال الدين الأفاضل ولا دعاة الدولة المدنية المحترمين ... بـل بالتحديد النموذج العراقي للتيارين بسلبيتهمـا وضبابيتهمـا وخروجهمـا عـن القاعـدة ... لم اجد على الأقل من وجهة نظري ما يميـز بينهمـا من الناحيـة الأخلاقيـة والسلوكيـة وشموليـة التفكير والألغـاء على الساحـة العراقيـة ’ كلاهمـا مارس ويمارس قمعاً وارهاباً وتصفيات فكريـة وسياسيـة واحياناً جسديـة ضـد بعضهم والآخـر ايضـاً ’ وقد دفع العمـل الوطني الديموقراطي والأنساني ضريبـة تلك الأزدواجيات ’ انتكاسات وهزائم وحالات احباط ويأس واستسلام اعمى للأمـر الواقـع ’ كلاهمـا يقف متباكيـاً بطريقـة يتندر منهـا التماسيح سخريـة على اضرحـة المبادرارت الجماهيريـة وردود افعالهـا التضامنيـة المستقلـة مـع الشعب والوطـن في محنتهمـا ... كلاهمـا عاجزاً ولا يرغب فـي ان يمارس دوراً منتجـاً فـي نشاط وطني ديموقراطي وحتى نقابـي مهنـي ’ لكنهمـا دائماً متحفزون متسابقون للأستحواذ على مبادرات الآخـرين واحيانـاً بطـرق لا تعرف حدودا للكباحـة .
فمـن استطاع منهم الصعود على اكتاف الآخرين ونجـح فـي تصـدر الموجـة ’ سيكون الآخـر بالضـد منـه شامتـاً مشوهـاً متهمـاً مدينـاً وبكلا الحالتين وبتأثيـر سلوكيـة وممارسات الطرفين تجـد المبادرات الجماهيريــة نفسهـا وقـد افرغـت مـن محتواهـا الوطني الأنساني وفقدت حيويتهـا وانحرفت عن اهدافهـا ودخلت طريقهـا المسدود ’ بعدهـا يجـد كلا التيارين ظالتهـم وقـد اكملوا مهمتهـم وابتهجوا متباهين داخـل مقـرات الكسل والترقب السلبي للجـان التنسيق الحزبيـة ’ وعاد الوطنيون المستقلون الى دائـرة الأحباط وخيبـة الأمـل جاهـدون لأستعادة انفاسهـم وعافيـة معنوياتهـم لمبادرات جـديدة .
اسلامـيي وعلمانيي العمليـة السياسيـة العراقيـة حالـة شاذة لا تشبـه ما يجب ان يكون عليـه السلوك السوي للعلماني والأسلامـي فـي دول متقدمـة ومجتمعات متحضـرة ’ لا زالوا مصرين على ممارسـة عادات قديمـة وسلوكيات اكتسبوهـا من ثقافـة العنف والتهميش والألغاء للأنظمـة الشموليـة مـع انهـم كانوا من بين ضحاياهـا .
تجارب تاريخـة مـريرة فـي مجالات العمل الوطنـي الديموقراطي الأنساني والنقابي داخـل منظمات المجتمع المدنـي وخارجهـا ’ حصدنـا اوجاعهـا مـوســاً جارحـاً للأحباط وخيبـة الأمـل لا زال معلقـاً فـي بلعوم الذاكرة ’ تحملت مسؤوليتهـا ولا زالت الأحزاب السياسيـة للتيارين الأسلامي والعلمانـي .
بعـد التغيير الذي حـدث فـي 09 /04 / 2003 بأيجابياتـه وسلبياتـه وسقوط النظام الدمـوي البعثي ’ كان مفروضـاً ان يشكل ذلك حالـة تغيير جذريـة فـي وعي وممارسات وسلوكيات احزاب التيارين الأسلامي والعلماني ويفتـح مساحـة اكثـر رحابـة فـي افقهـم الوطني الديموقراطي الأنساني ’ عبـر احترام ودعم التحركات الواعيـة والعفويـة لحركـة الجماهير العراقيـة الواسعة دفاعـاً عن وطنهـا وشعبها ومصالحهـا ومستقبلهـا ومحاولـة تغيير واقعهـا ’ الأمـر مع الأسف جاء معاكساً تماماً ... لقـد اختبق الأفق الفئوي والطائفي القومي ضيقاً بمبادرات ونشاطات ووعي وعفويـة الحركـة الجماهيريـة المستقلـة ’ واصبح التيارين سالفي الذكر اكثـر تحجراً واستسلاماً لقـوة العادات القديمـة ’ متأثرين بأصابات عـدوى جلادي الأمس ’ ولا يمكـن علاج تلك العاهات التاريخيـة المضـرة الا بوعـي وارادة وحـذر وانسجام التيارات الوطنيـة الديموقراطيـة داخـل الحركـة الجماهيريـة المتمثلـة بمنظمات المجتمـع المدنـي المستقلـة المدعومـة مـن قبـل دولـة الجماهير الديموقراطيـة .
هـل سيحـدث ذلـك فعـلاً ... ؟
اعتقــد نعــم ..
الآن ونتيجـة للمأساة العراقيـة والمأزق الدمـوي للعراقيين والأخطار التي تهدد الوطن بالتقسيم وثرواته بالضياع ومجهوليـة المستقبل وتسارع عجلـة الموت اليومـي وانفلات سعير الفتنـة المقيتـة التي تهدد كيان المجتمع والدولـة العراقيـة ’ تتراكم فـي وجدان وضمـائر بنات وابناء العراق داخل وخارج الوطـن’ تفجرت وقد تتفجر على نطاق واسـع ردود افعال مشروعـة اعتصامات واضرابات وحشود رافضـة للواقـع الراهـن ووضـع الحلول الجذريـة جماهيرياً واعادة الحالـة الشاذة الى نصابهـا .
هنـا وبهذه المناسبـة تقف ثلاثـة اسئلـة موجهـة للتيارين الأسلامي والعلماني وكذلك للحركـة الجماهيريـة المستقلـة ’ يجب الأجابـة عليهـا صراحـة ووضوحـاً وفعلاً مقنعـاً .
1 ـــ هـل سيقف الأسلامي ايجابياً متجرداً من مظاهـر التغيير التي قد تعبر عن ذاتهـا اعتصامات وتظاهرات وردود افعال مشروعـة ’ يتضامن معهـا وطنيـاً وانسانياً ’ وينشط بين صفوفهـا بلا خلفيات واجندة حزبية ومذهبية ضيقـة وحكوميـة ايضـاً ’ ويحرص على نقاء هويتها عراقيـة ولا يحاصرهـا او يحاول خنقهـا واحتواءها داخـل حـدود افق ارتباطاتـه وولاءاتـه .
بين الأسلاميين الكثير مـن رجال الدين الأفاضل والكتاب والأعلاميين والسياسيين الوطنيين المنفتحين على الآخـر وممن يرفضون سرقـة جهود الآخرين وشل فعاليـة التوجه الوطني للحركـة الجماهيرية ممن يحاولون رمـي حبالهم على اكتاف التحرك الجماهيري او يتقافزون نفعياً وانتهازياً امام الموجـة ليكونوا سبباً للأنتكاسة وخيبـة الأمل والتراجـع الى مـربع الأحباط ’ وهذا امـر لا يسمح به المخلصون للوطـن والأنسان والمذهب من بنات وابناء التيار الأسلامـي .
2 ـــ هـل سيدرك التيار العلماني ’ ان الواقع قـد تغير اصلاً وان الجماهير المستقلـة ابتداءت تستعيد قيمتهـا وارادتهـا ودورهـا ’ وانهـا خليط يجتمع فيـه كل محكونات العراق ’ وعليهم ان يتعلموا فيهـا ومنهـا على اعادة صياغـة مفاهيمهم ومنطلقاتهم وسلوكهم وممارساتهم .. وعليهم ان يغتسلوا مـن نرجسيتهم فـي تسفيه معتقدات الناس وتقاليدهم ويحترمون مشاعر الآخرين ويؤمنون بواقع مجتمعهـم وحقيقـة مكوناتـه ومستوى وعيـه ويتجنبوا القفز على الواقـع والبحث عن المكاسب السهلـة حتى وان كانت فضلات عليهـا اثار دم الضحـايا .
لا انكر اطلاقاً ’ انه بين صفوف العلمانيين والليبرالين مثلهم مثل الأسلاميين الكثيرين من القوى والشخصيات الوطنيـة المرتبطون مصيرياً بهـم العـراق ومعاناة ابناءه ...واملنـا كبير ايضاً ’ ان تلعب تلك القوى دوراً ايجابياً رائـداً فـي الحركـة الجماهيريـة .
3 ـــ الجماهير الشعبيـة الواسعـة ... هـل تعلمت الدرس واصبحت مـن حيث النضج والتجربـة ’ تستطيع الوقوف على قدميهـا ’ وتتحمـل مسؤوليتهـا وتلعب دورهـا بعيداً عن الوصايـة ’عصيـة على الأحتواء ’ وتستطيع ان تمارس استقلاليـة فعلهـا على اصعـدة النشاطات الوطنيـة والديموقراطيـة والنقابيـة ’ لتقنع الأخرين ’ على ان ازمنـة التهميش والأحتواء وحشر الحركـة الجماهيرية الواسعة بمنظاتهـا النقابيـة والمهنيـة وشخصياتهـا الوطنيـة داخل ثكنات الأيديولوجيـة والمذهبيـة والحزبيـة قـد انتهت واصبحت من مخلفات سلبيات الماضـي ’ وعلى التيارين الأسلامي والعلماني ان يتواضعـا ويروا حقيقـة صورتهـم على مرآة النشاط الوطني الديموقراطي لمنظمات المجتمع المدنـي .
املنـا ورجاءنـا لكل الخيرين من جميع الأطراف والأتجاهات والمذاهب والطوائف والقوميات ’ رجال دين وكتاب واعلاميين وسياسيين وناشطين في منظمات المجتمع المدني ’ ان يدعموا بحسن نيـة ونقاء طويـة تحركات ونشاطات وردود الأفعال المشروعـة للحركـة الجماهيرية العراقية لنصرة شعبهم وانقاذ وطنهـم من الخراب والدمار الحاصل ’ ونحن على ثقـة ان ينابيـع الخيـر والخيريين والمحبين لوطنهم وشعبهـم ستبقى متدفقـة .
05 / 08 / 2007
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة الكبار والصغار في الثقافة العراقية
- يا حزن موت شتهيتك
- المثقف وانتفاضة المهجر
- عرس الأنتفاضة في برلين
- ايها الزعيم الخالد
- عراقية انتفاضة المهجر
- اهلنا في العراق ... اهديكم دموعي
- انتفاضة الخارج : وفاءً للداخل
- مدينة الشناشيل
- الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات
- من يفجر ... ومن هذا الذي يستنكر ... ؟
- وفاءً لثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية
- عندما يتنفس الوطن برئة المثقف
- انكم تعيدون قتل موتانا
- العن اللعبة ومن يلعبها ...
- د موع ولد الخا يبه
- هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟
- لماذا نفرش الوطن في مبغاهم ... ؟
- كانت لي ام
- الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟