أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - منتخبنا الوطني، لا الطائفي














المزيد.....

منتخبنا الوطني، لا الطائفي


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:25
المحور: المجتمع المدني
    


لا أميل إلى ربط الرياضة بالسياسة، وأرى أن لكل منهما حقلها الخاص. وشخصياً أستاء من استثمار الفوز الرياضي لأغراض الدعاية السياسية. وأجد الأمر أدهى وأمرّ إذا ما اُستغل هذا الفوز للتغطية على حالات خلل أو فساد أو فشل في الأداء السياسي، أو لتحقيق مكاسب سياسية عرضية. غير أن ما حصل مع فوز منتخبنا الوطني بكأس أمم آسيا للمرة الأولى، وفي خضم هذه الظروف المؤلمة التي نعيشها أمنياً وسياسياً واقتصادياً هو شيء آخر. فللمسألة بُعدها الذي يتخطى المعنى المحدود الذي ينطوي عليه الفوز الرياضي الاعتيادي. لأنها تتعلق بالوطنية العراقية التي تعبر حدود السياسة إلى ما ورائها. هذه الوطنية التي تتعرض اليوم لاختبار تاريخي صعب. حيث الوطنية هي، ببساطة شديدة؛ تعاضد وتفاهم أبناء الوطن الواحد على أرضية قيم ومصالح مشتركة تؤسس وتغذي هويتهم الوطنية الشاملة المتجاوزة لهوياتهم ( ما قبل الوطنية ) الضيقة، أي العرقية والمذهبية والقبلية والمناطقية. ومن تابع أصداء الفوز العراقي الكبير لابد أنه تلمّس عمق تأصل الهوية العراقية عند قطاعات واسعة، تشكل النسبة الأعظم من شعبنا. وقد نقلت أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الآراء العفوية للناس البسطاء الذين كانوا يؤكدون على وحدتهم العراقية بغض النظر عن اختلافاتهم.. هذا ما قاله الشيخ والمرأة والشاب وحتى الطفل.. كان خروج مئات آلاف الناس إلى الشوارع في المدن والقصبات والقرى العراقية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لتحية منتخبهم والتعبير عن ابتهاجهم وتأكيد عراقيتهم بمثابة شهادة نجاح راقية في امتحان الوطنية. على الرغم من طغيان الانفعالات والعواطف، المبالغ فيها أحياناً، التي هي ليست غريبة في مثل هذه المناسبات.
ليس المهم على أي منتخب فزنا في المباراة النهائية. والسعودية التي واجهنا منتخبها الوطني دولة شقيقة تربطنا معها علاقات تتوغل جذورها في أعماق التاريخ. غير أن العراقيين كانوا بحاجة إلى هذا الفوز أكثر من أية أمة على وجه الأرض لأسباب تتعلق كما قلنا براهنهم الشائك والمؤسي والدامي. فقد أعطاهم هذا الفوز جرعة منعشة من الوطنية والإحساس بالانتماء الصميم إلى الشجرة الوارفة المعطاء التي اسمها العراق. إلى جانب تعزيز ثقتهم بأنفسهم كأمة قادرة على الإبداع والابتكار والبناء مهما ضيقوا عليها السبل وهددوها في أمنها ولقمة خبزها وفرصها في الحياة.
كانت فرحة عراقية خالصة قائمة بذاتها، من غير شماتة ولا نكاية بأحد. عكّرتها أحياناً تعليقات هوجاء أطلقها بعض من المحتفلين في الشوارع ممن التقتهم الفضائيات، وكذلك بعض ( قليل ) من الإعلاميين في هذه الفضائيات العراقية. تعليقات انطوت، من حيث قصدوا أو لم يقصدوا، على مضامين طائفية غير مناسبة وغير مسوّغة ومقيتة تنم عن جهل، لكي لا نقول عن سوء نية. تعليقات تسيء لوطنيتنا العراقية ولثقافتنا وتاريخنا الحضاري. لذا ينبغي أن تكون تلك الفضائيات حذرة ومتنبهة مستقبلاً، لأنها تخاطب الملايين وتتحمل مسؤولية وطنية خطيرة. وبطبيعة الحال، وباستثناء هذه المنغصات، أدت معظمها، خلال أيام البطولة، وظيفتها بروعة ومهنية عالية.
تحية لأعضاء منتخبنا الوطني، المتحدرين من مختلف ألوان الطيف العراقي، الذين أثبتوا أنهم يلعبون بغيرة عراقية عالية، ويستحقون بجدارة هذه التسمية ( وطني ) والذين حققوا على الصعيد الوطني ما فشل في تحقيق بعضه الساسة من دعاة الوطنية الحقيقيين والمزيفين.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة أولاً
- سحر السرد
- حدود العراقي
- في مديح الشعراء الموتى: أديب أبو نوار.. وداعاً
- المثقف الآن
- أبيض وأسود
- البانتوميم نصاً أدبياً: محاولات صباح الأنباري
- ابنة الحظ لإيزابيل الليندي؛ رواية حب ونهوض مدينة
- تحوّل الاهتمامات
- أنا وحماري لخوان رامون خيمينث: بلاتيرو في العالم
- من لا يتغير؟
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين
- -حياة ساكنة- لقتيبة الجنابي
- في الروح الوطنية العراقية
- إمبراطورية العقل الأميركي: قراءة أولى
- في الاستثمار الثقافي
- نحو حوار ثقافي عراقي


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - منتخبنا الوطني، لا الطائفي