أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابو الكيا البغدادي - حوسمة السلطة وسلطة الحواسم














المزيد.....

حوسمة السلطة وسلطة الحواسم


ابو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 06:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاسع من أيلول عام 2003 وعند بدء الهجوم الاميركي على العراق كان الرئيس القائد حفظه الله ورعاه يلقي خطابا حماسيا تحشيديا استهله ببيت من الشعر مطلعه يقول:أطلق لها السيف...معلنا عن جولة حرب أخيرة بينه وبين الولايات المتحدة، المعركة التي أطلق عليها معركة الحواسم.ولان العراقيين مولعون بنسبة الشيء إليهم بصفة الأبوة أو الأمومة وعلى رأي أبو الكيا ،فقد راح العراقيون يسمونها أم الحواسم وعلى غرار أم المعارك ...وبالفعل فقد حسم أمر السلطة وقضى صدام.لكن أم الحواسم أصبحت ومنذ ذلك الحين مأساة عراقية، كما شاع اصطلاح الحواسم بشكل كبير وأصبح طرفة للتندر ومفردة جادة يستخدمها حتى صفوة القوم من المثقفين وأهل الرأي حتى أنها امتدت لبعض الفضائيات، قال احدهم ذات يوم وهو غاضب يصف فعل احد الذين يختلف معهم بالرأي:يا أستاذ فلان هذه حوسمه..
حسم الأمر أي أنجزه وقضاه بلا تردد أو تلكؤ..وعلى طريقة الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط في حسم خياراته التي لم يسمع بها السياسيون وأشباه السياسيين فلا حسم لخيار ولا خيار حاسم، ولكن الحواسم تعني السرقة.بدا المصطلح ليشمل سرقة المال العام وممتلكات الدولة في اكبر عملية سرقة للممتلكات العامة قام بها الغوغاء والدهماء بتشجيع ومباركة ودفع من المحتل الجديد، وراح البعض يبحث عن تأطير شرعي وقانوني وأخلاقي من قبيل هذا جزء من سداد المظلومية والحق في موارد البلاد وغير ذلك، وقد بدأت الحواسم في مناطق جنوب العراق لتتحرك نحو الشمال مع تقدم الجيش الغازي إلى أن تدخلت المرجعيات الشيعية تدخلا متأخرا فحرمت هذا العمل بعد خراب البصرة والكوفة وبغداد وواسط.لقد سلم جزء من البضائع والسلع المحوسمة إلى أئمة المساجد والحسينيات حيث تم التصرف بها بشكل شرعي أو غير شرعي حسب ما كانت عليه الأحوال في حينها.وبمعنى آخر حوسمت مرة أخرى بعملية تبييض المال المحوسم.
لكن سلوك الحوسمة أصبح لاحقا وللأسف سلوكا طبيعيا في الحياة العامة العراقية بجوانبها الاجتماعية والاقتصادية... و حتى السياسية.وبدون أن ابرر لسرقة المال العام أقول انه لشيء طبيعي في كثير من الأحيان أن يظهر السراق عندما يكون هنالك فراغ في السلطة لكن هذا الأمر كشف عن هشاشة الأيمان بالقيم التي كان يحملها الكثير من المحوسمين.بيد انه يصعب تفسير كيف يقوم الكثير من السياسيين بتبني مبدأ الحوسمة كفلسفة وقيم وعمل سياسي. ولك أن تتخيل عملية سياسية يؤمن أطرافها أو بعضهم بالحوسمة.
بقي أن نضرب أمثلة لحوسمة العمل السياسي.إن سرقة المال العام من قبل الأشخاص والأحزاب والمؤسسات التي لا تمتد إليها ولاية السلطة الضعيفة واستخدام هذا المال في تنفيذ برامجهم ومراميهم وأيديولوجياتهم ما هو إلا شاهد بليغ على حوسمة العمل السياسي.
لقد حوسمت أصوات الناخبين العراقيين في أول انتخابات عامة شهدتها البلاد والحق إن قانون الانتخابات كان إحدى صور الحوسمة السياسية ومظهرا بارزا من مظاهرها..ولا اظنني بحاجة إلى تفصيل هذا الأمر الذي تناولته الكثير من الأقلام.
كتب الجنرال احمد الشمري مقالا عن قيام رئيس اتحاد كرة القدم العراقي باستغلال النجاح الذي حققه المنتخب العراق بنيل بطولة كاس آسيا في الحصول على أموال (استجداء )هي من النوع السائب الذي يصعب التعامل معه وبه محاسبيا.من يضمن مشروعية تصريف ومآل هذا المال؟.لقد أصبح من يصنع لنا السمو والكرامة مادة للكدية..من مال الله. شباب لا تدعمهم حكومة وليس لديهم تجهيزات رياضية ولا بلد يرعاهم وعلمهم علم صدام المجيد وشعارهم ونشيدهم ما زال ولا زال نشيد البعث العتيد، ساريا لا يجرؤ احد فيطلب تغييره، أما فييرا فلا فضل ولا شأن له، وأما ناجح حمود فهو رافضي، اضعف من ذبابة أبي جهل وليس له إلا الصوم والصلاة على الحجر واللطم بمناسبة أو غير مناسبة. من مال الله يا محسنين ! من مال النفط يا عربان!
.بقي أن نقول إن معظم المناصب المهمة وغير المهمة قد حوسمت من قبل شاغليها، تطبيقا لنظريات الكتاب الأخضر (البيت لساكنيه)، عفوا لشاغليه!.وأصبحت حقا مكتسبا بل من الحقوق التي ر بما يجب توريثها شرعيا وبموجب نظريات أرث الحكم وأرث الوظيفة وحوسمة السلطة.





#ابو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شلغم المالكي ورقي الحيساوي في مقارنات ابي الكيا البغدادي
- التربية الوطنية و المشروع الوطني العراقي وطائفية السلطة


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابو الكيا البغدادي - حوسمة السلطة وسلطة الحواسم