أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - آفةُ الخُنوع














المزيد.....

آفةُ الخُنوع


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 06:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ريحٌ نفثها في يوم قائض من آب ، تحوّلت إلى طوفان يعصف بخلق الله في بقاع العالم تهددهم بالتهجير والدمار. فلطالما عوّدنا على فعلات مشينة ولكن هذه لم تكن كسابقاتها . في الماضي كانت القوى الفاعلة في المحيط الدولي معه ضد الخير والصلاح لأسباب تحقيق مصالحها التي كان يخدمها بأمانة لم يبلغها أحدٌ قبله ، ولكن في هذه المرة تحوّلت تلك القوى إلى الضد مما تطلّب تمثيل سيناريو مسرحية جديدة لتأمين ذات المصالح بأسلوب جديد .

غزا الطاغية الكويت ، في مثل هذه الأيام قبل سبعة عشرة سنة ، فأصدر مجلس الأمن عدة قرارات ، وجمّعت الولايات المتحدة حلفاء من أكثر من ثلاثين دولة بينها العديد من الدول العربية ( الشقيقة ) والدول الإسلامية ، وحشّدت جحافلها في الدولة العربية الإسلامية ، راعية الحرمين الشريفين حيث جاء الرد لا لمعاقبة الطاغية بل لتدمير العراق . فالهجوم الأمريكي قد سحق الجيش العراقي بمجازر لأبنائنا من الجنود والمراتب ، وتدمير الطرق والجسور ومراكز الإتصالات ومحطات توليد الطاقة ، وعندما إنتفض الشعب لإزاحة الطاغية تواطأت القوات الأمريكية مع الطاغية وسمحت له بوأد الإنتفاضة في مهدها .

كانت سياسة الطاغية طوال الخمس والثلاثين عاماً من حكمه تعتمد مبدأ فرض الخنوع على الشعب والقبول بكل ما تفرضه قوانينه وأفعاله حتى أصبحت ممارساته اليومية واجبة الإقتداء ليس من الحفنة العفنة المحيطة به فقط بل من كل أبناء الشعب . وللأسف الشديد فإنّ تلك الممارسة ولتلك الفترة الطويلة لم تقتصرآثارها على الجيلين اللذين تربى أبناؤها في إطار تلك البرامج المخطط لها بدقة بل أن تأثيرها قد شمل عامة الشعب ، فنمت لديهم اللا أبالية والسطحية في تفسير الظواهر والقبول بأنصاف الحلول وتبرئة المسيء بحجة عفى الله عما سلف وكتم أنفاس المعترض أو الناقد . لقد تحوّلنا إلى أناس لا نمتّ بصلة إلى العالم المتحضّر، فالإنسان في هذا العصر يعرف حقوقه ويدافع عنها ونحن لا نعرف حقوقنا ، فليس لدينا ما ندافع عنه . نحن مشغولون ، يغتابُ بعصُنا بعضاً ونأكل لحم إخواننا كما يفعلون هم ، لم نترك للأعداء فرصة لإيذائنا إلاّ وعوّضناهم بالقيام بها بأنفسنا . المسلمون منقسمون إلى سنة وشيعة يقتلُ بعضُهم الآخر، والقوميون منقسمون حسب معتقداتهم يتقاتلون بدون هوادة ، تصفياتٌ جسدية وتهجير ضد التركمان والمسيحيين والصابئة المندائيين والشبك والفيليين ، وإخلاء مناطق من البلاد لم تكن مقنعة لبعض الطوائف بل إمتدت إلى إخلاء المدن وحاراتها وتصفيتها لصالح فئة أو أخرى . إننا قد وصلنا إلى درك ما بعده درك ، فقد آن أوان الصحوة .

آن لنا أن نخلع ثوب الخنوع ونستلهم من تاريخنا الناصع الإقدام الذي كان عليه أجدادنا ، آن لنا أن نصرخ ( لا ) عندما يأتينا قزمٌ ( تسلّح برشاشة ) فيكذب علينا أو يأمرنا بطاعته . لو كان أهل الفلوجة قالوا لآول إرهابي ( لا ) لما حصل ما حصل من دمار فيها ، وإن كانت عشائر الدليم قد صحت من البداية وقالت ( لا ) للإرهابيين لما أصاب المحافظة كل هذا الدمار ، ولو أن الشعب كان قد قال ( لا ) للكذابين في دعايتهم الإنتخابية لما وصلنا إلى مجلس نوّاب همه ضمان رواتب عالية لأعضائه مدى الحياة ، ثمّ القرار بالتمتع بالإجازة السنوية في فترة أحوج ما يكون الشعب فيها إلى توفير الأمن والإستقرار .

صرخةٌ مدوّية تقول ( لا ) بوجه الدجّالين المسلّطين على هذا الشعب ، فكلّهُم سواءٌ مهما إختلفت مشاربهم ما داموا لا يعملون لصالح الشعب . صرخة نقلعُ بها الخنوع من قلوبنا ونجتازُ حاجز الخوف المفروض علينا منذٌ عقود .





#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أينَ ؟
- ألغازُ نِفطِ العراق
- خَبَرٌ وتَعليق
- إلى قادة حزب الدعوة
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار
- نمور ورقية
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - آفةُ الخُنوع