أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!














المزيد.....

نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعددت التفسيرات والتبريرات لأزمة مياه الشرب التى اكتشفنا – فجأة – ان مئات القرى وملايين المصريين يعانون منها.
لكن أغرب هذه التبريرات هو ذلك التفسير المدهش لمحافظ الدقهلية أحد سعيد صوان.
فوفقاً لرواية الزميل محمد طاهر مراسل جريدة "الوفد" فى المنصورة فإن المحافظ قال خلال لقائه مع مندوبى أربعين قرية تعانى من انقطاع المياه فى المحافظة أن سبب مشكلة المياه هو زيادة الاستهلاك نتيجة قيام المواطنين بالاستحمام أكثر من مرة بدلاً من مرة واحدة فى اليوم!
ووصف "صوان" مشكلة انقطاع المياه فى المحافظة بأنها مشكلة "بسيطة" ومبالغ فيها .. وجاءت تصريحات المحافظ رداً على شكوى مندوبى هذه القرى من أن بيوتهم لم تدخلها المياه النقية منذ أسابيع، كما أن "الحنفيات" لم تسقط منها نقطة مياه منذ سنوات.
وأظن أن محافظ الدقهلية يستحق "براءة اختراع" لهذا التفسير المبتكر لسبب أزمة المياه، الذى يعزوها إلى إفراط الفلاحين فى الاستحمام.
وبمفهوم المخالفة فان هذا يعنى أن أزمة المياه ستنتهى إذا توقف الفلاحون عن الاستحمام.
وفى الحقيقة فإن مثل هذه التبريرات لا تبعث على الضحك فقط وإنما تبعث على الغيظ وتؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم والسكر أيضاً.
فنحن إزاء ازمة خطيرة، تتعلق بأحد ضروريات الحياة، وأحد حقوق الإنسان الأساسية، ألا وهى مياه الشرب. وهذه الأزمة لا تخص حفنة من الأفراد، أو المئات، أو الآلاف فقط، بل يعانى منها ملايين المصريين فى الريف والحضر، وحتى فى القاهرة ذاتها.
أزمة بمثل هذه الخطورة تتطلب بحثاً جدياً عن جذورها، وأسبابها البعيدة والقريبة، كما تتطلب محاسبة فورية وعلنية للمسئولين عن تفاقمها، ولكل من قام بالادلاء بتصريحات كاذبة مخالفة للواقع.
أزمة بمثل هذه الخطورة تتطلب من السادة المحافظين والمسئولين عن المحليات أن يتقدموا باعتذار للمصريين الذين أصابهم العطش واضطروا إلى حمل "الجراكن" والسير لمسافة أميال بحثاً عن قطرة ماء، او اضطر بعضهم الآخر للشرب من مياه الترع غير النقية.
لكن بدلاً من أن يعتذر هؤلاء المسئولين عن إهمالهم، فى مسألة بالغة الأهمية لا يصح التقصير فيها لأنها تمس حياة الناس مباشرة، بدلاً من ذلك نجد هذا التبسيط المخل، وتلك الاستهانة الغريبة، فضلاً عن تسطيح القضية بصورة تبعدنا عن التشخيص الدقيق لها ومن ثم تبعدنا عن وضع روشتة صحيحة للعلاج.
ومما يزيد من قتامة الصورة أن التهوين من شأن أزمة المياه ليس وقفاً على محافظ الدقهلية وتبريره المبتكر الخاص بالاستحمام، وإنما يكاد هذا التهوين أن يكون قاسماً مشتركاً أعظم بين كل المحافظين والمسئولين المحليين الذين اندلعت فى محافظاتهم "ثورة العطش".
فقد رأينا محافظاً يقبع فى مكتبه ولا يغادره رغم أن أهالى محافظته خرجوا فى مظاهرات عارمة احتجاجاً على حرمانهم من مياه الشرب النقية.
وكان تبريره لهذا الموقف أعجب من العجب، حيث قال أنه إذا خرج من مكتبه وذهب إلى المتظاهرين فإنهم يمكن أن يطلبوا حضور رئيس الوزراء .
وأكثر من ذلك فإنه تهرب من مناقشة الموضوع الذى يهم الناس الذين فاض بهم الكيل، آلا وهو نقص مياه الشرب النقية، قائلاً أن كل ما يحدث مجرد "مؤامرة" يحرك خيوطها أشخاص يناهضون سياسات سيادته!
ورأينا أيضاً محافظاً آخر يوجه الاتهامات إلى إعلامى مرموق تجاسر ونقل إليه شكاوى مواطنى محافظته، حيث شاهد العالم كله سيادة المحافظ يتهم زميلنا جمال عنايت بأنه يتبنى وجهات نظر "الأعداء"، وهم بكل تأكيد أعداء وهميين لأن أهالى المحافظة التى يجثم سيادة المحافظ على أنفاسها قد نفد صبرهم الطويل واعتصموا تنفيساً عن غضبهم من هذا الإهمال المصحوب بالاستهتار والاستعلاء البيروقراطى غير المبرر!
وليست هذه المواقف، التى تنطوى على الاستهانة بالمصريين وحقوقهم المشروعة، مقتصرة على المسئولين المحليين والمحافظين، وإنما نجدها أيضاً لدى وزراء، مثل أحمد المغربى وزير الاسكان – والمسئول مسئولية مباشرة عن توفير مياه الشرب لكل المصريين – فإذا به يقول لنا بكل بساطة أن هذه مسألة "عادية" وتحدث فى أحسن الدول، بل أنه بشرنا بأن مشهد المصرى الذى يحمل "حله" بحثا عن ماء نقى سيستمر عام 2017 بل حتى عام 2057.
هذه التبريرات البيروقراطية لا تقل خطورة عن أزمة مياه الشرب نفسها، وينطبق عليها المثل العربى القائل بأنها "العذر الذى هو أقبح من الذنب".
وقد آن الآوان لأن يعرف هؤلاء أن تصريحاتهم لم تعد تقنع طفلاً صغيراً، بل إنها أصبحت مادة خصبة للتندر والسخرية فى مجالس المصريين الخاصة والعامة.
لكن المؤكد أن "نظرية" محافظة الدقهلية، عن الحمام والاستحمام .. تكسب المركز الأول بلا منازع.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب
- عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-
- هل طب المنصورة فوق القانون؟!
- أوصياء وكهنة... يبحثون عن وظيفة
- بشهادة محمد حسنين هيكل: ثورة .. إلا خمسة!
- أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس ...
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 1
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 2
- هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!
- أوراق شاب عاش من ألف عام
- بروتوكول تعاون -دولى- بين -زفتى- و-ميت غمر-!
- »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام
- كامل زهيرى نقيب النقباء
- الخرز الملون الحديث: جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!