أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية














المزيد.....

مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في جولة وزيري الدفاع والخارجية روبرت غيتس وكوندوليزا رايس إلى المنطقة من أجل بحث عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط, جاءت هذه الزيارة بناء على الدعوة التي أطلقها أساسا الرئيس جورج بوش خصوصا بعد أحداث غزة والانقلاب الحمساوي الإيراني هل ستعود السياسة الأميركية إلى طرائق العمل نفسها والخطاب السياسي نفسه ? هذا السؤال الذي يجب على الجميع طرحه على الإدارة الأميركية الحالية والتي زحزحت كثيرا من المفاهيم السائدة في السياسة الأميركية التي أوصلت مصداقية أميركا إلى الحضيض وأول هذه الملاحظات التي نريد تسجيلها جوابا على هذا السؤال هي: أن على الخطاب السياسي الأميركي أن يضع البند الديمقراطي بندا اساسيا في مواجهته للمشروع الإيراني وملحقاته سواء في سورية أم في فلسطين أم في لبنان يجب أن تشعر شعوب المنطقة بقضيتين أساسيتين: الأولى أن هنالك مطلبا ديمقراطيا واضحا من قبل أميركا والمجتمع الدولي من الأنظمة التي تسميها أميركا أنظمة مارقة, والقضية الثانية: يجب أن يشعر المواطن العربي والإيراني أن هنالك مسافة تباين علنية بين السياسات الإسرائيلية وبين السياسات الأميركية وهذا ليس عبارة عن رغبة فقط أو أن الحديث عن أمر هو غير موجود لأننا نعتقد أن التباين بين السياستين موجود ويزداد يوما بعد يوم منذ انهيار السوفيات ومنذ الحضور الأميركي المباشر في المنطقة متى يفهم الإسرائيلي أن ستراتيجية وجود طبيعي له في المنطقة تتعلق بمدى تخليه عن الخطاب الديني ومستلزماته التوسعية هذا من جهة ومن جهة أخرى متى ستفهم أميركا أن المصيبة لدينا نحن شعوب هذه المنطقة تكمن في سلطاتنا بالدرجة الأساس .في فضاء هذا الفهم يمكن لأميركا أن تبني مصداقيتها التي ترتكز على معادلة بسيطة من وجهة نظرنا:
مكافحة الإرهاب والمشروع الإيراني وملحقاته تتم بالتوازي والتفاعل مع دعم مطالب الحد الأدنى للشعوب المنكوبة بالاحتلال الإسرائيلي من جهة ودعم مطالب الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون المدنية بما هي مطالب الشعوب المنكوبة بالديكتاتورية والتسلط والفساد من جهة أخرى بهذا الخطاب يمكن لمؤتمر السلام المرتقب بناء على الدعوة الأميركية له أن يكتب له شيء من النجاح يؤسس لمرحلة جديدة عمودها الرئيسي: بداية فعلية بخطوات حقيقية على الأرض في الكثير من المطالب القابلة للتحقيق في مدى قريب والآن ولكن الملاحظ الآن في جولة السيدة كوندي والسيد غيتس أن خطابهما يرتكز على مواجهة حربية شاملة للحلف الإيراني وإسرائيل إذ تصر على هذا النوع من الخطاب لكي لا تواجه استحقاقات مطلوبة منها من أجل استقرار المنطقة فلغة الحرب مازالت هي اللغة الإسرائيلية مع السلطة في سورية وهذه معروفة للقاصي والداني أن لغة الحرب الإسرائيلية هي لغة تعميم الخراب والفوضى في بعض مناطق »العراق وإيران« وتعميم حالة الاستقرار القهري في مناطق أخرى »سورية مثلا« فالسلطة السورية رفضت المشاركة في هذا المؤتمر! مع ذلك فإن الموقف الإسرائيلي مازال على حاله من دعم السلطة السورية في طرق شتى وليس آخرها الاستمرار في التصعيد اللفظي الإسرائيلي معها حول حرب محتملة وحول تحشيدات بين الطرفين ..الخ هذه اللغة تدرك السياسة الإسرائيلية أكثر من غيرها أن السلطة في سورية أعجز من أن تقوم بأية مغامرة عسكرية ضد إسرائيل بشكل مباشر ولكن هذه السياسة الإسرائيلية تعرف أن هذا التصعيد اللفظي يزيد من إرباك الرأي العام المحلي من جهة ويعطي صورة أن النظام في سورية مستهدف من قبل إسرائيل وهذا غير صحيح مطلقا, فحتى حزب الله الذي يشكل خطرا على إسرائيل كما تقول باتت هي تعرف أن قراره لم يعد في دمشق بل في قم, على السياسة الأميركية أن توقف هذه الألعاب السياسية الإسرائيلية إنها ألعاب نسميها ألعاباً لأنها ناتجة عما يفرخه الخطاب الديني من عنجهية وتمييز يشبه التمييز العنصري ¯ لم تجر سوى الدم على شعوب هذه المنطقة وأن تكف عن المماطلة في البدء بخطوات جدية من شأنها بث الثقة بالسلام وهذا مطلوب من إسرائيل بشكل جدي, وعلى أميركا أن تحسم خياراتها تجاه هذه النقطة وإلا فإن مواجهة إيران على الطريقة الإسرائيلية وعلى طريقة ما حدث في العراق ستزيد الأمور تعقيدا ونحن كشعوب مضطهدة لا نتحدث من زاوية النصح للسياسة الأميركية والإسرائيلية بل من زاوية: يجب فك الارتباط بين الخطاب الإسرائيلي اليميني المأزوم والعسكرتاري وبين السياسة الأميركية التي دعت وتدعو لمؤتمر سلام حقيقي في الشرق الأوسط, وحرصا على دمائنا التي باتت لدى سلطاتنا وإسرائيل أرخص من طلقة مسدس ثم إن إسرائيل تركت الساحة لحماس من خلال هذه السياسة نفسها وها هي تعود إليها من جديد حيث تتعامل مع حركة حماس بحذاء مطاطي يضغط ويحبس الأنفاس أحيانا ولكن ليس لدرجة الخنق عذرا من حماس على هذه اللغة التي باتت تمثل حقيقة السياسة الإسرائيلية التي تعرفها حماس جيدا .
إسرائيل ليست دولة طبيعية من جهة ولم تتخلص من ذيول وجودها وخطابها السياسي الذي تشكل في ظل الحرب الباردة فهي أيضا في جزء كبير من أساليبها وسياساتها بقايا الحرب الباردة التي يجب على العالم أن يتخلص من عنعنات هذه البقايا لأنها لا يمكن لها أن تبني سلاما حقيقيا في المنطقة لا بمؤتمر ولا بعدة مؤتمرات, لذا فإن مؤتمرا للسلام في الشرق الأوسط يجب فصله عن بقايا الحرب الباردة والضغط على إسرائيل بشكل علني ومباشر ونعتقد أن مثل هذه الخطوات وغيرها هي الكفيلة بمواجهة المشروع الإيراني .




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منى واصف سوريانا سيدة الحب والانتقام والتاريخ
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة تنويعات 2
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة
- الإرهاب الإسلامي في العالم آخر معاقل السلطات الهجينة 3
- الإرهاب الإسلامي في العالم غزوات لندن الجزء الثاني
- الإسلام السياسي في العالم آخر معاقل السلطة الهجينة غزوات لند ...
- المعارضة السورية بين مشروع السلطة ومشروع الدولة
- زيارة كوسران إلى دمشق نصر إسرائيلي وأزمة 14آذار
- مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 5
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 4
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 3
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 2
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية
- ردا على د. برهان غليون في مقالة سورية والمحكمة الدولية
- الفساد يلغي السياسة في الشرق الأوسط
- النخب العربية لاتراهن على مجتمعاتها
- تعالوا نختلف لنتفق.. لنتحاور..!
- الديمقراطية في سورية ضحية الزيف الأيديولوجي
- مانفع الإسلام العربي بدون المسيحيين العرب وغير العرب


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية