أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟














المزيد.....

لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الراصد للمشهد السياسي في العراق يبقى في حيرة من امره في كيفية تصرف الحكومة العراقية ومعها البرلمان العراقي . وليس هنالك تفسير معقول للسياسة التي تتبعها الحكومة .
اجتمع السفيران الأمريكي والأيراني في بغداد وبحثا الوضع في العراق ، والعراق كان حاضراً بشخص ( رئيس الوزراء ) ويبدو انه كان مراقباً ، وشأنه شأن من يتفرج على لعبة الشطرنح لا يحق له التدخل في سير اللعب ، انه مشاهد ليس ألا .
والأنسان العراقي من حقه ان يتساءل ، إن كان حضور السفير الأمريكي له نوع من الشرعية في بحث مصير العراق باعتباره سفير دولة محتلة ، وهذا الوضع معترف به في الهيئات الدولية وقوات بلاده موجودة في العراق بموجب قرارات دولية ، فما هو المسوغ القانوني الذي يسمح للسفير الأيراني ببحث مصير العراق مع السفير الأمريكي ؟ وبحضور ( رئيس الوزراء مع السفيرين ) ، كيف نفسر هذه المعادلة الغريبة ؟
النقطة الأخرى التي جعلت الحكومة العراقية وكأنها تغرد خارج السرب ، هو الحدث الوطني العراقي الذي هز العراق بكل مدنه وقراه وكل تنوعاته الأجتماعية والعرقية والدينية ، وخرجت مظاهرات الفرح والأحتفالات ورفع العلم العراقي في كل أرجاء الدنيا يوم انتصر الفريق العراقي ببطولة آسيا في جاكارتا ، وسلطت الأضواء من كل جانب الى هذا الحدث التاريخي . لكن الحكومة العراقية كانت تسير في الممرات المعتمة بجدالاتها العقيمة ، إنها ماضية في متاهات الحروب الكلامية والتلاسن وتبادل التهم ومثلها أيضاً جلسات البرلمان العراقي الغارقة في مستنقع الجدالات العقيمة والتي لم تثمر لحد الآن أية منجزات للشعب العراقي .
لكن ويبدو ان البرلمان العراقي قد حقق انتصاراً على جبروت أميركا حينما لم تستطع ثنيه عن عزمه في التمتع بالأجازة الصيفية ، معتبرين انه لا قضية مهمة في العراق تستحق قطع هذه الأجازة .
ويبدو إن قتل وجرح العشرات من العراقيين لسبب بسيط هو احتفالهم بفوز الفريق العراقي يشكل للحكومة العراقية والبرلمان بانه أمراً بسيطاً وربما لا يستحق النشر ، أما انقطاع التيار الكهربائي في الصيف العراقي القائض ، ومن ثم قطع الماء في مناطق كثيرة من بغداد فهو أمر سهل لا يستحق النظر فيه وهو أمر اعتيادي بالنسبة للعراقيين فما هو المانع من تمتع اعضاء البرلمان بالأجازة السنوية ؟ لكنهم يستدركون فيقولون لو حدث حادث طارئ فإنهم مستعدين لقطع إجازاتهم والحضور للأجتماع الطارئ .
يا لها من مفارقة مضحكة مبكية ، كل ما يحدث في العراق لا يشكل نقطة مهمة تستحق الأجتماع الطارئ ، وفي هذه الأحداث اليومية المروعة ، وأنعدام كل الخدمات للشعب المنكوب ، كل هذه الأمور ليست مهمة .
أعلمونا رجاءً ما نوع الحدث الجلل الذي يدعو لانعقاد اجتماع طارئ للبرلمان العراقي ؟
كان على الحكومة العراقية ان تحتضن الفريق العراقي بالرعاية والتكريم واستثمار الحدث لضماد الجروح والتئامها ، ووقف نزيف الدم العراقي لكن بدلاً من ذلك يصرح الناطق الرسمي بلسان الحكومة العراقية ، بأن خشية كابتن الفريق على حياتهم ومستقبلهم ليست في محلها مستخفاً بما خطر ببال الكابتن من الخطورة على حياة أعضاء الفريق لو عاد الى العراق متهماً أياه بانه تجاوز حدود صلاحياته .
إن الحكومة حينما تقاعست في القيام بواجبها ، لكن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لم يتأخر من إداء واجبه كعربي أصيل وقام بتخصيص طائرة لنقل الفريق العراقي الى دبي والأحتفاء بهم بما يلائم ونصرهم المؤزر ، وفوق ذلك تبرع لهم بمبلغ عشرين مليون درهم . لكن في هذا المقام نستنكر استخدام النشيد الوطني السابق في حفل استقبال الفريق في دبي .
لكن يقال ان الحكومة العراقية فتحت باب التبرع للفريق ، ومعجم التساؤلات لا ينتهي ونقول :
من يستحق اكثر من الفريق العراقي بتخصيص طائرة لنقلهم ؟
ومن هو أحق منهم في الثروات العراقية ؟
إن ما نعرفه عن الأحزاب الطائفية التي تتاجر بالدين انهم يكرهون الرياضة والرياضيين ، لكن كيف مع حدث وطني مهم كهذا ؟
لقد قالت الأم الثكلى بابنها الذي استشهد في حادث تفجير سيارة مفخخة جريرته ان خرج ليحتفل بفوز العراق . قالت هذه المرأة سوف لا تقيم عزاءً إلا بعد ان يفوز الفريق العراقي .
كان هذا حافزاً قوياً للفريق بأن ينجح بالمهمة التي القتها هذه المرأة العراقية على عاتق الفريق ، لم يكن هناك دعم حكومي يذكر ، تلاحم الأغلبية الصامتة في العراق وارتفاع حناجرها بتشجيع الفريق ، وطلب المرأة العراقية العظيمة ، هذه العوامل كانت وراء خلق إرادة لا تلين لدى الفريق العراقي لينجز هذه المهمة الوطنية .
إن الحكومة العراقية إن أرادت الا تكون مغردة خارج سرب الشعب العراقي وعازفة على وتر الطائفية عليها القيام بواجبها إزاء الحدث وعليها إقامة تمثال للمرأة العراقية وابنها الشهيد ، لكي تذكر الأجيال كم هو الأنسان العراقي مخلص لوطنه العراق ، اما ان بقت تتماهي في التلاسن والجدال البيزنطي العقيم حول توزيع المستحقات الطائفية من جسد العراق ، وبالمنظور الطائفي المقيت فإنها ستبقى تغرد خارج السرب العراقي .
ونتمنى ان تصفى القلوب وأن تعمل الحكومة العراقية بقلب واحد كما لعب الفريق العراقي ومدربه البرازيلي والكادر التدريبي ، لقد عملوا جميعاً تحت راية العراق وهكذا على الحكومة ان تعمل تحت راية العراق الجامعة وأن تمسح عنها الوجه الكئيب للطائفية .
نتمنى ان يبزغ فجر العراق وينجلي الليل الطويل وتشرق الشمس في سماء العراق الصافية .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر
- أحوال الأقليات الدينية في العراق من سيئ الى أسوأ
- هل نتوقف عن الكتابة في الشأن القومي الكلداني
- العراقيون في سورية وخيارات أحلاها أمَرْ من العلقم
- العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية
- رابي يونادم كنا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- المؤتمر الآشوري في السويد وأوهام في الرؤية السياسية


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟