أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 2















المزيد.....

مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 2


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1

عندما اخترقت القوات المسلحة المصرية والسورية خطوط النار ، وحطمت جبهات العدو الحصينة في سيناء والجولان عام 1973 ، ووضعت الكيان الإسرائيلي لأول مرة في تاريخه أمام الخوف على وجوده ، ( جولدا مائير : كنا سنستخدم السلاح النووي في أي لحظة ) اخترقت أيضاً نظريات سابقة لدى المؤسسة الصهيونية ، كانت تعتمد في تحقيق أهدافها فقط على المذابح الوحشية والاجتياحات العسكرية الواسعة التدمير والاستهانة بالآخر ، وفرضت بدائل جديدة في التعاطي مع العرب والمقاتل العربي . وانطلاقاً من اتفاقيات الكيلومتر 101 مع مصر واتفاقات فك الارتباط في الجبهة السورية ، بدأت تطبق التوجهات الجديدة ، بما يحقق احتواء الجبهة المصرية وعزل مصر عن الصراع العربي والحرب مع إسرائيل ، والبدء بالتمهيد لتفكيك المقاومة العربية وإنهائها . وكانت زيارة السادات للقدس عام 1977 ، وبعدها اتفاقية كمب ديفيد عام 1979 ، بداية المنزلق لتمزيق الصف العربي في مواجهة المشروع الصهيوني .

وباعتراف السادات بإسرائيل بشروط تتنافى مع السيادة المصرية بجعل 90 % من سيناء مجردة من السلاح الوطني المصري تحت المراقبة الأميركية ، وبانسحاب مصر من الصراع العربي الإسرائيلي ، ووضع الجيش المصري ضمن الإشراف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأميركية تسليحاً وعقيدة ، بدأت مرحلة أخذ المقاومة العربية من الداخل ومحاولات عزلها وتمزيقها ، لاسيما وجودها القريب من إسرائيل ، من خلال الحرب الأهلية في لبنان ، أو من خلال التدخل السوري ، أو من خلال الاجتياحات العسكرية العابرة المتعددة للساحة اللبنانية . بمعنى احتواء المؤسسة العسكرية العربية بالاتفاقات المقيدة لدورها الوطني التحرري ، وتدمير المقاومة فوق أرضها ومواقعها لإبعادها ، على الأقل ، عن استهداف العمق الإسرلئيلي .

بكلام آخر ، إن الاستراتيجية الصهيو - أميركية بعد حرب تشرين 1973 هي ، تصفية كل اشكال المقاومة لمشاريعها الاستعمارية ، وذلك باحتواء ما سمي بدول الطوق حول إسرائيل " مصر وسوريا ولبنان والأردن " وعمقها الاستراتيجي " العراق وليبيا والسودان " يترافق ذلك مع هجوم سياسي وإعلامي لقلب المفاهيم والشعارات الوطنية التحررية ، وا ستبدالها ب " الواقعية السياسية .. والسلام خيار ا ستراتيجي " .

بيد أن المتغيرات الدولية ، وأبرزها إنتهاء عهد الثنائية القطبية الدولية بغياب الاتحاد السوفييتي ، وتمركز الاستقطاب الدولي بحوزة الامبريالية الأميركية ، ومن ثم تداعيات الحروب الخليجية ، وطرد المقاومة اللبنانية للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ، والهجوم الصاعق على برجي نيويورك والبنتاغون في أميركا ، أدخلت العالم والشرق الأوسط خاصة في مرحلة تصعيدية من الصراعات ، كان ماسمي بالحرب على الارهاب عنوانها ، أم مضمونها فكان إعادة تشكيل الشرق الأوسط البترولي - الجيو - سياسي ووضعه تحت السيطرة الصهيو - أميركية ، وإنهاء القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي لصالح المشروع الصهيوني ، لاستخدامه خلفية اقتصادية .. بترومالية - جيو - سياسية للهيمنة الأميركية على العالم ، ما أدى إلى ضرورة إعادة النظر في المخططات السابقة في الصراع المفتوح في المنطقة ، ودخول الأميركي كلاعب مباشر أول طارحاً بالقوة شروطه ومصالحه أولاً على كل اللاعبين الآخرين . وعلى خلفية الحرب على الإرهاب مارس الأميركي ضغوطاً ثقيلة على الأنظمة العربية ، لتنضوي مستسلمة لكل شروطه تحت قيادته في خريطة الشرق الأوسط الجديد السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وذلك تارة بالتهديد بزعزعة تلك الأنظمة داخلياً بتفتيتها جغرافياً ، أو دمقرطتها لإعادة تركيب هيئاتها الحكومية ، وتارة أخرى با سم مكافحة الإرهاب لوضع مقدراتها الأمنية والعسكرية تحت تصرفه ، ولإندماجها الكامل مع المشروع الأميركي - الإسرائيلي ، لتأمين المصالح الصهيو - أميركية واستقرار المنطقة ، ومشاركتها الفعالة في اجتثاث كل بؤر المقاومة لهذه المصالح

2

لم يبذل الأميركي كبير عناء في إقناع الأنظمة العربية بالانصياع لمخططاته في المنطقة ، فهذه الأنظمة ، وخاصة البترولية ، هي تحت الهيمنة الأميركية بشكل أو بآخر منذ عقود ، وهي تدرك أنها بالمحصلة جزء من البنية الدولية السياسية والاقتصادية الرأسمالية المعاصرة ، وهي بأمس الحاجة إلى الحماية من تداعيات صراعات المنطقة القائمة والصراعات التي تلوح بالأفق المنظور . وترددها الذي ظهر في البدايات حول مطالب الأميركي ، إنما كان لتحسين شرطها التعاوني الضامن للحد الأدنى لمصالحها . من طرف آخر تعثر الاحتلال الأميركي للعراق تحت ضربات المقاومة العراقية ، التي عطلت حركة ميكانيزم التداعيات التي كانت مرسومة لاستسلام المنطقة للمخطط الأميركي ، دفع إلى ضرورة إنضاج مرحلة الاندماج الرسمي العربي بالمشروع الصهيو- أميركي ضد المقاومة المقاتلة واالسياسية المتصدية لهذا المشروع في العراق ولبنان وفلسطين وعلى امتداد الوطن العربي كله . وقد عبرت هذه الأنظمة عن استجابتها الكاملة لما هو مطلوب منها وظهرت أولى تجليات ذلك بوضوح إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان ، عندما أعلنت عن موقفها المتنكر لحق المقاومة بالدفاع عن لبنان ، وانسحب هذا الموقف على الموقف من المقاومة في العراق وفلسطين ، إذ حاولت قيادة عملية تمزيق المقاومة العراقية إلى سنة وشيعة وإشعال حرب أهلية لتبرر استمرار الاحتلال الأميركي للعراق ،، ووقفت إلى جانب شرعية الرئاسة ضد شرعية المجلس التشريعي وحكومة الوحدة الوطنية في فلسطين . وباتت اللقاءات السياسية الودية للوزراء العرب مع المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين تجري علناً رغم حرب تموز الإسرائيلية المدمرة على لبنان ، ورغم احتلال إسرائيل لفلسطين والجولان وأجزاء من لبنان ، ورغم تهديد إسرائيل الدائم بالحرب مرة أخرى على لبنان وسوريا وحشد الجيوش الإسرائيلية على الحدود معهما ، ورغم حصار الشعب الفلسطيني وخاصة غزة وعمليات الإجتياح شبه اليومية لمدن الضفة الغربية وتنفيذ عمليات اغتيالات لنشطاء المقاومة وفق برنامج إجرامي ، ووجود 11 ألف سجين فلسطين في السجون الإسرائيلية ، ودونما حساب للمعايير المنطقية للسلم والحرب ، واستهتار بشع بالمشاعر الوطنية والقومية للشعوب العربية

الأمر اللافت الجدير بالاهتمام ، أن النظام العربي بإقراره في مؤتمر قمة الرياض ، مكرراً ما قرره في مؤتمر قمة بيروت ، ماسمي بمبادرة " السلام العربية " وتكليف الدول العربية المعترفة بإسرائيل القيام بتسويق هذه المبادرة دولياً وإسرائيلياً قد فتح في المجال لشرعنة الاندماج الرسمي العربي في المشروع الصهيو - اميركي ، وشرعنة التخلي عن المقاومة للإحتلالات الأميركية والإسرائيلية للأراضي العربية ، بل وشرعنة هذه الاحتلالات ، قد بصم على المعروض الصهيو - أميركي ، ووقع على هزيمته التامة .
واللافت أيضاً أن الدول الأساسية في النظام العربي ، في الوقت الذي تنبطح فيه أمام الاحتلالات المتعددة ، تتهافت .. أو تستسلم لعقد صفقات تسلح بعشرات المليارات من الدولارات من الولايات المتحدة الأميركية . ما يثير السؤال : ضد من ستسخدم هذه الأسلحة ؟ وهل هي فقط لتصريف منتجات مجمعات صناعة التسلح الأميركية ، أم لتخزينها بعد دفع ثمنها من ثروات شعوبها لحساب حروب اميركا في المنطقة لاحقاً ؟ وضد من ستكون هذه الحروب ؟

3

ومن أسف ، أن المهزلة البائسة في حالة النظام العربي الرسمي ، أن التداعيات الأخيرة للعمليات العسكرية المتأتية عن تصاعد المقاومة ، وفشل العملية السياسية في العراق ، التي راحت تضغط بقوة للبحث عن سبل للانسحاب الأميركي " المشرف " من المستقع العراقي ، راحت من طرف آخر تقلق الأنظمة العربية وخاصة الموالية لأميركا على مصيرها ، وتدفع هذه الأنظمة علناً إلى التمسك باستمرار الاحتلال ، أو إيجاد صيغة بديلة للوجود الأميركي العسكري الدائم في المنطقة ،لحمايتها من غضب شعوبها ومن احتمالات مرجحة لانتشار المقاومة في بلدانها وتهديد امتيازاتها واستدامتها ، الأمر الذي يسخن حمى توحد المصالح المصيرية بين هذه الأنظمة وأميركا وإسرائيل من جهة ، ويشكل خطورة بالغة التعقيد على المصير العربي لحقبة زمنية مريرة من جهة أخرى .

4

وتأسيساً على ماتقدم ، فإن الصراع الشرق أوسطي الراهن وأساسه الصراع العربي الإسرائيلي ، إذ يدور بين قطبين أساسيين ، بين قوى صيو - أميركية وأنظمة عميلة وبين المقاومة بأطيافها وأشكالها المتعددة المستندة إلى إرادة شعوبها ، فإنه مثلما وسع ووحد أطراف التحالف الأميركي الإسرائيلي العربي الموالي ، يفرض بالضرورة توسع ووحدة حقول المقاومة واستهدافاتها بأشكال متعددة السياسية والثقافية والمسلحة حسب الاستحقاقات التحررية هنا وهناك من الاحتلالات والاستبداد "الموهن لعزيمة الأمة " وأنظمة الموالاة العميلة ، وهذا ما يضع المقاومة بمفهومها الواسع المتعدد في مركز المحور الاستقطابي للقوى الحية المناضلة في شعوب المنطقة ، ويرشها بحكم أبعاد وماهية الصارع المتعدد لتحمل في حركتها مضامين الصراع التحررية والديمقراطية والاجتماعية ، وليس بعيداً أن تشكل رافعة للنهوض القومي الأكثر استجابة لاستحقاقات الحاضر والمستقبل ، إذا تمكنت من تجاوز نواقصها البرنامجية اليسياسية وأثقالها الأيديولوجية .
إن ما يجري في لحظتنا التاريخية الراهنة هو أسوأ وأبشع وأحط اشكال الاحتلال والاستبداد والاستعمار لبلدان الشرق الأوسط واستهداف ثرواته ومواقعه البترولية والجيو- سياسية ضمن برنامج الهيمنة الأميركية على العالم .. وهو يقدم بالمقابل القيمة التاريخية الثورية للمقاومة .. ويحدد بأية جهة يكون الاصطفاف المشرف




#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 1 ..
- أزمة أولويات أم أزمة نظام .. ؟
- نداء شهداء معبر رفح
- استحقاقات عودة الزمن النقابي
- صفقات شيطانية
- هل حقاً أن الشعب قد انتخب وأفتى .. ؟
- اسقاط جدار العزل السياسي مهمة أولى
- مأساة الديمقراطية في الشرق الأوسط
- من أجل ضحايا الاعتقال السياسي .. والحرية
- الجواب على سؤال الهزيمة
- السلطة والثروة في الصراع السياسي
- التجمع اليساري الماركسي ( تيم ) مابين التكامل والتمايز
- خوفاً من ألاّ يفوز الرئيس المرشح للرئاسة
- سوريا إلى أين في المنعطفات الإقليمية الجديدة .. ؟
- في الأول من أيار .. عيد العمال العالمي
- أبطال الحرية .. سلاماً مع الاعتذار
- قمة ملتبسة لأنظمة مهزومة
- العودة إلى الشعب
- شعب جدير بالحرية والنصر
- حس المسؤولية الضائع .. الانتخابات مجدداً


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 2