أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - رحلة اسطورية الى بلاد الاغريق مع سعود الأسدي*















المزيد.....

رحلة اسطورية الى بلاد الاغريق مع سعود الأسدي*


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 08:19
المحور: الادب والفن
    



الكتاب : اشراقة الشعر الغنائي اليوناني
المؤلف:سعود الأسدي ( منشورات اليمامة )
الشاعر سعود الاسدي يأخذني دائماً الى نوسطالجيا تتجاوز حدود مساحة الكتاب ، او النص الادبي الذي أقرأه له ، وكيف لا وهو استاذي للغة العربية ، لفترة سنتين ، اعتبرهما اجمل وأروع سنتين في تأثيرهما الثقافي والأدبي على عالمي ، وأنا شاب ناشىء يعشق الادب العربي ، ويعشق التراث العربي ويحاول ان يكتب القصة القصيرة ، ويحلم بان يبدع في يوم من الايام اعمالاً ادبية تروق في اعين القراء ... فيجىء ذلك المعلم الشاب الى الناصرة ، يعلم في ثانويتها اللغة العربية ... وكنت آنذاك طالباً في الصف التاسع.. فاذا نحن امام معلم من نوع جديد ، لا يكل ولا يمل ، يتجدد كل يوم ولا يكرر ذاته فيدفعنا الى الملل .

كان يتحفنا بقصص العرب وأشعارهم ليقرب درس الصرف والنحو الى نفوسنا بكلام ملىء بالسحر وروعة الشعر وقصص تراثنا ، فتحت امامنا كنوزاً لا تنضب ولذا كان له دور في تكويني الثقافي والادبي قبل ان اشب ويصلب عودي ، وبعد هذا فهل يمكن ان اكون حيادياً مع نصوصه ، وكيف استطيع ان اتخلص من تلك النوسطالجيا (الحنين ) المدهشة ، التي تأسرني كلما داعبتني ابداعات استاذي سعود الاسدي ، فهل استطيع بهذه الحالة ان اكون ناقداً غير متحيز للشاعر سعود الاسدي ؟ اعترف اني قد اختلف معه ... حول قضايا فكرية وادبية معينة ، ولكني ارى دائماً بسعود ذلك المربي الذي اغرقنا باجمل ما في لغتنا من سحر وبيان . هذه الافكار راودتني عندما وصلني كتابه الاخير "اشراقة الشعر الغنائي اليوناني " وهو دراسة واشعار مترجمة ، وانا عادة لا احب ان اكتب بجو الحماسة لكاتب ما ، حتى لا افقد موضوعيتي ، ولكن هذا الكتاب ، الدراسة عن الشعر الغنائي اليوناني ، الذي يأخذ القارىء الى عالم الاساطير والالهة في بلاد الاغريق الى عالم الحب والموسيقى الهلينية ، في نصوص قام سعود بترجمتها شعراً ، أضفت على الدراسة جواً من الحلم وهو بالتأكيد جهد ليس من السهل ان يقوم به الا شاعر متمكن من لغته وأدواته وقدراته التعبيرية والتصويرية . أقول ان هذا الكتاب ، لم استطع بعد ان قرأته الا ان احمل قلمي لأكتب عنه ، وليعذرني القراء اذا وجدوني متحمساً لهذا العمل . وقد حاولت ان اجد ثغرة حتى لا تبدو كتابتي متحيزة ، ولكن سعود الاسدي في هذه الدراسة وهذه الترجمات ، وهذا العرض الشيق ، أغنى مكتبتنا العربية بكتاب هام ، كتاب يكشف امام القارىء حضارة الاغريق التي اثرت الحضارات الانسانية الاخرى ، ولا تزال تبعث الدفىء في النفس الانسانية . ولا بد من قول كلمة حق : هذا الكتاب مهم وضروري لكل فرد يدعي الثقافة ويدعي المعرفة . الامر الآخر الذي ينبغي توضيحه ، انني لست ناقداً ادبياً ، رغم مئات مقالاتي التي يمكن تصنيفها ضمن النقد الادبي والفكري ، ودافعي للكتابة عن الاعمال الادبية ينطلق من ذاتيتي ، لذلك لا اكتب نقداً بقدر ما اكتب مداخلة ادبية حول العمل الادبي المعين . في هذا الكتاب الفريد يأخذنا سعود الاسدي الى اعماق التاريخ ، يعود بنا القهقرى الى القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، الى بلاد زيوس وافروديت وهرقل واخيلوس واوديبوس ..الى بلاد أفلاطون وسوفوكليس وابيقراط وهوميروس ...فيسحرنا ويلهمنا من جديد ، كاشفاً لنا عظمة الانسان وقدراته الابداعية وخصب خياله – يشمل الكتاب دراسة جميلة عن علاقة الشعر بالموسيقى والغناء .. ومن مثل سعود الاسدي الشاعر الذي ولد ونشأ في كنف والد زجال ، لا تولد القصيدة معه الا مغناة يعرف معنى الشعر المغنى ، فالموسيقى والغناء كانا جزءاً من التكوين الشعري لسعود الاسدي ، في هذا الكتاب استعراض للشعر اليوناني بدءاً من شعر الملاحم والشعر الغنائي وصولاً الى الشعر التمثيلي وتأثير الشعر اليوناني على الأدب الروماني وعلى الادب الاوروبي في عصور لاحقة ، وبالطبع ما زال لهذا الابداع الاغريقي تأثيره الثقافي العميق حتى يومنا هذا ولن ينتهي ما دام في الارض حضارة انسانية . ويبدو واضحاً من دراسة سعود الاسدي اسباب خوضه في هذه الدراسة عن الشعر الغنائي ، فهو شاعر غنائي بالاساس . ولا ينسى بالطبع ان يتطرق لأسباب عدم اهتمام العرب ابان عصور حضارتهم الزاهية ، للشعر اليوناني من مسرحي وغنائي وتمثيلي ، وتركيزهم على الفكر والفلسفة . يكشف سعود ان البابليين سبقوا اليونانيين في غناء الشعر .الدراسة عن علاقة الشعر بالموسيقى والغناء تكشف امامنا ان الشعر العربي يشمل موسيقى حقيقية .. يشرحها سعود بلغة الخبير المطلع ويخوض في تراثنا العربي كاشفاً حقيقة ان الكثير من الشعراء كانوا ينشرون شعرهم بمصاحبة الات موسيقية.. أي شعراً مغنى . هذه الدراسة عن الشعر العربي المغنى والشعراء المغنيين قد تستحق كتاباً منفرداً لشدة جمالية ما يكشفه سعود الاسدي ولاطلاعه ومعرفته الممتازة بهذا الحقل البحثي الذي قل رواده. ينتقل بعد ذلك الى دراسة عن اشراقة الشعر الغنائي اليوناني ويقدم نماذج من هذا الشعر الذي ضاع معظمه وبقي القليل منه ويسحرنا بالنماذج التي ترجمها شعراً ويمكن القول ابدعها شعراً . في مداخلتي هذه لا انوي الخوض في تفاصيل الكتاب ، انما اكتب انطباعي عن عمل يثري ويضيف لمعارفنا الثقافية الشيء الكثير ، وهو يشرح بوضوح بان الشعر المقروء غير المسموع غناء او انشاداً يفقد الكثير من خاصته وتأثيرة . ربما ليس بالصدفة ان اختار الشاعرة المغنية سافو ليبدأ بها حديثه عن الشعراء المغنيين . فسافو رأى فيها افلاطون ربة من ربات الفنون وقال عنها فيلسوف آخر "انها كالخمرة تمتزج باللهب ". وينتقل من سافو واشعارها الرائعة الى هوميروس ، صاحب الالياذة والأوديسة وكيف لا وهذا الاسم اصبح مرادفاً ثقافياً لا اظن ان احداً يستطيع ان يدعي الثقافة ويجهل عظمة هوميروس في الالياذة والاوديسة .. ثم يحدثنا عن شاعر ملحمي آخر هو هسيود .. وهكذا يبحر بنا سعود في محيط الحضارة الاغريقية لنلتقي مع الكايوس وارخيلوخوس وثيوجينس واناكريون .. وترباندر وألكمان ، ثم ينتقل الى شاعر غنائي آخر هو أريون – نصفه حقيقه ونصفه اسطورة... وبعدها يتحدث عن شعر الجوقات وعن عدد آخر من الشعراء والقصائد المجهولة المؤلف ، ويختتم كتابه بدراسة عن الشعر الهيليني موضحاً فترته التاريخية ، وبدراسة عن الشعر الاسكندري ( نسبة الى الاسكندرية ) . كان بودي استعراض بعض القصائد ، ولكني اكتفي بهذا القدر ، ومهما أضفت لن استطيع ان اوفي هذه الدراسة وهذا الشعر وهذا الغناء وهذا الجهد في ترجمة النصوص شعراً وكتابة الابحاث .. ما تستحقه !!
*سعود الأسدي - شاعر ، كاتب وزجال معروف - كان استاذا للغة العربية في ثانوية الناصرة ، لة عدة دواوين شعر وزجل ودراسات
نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الراحل المبدع سميح صباغ .. وثقافتنا الغائبة
- أهلا وسهلا بشاعر فلسطين الكبير محمود درويش .. في وطنه
- لنبق الحصوة ونتصارح
- الجنرال براك يميني لتنفيذ مشروع يساري
- جوهرة التاج الأمريكية
- الكارثة تدق ابواب غزة
- الحزب الشيوعي الاسرائيلي بعد مؤتمره ال 25
- لننتصر على هتلر - كتاب مثير وغير عادي ، يثير عاصفة في اسرائي ...
- رسالة لأعضاء الحزب الشيوعي الأسرائيلي عشية عقد مؤتمره ال 25
- لبنان سينهض من جديد
- وثيقة حيفا - وثيقة أخرى تضاف للأرشيف
- حديث شائق وممتع عن تاريخ الموسيقى العربية وتطورها
- حرب يخافها الجميع
- الانتحار احتراقا
- كيف نمنع الحرب القادمة
- الرواية التي لم أكتبها
- دور الطليعة الشيوعية النهضوية في ارساء الثقافة العربية الفلس ...
- هل هي حملة تحريض جديدة
- خياران صعبان اسرائيل امام مفرق طرق
- المساواة للمرأة ودمجها بالحياة العامة قاعدتان اساسيان لبناء ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - رحلة اسطورية الى بلاد الاغريق مع سعود الأسدي*