أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الحسين شعبان - البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!














المزيد.....

البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إطلالة مع كل خميس
البوليساريو: بؤرة النزاع " المستديمة"!
أقدمت المغرب مؤخراً على تقديم اقتراح لضمان " الحكم الذاتي لإقليم الصحراء" لكن البوليساريو دعت إلى " إعلان الاستقلال" مع ضمانات لحماية "مصالح" المغرب وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قراراً في 30 نيسان (ابريل) 2007 دعا فيه إلى إجراء مفاوضات بين الفرقاء.
ورغم أن مفاوضات جديدة بدأت في 18 حزيران (يونيو) بين المغرب والبوليساريو، وستستمر لاحقاً في شهر تموز (يوليو)، فإن هذه البؤرة المستديمة للنزاع ما تزال تحتفظ بحيويتها وديناميكيتها رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود ونيّف على اندلاع النزاع خصوصاً بإعلان " جمهورية الساقية الحمراء ووادي الذهب" البوليساريو اختصاراً.
قدِّرَ لي قبل أكثر من ربع قرن من الزمان أن أزور البوليساريو في دعوة رسمية بمناسبة ذكرى إعلان الجمهورية الصحراوية. ولعل فضولي سبقني اليها. ذهبت إلى الجزائر مع عدد من الشخصيات العربية والدولية المدعوّة، وهي تمثل زعامات سياسية وأصحاب رأي وإعلاميين. ومن الجزائر العاصمة نقلتنا الطائرة إلى مدينة " تندوف" الحدودية، ومنها بسيارات الرانج روفر على ما أتذكر وبمرافقات صحراويات بلغة عربية سليمة، الى " الأراضي المحررة"!
في الطريق المفتوح والذي يضم هضاباً ومرتفعات، كان صاحبي " الألماني" يسأل المرافِقة: متى سنصل؟ وكانت تجيبه على طريقتها المحاذِرة: " بعد حين" ويعود إلى السؤال: وأي طريق سنسلك.. هل باتجاه الشمال أو الشرق؟ وكانت تجيبه: أظنه الطريق الصحيح، نتحاشى الغارات الجوية.
بعد نصف ساعة تقريبا، توقف السائق فجأة، ثم نزل من السيارة ووضع أذنه على الأرض، ودعانا للإسراع بمغادرة السيارة، وخاطبنا بالقول: انتشروا! نزلنا نركض ونحن نرتدي لباس الطوارق، الذي نغطّي به رؤوسنا، وسمعنا بعد دقيقتين هدير الطائرات ونحن منبطحون على الأرض. بعدها وضع السائق أذنه ثانية على الأرض، وقام ليدعونا الى ركوب السيارة لمواصلة المسير.
أصابنا الذهول وخصوصاً أصدقاءنا الأجانب، الذين يدفعهم حب المعرفة والفضول العلمي، إضافة الى ما سيقدمونه من معلومات سياسية وغير سياسية لرؤسائهم.
بعد نصف ساعة أخرى من المسير أخرج الألماني بوصلة من جيبه وحاول توليفها، ثم همس بأذني: إننا ندور في هذه الصحارى، وإننا لسنا بعيدون عن مكان انطلاقنا حين قيل لنا أننا عبرنا الحدود!
مكثنا في الخيام بضعة أيام، والتقينا خلالها بمسؤولين من جمهورية البوليساريو، كما استقبلنا الرئيس الحالي محمد بن عبد العزيز، الذي كان حينها رئيساً للوزراء، وروى لنا المقلب الذي حصل له مع حكومة بغداد، حيث كان في جولة يسعى للحصول على دعم سياسي واعتراف بالجمهورية " قيد الولادة" وإذا بهم يقترحون عليه مساعدة عسكرية ويطلبون منه قائمة تفصيلية!
وبعد انتظار وأخذ ورد يتسلّم الوجبة الموعودة ويتحمل هو شخصياً كما قال مخاطر نقلها عبر الحدود الموريتانية وعلى ظهور الجمال، ليكتشف الحقيقة المرّة وإذا بها كتب وكراريس وخطابات سياسية لقيادات الدولة العراقية وحزب البعث.
استذكر هذه الحاثة وقد مضى أكثر من ثلاثة عقود ونيّف على تصاعد النزاع لدرجة بدا وكأنه مستديماً ومعّتقاً، وللأسف لا يلوح حتى الآن أفق لإيجاد حل معقول، فأطراف النزاع وفرقائه ما زالوا عند مواقفهم، التي لم تتغيّر من حيث الجوهر.
لقد استنزف هذا النزاع الفرقاء جميعاً بشرياً ومادياً ومعنوياً ودبلوماسياً وخصوصاً المغرب والبوليساريو، ودفعت الجزائر أثماناً باهظة لوجود نزاع دائم وبؤرة توتر على حدودها الغربية، أما موريتانيا فلم يكن خطها بأحسن حال، خصوصاً وقد ساهم هذا النزاع في حدوث الانقلاب العسكري في العام 1978. وكانت تكلفة النزاع عالية جداً لدول منطقة المغرب العربي، اذ ساهم في عرقلة قيام "الاتحاد المغاربي العربي" وإضعاف التعاون الاقتصادي وانخفاض معدّل الاستثمارات الأجنبية وانتشار عمليات التهريب للمخدرات وغيرها في منطقة النزاع وحواليها.
وللأسف الشديد فإن الأمم المتحدة، التي كان يمكنها أن تلعب دوراً ايجابياً في إطفاء بؤرة التوتر هذه، لكنها كانت جزءً من المشكلة خصوصاً مقاربتها باعتبار النزاع شكل من أشكال إنهاء الاستعمار، وعدم إصرارها على إجراء الاستفتاء المنشود، في حين يستمر دفع الثمن باهظاً من جميع الفرقاء بما يضع مجلس الأمن عند مسؤولياته لحماية السلم والأمن الدوليين وتشجيع الفرقاء على التفاوض حول شروط الاتفاق وقواعده، إذ لم يعد إنسانياً وسياسياً واقتصادياً ودولياً استمرار هذا النزاع إلى ما لا نهاية!!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله (الجزء الاول والثاني ...
- بن لادن مجرم وعار على العرب والاسلام
- الاحتفال التكريمي الخاص ب الشخصية العربية البحرينية الكبيرة ...
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله
- الارهاب الدولي وحقوق الانسان : رؤية عربية
- الفلسطينيون في العراق: الحماية المفقودة
- من دفتر الذكريات - على هامش حركة حسن السريع
- السيستاني أو ولاية الفقيه غير المعلنة!
- الحديقة السوداء في محطّات شوكت خزندار - الشيوعية - !
- الحكم الصالح والتنمية المستدامة
- الحكم الصالح (الراشد) والتنمية المستدامة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الحسين شعبان - البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!