أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مشاهد كوميدية على خشبة الإنتخابات البلدية في الأردن2007















المزيد.....

مشاهد كوميدية على خشبة الإنتخابات البلدية في الأردن2007


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 06:01
المحور: كتابات ساخرة
    


إرتفاع درجة الحرارة لم تعمل على إخراج الناس من منازلهم لصناديق الإقتراع ليلة أمس الثلاثاء وقال لي أحد الحاضرين للإقتراع :أنا شايف إنه ما في حدى بستاهل أقوم عشانه من تحت إلمروحه وصوتله .

بينما كانت النساء منشغلات في تدبير أمور منازلهن كان الرجال -طبعا أزواجهن - قد أجبروهن للذهاب للتصويت لمرشحيهم أما النساء من جهتهن فقد وصلن إلى الصناديق وإلتففن من بين الناس ورجعن دون أن يصلن للصناديق ولم يكملن مسيرتهن إلى الصناديق ولم يدلين بأصواتهن وعند عودتهن إلى منازلهن أفصحن لبعضهن البعض عن عدم رغبتهن بترك أولادهن لوحدهم وعن عدم رغبتهن بالخروج تحت الشمس الحارقة للإصطفاف خلف الطوابير المحتشدة في الظل الحارق للشمس وقد سمعت بعضهن وهن يقلن :يلعن أبوهم ما في حدى بستاهلها والغريب في ذلك أن نسبة تصويت الإناث جاءت أعلى في منطقتي من نسبة مشاركة الذكور أي أن الرجال أجبروهن على التصويت وهم لم يصوتوا على الأغلب.

وبصفتي حاضر على صناديق الإقتراع ومراقب عام للإنتخابات فقد شاهدت أوراق لم يكتب عليها أي إسم لأي مرشح سواء أكان عضوا أو رئيسا وشاهدت أوراقا مكتوبا عليها إسم :صدام حسين وأوراقا أخرى بإسم نانسي عجرم وأوراق أخرى بإسم هيفا وهبي وأسماء وهمية وأسماء أخرى أصحابها في السجون غير السياسية طبعا.

وقد لعبت السخرية دورا كبيرا في نقل مفاهيم عن الإنتخابات وكانت غالبيتها مصخرة على بعض المرشحين منها مثلا : أن أحد المرشحين يعمل تاجر خردوات لم يحصل على 146صوتا مقابل أصوات المنافسين التي تراوحت بين 1600-1100 وقال الناس عن تاجر الخردوات :إنه يريد أن يستغل عمال النفايات في البلدية كي يلملموا له علب الببسي والكولا المصنوعة من الألمنيوم كي يبيعها .

فيما أعتبر موقف الجيش الأردني من الإنتخابات طبعا موقفا قانونيا بالأصل وإقترعوا بشكل قانوني 100% غير أن الناس قالوا :افراد الجيش صوتوا في أكثر من منطقة دون إستبدالهم بأفراد آخرين وبينما كان الجيش الأردني يصوت تصويتا قانونيا تم الإعتداء عليه وهذا بنظر القانون مساس غير أخلاقي بهيبة الجيش العربي فقام بعض الأفراد من الناس يتكسير وتطبيش باصات الجيش العربي في منطقة واحدة في الأردن بنفس الوقت الذي أبدى به الجيش الأردني سياسة ضبط النفس مع المواطنين ولم تسجل أي حالة إعتقال لأي شخص خشية الجيش أن تحدث مشاكل شغب مع المواطنين.

وكان هنالك خوف شديد من قبل الحكومة الأردنية أن تحدث أعمال شغب في المواقع الساخنة عشائريا وأكثرها شغبا على حين ذلك جاءت النتائج مغايرة لتوقعات الحكومة فحدث الشغب في المواقع الباردة عشائريا .

وهنالك من المرشحين من كان يعتبر قاعدته الجماهيرية أكثر من 2000صوت بنفس الوقت الذي لم تتجاوز أصواتهم 150 صوتا.

أما الذين نجحوا كأعضاء ورؤساء فلم تتم فرحتهم في الأسواق والشوارع لأن الذين رسبوا رشقوهم بالحجارة أما غالبية الأعضاء فلم يبدو رغبتهم بإقامة حفلات نجاحهم خشية على مشاعر الرؤساء الذين تكتلوا معهم ورسبوا ونجح الأعضاء لوحدهم .

في حين سادت أجواء من الهدوء هذا اليوم وذهب الذين رسبوا في الإنتخابات لتهنئة الذين نجحوا وشربوا القهوة وأبدو رضاهم وفرحتهم بنجاح خصومهم علما أنهم كانوا يتآمرون على بعضهم البعض في الأسواق والمقرات الإنتخابية .

أما المرشحين من أفراد العشيرة الواحدة فلم يهنىء الراسب منهم الناجح على حين ذلك هنؤا منافسيهم الناجحون من عشيرة أخرى ويبدو أن ظلم الأقرباء لبعضهم البعض قد فتح المجال لإتساع الخصومات أكثر .

وقبل موعد الإنتخابات بإسبوع وأكثر إجتمع أفراد العشائر الكبيرة لتصفية خلافاتهم والتي إعتبروها قبل بدء الإجتماع من أنها مشاكل تافهة وعديمة الفائدة وكانت نسبة الخصومة بينهم تشكل 10% وحين إنتهى إجتماعهم كانت نسبة الخصومة 80% والمشاكل التي كانت بينهم تافهة أصبحت بعد إجتماع التصالح مهمة وذات قيمة وجدوى عميقة ومقلقة لوحدة العشيرة .

وكلفت الحملة الإنتخابية لبعض المرشحين نصف ما سيحصل عليه من رواتب بلديته وللبعض الآخر ضعف ما سيحصل عليه في حين نجح آخرون دون أي تكاليف زائدة عن حدها المعتاد وخرج بعض المنتدبين من قبل المرشحين من قاعات الإقتراع إحتجاجا على بخل مرشحيهم وقالوا : شو هاذ ما جاب رغيف سنوتش أو علبة ببسي علما أن المرشحين إحتجوا وإعتذروا بأعذار مقبولة وغير مقبولة.

وكان غالبية المشجعين لبعض المرشحين قد أدلوا بأصواتهم لمرشحين آخرين وبعض المؤيدين أيضا لم يدلوا بأصواتهم لأنهم أصلا غير مسجلين للإقتراع الرسمي.

وكانت بعض الناس قد تخلفت عن تسجيل أسمائها للإقتراع وحجتهم أن عشيرتهم غير متفقة على أحد من المرشحين وقد توصل البعض للإتفاق متأخرا جدا حيث كانت فترة التسجيل قد إنتهت علما أن الحكومة مددتها أكثر من الوقت المسموح به فلم يجدو أصواتهم حين إتفقوا على التصالح وعند فرز النتائج ألقوا باللأئمة على بعضهم البعض وعادت الخصومات من جديد .

وعلى كل حال إبتهج غالبية الناس لسقوط أقربائهم في الوقت الذي بكا به كثير من المرشحين على رسوبهم وضحك وفرح القليل من المرشحين على نجاحهم وكانت هذه المشاهد موقع سخرية وضحك وإبتهاج من الجماهير لأننا أصلا أمة إثارة وليست أمة نقد وتعديل المفاهيم الخاطئة .

وقد إستفاد السماسرة من كل الأطرف وخصوصا أصحاب مركبات النقل الخصوصي مثل الباصات الصغيرة والبكبات وإستفاد الباعة المتجولة من بيع المشروبات الباردة وكذلك إستفادة شركة الببسي والكولا وزادت نسبة مبيعاتها بشكل ملحوظ جدا وشرب الإسلامييون كثيرا من الببسي والكولا التي يقاطعونها بسبب إرتفاع حرارة الشمس والشعور بالجفاف حيث أجبرت حرارة الشمس الإخوان المسلمين أن يتنازلوا عن معتقداتهم يوما واحدا.

وكذلك إستفادأصحاب مطاعم الوجبات الجاهزة والسريعة ولعب الأطفال بكثرة ولم تجلس الناس كعادتها أمام التلفزيونات وخرج للشوارع كثير من الذين تخلفوا عن الإنتخابات للإقتراع وكان خروجهم فقط للإشتفاء وللمصخرة على الرا سبين والناجحين.

وخسر كثير من الموظفين الحكوميين وظائفهم لأنهم قدموا إستقالاتهم للدخول في الإنتخابات وخسر رؤساء أقسام وموظفين أكفاء مناصبهم لأنهم خسروا الإنتخابات وكان البعض يعمل رئيس قسم في البلدية التي إستقال منها كي يدخل الإنتخابات وبالتالي خسروا كل شيء لأنهم على رأي المسيح أرادوا كل شيء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الله؟
- السرعة والجمود في المجتمعات العربية
- إلقاء القبض على مثقف أردني بتهمة تعاطي الديمو قراطية
- مستقبل العلاقة بين الحكام العرب والشعب مع توضيح شكل العلاقة ...
- رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب
- الإثارة والنقد في المجتمع العربي
- بين كل مسجد ومسجد مسجد ,وبين كل مؤسسة إجتماعية ومؤسسة إجتماع ...
- مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري
- مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده
- تجارة حرب الخليج
- حب وسموم
- غالي الثمن
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه
- الشيوخ يزدادون ثراءا والمثقفون يزدادون جوعا
- الديانات السماوية
- فقدان البكاره موضوع تافه
- إنهم يتآمرون على العمال والشغيله
- إهداء إلى الزميله ماغي خوري
- الإعجاز القرآني
- الانسان يجهل حقيقته


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مشاهد كوميدية على خشبة الإنتخابات البلدية في الأردن2007