أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (2)














المزيد.....

قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (2)


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المستقبل يُصنع

إن كل مفكر أو كل إنسان يستطيع السير بالتفكير، بسرعة أكبر من السرعة التى تجرى فيها الأحداث فى الواقع، فانه يتخيل أو يتوقع المستقبل، وكذلك يستطيع السير إلى الماضى عن طريق عكسه الأحداث أو التحليل، فهو يستطيع أن يعرف "أى يتنبأ" بالأحداث أو نتائج تفاعلات بين أشياء أو بين بنيات، حدثت فى الماضى أو سوف تحدث فى المستقبل، وكذلك يستطيع أن يتنبأ بحوادث أو تفاعلات لم يتأثر إلا بجزء قليل منها، فهو يكمل ما ينقصه ويضع تصور لتلك الحوادث. فهو يقوم بوضع سيناريو لما يمكن أن يكون حدث، أو ما سوف يحدث، وتزداد دقة سيناريو الذى يضعه للمستقبل أو للماضى باستمرار لتقترب من الواقع الفعلى لهذا المستقبل أو ذلك الماضي. والسيناريو شائع جداً، فهو ببساطة سلسلة من أحداث التى نتصورها تجرى فى المستقبل.

ويمتلئ تفكيرنا اليومى باقتحامات بسيطة لغامض عالم الغد أو الأسبوع التالى أو السنة الآتية، وهى جميعها سيناريوهات وإن كانت سيناريوهات بسيطة مختزلة. ويبدأ السيناريو حين نسأل مثلاً: "ماذا يحدث إذا وقع هذا أو ذاك؟"، أو "ماذا سيحدث إذا ذهبنا المساء إلى المسرح؟" ونحن ما أن نطرح السؤال نبدأ نتصور شتى نتائج الحدث. وفى عقولنا ربما نطور عدداً كبيراً من السيناريوهات فى كل مرة نفكر فى مشروع أو قضية. فالسيناريو أو التفكير المستقبلى يمكن أن يمنحنا فرصة النجاة من وضع سيء محتمل، أو تحقيق فرصة رائعة.

إن هذا التنبؤ أو السيناريو الذى تم تصوره يمكن أن يكون له تأثير كبير، فكل تنبؤ مستقبلى يكون له تأثيرات على الحاضر، فهذا المستقبل المتصور أو المتخيل وإن كان أفكار يتفاعل مع الحاضر ويؤثر فيه، فالتفكير والتنبؤ المستقبلى تأثيراته أكبر مما نتصور.

فالفلسفات والعقائد والأديان كان تأثيرها الكبير نتيجة الرؤيا المستقبلية، وهى أفكار ومبادئ وتوجهات التى قامت ببنائها، وفرضها أو نقلها إلى عقول المتلقين. فهذه الأفكار راحت تعمل إما على دفع الأحداث لتسير حسب السيناريو المتخيل وتساهم فى تحقيقه، أو تعمل العكس، أو تدفع الأحداث لتسير فى اتجاه آخر، نتيجة تأثيراتها على توجهات الذين يتبنونها.

ونحن إذا نظرنا إلى غالبية هذه السيناريوهات التى وضعت للمستقبل المتخيل أو المتوقع نجد أن من قام ببنائها اعتمد على ما اكتسبه من معارف ومعلومات من مجتمعه وعلى دوافعه ورغباته وآماله، وهذه كانت تأثراتها الأهم فى تشكيل الأفكار والتخيلات المتوقعة للمستقبل.

إن كافة الأساطير والعقائد والفلسفات والأديان هى ناتج التصورات المستقبلية التى قامت بها عقول مميزة، وقام رفاقهم بتبنيها واعتمادها. إن غالبية المفكرين أو الكتاب "إن لم يكن كلهم" يميلون أو يسعون إلى فرض رؤياهم الخاصة عن المستقبل على غيرهم، إما أن يقولوا أن المستقبل سوف يكون رائعاً، أو مريعاً، أو غير ذلك، ويقوما بحشد البراهين التى تدعم وجهة النظر التى تبنوها، ويضعوا السيناريو الذى يدعم رؤياهم، ويفرضونه على المتلقين. فيقوم كل من هؤلاء بتبنى ما يتفق مع ميوله ودوافعه وقيمه ويرفض ما لا يتفق معها، وغالباً يسعى لتحقيق السيناريو الذى اقتنع به وتبناه.

إن الناس قسمان، الأول، هم المحافظون وهم الذين يحافظون على الموروث الفكرى أى كان ويعطونه الأولوية فى قراءة الحاضر والمستقبل، ويكون مفهومهم للحاضر والمستقبل منحازا للماضي.

والثاني، هم المجددون والمطورون وهم يسعون دائما للتغيير والتطور، ويكون مفهموهم للحاضر منحازا للمستقبل الذى يتصورونه، وحتى هذا المستقبل المتصور نفسه فانهم يغيرونه ويطورونه أحياناً. إن المستقبليين، وهم مقتنعون تماماً أن الأفكار تستطيع إزاحة الجبال، مهتمون جداً بالتنمية المنهجية للأفكار.

فتصورات المستقبل هى المخططات التى نستخدمها فى بناء حياتنا، وقد تكون أهم من المواد التى نعمل بها " أجسامنا وأسرنا ومواردنا....." فى تقرير نجاحنا وسعادتنا. فكما يمكن إشادة بناء إذا اعتقد الناس أنه سيشاد، فانه يمكن أيضاً إقامة عالم مستحب مرغوب فيه إذا أمكن تصوره بشكل صحيح. ويمكن للريادة المستقبلية أن تمنح الناس مجموعة مفيدة من المفاهيم يمكن أن تساعدهم فى التعامل مع عالم سريع التغيّر، وتشمل هذه المفاهيم على:

ا - المستقبل ليس ثابتاً فهو يشمل على مجموعة منوعة من البدائل نستطيع منها اختيار ما نريد أن ندركه ونفهمه،
ب - التغيرات الصغيرة تصبح بمرور الوقت كبيرة،
ج - عالم المستقبل على الأرجح مختلف جذرياً من نواحى عديدة عن عالم الحاضر،
د - الأساليب والطرق الناجحة فى الماضى ربما لا تفيد فى المستقبل بسبب الظروف المتغيرة. يمر العنصر البشرى الآن بأسرع تغيير فى تاريخه، إلا أن ثمة القليل من الاتفاق على "أين يقود هذا التغيير" أو "ماذا قد يكون معناه ونتيجته النهائية".

ولكننا نعلم مؤكداً، فقط، أن إعصاراً من التغير يجتاح المؤسسات الإنسانية كافة، وليس ثمة من قوة معروفة تستطيع إيقاف التحول الشامل.

إن التغير الهائل فى حياة الناس يبين سرعة هذا التحول. والكثير من المفكرين يعون وعياً تاماً أن الحياة الإنسانية تتغير الآن تغيراً جذرياً.

بعد نشر كتاب ألفين توفلر "صدمة المستقبل" عام 1970 دخلت ظواهر التغير الجذرى وعى الكثير من الناس فى جميع أنحاء العالم، ولكن الآن يظهر أن التغير الحاصل أكبر وأسرع وأشمل مما تصوره توفلر، فالتغير يتوالد ويتكاثر بنفسه، فيتسابق أسرع وأسرع فى حياتنا. واليوم يبدو التغير أنه الشيء الثابت الوحيد فى حياتنا. وباختصار، فإن التغير عملية تتغذى على نفسها، فكل تغير يقود إلى المزيد من التغيرات.




#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الأفكار . كيف يؤثر في المستقبل (1)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (1)
- ملاحظات على آليات عمل دماغنا
- بحث في السببية (3)
- بحث في السببية (2 )
- بحث في السببية (1 )
- تشريح المشاعر
- التنويم المغناطيسي ليس مجرد دجل
- الدماغ .. كيف يفكر
- الأستاذ الجامعي العربي في قفص الاتهام
- النمو وخصائصه
- الدوافع والغايات أولاً
- أسس العنصرية
- ما الذي يجعل العلم علماً
- التقليد والمحاكاة والمحافظة
- الذاكرة وخصائصها
- الشعور والإحساس والوعي
- الإبداع خصائصه وعوامل نشوءه وتأثيراته
- - بين الخير والشر - كيف نقيم ونبني أحكامنا


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (2)