أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - العدالة أولاً














المزيد.....

العدالة أولاً


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 06:18
المحور: المجتمع المدني
    


تناقلت وكالات الأنباء خبراً عن عقار جديد من المؤمل أن يحدّ من فعل الزمن في الإنسان، أو بعبارة أخرى يساعده على إطالة عمره، مبعداً عنه شبح الشيخوخة ولو إلى حين، وهذا معناه ارتفاع متوسط عمر الإنسان. وقد جُرِّب العقار على الفئران أولاً وأعطى نتائج مشجعة، وسبق لعلماء الهندسة الوراثية أن تحدثوا عن متوسط عمر يتراوح بين 150 ـ 200 سنة. وإن صدق ما تنبأ به هؤلاء فإن البشرية ستكون موعودة بمفاجآت ديموغرافية واجتماعية وسياسية واقتصادية لم تألفها الأجيال السابقة. وقطعاً لن تكون كلها سيئة، ولكن...
يعاني ثلثا سكان الكرة الأرضية حتى هذه الساعة من مشاكل اقتصادية إلى الحد الذي تتعلق بحصولهم على ما يكفي من طعام ومن سعرات حرارية، وتقول الإحصائيات أن نسبة 80% من الاستهلاك العالمي هي من حصة 20% من السكان ( معظمهم يقطنون نصف الكرة الأرضية الشمالي ) فيما لا يحصل الـ 80% الآخرين ( معظمهم يقطنون في النصف الجنوبي ) إلاّ على 20% من ذلك الاستهلاك. وأن هناك في العالم حوالي 780 مليون جائع لا يحصلون على الحد الأدنى من الغذاء الضروري، ويعيشون مجاعة حقيقية تهدد حياتهم، ولذا فإن معدل العمر في النصف الشمالي يتجاوز الـ 70 سنة في الوقت الحاضر فيما هو أقل من 40 سنة في مناطق كثيرة من النصف الجنوبي.
ومنذ وقت مبكر تحدث علماء الاقتصاد عن ضرورة إيجاد توازن بين معدل زيادة السكان ومعدل الزيادة في إنتاج الغذاء، وكان مالثوس وهو قس وعالم اقتصاد إنكليزي عاش في القرن التاسع عشر قد تنبأ بأن إنتاج الغذاء سيزداد بمتوالية عددية فيما سيزداد السكان بمتوالية هندسية، وعلى الرغم من عدم دقة هذا التخريج إلا أن مالثوس أطلق أول جرس إنذار في العصر الحديث. وكان علماء واقتصاديون قد أشاروا في الربع الثالث من القرن العشرين إلى إمكانية الأرض، فيما إذا توفرت النوايا الطيبة والإدارة الجيدة والتكنولوجيا اللازمة في إعالة 20 مليار من البشر، إلاّ أن اقتصاديين وعلماء جدد يحذرون منذ سنوات من وصول العالم، وكذا الأرض، إلى تجاوز ذروة طاقتهما، وبالتالي لكي نتجنب الكوارث لابد من الحد من زيادة السكان الذي سيبلغ خلال العقدين القادمين أكثر من 8 مليارات من البشر.
وعوداً إلى خبر عقار زيادة العمر: ترى كم سيكون عدد السكان إذا ما غدا متوسط عمر الإنسان قرناً ونصف؟ وما هي المشاكل التي ستواجه البشرية ليس في مجال تأمين الغذاء للأعداد المتزايدة فقط وإنما تلك التي تتعلق بالطاقة والتعليم والصحة والعمل والهجرة والإدارة؟ وهل يمكن تجنب الفوضى المرتقبة التي ستعصف بالعالم إذا لم تبتكر حلول فعالة لمعالجة تلك المشاكل؟. أم أن ذلك العقار سيكون خاصاً بالمحظوظين الذين يعيشون في شمال الكرة الأرضية، وربما كان بعضهم يفكر بعقارات تفتك بالسكان في النصف الجنوبي كما يسعى أناس أشرار تصورهم بعض من أفلام هوليود. أو أن الحروب المتعاقبة، المسيطر عليها وغير المسيطر عليها، هنا وهناك، في بلدان الفقراء، ستفي بالغرض؟!!.
لا أحد يفكر، اليوم، بيوتوبيات سعيدة ورومانسية كما راجت، ولاسيما عند مثقفي اليسار خلال العقود السابقة، ولكن واقع حال العالم، الآن، يتطلب حداً أدنى من العدالة في توزيع الثروة، وتأمين الحد الأدنى من حقوق الإنسان قبل أن تعم الفوضى العالم والتي لن تكون خلاقة بأي شكل.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر السرد
- حدود العراقي
- في مديح الشعراء الموتى: أديب أبو نوار.. وداعاً
- المثقف الآن
- أبيض وأسود
- البانتوميم نصاً أدبياً: محاولات صباح الأنباري
- ابنة الحظ لإيزابيل الليندي؛ رواية حب ونهوض مدينة
- تحوّل الاهتمامات
- أنا وحماري لخوان رامون خيمينث: بلاتيرو في العالم
- من لا يتغير؟
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين
- -حياة ساكنة- لقتيبة الجنابي
- في الروح الوطنية العراقية
- إمبراطورية العقل الأميركي: قراءة أولى
- في الاستثمار الثقافي
- نحو حوار ثقافي عراقي
- بمناسبة بلوغه الثمانين: ماركيز بين روايتين


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - العدالة أولاً