أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هفال زاخويي - ثقافة التهم الجاهزة














المزيد.....

ثقافة التهم الجاهزة


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هذا ما تعودنا عليه ، "الضحية والجلاد" كلاهما تعودا على هذه الثقافة المعيبة في هذا البلد الذي ابتلي بالكثير من الأمراض الاجتماعية التي تتجلى جراثيمها في الحياة السياسية .

ما ان يطرح احدهم فكرة او موضوعة تخدم الحاكم والمحكوم معاً ويقصد من ورائها العدل والحق والصدق والنزاهة والاصلاح الا وقامت القيامة عليه ، فهناك مختصون يمتهنون مهنة الصاق التهم الجاهزة به وما اكثر مصطلحات التخوين " خائن، عميل، مرتد، سارق، فاسق ...الخ" .

هذه الثقافة المقيتة المعيبة عانينا منها منذ القدم وكم من الضحايا الأبرياء ذهبوا ضحية هذه المهنة التي يمتهنها اولاً رجال الحكم ومن بعدهم وعاظ السلاطين وكذلك الأجهزة الأمنية والمخابراتية التي حمت وبأساليب قذرة أنظمة الحكم القذرة التي لم تبخل في التنكيل بالمصلحين والمخلصين ممن ارادوا وعبر التاريخ ان يخدموا شعوبهم وبلدانهم.

الانبياء قبل ان يبعثوا كانوا محل احترام بين اقوامهم ، فالرسول محمد كان ينعت بالصادق الأمين بين ابناء قومه ... وما ان اعلن دعوته حتى انهال عليه نفس اؤلئك بانواع التهم والأوصاف تراوحت بين "الساحر والشاعر والكذاب والمجنون " وهم كانوا يعلمون علم اليقين بانه لم يكن كذلك بل ان مصالحهم الضيقة التي تعرضت للتهديد من جراء الدعوة الاصلاحية المحمدية كانت من وراء نعته بهذه الأوصاف ... وهكذا كل الانبياء وكل المصلحين تعرضوا لهذه الحملات.

في بلدنا العراق تجلت هذه الظاهرة بوضوح منذ مئات السنين ، فزج بخيرة الرجال في السجون من مصلحين وعلماء ورجال دين صادقين ومواطنين صالحين واغتيل اخرون في ظروف غامضة وقتل اخرون دون حياء من قبل "السلطان" تحت ذريعة التهم الجاهزة التي تراوحت عبر تاريخ الخلافة الاسلامية في العراق " بالكفر والزندقة والفسق والردة" .

هكذا كانت ثقافة البعث أيضاً فعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود ذهب الالاف من المخلصين والوطنيين ضحية هذه الثقافة المقيتة التي تفنن النظام وازلام النظام وخدم النظام في اختراعها واطلاقها على الوطنيين من ابناء هذا البلد الى درجة ان البعث غدا ينهش في نفس جسده فالرفيق كان يتهم رفيقه اذا رأى ان مصالحه مهددة او اراد التقرب من السلطان ... وكنا نلعن تلك الثقافة اقذرة الموبوءة .

اليوم تتجدد الحالة فكل من اراد طرح فكرة الاصلاح واراد المساهمة في خدمة البلد وواجه الناس بحقائق الامور لايرى نفسه الا والتهم الجاهزة تنهال عليه " بعثي ، صدامي ، عميل اميريكي وصهيوني، بل تعدى الامر الى ان يصبح الانتماء الديني والقومي والمذهبي والحزبي وحتى الجغرافي تهمة جاهزة ".

الم نتعلم ونتعظ من التاريخ...؟ الا يعلم السلاطين ان وعاظهم مخادعون ...؟ الم يتعظ ثوار العراق من الايام الحالكة التي وصفهم فيها البعث بالخونة والعملاء فيأتون هم اليوم ليمارسوا نفس الدور فينعتون المخلصين والمصلحين بالخونة والعملاء ...؟

لقد دفعنا الثمن باهضاً من وراء هذه الثقافة النابعة من المنظومة القيمية الاجتماعية المشوهة التي تربينا عليها من تربية اسرية ومناهج دراسية وبرامج حزبية انتجت اخطر حالات الازدواجية الاجتماعية لدينا .

كلنا نعلم علم اليقين بأن هذه الثقافة ثقافة مقيتة قذرة تافهة ، وانما نؤمن بها بسبب المصالح الضيقة التي نتكالب عليها ... ألم يحن الوقت للوقوف بوجه هذه الثقافة السلطوية ...؟ ليس كل معارض خائن وليس كل صاحب رأي خائن وليس كل مخلص خائن وليس كل مصلح خائن ... وان تبنينا قاعدة التخوين والعمالة والتهم الجاهزة منهجاً في بلدنا فلن نر مخلصاً واحداً ، فالكل خونة وعملاء...!

- رئيس تحرير صحيفة الأهالي الليبرالية- بغداد



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة رئيس اقليم كردستان شكراً لكم ... لكن مواطنيك يتطلعون ل ...
- العراق الجديد : دولة ب -78 - وزيراً


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هفال زاخويي - ثقافة التهم الجاهزة