صفقات التسلح‮ .. ‬لماذا ؟‮!‬

حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

إذا صح الخبر الذي‮ ‬يقول أن الولايات المتحدة‮ ‬ستعلن هذا الأسبوع سلسلة من صفقات السلاح التي‮ ‬تقدر بـ ‮٠٢ ‬مليار دولار على الأقل مع الدول الست الأعضاء في‮ ‬مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬فإننا نكون بصدد حالة دورية من حالات استنزاف ثروات المنطقة‮ ‬في‮ ‬صفقات تسلح ضخمة دون مبررات وجيهة،‮ ‬خاصة مع معرفتنا بأن هذه الصفقات هي‮ ‬فوق طاقة القوات المسلحة في‮ ‬بلداننا على استيعابها‮ . ‬ ولا‮ ‬يمكن للمراقب إلا أن‮ ‬يلاحظ أن توقيت الإعلان عن إبرام هذه الصفقات‮ ‬يترافق مع الزيادة الحالية في‮ ‬أسعار النفط،‮ ‬كأن الولايات المتحدة تعيد بذلك‮ ‬،‮ ‬ما كانت تقوم به على مدار عقود من إعادة تدوير عائدات النفط مجددا إليها‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬خطط محكمة لكي‮ ‬لا توجه هذه العائدات إلى خطط التنمية في‮ ‬بلدان المنطقة ولمصلحة شعوبها وأجيالها القادمة،‮ ‬بإعادة ضخها،‮ ‬من خلال صفقات التسلح العبثية،‮ ‬إلى شركات السلاح‮ ‬بصفتها مكونا رئيسيا من مكونات المجمع الصناعي‮ ‬الحربي‮ ‬الذي‮ ‬يحكم الولايات المتحدة‮ .‬ لذا لم‮ ‬يكن‮ ‬غريبا ما نشر عن أن صفقات الأسلحة الجديدة هذه وصفت بأنها اكبر صفقات تقوم إدارة بوش بالتفاوض حولها‮. ‬ وحسب دراسة قديمة بعض الشيء قام بها المعهد الدولي‮ ‬للدراسات الإستراتيجية في‮ ‬لندن،‮ ‬فان الإنفاق العسكري،‮ ‬شكّل ‮٠٧‬٪‮ ‬من الإنفاق العسكري‮ ‬العربي،‮ ‬أي‮ ‬حوالي‮ ٥.٩٢ ‬مليار دولار بنسبة تقدر بـ ‮٩.١١ ‬٪‮ ‬من الدخل القومي‮ ‬لهذه الدول،‮ ‬ونصف المبلغ‮ ‬المذكور‮ ‬يذهب إلى دول أجنبية مقابل مشتريات السلاح‮. ‬ يقودنا هذا مجددا للتذكير بالنقاش الدائر حول مفهوم امن الخليج،‮ ‬ومقتضيات هذا الأمن‮ ‬،‮ ‬ولعل في‮ ‬التجارب المريرة التي‮ ‬عاشها الإقليم الخليجي‮ ‬خلال العقود الماضية،‮ ‬ما‮ ‬يؤكد أن الإمعان في‮ ‬اقتناء السلاح وتكديسه لا‮ ‬يعني،‮ ‬في‮ ‬حال من الأحوال‮ ‬،‮ ‬تزايد قدرة دول المنطقة على الدفاع عن نفسها بوجه أية مخاطر محدقة‮ ‬،‮ ‬وهذا ما كشفته بشكل جلي‮ ‬تجربة‮ ‬غزو العراق لدولة الكويت عام ‮٠٩٩١. ‬ لذا‮ ‬يبدو خاليا من المعنى‮ ‬ما تردده وسائل الإعلام الغربية عن أن الهدف من صفقة السلاح الجديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬هو تعزيز الدول الموالية للغرب ضد النفوذ الإيراني‮ ‬المتنامي‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ . ‬وليس القصد هنا القول أن الاستراتيجية الإيرانية في‮ ‬المنطقة لا تتحمل في‮ ‬ثناياها إشارات ومطامح مقلقة تجد لها تعبيرات بين الآونة والأخرى في‮ ‬العلاقة مع محيطها الخليجي‮ ‬،‮ ‬على نحو ما قرأناه مؤخرا من تصريحات شخصيات نافذة في‮ ‬طهران حول الموقف من الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران‮ ‬،‮ ‬وحول البحرين‮ . ‬إنما القصد هو القول أن ترسانات السلاح التي‮ ‬تتكدس في‮ ‬بلدان المنطقة بسبب صفقات السلاح التي‮ ‬تمليها الحكومات الغربية‮ ‬،‮ ‬لن تسهم في‮ ‬جعل قدراتنا الدفاعية في‮ ‬وضع‮ ‬يمكن جيوش المنطقة من الدفاع‮ ‬،‮ ‬إذا ما اتصل الأمر بتحديات إقليمية كبرى لا طاقة لأي‮ ‬بلد من بلداننا‮ ‬،‮ ‬ولا حتى لدول الإقليم الخليجي‮ ‬مجتمعة التصدي‮ ‬إليها‮ ‬،‮ ‬بدون‮ ‬غطاء عربي‮ ‬ودولي‮.

#حسن_مدن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات