أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - فواز فرحان - شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !















المزيد.....

شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 10:54
المحور: عالم الرياضة
    


كرة القدم تعلمنا قبل اي شئ ان يكون للانسان هدف يسدد نحوه او يرسم طريقه للوصول اليه على المستطيل الاخضر الذي يمثل ساحة الحياة والجماهير المحيطه التي تمثل المجتمع الذي يقيم هذا الانسان واداءه وتحقيق اهدافه, ربما تكون فكرة فلسفيه لكنها تعبر في طياتها عن نظرة ما الى كرة القدم التي حققت في العراق اكثر بكثير مما حققته السياسه ورجالها فعادة ما تكون الرياضه وخاصة كرة القدم امتداد لحالة الاستقرار والرفاه الموجوده في المجتمع الا في الحاله العراقيه التي اثبتت العكس او اثبتت استثناء وخروج عن القاعده لاسيما وان البلاد تعيش حاله غليان لا تتوقف الا عندما تطلق صافرة البدايه لاي مباراة يلعبها المنتخب الوطني العراقي وتعيش حالة هدنة طوال تسعين دقيقه او طوال يوم بكامله ان كان هناك فوز للمنتخب..
نحن نعلم ان اكثر الشعوب عشقا لكرة القدم هو الشعب البرازيلي ومن بعده الالمان والانكليز بالتساوي وان هذا العشق لا يمتد حد الجنون كما هو الحال في جنون كرة القدم عند العراقيين فلو قدر ان توجهنا للبرازيل عند فوزها بكأس العالم في اي مرة من المرات وقلنا لهم ان الشوارع مليئه بالسيارات المفخخه وان الاحتفال يحوي في طياته مخاطر الموت ربما ستكون النتيجه ان برازيليا واحدا لن يخرج الى تلك الشوارع وسيفضلون فتح قناني الشمبانيا والبيرة ببيوتهم والاحتفال بها وكذلك الحال هنا في المانيا او اية دوله اوربيه اخرى لن تخرج الجماهير الى الشوارع في حاله تلقيها انذارا من السلطات بوجود قنبله في الشارع او اية اشارة مخيفه اخرى فكيف اذا كانت سيارات مفخخه!! اذا هو حب يصل حد الجنون في التحدي وهروب من الاحزان والواقع الى الامام الى عالم افتقده هذا الشعب وهو عالم الفرح والاحتفال والتعبير عن السعادة مهما كلف الامر والرياضيون كما نعلم هم بعيدون عن السياسه والانتماءات في الحاله العراقيه لكن ايادي الاجرام لم تتركهم في لحظه من لحظات سعادتهم وفرحهم كما حدث بعد نهايه مباراة كوريا مع العراق في مباراة الدور شبه النهائي واصطادت ما يقارب الستين من الذين تحدوا باحتفالهم كل المخاطر ودفعوا حياتهم ثمنا لعشقهم الجنوني هذا رغم انهم لم يتلقوا الدعم ولو المعنوي سوى من لاعبي المنتخب انفسهم الذين توشحوا بالشرائط السوداء تعبيرا عن حزنهم على ضحايا الحادث ليضافوا الى قائمة ضحايا العراق الاخرين في المجالات الاخرى..
وشاهدنا الخط التصاعدي في الاداء العراقي الذي عبر عن تماسك خطوطه وتقديمه الافضل من مباراة الى اخرى حتى الوصول للنهائي والظفر بكأس الامم الاسيويه لاول مرة فقد كان ذلك حلم اي عاشق لكرة القدم العراقيه لان اللقب القاري ينقل الفريق الى مصاف الكبار في القارة وشاهدنا التناسق في الخطوط العراقيه التي عبرت عن روح الوحده عند الفريق والوصول الى الهدف المنشود ربما تعطينا تجربة امم اسيا درسا في تعلم الطريقه التي تقودنا الى تحقيق الهدف والتي عبرت عنها مجموعه من الخصائص التي كانت تميز العراقيين وهي الوحده والغيرة والحرص والاندفاع ونكران الذات وفوق كل ذلك العزيمه وروح التحدي التي تجلت في المباراة النهائيه بأسطع صورة حتى اننا بدأنا بالاحتفال مع نهايه الشوط الاول وادركنا ان هذه الخصائص ستحقق النصر لا محاله..وربما نتشابه نحن العراقيون في المشاعر التي نتحلى بها وهي المقارنه بين تلك الحاله وحالة السياسيون الذين استأنفوا صراعاتهم على السلطه في اليوم الثاني من الفرح العراقي ولم يتحلوا بروح الفريق الواحد ولا العزيمه العراقيه القادرة على تجاوز المحنه ولا روح التحدي والشعور بالانتماء بل العكس تماما حتى اننا نشعر ان من الافضل تغيير اسم المنطقه الخضراء الى المنطقه السوداء لانها فعلا تمتلئ بالافكاء السوداء التي لا تفكر الا في خدمة العاملين فيها حصرا وما يحدث خارجها فهذا لا شأن لهم به لا مقارنه بين الافعال التي جسدها الفريق العراقي على المستطيل الاخضر والاخرى التي يجسدها السياسيون في الساحه الخضراء فهي لا تحوي اطلاقا اي تشابه واذا ما تمكن لاعبي المنطقه الخضراء من السياسيين من اجادة فن ادخال الفرح والسرور الى النفس العراقيه الجريحه حينها سيكون هناك قبولا لاجراء اي مقارنه لان اللاعب بفوزه وانجازه يرفع اسم بلاده عاليا ويجعل الجماهير تعيش افراحا بما تسمو على كل الجراحات في نفس اي مشجع ,اما السياسي فعليه تقديم انجاز كما فعل الرياضي الذي كافئه الشعب والاتحاد الاسيوي والحكومه ايضا اما السياسي فبأنجازاته سيكافؤه المفكرون والتاريخ والشعب والمؤرخون ليحجز له اسما خالدا كما هو الحال مع الكثير من السياسيين في العالم امثال غاندي ولينين ومانديلا.. السياسيون في المنطقه الخضراء يلعبون دون ان تكون هناك اهداف امامهم (عارضات وشبكه) دون ان يحددوا الهدف الذي ينبغي التصويب نحوه فكيف سيحصلوا على التشجيع أذا؟ ثم اين هي تلك الجماهير التي ستتفرج على مباراة تخلو ساحتها من عوارض وشبكه يتم التسديد نحوها بلا شك هذا نوع من تضييع الوقت ولن يضحي احد منا بوقته للتفرج على مباراة من هذا القبيل..
ان شعبنا رغم مأسيه فأنه شعب حساس ومدرك وفوق ذلك هو شعب ذكي يبحث عن النتائج دائما في الحدث وليس على اللعب والتفنن رغم اهميتهما في بعض الاحيان ففي مشاركته في كأس العالم بالمكسيك عام 1986 كانت الاراء تتمحور على انه قدم مستوى لا بأس به لكننا وجدنا الفريق العراقي في موخرة التصنيف في تلك البطوله بعكس كاميرون روجيه ميللا ونيجيريا رشيد يكيني في عامي 90 و94 على التوالي فقد كان اداءا مصحوبا بالنتائج والاسلوب والموقع وهذا ما نتمناه في كل مشاركه عراقيه في اي بطوله يخوضها من الان وصاعدا وعنصر التخطيط هنا مهم للغايه فاليابان خسرت عام 1982 مع العراق بنسبه كبيرة من الاهداف وبعد البطوله قرر اليابانيون وضع استراتيجيه للكرة اليابانيه تسير عليها تضعها في العشر سنوات الاولى على قمة القارة وفي العشر الثانيه من المنتخبات العشرة الاولى عالميا ومنذ ذلك الحين يسعى اليابانيون لتحقيق الهدف الثاني بعد ان حققوا الاول بجدارة وكذلك فعلت كوريا وتفعل اليوم دول جنوب شرق اسيا كما شاهدنا بأم اعيننا في المستوى المتطور الذي ظهروا به خاصة منتخب فيتنام الذي كان محاصرا لعقود ثلاث مضت وتمكن من التغلب على تأخره ووصل الى الدور الثاني وهي خطوة رائعه لهم لاسيما وانهم ارتاحوا للفوز العراقي بالكأس لانهم شعروا ان منتخبهم لم يخرج الا على يد البطل في هذه البطوله..نعم كرة القدم بحاجه الى عنايه لكي توحد الناس لكي تعطيهم الامل بالحياة بأن هناك ما يجمعنا وما يوحد مشاعرنا ويجعلنا نعيش لحظة من لحظات السعاده القليله في حياتنا نحن العراقيون !!المستطيل الاخضر هو ساحة الحياة واللاعب هو الانسان الذي يخوض معترك الحياة مع نظرائه الاخرين والهدف هو المعنى من الحياة والجمهور هو المجتمع البشري وبشكل عفوي يعلق الاغلبيه على المباراة التي تنتهي بالتعادل بدون اهداف على انه تعادل سلبي اي دون معنى حتى لو حفلت بالمحات الفنيه والتكتيكيه لان الهدف هو المعنى..اننا نتوق دائما الى الفرح عبر الرياضه او الفن او اي مجال اخر المهم ان يكون يحمل في طياته وحدة مشاعرنا ..






#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه
- المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني
- حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط
- المجتمع المدني..واسس الديمقراطيه
- الدولة..والطفوله المعذبه
- علامات انهيار مرتقب....
- العنصريه...في اوربا المتحضرة
- العمل الصحفي..والسلطه السياسيه
- النازحون من جحيم الحرب ..
- الانذار الاخير ...
- أضراب عمل نفط الجنوب..والشرارة التي لا بد منها
- الطفوله...وعالم السياسه


المزيد.....




- يوفنتوس يفلت من الخسارة أمام كالياري في وقت قاتل
- أول تعليق للمهاجم المغربي حمد الله بعد واقعة ضربه بالسوط من ...
- “شاهد مباريات دوري روشن السعودي”… تردد قناة SSC sport الجديد ...
- صورة القميص الذي يهدد إقامة مباراة نهضة بركان المغربي واتحاد ...
- رونالدو يوجه رسالة لزملائه في نادي النصر بعد فوزهم على الفيح ...
- بالفيديو.. أخطاء جدلية ودفاعية وغزارة تهديفية.. تحليل مباريا ...
- بعد تألقه في لقاء مانشستر سيتي.. نجم ريال مدريد يبلغ الإدارة ...
- سر عدم طرد حارس أستون فيلا رغم حصوله على إنذارين بربع نهائي ...
- تمديد عقد ناغلسمان على رأس المنتخب الألماني حتى مونديال 2026 ...
- النصر يكرم وفادة الفيحاء بثلاثية ويعزز موقعه في وصافة الدوري ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - فواز فرحان - شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !