أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - معتز حيسو - الجزء الأخير : نقض النقد : متابعة الحوار مع : السيد فؤاد النمري















المزيد.....

الجزء الأخير : نقض النقد : متابعة الحوار مع : السيد فؤاد النمري


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 10:54
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


في موضوع مختلف لكنه يأتي في سياق الحوار الذي نحن بصدده . لقد حددنا سابقاً بأن الفكر يبقى علمياً وقابلاً للتغير والتطور حتى لحظة تحوله إلى عقيدة مغلقة ترفض التعديل والتطوير على المنظومة المعرفية المحددة ، حتى لو كان تعبيراً عن البنية المعرفية ذاتها ، وفي هذا السياق يمكننا أن نلفت الانتباه إلى أن المنظومة الفكرية الماركسية بقيت خاضعة للتطور والتغيير حتى اللحظة التي تحولت فيها إلى حيز الممارسة السياسية بكونها المحدد الرئيسي لسياسة الأحزاب الشيوعية القائدة للدول الإشتراكية لتتحول بفعل الممارسة السياسية إلى أيديولوجية نصية مغلقة ، و إلى عباءة يرتديها القادة الشيوعيين بما يتناسب مع توجهاتهم السياسية المشخصنة ، والأكثر أهمية هو تحولها إلى فكر عشائري وبدوي وعقائدي .... في سياق الممارسة السياسية للأحزاب الشيوعية في البلدان المتخلفة تحديداً ( سوريا ، اليمن ، كمبوديا .... ) وبتقديرنا بأن الأحزاب الشيوعية الرسمية في البلدان المتخلفة أساءت للماركسية في سياق ممارستها السياسية من خلال تبنيها العقائدي للماركسية ، محاولة بوعيها العقائدي هذا لوي عنق التاريخ إرادوياً ليكون سياق تطوره متناسباً ومعبراً عن أشكال وعيهم المقدس ، وبذلك فإن هذه الأحزاب لم تساهم في سياق الممارسة السياسية والنظرية على تطوير البنية النصية والمعرفية للماركسية لتكون معبرة عن المتغيرات الواقعية الموضوعية ، بل ساهمت في تحويلها لأدوات معرفية إرادوية تحول الواقع المتغير والمتطور إلى أشكال إشكالية ثابتة ومقولبة لا يمكن إدراكها إلا وفق إيديولوجيتهم الحتمية ، وفي هذا السياق يمكن التنويه بأن ماركس وانجلز وفي سياق تطورهم الفكري والسياسي قد غيروا وعدلوا كثيراً من مواقفهم بصدد الكثير من القضايا بناءً على المتغيرات الموضوعية للواقع الملموس في سياق التجليات النظرية المتحولة ضمن المنظومة الماركسية ، مما يدلل بأنهم لم يتعاملوا مع النصوص المعرفية بكونها نصوصاً جامدة بل بكونها نصوصاً قابلة للتطور بناء على تطورات الواقع الموضوعي ، وبذلك فإن نقدنا ليس موجها ً بشكل رئيسي إلى القوانين الماركسية الديالكتيكية ، بقدر ما هو موجه إلى الممارسات السياسية للأحزاب الشيوعية التي حولت الماركسية إلى أيديولوجيا مغلقة لا تقبل أي نقد أو تطوير ... إضافة إلى بعض القضايا التي تجاوزها ماركس في سياق تطوير منظومته المعرفية ، أو لنصوص لم تتمتع بصفة أو سمة القوانين العلمية و قد تجاوزها السياق العام للتطور التاريخي .
وبناء على هذا فإننا لا نرى فقط بأن نهاية التاريخ لا تتحدد بالليبرالية ، بل يجب تحليل وتحديد موقفنا من الليبرالية بما يتلاءم مع الواقع الملموس ،وبتقديرنا بأن الماركسية التي يعتمد عليها حتى هذه اللحظة كبار الاقتصاديون في العالم ، حتى الرأسماليون منهم ، تمكننا من التحليل الموضوعي لليبرالية . ويقع السيد النمري في تناقض واضح بخصوص موقفه الإيديولوجيا ، فهو من جهة يرى بأن ( الإيديولوجيات لم يحدث مطلقاً أنها قامت على الأرض كي يقع انهيارها) ، ومن جهة ثانية يراها ( وهي بمختلف ألوانها إنما تظهر في الفكر السياسي كاعتذاريات، أي أنها تقدم اعتذاراً كاذباً عن حدثان التاريخ. لم يحث مطلقاً أن تقدم التاريخ على مسار حُدّد مسبقاً، إنه يتقدم باتجاهٍ تدفعه آلياته الخاصة إليه)(كل الإيديولوجيات التي ظهرت عبر التاريخ إنما كانت قراءات خاطئة للتاريخ وظلت قصوراً معلقة في الهواء وهي لذلك عصيّة على الانهيار طالما أن الانهيار لا يلحق إلاّ بأشياء حقيقية على الأرض.) أسأله هنا عن موقفه من الإيديولوجيات الدينية ، والفكر الشيوعي الذي تحول إلى عقيدة أيديولوجية ، الفكر السياسي القومي المؤدلج... أليست هذه الأيديولوجيات نشأت على الأرض وتطورت عليها وتمت ممارستها من قبل البشر لأسباب مختلفة ، هل أتتنا من خارج الزمان والمكان الذي نحن فيه ، وهل ممارستها كانت خارج زماننا ومكاننا الجغرافي الذي نحن موجودين فيه ، أم هي نتاج إلهي يمارسها الملائكة في فردوسهم . وأحيل السيد النمري في هذا الموضوع للإطلاع على المادية التاريخية ليرى ويدرك بأن التأكيد على الممارسة الإيديولوجية الشيوعية موجود في معظم أسطرها .
أوافق النمري بأن التاريخ لا يمكن إيقافه فهو مثل النهر المتجدد بتدفقه المستمر، رغم محاولات الكثيرين إيقاف قاطرة التاريخ المتطور والمتجدد ، لكن ما أحبه أن يدقق فيه هو دور الإنسان في صناعة التاريخ ، لكون النمري يرى بأن الإنسان يقرأ التاريخ ولا يصنعه ...( رغم أن الناس هم الذين يصنعون التاريخ ، فإن الذي يحدد تطور التاريخ ليس إرادة الناس ورغباتهم وإنما الظروف المادية للحياة الإجتماعية والقوانين الموضوعية التي تعمل في قاعدة الحياة المادية ذاتها .)(20)
أما التناقض الأخر الذي يقع فيه السيد النمري هو تحليله للاقتصاد الأمريكي بكونه ليس اقتصاد سوق فما هو إذاً .( فالاقتصاد الأميركي، وهو مثال إقتصادات الدول الغربية الموصوفة بالمتقدمة، ليس اقتصاد سوق بدلالة قاطعة وهي أن مجمل استهلاك الفرد الأميركي يزيد كثيراً عن مجمل إنتاجه وهذا بحد ذاته ينسف الفكرة الأولية للسوق حيث يكافئ المجتمع كل فرد فيه بما يوازي قيمة إنتاجه أو الأصح بما يقل عن قيمة إنتاجه. فكيف يكافأ الفرد الأميركي بما يزيد عن إنتاجه ؟! ليس من تعليل لهذا الشذوذ الخارق سوى أن السوق بقانونها الواحد الوحيد وهو قانون القيمة الرأسمالية لم تعد تعمل في أمريكا والدول المماثلة) فؤاد النمري
( يفرض النظام الرأسمالي نفسه لأنه يعيد إنتاج بنيته الابتدائية ويطورها في كل لحظة أي بعيد إنتاج علاقة رأس المال بالعمل ، فالنظام الرأسمالي كل تاريخي يعيد في كل لحظة إنتاج أصله ويوسع نطاق عمله مخضعاً ما كان متعارضاً معه ،وهكذا جرى نزع ملكية صغار المنتجين المستقلين بسبب تطور علاقات الإنتاج الرأسمالية ، وما إن تم حرمانهم من ملكية وسائل إنتاجهم حتى وجدوا مقتصرين على قوة عملهم ، وباتوا أحراراً في العمل بوصفهم إجراء .. ) (21)
وهنا يجب التأكيد على أن قانون القيمة له الدور الأساس في التحليل الاقتصادي ، وفي سياق الإنتاج والتبادل والتوزيع. ( إن نظرية القيمة هي الفرضية الأساسية التي تستند إليها لا نظرية الرأسمالية فحسب ، بل كل العلم الاقتصادي العقلاني ، وهذه النظرية تمكن الفكر الاقتصادي من التشكل كعلم ، فهي تحرر ميدان التحليل من كل فكر مسبق مثالي ، ومن كل ما يتجاوز الوجود المادي سواء كان ذلك إلهاً أو طبيعة تعزى إليها جذور قيمة منتجات العمل الإنساني ..... تطرح نظرية القيمة الإنسان كأصل القيمة وهي بذلك تشترط شن نقد فلسفي للمفاهيم التي تفسر النشاط البشري بالإحالة إلى عوالم مثالية تتجاوزه أو بالإحالة إلى الطبيعة ) (22)
===========================
20ــ المادية التاريخية / الصفحة / 35 /
21ـ موريس غودلييه : العقلانية واللاعقلانية في الاقتصاد / الصفحة/273/
22 ــ موريس غودلييه : العقلانية واللاعقلانية في الاقتصاد / الصفحة/ 243/
=================================== انـــتــــــــهـــى ==============



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث : نقض النقد : متابعة الحوار مع : السيد فؤاد الن ...
- الجزء الثاني :نقض النقد : متابعة الحوار مع السيد : فؤاد النم ...
- الجزء الأول :نقض النقد : متابعة الحوار مع السيد فؤاد النمري
- حول نداء اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- إصلاح القطاع العام أم خصخصته
- مرة أخرى : الماركسية والماركسيون - تعقيب على الإستاذ فؤاد ال ...
- الماركسية والماركسيين
- إضاءات على الأزمةاللبنانية
- نحو مجتمع مدني - ديمقراطي - عراقي
- نقد الوثيقة الأساسية لتجمع اليسار الماركسي _ تيم
- ضرورة اليسار -- بمناسبة الأول من آيار
- الجزء الثالث تحولات المنظومة القيمية
- الجزء الثاني - تحولات المنظومة القيمية
- الجزء الثاني --- تحولات المنظومة القيمية
- تحولات المنظومة القيمية
- العراق بين سندان الاستبداد ومطرقة الاحتلال
- العراق من الاستبداد إلى الاحتلال
- بحث في إسكاليات المعارضة السياسية في سوريا الجزء الرابع وال ...
- إشكاليات المعارضة السياسية في سوريا الجزء الرابع الأخير
- إشكاليات المعارضة السياسية في سورية الجزء الثالث


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - معتز حيسو - الجزء الأخير : نقض النقد : متابعة الحوار مع : السيد فؤاد النمري