أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - أي نمو نريد؟؟














المزيد.....

أي نمو نريد؟؟


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2000 - 2007 / 8 / 7 - 05:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار ماجاء في خطاب الرئيس بشار الأسد في بدء ولايته الرئاسية الثانية حول علاقة النمو بمستوى المعيشة، اهتماماً واسعاً، إن كان في الأوساط الشعبية أو الرسمية، وكذلك في أوساط المختصين.

والحقيقة أن المواطن العادي الذي يكتوي بنيران الأسعار المنفلتة لايهمه من النمو إلا انعكاسه عليه، وعلى مستوى معيشته، وهذا أمر حق، لأن النمو ليس هدفاً بحد ذاته.

والسؤال الملح الآن: كيف ترجمة النمو الاقتصادي برفع مستوى المعيشة؟ وهل صحيح ما يقوله بعض المسؤولين إن النمو لابد أن ينعكس على زيادة غنى الأغنياء لأنهم هم صانعو النمو؟ أي بكلام آخر، يريدون القول إن ازدياد فقر الفقراء هو نتيجة طبيعية للنمو... والنمو تعريفاً: هو بكل بساطة، علاقة الدخل الوطني بين فترتين زمنيتين محددتين، أي أن النمو في عام واحد هو العلاقة بين حجم الدخل الوطني في عامين.

والدخل الوطني من حيث التوزيع هو حكماً، مجموع الأجور والأرباح، وبالتالي إذا زاد الدخل الوطني، ولم تزدد الأجور، فهذا يعني حتماً ازدياد حصة الأرباح فيه...

وإذا علمنا أن العاملين بأجر ومن بحكمهم يشكلون أكثر من 90 بالمئة من الشعب السوري، لعلمنا الأهمية القصوى سياسياً في ظل الظروف المعقدة، والخطيرة إقليمياً التي تعيشها بلادنا اليوم، لأخذ قضية حصة الأجور من الدخل الوطني بعين الاعتبار الجدي. فهي صمام أمان ليس فقط للاستقرار الاقتصادي، وإنما أيضاً للأمن الاجتماعي الذي هو جزء مكون أساسي للأمن الوطني.

• إن النمو الذي لاينعكس إيجابياً على مستوى حياة الناس من حيث الأجر أو الخدمات، يشكل قطيعة مع عملية التنمية التي هي عملية اقتصادية – اجتماعية- ولها دلالاتها السياسية العميقة .

• كما أن النمو هو رقم كمي لامعنى له، إذا لم تظهر آثاره نوعياً على مستوى معيشة الشعب.

• صحيح أن النمو هو الشرط الضروري لأي تطور، ولكنه بآن واحد شرط غير كاف، فالتطور المتوازن والمنسجم يتطلب تحقيق شرطه الكافي ألا وهو عدالة التوزيع.

• والأخطر من ذلك، فإن ذلك النوع من النمو الذي لايؤمن التقدم الاجتماعي لايمكن أن يستمر، وهو بشروطه الداخلية يحمل عوامل انقطاعه، وحتى ارتداده إلى الوراء.

إن الشرط الحاسم لدوام النمو هو عدالة التوزيع بين الأجور والأرباح، هذه المعادلة التي تعاني من خلل خطير في ظروفنا الملموسة، والتي تتطلب معالجة سريعة وحتى إسعافية.

هذه المعالجة التي لايستقيم فيها بأي شكل من الأشكال ما كان يعمل باتجاهه الفريق الاقتصادي في الحكومة من رفع للدعم، وخاصة عن المحروقات بحجة تأمين موارد إضافية للدولة تحت تهديد إفلاس موازنة الدولة، وكأن لامطرح لزيادة موارد الدولة إلا ذلك الدعم الذي يحصل عليه أصحاب الدخل المحدود لتعويض جزء من الهوة بين أجورهم، ومستوى الأسعار.

والسؤال هو: ألا يمكن تأمين موارد إضافية على حساب الفساد والهدر والتهرب الضريبي؟؟ ولماذا لايقوم الفريق الاقتصادي بالحماس نفسه الذي كان يريد رفع الدعم به، بمعالجة جدية للمطارح الحقيقية المذكورة أعلاه؟؟ إن الحديث المتجدد حول إعادة توزيع الدعم لن يغطي الهزيمة التي ألحقت بهذه الفكرة الضارة، والأفضل استخلاص الدرس، والتفكير الجدي بإعادة توجيه أموال الفساد والهدر والتهرب الضريبي نحو اقتصاد الوطني ونموه وتحسين معيشة الشعب، فهذه الموارد كفيلة بتجاوز الخطة فيما يخص النمو القادم.

وفي كل الأحوال فإن التجربة التاريخية أثبتت أن القطاع الخاص، حتى لو كان إنتاجياً، غير قادر وحده دون دور جدي وكاف للدولة من تحقيق تلك النسب الضرورية من النمو لحل المشاكل الكبرى المنتصبة أمام مجتمعنا من فقر وبطالة وتلوث ومشاكل سكن ونقل.. إلخ.. فكيف إذا كان الميل لدى الرأسمال الخاص هو للهروب من العمليات الإنتاجية، والتدافع في مجال الخدمات والمال والتجارة التي تسمح بتحقيق الربح السريع عملاً بمبدأ: اضرب واهرب؟؟

إن النمو الذي نريده هو ذلك النمو المستمر الذي ينعكس إيجابياً على مستوى المعيشة من أجر، وخدمات مختلفة، وليس ذلك النمو الذي يعيد توزيع الثروة لصالح الأغنياء، محققاً طفرة مؤقتة لاتلبث أن «تفقع» مؤدية إلى تراجع لاتحمد عواقبه على أحوال البلاد والعباد.

إن كرامة الوطن والمواطن تتطلب إعادة توجيه نتائج النموالمتحقق بالاتجاه الصحيح الذي يزيد منعة البلاد، ويوطد الوحدة الوطنية.

---------------
افتتاحية العدد 316 من جريدة قاسيون




#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. كمال خلف الطويل لقاسيون:مغامرو المؤسسة الأمريكية الحاكمة. ...
- الخطر الاستراتيجي القادم
- «رَشّ انبز»... بس على مين وليش؟
- الأزمة الفلسطينية... استعصاء عابر أم مأزق دائم؟
- تخدير «سلمي» لمسار «عدواني»
- الوصفة القاتلة لصندوق النقد الدولي .. إلغاء الدعم والتضخم ال ...
- في ذكرى معركة ميسلون المجيدة.. كم مشينا على الخطوب كراما وال ...
- الوافد الجديد.. حذار
- رباعي غير «وتري»
- أطول حروب التاريخ
- هزم في مارون الراس.. فأطل من «العربية»!
- يسار در.. أمام سر..
- العميد «محمد أمين حطيط»:ما يحدث اليوم.. سيؤسس لمئة عام من ال ...
- سنة على «حرب تموز المجيدة» والمقاومة أكثر قوة
- الحكومة.. من الإعلان إلى النتائج
- إعتذار إلى البنك الدولي،وشكر لوزير الاقتصاد والتجارة... وبشر ...
- ظاهرة الفقر والإفقار- مصر نموذجاً
- العراق: ثلاثية التفتيت، والنهب، والأطماع
- القضايا الوطنية بين «حرق المراحل» وتحضير «البدلاء»..
- من سيمسك بزمام المبادرة الاستراتيجية؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - أي نمو نريد؟؟