أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حبيب تومي - لقد فعلها اسود الرافدين














المزيد.....

لقد فعلها اسود الرافدين


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:27
المحور: عالم الرياضة
    


لم أفكر يوماً ان أهتم بنتيجة مباراة لكرة القدم مثل هذا اليوم ، لقد انجذبت نحو شاشة التلفاز وأنا أتطلع الى النتيجة بأعصاب متوترة ، كنت انفعل دون إرادتي ، وحين انتهاء المباراة بفوز العراق انهمرت الدموع الغزيرة من مقلتي ولم تفلح محاولاتي لكبحها وأيقافها . إن هذه الدموع لم تكن لنتيجة المباراة الكروية فحسب إنما لكونها جاءت كنصر حققه العراق الجريح .
بجهود شباب ابطال أبوا إلا ان يعملون صفاً واحداً وفريقاً واحداً وقلباً واحداً ، واثبتوا ان الواحة العراقية ، لا يمكن ان تكون غابة موحشة يلعب فيها الأشرار . استطاع هؤلاء الشباب الأبطال ان يرسموا ابسامة على وجوه العراقين في الزمن العراقي الصعب .
( العراقي في الملاعب يلعب وأيده على جرحا )
نعم العراق الجريح يلعب في ظروف قاهرة ، ولهذا نستطيع ان نقول الفريق العراقي لم يأتي بنصر فحسب إنما اتى بمعجزة .
المباراة في كأس أمم آسيا التي اقيمت في العاصمة جاكارتا كانت عربية بين العربية السعودية والعراق ، لكن بصراحة نقول ان النصر كان عراقياً خالصاً لعباً ونتيجة . لقد كان تسجيل الهدف الغالي في المرمى السعودي في الدقيقة 71 من المباراة من نصيب اللاعب يونس محمود وهو قائد الفريق العراقي ومهاجمه .
المملكة العربية السعودية بلد الأمن والأستقرار ، تراعي فريقها بالعناية والأهتمام وتصرف ببذخ المبالغ الطائلة لتدريب وإعداد الفريق ، والفريق العراقي الذي لا يستطيع ان يعيش في بلده ، ويأتي من ناحية اهتمام الحكومة بالمركز الأخير في قائمتها . هذا الفريق تحدى الشتات السياسي العراقي ، وتحدى مخططات الأرهاب وكل الأشرار في تدمير العراق ، وصنع نصراً عراقياً .
لقد ظهرت تلك الوجوه الشابة على مسرح الملعب التي كانت تعمل بتخطيط المدرب ، واستطاع هؤلاء الشباب من ترسيخ أقدامهم على البساط الأخصر وتمكنوا من على ذلك المسرح الأخضر والتي كان يشاهده الملايين تمكنوا من عزف سمفونية عراقية موحدة رائعة ، وهم يثبتون أن الرياضة ليست مسرح للمبارة فحسب إنما هي ساحة للوحدة والمحبة وإنها تغسل كل امراض الحقد والكراهية والوحشية .
في الدقائق التسعين للمباراة كان الفريق العراقي هو المسيطر والمبادر ويجري الفريق السعودي ورائه لاهثاً متعباً لا يعرف كيف يحمي شباكه من الكرات العراقية الصاروخية .
لقد تجسد التصميم والأرادة في لعب الفريق العراقي ، وإن كانوا لا يستطيعون التدريب واللعب على أرضهم ، وإن الأرهاب والقتل قد نالا شريحة من الرياضيين العراقيين ، إنه الوطن ورايته يجب ان تبقى خفاقة ، ويقولون كما قال الشاعر العربي .
أحب بلادي على رغمها وإن لم تنلني سوى عارها
لقد اعطى لاعبونا درساً لشعب العراق ولحكومته وبرلمانه : بأننا إن عملنا فريقاً واحداً تحت راية العراق الخفاقة فنستطيع ان نحقق الفوز والأنتصارات ليس على البساط الأخضر فحسب ، إنما في كل مفاصل الحياة بشرط ان نرفع هويتنا العراقية في المقدمة . لقد جسد هؤلاء الشباب الوحدة العراقية بفريق عراقي واحد ، وعلى الحكومة العراقية والبرلمان العراقي ، أن ينتبهو لعراقيتهم وأن ينبذوا اوهام الأصطفاف الطائفي والمذهبي والديني . لنتعلم من هؤلاء الشباب قليلاً يا حكومتنا .
بقي من الأنصاف ان نقول : إن الأجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية بمنع مرور المركبات أثناء وبعد المباريات وإنزال قوات اضافية لحفظ الأمن ومنع العمليات الأرهابية بحق الناس الأبرياء ، كان إجراءاً حكيماً . ولا أدري ماذا كان يمنعها بالقيام بنفس الأجراءات في المباريات السابقة التي ذهب ضحيتها العشرات الأبرياء المحتفلين بفوز وطنهم العراق ؟
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر
- أحوال الأقليات الدينية في العراق من سيئ الى أسوأ
- هل نتوقف عن الكتابة في الشأن القومي الكلداني
- العراقيون في سورية وخيارات أحلاها أمَرْ من العلقم
- العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية
- رابي يونادم كنا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- المؤتمر الآشوري في السويد وأوهام في الرؤية السياسية
- الشئ الذي لم أشبع منه طول عمري !


المزيد.....




- المزيد من الرياضيين الروس يرفضون المشاركة في أولمبياد باريس ...
- الأندية الهابطة من البريميرليغ إلى التشامبيونشيب لهذا الموسم ...
- كلوب يكشف عن سبب الخسارة -المؤثرة- أمام إيفرتون
- هل الأمين جمال خليفة ميسي؟.. كابيلو يجيب ويختار الأفضل بين ر ...
- مفاجأة.. تشافي يتراجع عن قراره!
- نهضة بركان واتحاد العاصمة.. -الكاف- يحسم -أزمة القمصان-
- -متنكد- بسبب مباراة الهلال.. أمير سعودي يرد على صورة رصدته ب ...
- -كاف- يحسم أزمة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان ال ...
- المرشح الأول لخلافة كلوب في ليفربول.. دوري واحد في 6 مواسم
- برشلونة يغير موقفه بشأن تشافي


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حبيب تومي - لقد فعلها اسود الرافدين