أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - الديمقراطي الحق، ليس انتهازيا














المزيد.....

الديمقراطي الحق، ليس انتهازيا


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطي الحق، ليس انتهازياً ولا يمكن أن يكون. الانتهازية هنا هي انتهاز الفرصة السانحة والانقضاض على المنصب عكس القناعات والمبادئ. فالديمقراطية قبل أن تكون معارك انتخابية رياضية حامية الوطيس، واحترام مطلق من الساسة للمواثيق والدستور والمواعيد والقوانين، وتبادل سلمي سلس للسلطة بين الحكم والمعارضة دون ثلث معطل تفرضه الأقلية على قرار الناخبين، هي نظام سياسي مبني على قيم أخلاقية عالية ومبادئ إنسانية شفافة سامية. النصر فيها دائما للحرية والمجتمع المدني ولجميع الافرقاء المتنافسين حيث لا غالب هنا ولا مغلوب ولا كسر عظم للخصم وإعلان حروب وإنما مسيرة وطنية مستمرة تقررها إرادة الشعوب للتغيير وتجديد الدماء، متبادلة بين الديمقراطيين الشركاء في حكم البلاد.
وإلا كيف سيتم النهوض بالمجتمع إلى النجاح ومحاربة الفساد وتحقيق الإصلاح؟
هل بترديد المواعظ التي أتخمتنا بها المنابر من المساء إلى الصباح، أو بتدبيج الخطب النارية العنترية التي أدمت شرقنا في حروب عبثية لا تسمح لنا أن نرتاح، أو برفع الشعارات التي أصبحت فاقدة المعنى والمبنى وأغرقتنا في مستنقعات من الدماء والأتراح؟!
أهم مبادئ الديمقراطية هي الاستقامة وليس التقلب، والنزاهة وليس التذبذب، الصدق في القول والفعل والتفاني في خدمة المجتمع والناس والتضحية لمصلحتهم وليس التضحية بهم وبمستقبل أطفالهم للوصول إلى الكرسي.
وإلا كيف سيحقق السياسي الإصلاح عندما يكون هدفه الأسمى المنصب وغايته العليا الوصول إلى الكرسي؟
من يدعي الإصلاح لا يحتاج إلى منصب لكي يصلح. هو يستطيع ذلك إن كان قاعدا على كرسي الحكم أو واقفا على قدميه يعمل بهمة المصلحين العصماء في سبيل الخير العام. والأمثلة لا تعد ولا تحصى في جميع المجتمعات.
ومن يدعي الإصلاح على الصعيد اللبناني يعمل أولا لكي يستطيع الاصلاح على قيام الدولة السيدة الديمقراطية المستقلة ولا أن يترك أبوابها مشرعة من جميع الجوانب للرياح، تعيث بها اغتيالا وتخريبا وتفجيرا.
والإصلاح لا يتحقق بالتبجح أمام الميكروفونات. خاصة عندما ننقلب على أنفسنا ومبادئنا وتكذب أفعالنا ما تقوله أفواهنا.
أن يعترض النائب ميشال عون على الانتخابات بأنها صادره عن حكومة غير شرعية ويحاول الطعن بدستورية دعوة الهيئات الانتخابية في المتن وبيروت على أساس أن لحود يرفض التوقيع على مراسيمها ثم يعود ويشارك بها، وكأن شيئاً لم يكن!
لهو شيء يدعو إلى العجب العجاب ويعبر أفضل تعبير عن حقيقة الجنرال الهوائي الانفعالي المتذبذب الانتهازي. فهو يعمل عكس قناعاته، ضاربا بالمبادئ والقيم عرض الحائط ومنتهزا الفرصة المتاحة للوصول فقط إلى المنصب، أي انتهازي.
إنها انتهازيةٌ مرفوضة بالنسبة للوضع اللبناني الحالي المصيري ومضرةٌ وتتخطى كل التقاليد المحترمة والحدود في الوصول إلى الهدف المنشود.
انتهازية لا توجد فيها التفاتة إنسانية إلى مشاعر وحقوق أهل الضحايا. وكأن عون بتصرفه هذا كان ينتظر اغتيال الشهيد النائب بيار الجميل ليحل محله. إلا أن الناخب المتني سيكون له بالمرصاد. وسيرد الصاع صاعين لكل من يريد العبث بمستقبل البلاد.
معيب أن يحدث ذلك في وطن قدم أكثر من 150 ألف شهيد. وكأننا لم نتعلم من دروس الماضي ولم نستفيد.
معيب وأكثر من معيب أن تقدم ناس من أجل سيادة واستقلال وكرامة الوطن الأرواح وأخرى همها الكرسي وتنتهز الفرصة المتاحة للتنظير دون تفعيل عن السيادة والوطنية والكرامة مع أن تاريخها ملطخ بعار الهروب والاستسلام وترك الجنود يتعرضون دون إشعار للموت المباح.
تصرف النائب ميشال عون هذا بعيد عن الأخلاق الديمقراطية وهو انحدار في العمل السياسي إلى حضيضه الإفلاسي. هذا شيء يدعو للأسف الشديد ويؤكد على حقيقة جوهر نظرة عون إلى أن المنصب قبل المبدأ، وهذا شيء معيب أيضا في بلد ذاق الأمرين من أهل الكراسي والمناصب والطموحات المدمرة.
من يعترض على شرعية الانتخابات ودستوريتها لا يشارك بها لو كان يحترم مبادئه وموقفه السياسي أمام الناخبين. ومشاركته اعتراف صريح منه بشرعية ودستورية الحكومة التي أصدرت المراسيم، رغم أن حليفه الاستراتيجي لحود لم يوقع عليها. أي أن عون هنا لا يحترم أيضا موقف لحود الرافض لدستورية وشرعية الحكومة. هذا أكثر من تناقض بين الموقف والمبدأ: إنه عهر سياسي ليس له ما يبرره إلا التصرف الانتهازي.
فالسياسة مواقف ومبادئ بطولية شريفة ثابتة للنساء والرجال وليست أوامر يتلقاها من وراء الحدود النائب الجنرال.
الشرعية الحقيقة لا تؤخذ من توقيع رئيس مطعون بشرعيته أصلا وإنما بمشاركة الشعب بقوة في صنع القرار. فلا بد ردا على ما يحدث من انتهاكات بحق الدستور والشرعية أن يشارك الناخب في بيروت والمتن بصوته بقوة واعتزاز ليكون فوز المرشح الرئيس امين الجميل والمرشح السيد محمد الأمين عيتاني فوزاً ساحقاً للحكومة الشرعية وللبنان السيد الحر المستقل، مزلزلا وبامتياز!



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواجب الوطني ينادي فلبوا النداء!
- لماذا لم يتطرق الأسد في خطابه للوضع اللبناني؟
- معاركُ الباردِ قَطَعَتِ الشَّكَ باليَقينِ
- وارتفع العلم اللبناني خفاقاً
- الدعارة الثورية
- لحود إن وقَّعَ وإنْ لم يوقِّعْ سَيَّان!
- عارٌ بل أكبر! فضيحةٌ بل أكثر!
- لبنان لا يحتاج إلى قرارات دولية، بل قوات!
- صَرْخَةُ الحقيقَةُ
- افرحي يا بيروت
- لا تراجع أمامَ إرهاب المخابرات
- مَنْ هُزِمَ في 5 يونيو/حزيران؟
- سينتصرُ لبنانُ بتلاحمِ الجيشِ والشعب
- أمر عمليات لعمر كرامي
- الجيش اللبناني في حالة دفاع عن النفس
- وسيخرجُ لبنانُ الديمقراطي منتصراً
- لبنان يحكمه الدستور اللبناني وليس التركي!
- المعارضة هي وسام ديمقراطي مشرق
- الحل بدولتين فلسطينيتين
- عذراً شباب -حزب الله-


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - الديمقراطي الحق، ليس انتهازيا