أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ساطع راجي - نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي















المزيد.....



نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عندما يعتمد النص الحكائي تقنية التورية فأنه يتجه أساسا الي توسيع مدارات أشتغالها عبر أزاحتها عن مفهومها الضيق الذي يقتصر علي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان ،قريب ظاهر غير مراد ،وآخر،بعيد خفي هو المراد .أما في الأشتغال الواسع داخل النص فقد يكون المكان تورية لمكان آخر ،والشخوص تورية لجماعات ،والحيوانات تورية لأفراد والأشياء تورية لكائنات حية.
وتعمل الحكاية الدينية علي أنتشال بعض الوقائع العامة من السيل التأريخي المتدفق وتنظيمها نصيا لتكون سرديات مقننة تعمل ضمن أشتراطات النسق الثقافي الذي تنتمي إليه الحكاية ـالنص ،وما يهئ لهذه الحكاية (الدينية) الأندغام في الذاكرة الشعبية والتحول الي موروث عام هو أعتمادها علي مجموعة من التقنيات التشويقية المألوفة في الفن الحكائي لأدهاش المتلقي وتمرير حزمة ثقافية متكاملة من المعتقدات وأساليب الحياة وأنماط السلوك التي تتحكم بتكوين الشخصية الفردية والجمعية علي السواء .
وتحويل الوقائع العامة الي أحداث فردية ـ شخصية يتطلب أعادة صياغة الأحداث والعلاقات وإبعادها عن وضعها الأصلي (توريتها) بمسافة ما،حتي تختفي الوقائع التأريخية العامة وتظهر الحكاية الدينية في أطار مقدس ومتعال.
مسافة الفصل بين التأريخي والديني يعني أعتماد النص علي المثيرات الحكائية الموضوعية (الحب ،العنف ،الجنس ،الثروة ،الغموض ،..) وكذلك المثيرات الحكائية التقنية (الأسلوبية،السردية ،البلاغية ،الأشارية ،..) .
ويسرد سفر (أستير) أحدي الحكايات الدينية المهمة التي تسجل العلاقة بين أعراق وشعوب مختلفة تعيش في دولة واحدة (مملكة فارس ومادي)والتحولات التي تطرأ علي هذه العلاقة من خلال شخصنة الشعوب بعدد محدود من الأفراد المتصارعين علي السلطة والذين يتحكمون بمصائر الآخرين من خلال وضعهم السلطوي / الحكائي الذي هيأته لهم قوة تدوينية _ سردية خارجية (علي النص ) ومتعالية .
وتبدأ الحكاية بتعريف مفهوم السلطة من خلال أستعراض مظاهر هذه السلطة ومباهجها ،حيث تتمظهر ثروة وقوة ملك فارس (أحشويروش) الذي يشاء في لحظة من لحظات سروره أقامة أكثر من وليمة عامة واحدة ويدعو أليها عددا هائلا من الضيوف (1 /2 ـ6 ) ويستغرق النص في وصف مكونات الثروة التي توجد في قصر الملك ويحقق الوصف إزاحة للمكان عن وضعه الطبيعي الي المقدس ـوالسماوي من خلال مفردات الأثاث والعمارة والألوان .ويتجاوز الكرم الملكي الأطار الذكوري لتقوم الملكة بأعداد وليمة مشابهة للنساء ويسجلها النص كالآتي(ووشتي الملكة عملت أيضا وليمة للنساء في بيت الملك الذي للملك أحشيروش ) (1 /9 ) هذا التأكيد علي تابعية الوليمة /البيت /الملكة للملك نفسه يريد أن يجرد المرأة (وشتي ) من أي سلطة أو ملكية وبالتالي من أي فعل أو ارادة ،انها رغبة في تحويل المرأة /الزوجة / الملكة الي تورية للملك عندما يحاول ممارسة السلطة علي نساء المملكة ، والسلطة نفسها تتواريأحيانا وراء سلوكيات الكرم والبذخ والصياغة النصية للمقطع التوراتي السابق تؤشر احدي القيم التنظيمية التي يعتمدها النص ،أي التمييز الجنسي والسلطة الذكورية .
والاصحاح الأول يحاول تكوين صورة للملك متعالية /مفارقة للطبيعة البشرية فهو يحيطه ب(سبعة خصيان ) لتنفيذ أوامره ، و(سبعة حكماء ) لابداء المشورة ،فضلا علي صيغة الوصف التي يعتمدها النص في أستعراض المكان الملكي الذي يبدو مقدسا ، حتي تتم الأشارة اليه ب(دار جنة قصر الملك ) وهذا الوصف ينتج صورة للملك تجعله في منطقة قريبة من المقدس ،منطقة رمادية بين اللاهوت والناسوت.
انه السلطة المؤلهة والارادة الملكية المقدسة في ذروة قوتها وفرحها بهذه القوة وتحاول إستعراض كل ما لديها من سلطة ، فتبدأ من أقصي الأقاليم (قادة الجند وروؤساء الأقاليم )الي مركز السلطة (مدينة شوشن القصر )ثم الرعايا فالخدم ،أنهم عندما يأكلون ويشربون في بيت الملك ومن ثروته أنما يؤكدون تبعيتهم له ، لكن الملك يريد مواصلة أستعراض السلطة حتي حدوده الشخصية ،فيأمر باحضار الملكة (وشتي ) (الي أمام الملك بتاج الملك ليري الشعوب والروؤساء جمالها لأنها كانت حسنة المنظر )(1/11 ) فعلي جميع الرعايا أستعراض عبوديتهم للملك وهم سعداء ويعلنون عن هذه السعادة والطاعة ، انها توريات الخضوع والعبودية .

لحظة عصيان
إلا إن الملكة (وشتي) ترفض تنفيذ هذا الأمر ،وتبدو لحظة العصيان وكأنها لحظة انهيار للنظام الأجتماعي المقدس (فقال مموكان أمام الملك والرؤوساء ليس الي الملك وحده أذنبت وشتي الملكة بل الي جميع الرؤوساء وجميع الشعوب الذين في كل بلدان الملك أحشويروش)( 1 /6 1 ). هذا التحليل يقدمه أحد الحكماء السبعة العارفين بالأزمنة ،العارفين بالسنة والقضاء ،يبدو الوضع الأستشاري تورية لتبرير الفعل السلطوي فيتخذ طابعا منطقيا بالأضافة الي الطابع المقدس ،فالحكماء السبعة مفهوم يوازي مفهوم (العقل السبعة) وهي العقول المسؤولة عن تنظيم العالم وتدبيره وتقاسم سلطاته ،فيتحول الفعل الملكي الي فعل مقدس ومنطقي لأنه يريد حفظ نظام العالم المعرض للخراب (لأنه سوف يبلغ خبر الملكة الي جميع النساء حتي يحتقر أزواجهن في أعينهن ..) (1/ 7 1 ) .
يقوم النظام الأجتماعي الذي يحاول الملك حمايته علي نمط معين من توزيع السلطة، توزيعا منطقيا ومقدسا ،حيث يحكم الرجل البيت مثلما يحكم الملك الدولة ،وعلي المرأة طاعة الرجل مثلما علي الرعايا طاعة الملك ،ويمكن التوسع في تشميل وهرمية هذه العلاقة ليكون الملك هو الآله والدولة هي الكون ،وأستقرار نظام الكون يستدعي طاعة الكائنات للآله ،والعصيان يعرض النظام للخراب ومن ثم الاطاحة بالكون ، أي الأنفلاش والعودة الي الكاوس (الفوضي) البدئي ،كل هذا يحدث عندما تتعرض السلطة للأهتزاز ولتلافي ذلك (فليخرج أمر ملكي من عنده (الملك) وليكتب في سنن فارس ومادي فلا يتغير أن لا تأتي وشتي الي أمام الملك أحشويروش وليعطي الملك ملكها لمن هي أحسن منها ) (1/19 ).
العصيان قامت به الملكة وهي أقرب الناس الي الملك وأكثرهم تمتعا بسلطته وثروته ،ولكنها أيضا الأكثر أضطرارا للخضوع لهذه السلطة ،وبالتالي فهي الأكثر شعورا بالعبودية ، فالنعمة والبركة هي مصدر العبودية ،لذلك يكون الأنسان القريب من مصدر السلطة هو الأكثر توقا للأنعتاق منها عندما يعي عبوديته ،لكن الأنعتاق في القراءة الدينية قد يكون عصيانا.
في التوراة آدم هو أقرب الكائنات الي الآله ولكنه أيضا كائن متمرد رغم عيشه في جنة الله، والشعب اليهودي أقرب الشعوب الي الآله (حسب أعتقاده ) ومع ذلك مارس العصيان والتمرد علي الشريعة الألهية والأرادة الألهية فأستحق اليهود وقبلهم آدم الطرد من النعمة الألهية ونزع البركة مثلما أستحقت وشتي الطرد من جنة قصر الملك .
يصر الحكماء السبعة علي أن يدون الملك أمره ب(طرد وشتي) في تأريخ الدولة الرسمي وأن يرسل بهذا الأمر الي جميع أقاليم البلاد ومترجما الي كل لغات الشعوب التي تعيش في دولته ،حيث يدخل القرار السلطوي الي تأريخ الجماعة البشرية وسلوكها عبر التدوين والترجمة والنشر ليكون النص السلطوي موازيا للنص المقدس في أنتشاره وسلطته علي السلوك الأنساني .
(فيسمع أمر الملك الذي يخرجه في كل مملكته لأنها عظيمة فتعطي جميع النساء الوقار لأزواجهن من الكبير الي الصغير ) (1/0 2) .والنص السلطوي يريد ترميم الانهدام في النظام الأجتماعي مثلما يريد النص المقدس ترميم الأنهدام في النظام الكوني بإعادة العلاقة بين الأنسان والآله الي صفائها البدئي ،مما يعني تثبيت خضوع الأنسان للأرادة الآلهية ،وخضوع المرأة لأرادة الرجل (ليكون كل رجل متسلطا في بيته ) (1/23 ) وذروة الخضوع يكون بنسيان فعل الخضوع ذاته وتحوله الي أستجابة عضوية .
في الأصحاح الأول نجد عدة سلاسل من التوريات السردية ،هي:
تورية المكان (القصر ،البيت ،الملكوت)
تورية السلطة (الملك ،الرجل، الآله )
تورية العصيان (الملكة ، المرأة ، الأنسان )
تورية النظام(الدولة ،العائلة،الكون)
العقل الديني يحرك هذه التوريات في النص ليتيح لنفسه الأنتقال من مستوي الي آخر في التنظيم وليسبغ أي صفة أساسية لواحدة من هذه المستويات / التوريات علي البقية ،فأذا أخذنا من نسق البيت مفهوم ( الحب ) كعلاقة أساسية لقيام نسق (البيت ،الرجل ،المرأة ،العائلة )،فأن العقل الديني يفترض (الحب) في نسق (الملكوت ، الآله ،الأنسان ،الكون)لقيام هذا النسق ،بحيث يكون (الحب)أساس علاقة الخالق _ المخلوق ،الآله _الأنسان ،مثلما في علاقة الرجل _ المرأة (مع الفارق الوجودي ) وبالتالي طاعة المخلوقات لخالقها في موازاة طاعة المرأة للرجل ، وهكذا يمكن تأويل أفعال (الملك ،الرجل ،الآله ) بأنها تصدر عن الحب لـ (الشعب / المرأة /الأنسان) ويمكن مداولة علاقة القوة من القصر الي البيت /الكون،والأمر الأهم علاقة العبودية الموجودة في نسق (الملكوت /الآله /الأنسان/الكون) يمكن إدخالها الي أنساق القصر /البيت وعندها تكون كل الأنظمة مبررة بعلاقات (الحب / القوة /العبودية )وهي تهدف لحفظ النظام ومقاومة الفوضي وسيكون العدم مصير العصاة ،لذلك تخرج وشتي من القصر /النص/الوجود .

اجراءات الملك
الأجراءات المهمة والسريعة التي يقوم بها الملك في الاصحاح الأول تهدف الي ترميم النظام الأجتماعي وصيانته من نتائج العصيان الذي قامت به الملكة ،قبل أن يتحول الي عصيان نسوي عام تقوم به النساء في كل المجتمع علي أساس التقليد السلوكي الذي ينجم عن الأنجذاب لما يقوم به الأشخاص القريبون من مركز السلطة حتي في سلوكهم الأنقلابي أو المتمرد.
في الأصحاح الثاني يتجه الملك الي ترميم بيته الشخصي فيعمل للحصول علي زوجة بديلة عن تلك العاصية المطرودة ، وعملية الاستبدال تتم وفقا لنظام محكم يقوم علي حشد جميع فتيات البلاد (ليوكل الملك وكلاء في كل بلاد مملكته ليجمعوا كل الفتيات ) (2/2) ولكن بشروط (الفتيات العذاري الحسنات المنظر )ويتبع النظام سياسة جنسية تضع مواصفات جسدية محددة للمرأة/ الملكة القادمة (العذرية والجمال ) ، وتخضع المرأة للحبس في(بيت النساء الي يد هيجاي خصي الملك حارس النساء ) (2/3 ) وتبقي في هذا الحبس لمدة أثني عشر شهرا يدعي النص أن هذا الحبس (سنة النساء) أي أنه احتجاز شرعي وتقليدي يقره المجتمع بل يقدسه الي حد اعتباره (سنة ) - بضم السين- ومدة الأحتجاز تعد مدة للتطهر و الأستعداد لمقابلة الملك ،فهي أيام تعطر (ستة أشهر بزيت المر ) و(ستة أشهر بالأطايب وأدهان تعطر النساء ) ، تبدو طقوس التطهر محاولة لقطع الفتاة عن حياتها السابقة وتخليصها من علاقاتها الاجتماعية التي سبقت اختيارها ،كما أنها محاولة للوصول بالفتاة الي مستوي الملك من حيث الطهارة الجسدية المفترضة في الملك ،ورغم الزمن الطويل الذي تستغرقه عملية التطهر الأستعداد إلا أن اللقاء بالملك لايزيد عن ليلة واحدة (في المساء دخلت وفي الصباح رجعت الي بيت النساء الثاني ) (2 / 14 ) وهذا البيت يديره (شعشغاز خصي الملك حارس السراري ) ( 2/14 ) تتحرك الفتاة من بيت النساء الأول (العذاري) الي بيت الملك ومنه الي بيت النساء الثاني (السراري) إلا إذا (سر بها الملك ودعيت باسمها ) فانها تبقي حبيسة بيت يديره خصي ، أي أنها محرومة من أي علاقة جنسية ، وتنتظر المرأة _ السرية الذاكرة الجنسية للملك لعله يستدعيها ثانية ،النظام المتسلسل من الحشد الي الأنتقاء ثم الترويض فالأختبار وأخيرا الحكم النهائي (الزواج أو البقاء في بيت السراري ) ،نظام يهدف الي تحقيق رغبة شخص واحد (الملك ) وقد ينجح شخص واحد (فتاة ) في الأقتراب من مركز السلطة ، من خلال هذا النظام يكون الزواج الذي يعقده الملك جزءا من النظام السياسي العام للدولة حيث تكون علاقة الزواج ،أيضا علاقة مصاهرة بين الملك وأحد الشعوب العديدة التي تكون المملكة .فيبدو الجنس تورية للسلطة وهي تحاول حفظ توازناتها الدقيقة في مجتمع متعدد المكونات العرقية والثقافية .
فالعلاقة بين الملك ونسائه هي تورية لعلاقة الملك بشعوب مملكته ،من حيث القرب أو البعد عن السلطة . والخصيان تورية للقيادات السياسية الثانوية (عرقية ،أقليمية ) في هذه الدولة ، وهم مجرد حراس لثروات الملك وعبيده ونسائه ،قادة بلا سلطة ،مخصيون ،وتأويل هذه التورية يتضح بعد قليل.
وترميم النظام الأجتماعي هو فرصة لصعود قوي جديدة وأزاحة قوي قديمة عن مواقع السلطة .وعملية أختيار زوجة الملك فرصة أمام كل مكونات المجتمع للدخول في المنافسة للحصول علي موقع متميز من خلال عملية المصاهرة .وكان اليهود احدي الجماعات الثانوية في دولة الملك (أحشويروش) ودخلوا في هذه المملكة بعد سقوط بابل فأصبح اليهود في وضع ثانوي مضاعف (أقلية هامشية) لأنهم كانوا عبيدا في مملكة سقطت فصار أسيادها عبيدا ،مجرد أقلية يوجد اليهود علي هامشها ،هذا الوضع لم يسمح لليهود بالدخول المباشر في صراع السلطة ،من خلال التنافس علي منصب الملكة ، لذلك تضطر المرأة التي تمثلهم في هذه المنافسة (أستير ) الي اخفاء أصلها العرقي حسب نصيحة مردخاي (قريبها الذي تبناها بعد موت والديها ) .ويشير النص الي أن (أستير ) ليس الأسم الأصلي للفتاة بل هو أسم مستعار (تورية أخري) والأسم الأصلي هو(هدسة ) ، فصار الجسد أداة تورية ،يحمل أسم قريب ظاهر (أستير) وآخر بعيد مخفي (هدسة) هي أبنة عم مردخاي ويصفها النص (جميلة الصورة وحسنة المنظر ) ،بل أن الخصي هيجاي مدير بيت النساء يعجب بها (وحسنت الفتاة في عينيه ونالت نعمة بين يديه فبادر بأدهان عطرها وأنصبتها ليعطيها أياها ) (2/9 )بل أنه يؤهلها لمقابلة الملك (مع الفتيات السبع المختارات .. ونقلها مع فتياتها الي أحسن مكان في بيت النساء ) (2/9 ) ،هنا يرد الرقم سبعة للمرة الثالثة (الخصيان والحكماء ثم الفتيات )،كان لابد للفتاة (أستير ) من عدة توريات للوصول الي موقع المنافسة هذا(الأسم ،الأب ، العرق ) تتعلق جميعها بالهوية التي أضطرت أستير الي أنكارها (توريتها ) من أجل النجاح في صراع السلطة .

تكرار النص
يسجل النص تكرارا لكلمة (نعمة ) يصل الي ثلاث مرات في الأصحاح الثاني ، وكلها مرتبطة ب ( أستير ) إلا أن موقع ال ( نعمة ) يتغير من عبارة الي أخري ،(نالت نعمة بين يديه (هيجاي الخصي ) ) (2/9 ) ،(وكانت أستير تنال نعمة في عيني كل من رآها ) (2/15) ، (فأحب الملك أستير .. ووجدت نعمة وأحسانا قدامه أكثر من جميع العذاري ) (2/16) . وتبدو كلمة (نعمة) أشارة الي الفعل الجنسي ،وموقع ال (نعمة ) هو علاقتها بجسد الآخر (الرجل) ،فالخصي ،وهو ، الرجل الوحيد الذي يمكنه الوصول الي نساء الملك (حريمه ) والتعامل معهن مباشرة ،ألا إن قدرته علي الممارسة الجنسية معدومة ،لذلك تكون علاقة هيجاي بأستير بأستخدام اليد ،أما بقية الناس الذين رأوا أستير فلم تزد متعتهم عن الأفتتان البصري بجسدها ، والملك وحده حقق الفعل الجنسي تاما ،لذلك أضاف النص كلمة (أحسانا) الي كلمة(نعمة) وكان موضع النعمة (قدامه) وهذا اللفظ بأشارته الي العلاقة المتوازية بين جسدين ،يحيل أيضا الي مفهوم (التقدمة /الأضحية ) وكأن أستير هي الأضحية العذراء التي علي الجماعة تقديمها للمقدس لتحقيق الخلاص أو نيل البركة . والجماعات الأخري فعلت نفس الشيء إلا إن أستير / اليهود من حقق النجاح فقد (أحب الملك أستير أكثر من جميع النساء )و(وجدت نعمة وأحسانا قدامه من جميع العذاري فوضع تاج الملك علي راسها ) .
بالاضافة الي فعل هيجاي باستير الذي اشرنا اليه يسجل النص محاولة انقلابية اراد القيام بها ( غثان وترش ) خصيا الملك هاتان الوقعتان تشيران الي تململ طبقة الخصيان ورغم الاشاره النصية الي عدد هؤلاء بـ ( سبعة ) الا ان تاويل هذا الرقم لا يمكنه التوغل في مطابقة هؤلاء بالوصف الملائكي ( حيث ينعدم التوصيف الجنسي لهذه المخلوقات مثل الخصي ) والتي يبدو ان النص تعمدها في المطابقة السلطوية ( الارضية / السماوية ) . الا ان المقاربة الاجتماعية / السياسية لتاويل ( الخصيان ) كفئة اجتماعية هي الاقرب ، انهم موظفون كبار او قادة اقاليم لا يمكنهم الدخول الي القصر بصفتهم الطبيعية ( ذكور ) فكان لابد من الاخصاء للاقتراب من السلطة بل والتحكم في راسها ( الملك ) وبأدق تفاصيل حياته ( زواجه ) . ومحاولة الانقلاب ( الاغتيال ) تشير الي رفض هؤلاء الخصيان لا ختيار الملك وعدم رضاهم عن التوازن الجديد للسلطة من خلال المصاهرة مع جماعة استير التي لم تكشف بعد . ربما شعر الخصيان برغبة عميقة للسيطرة ( التي يعتبرها آدلر الغريزة الاولي ) حتي انهم تخلو عن فحولتهم من اجلها ، وقربهم من السلطة جعلهم يتحركون لحياة الملك ، كما فعل هيجاي مع استير وربما مع بقية الفتيات اللواتي لم يهتم بهن النص ، لكن يمكن التخمين ايضا ان استير هي من قدمت نفسها كرشوة للخصي ليرشحها ضمن الفتيات السبع ، وستبدو مهارتها الجسدية لاحقا .
لقد علم مردخاي بمحاولة اغتيال الملك فاخبر استير وامرها بابلاغ الملك واعلامه باسم الملك الذي كشف المحاولة ( مردخاي ) ، ونفذت استير ما امرها به مردخاي وعندما تاكد الملك من صدق المعلومات صلب ( الخصيّان بغثان وترش ) وسجلت تفاصيل الحادثة في ( سفر اخبار الايام امام الملك ) ( 2 / 23 ) . اراد مردخاي من ذلك التقدم خطوة اخري في نظام السلطة حيث يبدو ان ثمة موقعا اخر كان فارغا انذاك غير موقع الملكة بل ويفوقه اهمية ، وقد احتله هامان بن همداثا الاجاجي ( رقاه ( الملك ) وجعل كرسيه ( هامان ) فوق جميع الرؤساء الذين معه ) ( 3/1 ) وهذا الموقع تميز بكثير من السلطات بل قد يتخلي الملك احيانا عن معظم سلطاته لصاحب هذا المنصب ، بل ان ( كل عبيد الملك يجثون ويسجدون له ... لانه هكذا اوصي به الملك ) ( 3/2) وكلمة ( عبيد ) تشير الي كل الرعايا ، الا ان مردخاي يرفض الخضوع لسلطة هذا الرجل ( لم يجث ولم يسجد ) ليكون موقفه هذا دليل تمرد ، ليس مردخاي وحده بل كل اليهود الذين يعيشون في المملكة .
يومئ النص الي تبرير مردخاي بعدم السجود ( لانه اخبرهم بانه يهودي ) ( 3/4 ) كتعبير عن الهوية العرقية التي تجعل من اليهود مختلفين وقد تعفيهم من بعض الطقوس الاجتماعية ومنها السجود لرجالات السلطة ، لكن هذا الاختلاف هو ايضا حاجز اجتماعي يفصلهم عن غيرهم( سننهم مغايرة لجميع الشعوب وهم لا يعملون سنن الملك ) ( 3/8) والاختلاف السلوكي والثقافي يعرض اليهود للابادة عندما ينجح هامان باقناع الملك للامر بقتل جميع اليهود في المملكة كبارا وصغارا ، رجالا ونساء، والصراع العرقي يتم توريته بالرغبة الفردية لـ (هامان ) الذي لا يجد من المناسب لموقعه السلطوي الانتقام من شخص واحد ، فتشمل العقوبة جميع اليهود .
لكن الوضع الضعيف ( سلطويا ) للملكة يتغير عندما تخاطر وتقدم علي الدخول الي الملك بدون دعوة ويحصل التغيير عندما يمد الملك ( قضيب الذهب ) وتلمس استير ( راس القضيب ) ولكن النص يعيد تحفيز لفظة نعمة ( فلما راي الملك استير الملكة واقفة في الدار نالت نعمه في عينيه فمد الملك لاستير قضيب الذهب الذي بيده فدنت استير ولمست راس القضيب . وقال لها الملك مالك يا استير وما هي طلبتك . الي نصف المملكة تعطي لك ) ( 5-3) . والقضيب تورية مركزية في النص ولا يمكن التعامل معه كـ ( علامة ) لان الدال ( لفظ القضيب ) لا يشير الي مدلول واحد بل الي مدلولين مختلفين ، الاول ، قضيب الذهب وهو جسم معدني يرمز الي سلطة الملك و يستعمله في الاشارة الملكية للفصل بين الحياة والموت ، الوجود والعدم ، النور والظلمة ، فيقارب وظيفة القضيب الثاني ، العضو الذكري للملك الذي تنجو استير عندما تجيد التعامل معه وربما ينجو معها شعبها وهو اداة وجود ، لانه جهاز تخصيب يجسر بين جسدين وينتقل من الفضاء الذكوري حيث يكون في النور الي الاحشاء الانثوية ، فضاء العتمة . وبالاضافة الي الرمزية الايحائية للعلاقة بين القضيب ( الشئ ) والقضيب ( العضو ) فان التراكب الدلالي للقضيب لا يحدث فقط بوجود لفظ ( النعمه ) ذات الابعاد الجنسية ، ولا لعبارة ( لمست راس القضيب ) التي لم ترد الاشارة اليها عندما تعرض النص لتعريف وظيفة قضيب الذهب في ( إلا الذي يمد له الملك قضيب الذهب فانه يحيا ) ( 4/11) حيث الفاعل هو الملك وحده ، ان التراكب الدلالي يتسع عندما نجد تغييرا مهما طرأ علي وظيفة القضيب حيث يقول النص علي لسان الملك ( الي نصف المملكة تعطي لك ) وهذا اختلاف وظيفي شاسع عن القضيب ( رمز سلطة مصنوع من الذهب ) ومركزية هذه التورية تتأتي عن الوظيفة التواصلية للقضيب الذي يطور العلاقة الجسدية الي علاقة سياسية لا تحدث توافقا جنسيا جسديا ثنائيا شخصيا (sex ) فقط بل يمتد التوافق الي الجنس بالمعني العرقي (Race) انه رضا الطرفين بالتعالق والترابط وانتاج تسوية تحقق اشباعهما ويبقي القضيب المعدني تطويرا علاميا للعصا بما يناسب السلطة ( الراعي / الملك ) وهو رمز ذكوري واضح وربما فيه اشارة الي بقايا عبادة قضيبية اضطرت استير الي ممارسة طقوسها ارضاء للملك الذي لم يشر النص الي دينه .فتبدو أستير وكأنها من قدم تنازلا دينيا للتعويض عن رفض مردخاي لتقديم ذلك التنازل لهامان .
وكأن استير تدرك بان عرض الملك السخي هو تاثير عابر لبراعتها الجنسية وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه فتطلب امرا صغيرا وثانويا كبداية ، وهو حضور الملك ووزيره هامان الي وليمة اعدتها . ويقبل الملك وبعد ان يشرب الخمر يكرر عرضه ( ما هو سؤلك فيعطي لك وما هي طلبتك . الي نصف المملكة تقضي ) ( 5/5) ومثلما يكرر الملك عرضه ( المتاثر هذه المرة بالخمر ) تكرر استير طلبها الثانوي بحضور الملك الي وليمة ثانية تعدها في اليوم التالي ويوافق الملك .
يحاول النص تفكيك الترابط القائم بين مصير الشعب اليهودي في مملكة فارس والسلوك الشخصي لاستير واساليبها في اقناع الملك حيث ينتج النص سياقا حكائيا موازيا يحاول تورية او تقليص اهمية استير والسياق الحكائي الجديد يركز علي ( مردخاي ) باعادة تفعيل احداث سابقة اعتمادا علي مفهوم (لقدر) حيث يجافي النوم ( وهو سلطان يتفوق حتي علي الملك ) الملك فيأخذ ( وبفعل القدر وحده ) بقراءة سفر تذكار الايام والقدر وحده ايضا يقوده للقراءة في الصفحات التي تسجل محاولة الاغتيال التي استهدفت الملك وافشلها مردخاي ، يحاول الملك تدارك نسيانه فيامر بتكريم مردخاي والقدر ايضا يجعل هامان يشير بنوع التكريم ويتولاه بنفسه دون ان يعرف ان الذي سينال التكريم هو عدوه اللدود .

سياق حكائي
هذا السياق الحكائي يبدو مقحما ومفتعلا بسبب تراكم الصدف التي تريد ايصال مردخاي الي مركز السلطة ، بل واعادته الي سطح النص عبر سياق حكائي مقدس لا تلوثه اساليب استير ، بل يعتمد فقط علي القدر وعلي ذاكرة الملك الضعيفة حتي ان الخمر الذي يجلب النوم عادة لا يفعل فعله بل ياتي الارق بعده في النص . ومع ذلك فان سياق استير (المدنس ) هو الاشد حضورا في النص وهو ما يحقق الخلاص للجماعه العرقية ، فالنص لا يشير الي تدخل مردخاي او طلبه من الملك لوقف الابادة بل ان استير تطلب ذلك من الملك في الوليمة الثانية التي حضرها معه هامان . وعندما تشرح استير الموقف للملك تصيبه الصدمة ربما ليس فقط لنسيانه الامر الذي صادق عليه بل ايضا لنسيانه التاكد من نسب زوجته الملكة ، وتكون الصدمة فاصلا حكائيا يهئ لتطور جديد في الاحداث عبر تشويش المشهد السردي ، فالغضب يدفع الملك للخروج من ( بيت شرب الخمر ) ليترك هامان واستير وحدهما . وعندما يعود الي المكان يري ( هامان متواقع علي السرير الذي كانت استير عليه ) (7/8) حيث يبدو الجسد الانثوي محورا اساسيا للصراع في الاصحاح ، فقرار الابادة يعني قتل استير مع بقية اليهود وهذا سبب صدمة الملك الا ان التحول الاساسي والذي يحرض الملك لاتخاذ قراره النهائي يحدث عندما يعتقد الملك بان وزيره يشاركه في الجسد الانثوي ( استير ) الذي يعتبر جزءا مباشرا من سلطة الملك ( هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت ) ( 7/8) هنا يتم التخلص نهائيا من هامان ، حيث يقتل ويصلب علي نفس الخشبة التي كان قد اعدها لصلب مردخاي وبعد ذلك تبدأ توسلات مردخاي واستير لالغاء قرار الابادة . ولا يتم الالغاء الا بعد ان يحتل مردخاي موقع هامان حيث يتسلم سلطاته ومنها خاتم الملك والكتابة باسمه ، فيكتب مردخاي الي اليهود امرا يقول ( اليهود في مدينة فمدينة ان يجتمعوا ويقفوا لاجل انفسهم ويهلكوا ويقتلوا ويبيدوا قوة كل شعب وكورة تضادهم حتي الاطفال والنساء وان يسلبوا غنيمتهم ) ( 8/11) والمقطع ينص علي وجود الصراع العرقي لكنه كان مؤجلا بسبب التنافس علي السلطة في نظام سياسي فردي حيث يريد كل عرق الحصول علي سلطة الدولة ثم يشرع بعد ذلك في تصفية خصومه ( فضرب اليهود جميع اعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك وعملوا بمبغضيهم ما ارادوا ) ( 9/5) حيث يتحول قضيب الذهب الذي بيد الملك الي سيف بيد مردخاي والتحول حدث عبر جسد استير ، وهذا التحول المرعب قاد الي تحولات دينية وثقافية ( وكثيرون من شعوب الارض تهودوا لان رعب اليهود وقع عليهم ) ( 8/7) .
اليوم الذي قرره هامان لابادة اليهود (13) من الشهر (12) من السنة ( 13) لحكم الملك ، تحول الي يوم خلاص لليهود ، يوم فرح وعيد وشرب وهدايا ، وسمي ( الفوريم) من الفور أي القرعة كما يقول النص والقرعة لعبة حظ ، الحظ الذي يتحكم بالاحداث ويغير النتائج انه التورية الشعبية للمقدس .
يتكون النص ( سفر استير ) من بنية سطحية يتمظهر فيها الفعل السردي اعتمادا علي تقنيات حكائية تقليدية لتتكون تورية كبري تختفي وراءها البنية العميقة التي تتشكل من الاحداث التاريخية المحكومة بالصراعات العرقية والثقافية . التجاذب بين المستويين ( السطحي والعميق ) يتم من خلال تسيس الجسد الانساني والسيطرة عليه وربما تدميره ( الاخصاء ، الاسترقاق ، الحجز ، الحرمان ، التجويع ، الاغتصاب ، الدعارة ، القتل ) وكل هذه الممارسات تتم عبر تسميات سياسية / دينية / عرقية لتبرير سلطة فرد او جماعة او دولة ، وهذه السلطة تعتبر الجسد دنسا فلا تسند اليه انجازاته لانها لا تريد الاعتراف بالفاعل الاجتماعي الحقيقي فتسند ما يحدث الي كيان متعالي مقدس ، تدعي هذه السلطة انه مصدر شرعيتها ووجودها ، ويعمل نظام النص وآلياته علي تحقيق هذه الصيغة ، فنظام النص تورية للنظام الاجتماعي وما يفعله النص ( الثقافي العام ) هو تنظيم الواقع والتحكم بالفواعل بطريقة تحقق قيم وافكار واهداف النظام الاجتماعي .



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي
- الحكم الثلاثي


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ساطع راجي - نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي