أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب















المزيد.....

رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 04:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زلت أحاول أن أكتب إليكم منذ ربع قرن على أبلغ تقدير وقد كتبت لكم رسائل كثيرة ولكن يبدو أن مستواها الفني لا يليق بمستواكم العظيم وأعرف جيدا أنكم تدينون بكثير من الولاء والقداسة للغة العربية التي لا أدين لها بشيء ومن حقكم أن تحاربونني كوني متخلف وأنتم تقدميون جدا لدرجة أنكم مغمورون بسفك الدماء وإراقة ماء الوجه وتعظيم الإنتهازية ونشر الفضائح الكاذبة وتزوير التاريخ واللعب بالمصطلحات وإدعاء الجمال لوجوهكم القبيحة .

يا ساده يا كرام :
كتبت لكم رسائل كثيرة منها ما هو أدب مباشر ومنها ما هو أدب مكشوف ومنها ما هو تعبير مجازي وأنا أعلم أنكم كثيرو القراءة والكتابة لذلك فأنا أ عذركم جدا على عدم قرائتكم لرسائلي لأن الحق ليس عليكم بل الحق على ساعي البريد الذي لا يوصل الرسائل بشكل جيد ولهذا فقد إخترت السيد جوجل أفندي لتوصيل رسالتي لكم وجوجل هذا مخلوق مبتكر ونشيط جدا والفرق بينه وبين ساعي بيريدكم هو أن السيد جوجل إذا أخطىء في توصيل الرسائل فإنه يعترف بخطئه ويعرف ما هو إختصاصه ويقول لي : عذرا يا أستاذ أنا محرك بحث ولست ياهو ولا هت ميل .
ولكن ساعي البريد لديكم يدعي كل شيء وهو وكيل عننا في التفكير والتدبير وإذا أخطأ في تدبيرنا فإنه ينسب خطأه لساعي بريد آخر وهذا ما يميز الكمبيوتر عنكم فالكمبيوتر حين يخطىء لا ينسب خطأه لكمبيوتر آخر .

وبلا مقدمات السلام عليكم من بلد الجوع والإضطهادات:
فأنا منذ عصور لا أستطيع النوم بشكل جيد ولا أستطيع شرب الماء بشكل جيد وليس في حياتي شيء ملفت للنظر إلا الجوع والإكتآب وأنا محاصر في لقمة الخبز مثلي في ذلك مثل أطفال العراق .
يا ساده يا كرام :
عشرون عام وأنا أحلم بالحب وعشرون عام وأنا أجلس على باب الدار أنتظر القافلة أن تأتي لي بالمساعدات الإنسانية التي لا تصل لمستحقيها الحقيقيين وعشرون عام وأنا أتمرغ بملح الأرض وأسكن بلا سقف وعشرون عام ومنزلي يشكو من قلة الجراذين فالجراذين لا تزور منزلي من شدة الجوع الذي به :

إن رسالتي هذه ليست خاصة بي وحدي ولكنها تعبير أيضا عن االذين لا يملكون لغة الكتابة فأنا بالنيابة عنهم اتحدث :
عشرون عاما وأنا أطحن الحصى وألعق الدم وأقسم بكأس البيرة والفودكا وبالسم القاتل:أ نكم سكارى من كثرة إراقة ماء الوجه فأي شرف تدعون وأنتم بلا بكارة وأي حرية تدعون وانتم تصطادون الغزلان في محمياتها والعصافير من أعشاشها.

وأقسم بالفراشات الجميلة وبالنساء الجميلات التي رأيتهن في حياتي أنكم تفتقدون لأبسط قواعد السلوك الجمالي فأنتم مغمورون بالبشاعة والدعارة الفكرية .
وأقسم بالنهود النافرة على فراش أحلامي وبحبي الذي قتلتموه من سنين أنكم جبناء جدا وتعساء جدا في حياتكم التي لا تخلوا من الفاحشة والرذيلة فعمركم أقدم جدا من عمر الرذيلة .
وأقسم بالساقين وبالأنامل الطويلة وبالأقلام المكسرة أنكم أميون لا تقرأون ولا تكتبون ولو أنكم تقرأون أو تكتبون لقرأتم رسائلي لكم منذ زمن القمع والإستبداد العربي :
يا عرب
يا عرب : ماذا تستفيدون من تجويع المثقفين وماذا تستفيدون من قتل الأبرياء على عتبات الزهور والورود وماذا تستفيدون من إستيراد الأدوات القمعية فأنتم تستوردون أدوات القمع بمبالغ تساوي أضعاف ما تدفعه إسرائيل للبحث العلمي وماذا تستفيدون من مناجاة غلاة وقساة القلوب لتوضيفهم جلادون لضهور الأبرياء والمتعبين من طول السفر وقلة الزاد .
أذكر مرة أنني كتبت رسالة لكم كانت قد وقعت بطريق الخطأ في صنودق بريدكم وأعرف أنكم لم تقرأوها وحفظت ريثما يأتي مسؤل يعرف من القراءة والكتابة بقدر ومستوى ما تعرفه جدتي عن علم الذرة .
يا عرب :
لقد إنتهى زمن العزوبية وجاء زمن الشبع وإنتهى زمن الربوبية وجاء زمن الحرية وإنتهى زمن الإستبداد وجاء زمن الديمقراطية ولكنكم أميون لا تقرؤون ولا تقرأون ولا تكتبون.
هذه رسالتي هي رقم : 1,0000000000000بعد الألف مليون ولم يبقى في السوق ورّاق ولا طبّاع إلا ويعرفني من كثرة ما كتبت إليكم ولكن الغريب أنكم حتى هذه اللحظة لم تقرأوا حرفا واحدا مما أكتبه إليكم:

كتبت لكم بلغة العقلاء فجعلتم مني مجنونا وكتبت لكم بلغة الله فجعلتم مني كافرا وكتبت لكم بلغة الأحرار فجعلتم مني إرهابيا وكتبت لكم بلغة الأصحاح فجعلتم مني سكرانا ومخبولا وكتبت لكم بلغة الحب والأنوثة فجعلتم مني داعرا وكتبت لكم بلغة المشتاق فجعلتم مني عابر سبيل وكتبت لكم بكل التفاصيل الدقيقة فكتبتم عني بيانا قلتم به :
هذا خطر على النظام الإجتماعي وتركه حرا طليقا يشكل خطرا على النظام الإجتماعي العربي .
كتبت لكم قصائد غزل سياسي فجعلتم مني متواطئأ مع التراث وكتبت لغة بأسلوب تداعيات الأفكار الحرة فرفضتم الإستماع لي ريثما يعود مندوبكم الأحمق من مغارة أهل الكهف :
ماذا تريدون :
تريدون نظاما عالميا جديدا وأنتم متعفنون بالماضي تريدون من إسرائيل أن تترك فلسطين لتحرقوها بحجة حبكم لنبيكم وللمسيح :أقسم بالمسيح وبالدم المراق على قميص يوسف وأقسم بحبات الدموع وبلفائف قمران أن الله والمسيح ويهوى منكم بريء :
يا لصوص ويا قوادين ويا دمويين ويا جبناء ويا معاتيه ويامن تسرقون الكحل من العين وتدعون أنكم خدام الأرض والشعب ويامن تنجحون بإنتخاباتكم وهي كذب وتزوير ويا من تدعون على الله ما لم يقله .
كتبت إليكم مرة رسالة وأنا في السجن ومرة وأنا في المستشفى ومرة وأنا أصلي ومرة وأنا واقف ومرة وأنا على باب جهنم ومرة وأنا أحلم ومرة وأنا صاحي ومرة وأنا سكران فلم يأتي منكم أي رد وحتى هذه اللحظة لم تدخلوا مدارس تتعلمون بها اللغة الديمقراطية أو الحرية ولم تتعلموا الف باء الحرية فألف باء الحرية هي لمن يريدها وليست لمن يفضح مرتكبيها .

وكتبت لكم مآت الرسائل وأنا أمارس فنون الإلحاد فمارستم معي فنون القمع والإرهاب وكتبت قصيدة حب لإمرأة عشقتها فأخذتموني إلى المعتقل وههدتموني بأن تلقوا بي إلى كلابكم كي يمارسوا معي شذوذهم ولواطهم الجنسي :

يا لوطيين ويا خنازير ويا مراهقين تغتصبون القاصرات بدنيا وتتنافسون على الشهوات وكروشكم أشبه بقرب الماء وعقولكم عقول خالعة تتصورون الجنس حتى في الحجارة المقدسة .
وكتبت لكم مرة رسالة عن إمرأة أغتصبت وهي تؤدي شعائر الحج فإتهمتموني بالعمالة الثقافية على أطهر بقعة أرض وأعرق شعب في القمع والإستبداد .

لم أعد كما كنت قويا لأكتب لكم في كل ليلة حلم: ألف رسالة فأصابعي اليوم أصبحت ترتجف من إرهابكم عندما تمسك بالقلم وهي تتحسس الورق وترى عيوني الدماء الحمراء على الناصع البياض.
الوردة نسيتها واللون المخملي نسيته ونسيت حليب أمي من كثرة الإرهاب الفكري والجسدي فكل شير في جسدي يشهد عليكم وكل خلية عصبية تهتكت تشهد عليكم يوم الديمقراطية الأعظم وحقوق الإنسان في جسدي تشهد عليكم وحقوق الطفل تشهد عليكم وعلى الحرمان العاطفي .
وكل شبر وطأته قدمي فيه آثار أقدامكم اللعينة وأرقام مسدساتكم ما زالت تؤثر في الذاكرة ومن غضب الله علايكم قوة الذاكرة عندي فذاكرتي لم تثقب وكذلك قلبي ما زال يتسع لخارطتكم الجديدة في كل يوم :
وكتبت لكم رسالة عن عمر الغضب وكتبت لكم رسالة عن شهر النكد وكتبت لكم رسالة في ليلة عيد الميلاد ولكنكم أحرقتم شجرة عيد الميلاد وأنتم تدعون الجمال يا أقبح وجه في التاريخ.
يا أحفاد سليم العبوس وصلاح الدين الديكتاتوري ويا أحفاد السيف والبلاغة العربية فرغم أنكم تدعون البلاغة إلا أنكم لا تميزون بين الحرف وبين الأداة في اللغة ولا تميزون بين الثلج وبين النار يا أمة عرصة من أين سيأتيكم رب غفور.
أقسم بدموعي على أبواب الدكاكين وأقسم بتعب القدمين في الحسبة وسوق الخضار وأقسم بالأسعار المرتفعة وبلقمة الخبز المعجونة بالدماء:أنني لن أسامحكم ما دام في جسدي منكم ذكريات:وإذا كان لكم صولجان وطغاة تتسلحون بهم فأن لي قلم كقلم فولتير والجاحظ وإبن المقفع وتاندال ومارتن هانز لوثر وكولن ولسون.

لن أكذب عليكم فأنا أقول الحقيقة والحقيقة أنكم داعرون فكريا وعمليا الحب عندكم دعارة وأنتم في الحب كالذباب على كؤوس النبيذ وأنتم في الحب تعيشون مثل الصراصير في المجاري الصحية وتتسلقون على أكتاف المتعبين مثل الطحالب على براميل الزبالة

ولو أنكم تقرأون لعرفتم أن المظلوم يعيش أكثر من الظالم والمجلود أكثر من جلاده




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإثارة والنقد في المجتمع العربي
- بين كل مسجد ومسجد مسجد ,وبين كل مؤسسة إجتماعية ومؤسسة إجتماع ...
- مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري
- مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده
- تجارة حرب الخليج
- حب وسموم
- غالي الثمن
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه
- الشيوخ يزدادون ثراءا والمثقفون يزدادون جوعا
- الديانات السماوية
- فقدان البكاره موضوع تافه
- إنهم يتآمرون على العمال والشغيله
- إهداء إلى الزميله ماغي خوري
- الإعجاز القرآني
- الانسان يجهل حقيقته
- بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة
- الأدب العربي الكاذب
- التمثيل الثقافي
- أدباء أحرقوا كتبهم
- أحب وأكره وأعشق


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب