أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود















المزيد.....

التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصاعد اخبار القتل المتواصل للعراقيين بالصواريخ التي تستهدف المناطق السكنية الامنة او بالاحرى التي تبحث عن الامن، والسيارات المفخخة التي تترصد العمال والطلاب ، الاطفال والنساء في الشوارع والاسواق والمآتم وغيرها لتحصد ارواح الابرياء المتعبين. بل هناك اصرار على سرقة أي ابتسامة يتمسك بها العراقي كما حصل بالتفجيرات التي طالت الابرياء لتسرق فرحة الشعب العراقي بفوز فريقه بلعبة كرة القدم!!؟؟
كل هذا ولم تتحرك أي جهة من التي تدعي المقاومة للعمل الجاد لايقاف تلك المجازر، ولا العراقيين الذين بالخارج ليطالبوا بالعمل الجاد السريع لايقاف ذلك النزيف الدموي!
وفوق ذلك يهدد الامريكان بفوضى اكبر لو انهم انسحبوا! كما صرح سفيرهم في بغداد رايان كروكر الذي حذر " من فوضى في العراق اذا انسحبت القوات الاميركية منه! وقال كروكر «رغم الصعوبات والتحديات الحالية (...) قد تصبح الامور اسوأ بكثير اذا لم نواصل التزامنا الفعلي هنا».
لاشك ان الفوضى الحالية هي التي تتسيد الموقف وقد شملت كل مناحي الحياة. فما شكل الفوضى التي يتوقعها كروكر؟. فهناك فوضى سياسية وفوضى ادارية واعلامية وجهادية ومقاومجية وعسكرية، كلها تشكل خطرا على ارواح الناس بكل اطيافهم ووظائفهم وانتماءاتهم، وعلى وحدة البلد وسلامته وعلى اقتصاده الذي تكاثر ناهبوه. فهل يهددنا السفير بفوضى ألعن من هذه لو انهم انسحبوا؟ ام ان تلك الفوضى هي الالتزام الذي عناه السفير!؟
فقد بات واضحا انهم السبب بتلك الفوضى او على الاقل احد اسبابها، بل اراها فوضى مخطط لها مسبقا كما نستنتج من متابعتنا لمجرى الاحداث، او من مواصلتهم لاتباع النهج الفاشل ذاته في تدخلهم بادارة البلاد فلم يفعلوا شيئا لاصلاح او تصحيح الخطأ او الاخطاء التي اعترفوا بارتكابها..
ولو تسأل أي عراقي اليوم عن المتسبب بتلك الفوضى لقال لك امريكا اولا والنظام السابق واتباعه الحاليين ثانيا. فكلاهما سمح او تسبب بتشكيل الميليشيات الطائفية التي تمارس القتل العشوائي اليوم باسم الجهاد مرة او باسم المقاومة. لكن امريكا تلعب الدور الاساسي في الوقت الحاضر، بارباكها للوضع السياسي والعسكري، من خلال ممارساتها الفوضوية او المقصودة. فبالقاء نظرة سريعة للماضي القريب والذي لم نتعلم منه ، او لما يحصل الان، سنرى كيف تسببت السلطات الامريكية بتلك الفوضى، وتسعى لادامتها:
*- فرضت حصارا اجراميا على الشعب العراقي لم تعرفه الشعوب والدول في كل تاريخ الدول المحاصرة او التي حوصرت، فقد اذلّت الشعب وحرمته من الطعام والدواء وسمحت للقائد البائد بممارسة هواية بناء القصور التي تحتلها اليوم لما لها من ميزات لا كهرباءها تتعطل ولا مائها ملوث ولا احد يقدر الوصول لها. وكان ذلك السبب الرئيسي بعزلة الشعب العراقي وانتشار حجم التخلف والجهل بين فئاته الشعبية الفقيرة. واحد اسباب عزلة الدولة التي انشغلت بحماية حاشيتها وتوفير الرفاه لهم وترك الشعب يستعيد انتمائاته العشائرية والطائفية حيث لجأ لها لحمايتهم ومساعدتهم اقتصاديا.
*- بعد احتواء امريكا للمعارضة العراقية، فرضت عليهم ان لا يشكلوا أي حكومة مؤقتة كما هو المفروض، استعدادا لاستلام السلطة بعد سقوط نظام البعث! لماذا؟ الم يكن هذا سببا لما نحن فيه من فوضى؟
*- فتحت الحدود مشرعة لدخول عناصر القاعدة والتكفيريين وكل مجرمي العالم من قتلة وقطاع طرق وسراق الذين وجدوا بتلك الفوضى ضالتهم! والصور والاخبار المروعة تنطق ببشاعة مافعلوه هؤلاء على مرأى من القوات الامريكية.
*- اول اجراء اتخذته بعد فرض خيار الحرب، حلّ الجيش واجهزة الشرطة والمؤسسات الخدمية دون تهيئة بدائل؟ مما سهل مهمة فدائيي القائد البائد لاختراق اجهزة الامن والانضمام للميلشيات بكل انواعها ليمارسوا القتل والخطف على كافة الجهات. ولم تسلح من تدعي تدريبهم من شرطة او عسكريين بالشكل المطلوب لمواجهة عصابات القتل والخطف. واكد اكثر من مصدر انهم السبب بقتل حتى الجنود الذين المفترض انهم تحت اشرافهم! وحسب بعض الجنود الناجين من قصف الصواريخ التي تترصدهم بعيدا عن قوات الاحتلال، ان كثير ماتعطي تلك القوات اوامرها للوحدات العراقية بالتوجه لمنطقة ما، فينسحب الامريكان وبعد انسحابهم مباشرة يتعرض الجنود للقصف الكثيف! مما تسبب بقتل العشرات من الجنود المدربين حديثا، على يد من يسمون بالمقاومين، الذين يعتقد اغلب العراقيين الان بتعاونهم الغير مباشر مع قوات الاحتلال.
*- فتحت ابواب المتاحف والمؤسسات للنهب والسرقة بدل حمايتها! بقيت البلاد بلا حكومة لشهور اثبت بها شعب العراق عمق صبره وقوة إرادته بحيث صار الشباب طواعية ينظمون المرور ويحمون المؤسسات، الى ان استولت عليها الميليشيات لتنهبها وليس لحمايتها، ليتعرض معضمها للتفجير والسلب اكثر من السابق.
*- منعوا العراقيين من اصلاح او اعادة تشغيل محطات الطاقة مثل الكهرباء والماء التي كان الناس ينتظرون تحسينها بفارغ الصبر لما عانوه طوال العقود السابقة من سوء خدماتها خاصة في المناطق الشعبية الفقيرة، لتصبح اليوم كابوسا اخر لايطاق بعد ان سرقت الشركات الامريكية التي تعاقدت معها الادارة الامريكة مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي وهربت بها على مرأى من قوات الاحتلال ايضا، لتزيد حجم النقمة والفوضى. وللان تتعرض محطات الكهرباء للتخريب والقصف ولم تفكر تلك القوات بوضع حماية مشددة لتلك المحطات لايقاف مهزلة او مأساة الانقطاع المزمن للكهرباء.
*- قامت القوات الامريكية باطلاق سراح العصابات ومجرمين الخطف والقتل، في اكثر من حادثة، بعد محاصرة الشرطة العراقية لهم والقبض عليهم! لماذا؟ هل حقا هم اغبياء، ام انها خطة لفوضى ابشع؟
*- والاسوأ من كل ذلك نظام المحاصصة الطائفية الذي فرضه عباقرة امريكا من الذين تولوا ادارة البلاد، لفرض نموذج لبنان بتولي الحكم بين السنة والشيعة وغيرهم، والتي ادت الى استلام بعض الوزارات من قبل عناصر غير كفوءة وغير ملتزمة ، حرصها الاول على مصالحها الشخصية والفئة التي تنتمي لها. اضافة لعناصر لاتحمل أي مشاعر ولاء للوطن والشعب، بل بعض الوزارات مخترقة من قبل عناصر لها علاقة بالقاعدة او ولائها مازال للنظام البعثي المباد. وكشف النقاب عن سرقة بعض الوزراء لاموال الشعب وهروبهم للاردن او دول الخليج، بعلم وبتشجيع ربما من قوات الاحتلال! وغيرهم ارتكبوا جرائم قتل وتصفيات بحق زملائهم! وهذا ما كان سيحصل لولا الفوضى التي يعيشها شعب العراق، فوضى بلاحدود!
*- اتخاذ النموذج الاسرائيلي السئ الصيت بالتعامل مع الشعب المحتل ومع الحكومة المنتخبة ايضا.
*- تهديدها المتواصل للحكومة العراقية بين الحين والاخر ، بالوقت الذي لم تبادر بانجاح أي خطة تضعها تلك الحكومة. ففي مجال اعادة الامن للبلاد، بالرغم ان تلك احد مهام تلك القوات حسب القوانين الدولية، فانها لم تبادر حتى بتزويد جهات الامن العراقية باي اجهزة تساعدها بالكشف عن المجرمين المسلحين او عن السيارات المفخخة التي تستهدف الاماكن المكتظة بالابرياء مثل دور العبادة او الاسواق والمدارس والجامعات او المأتم والاعراس! ليستغل الوضع من قبل عصابات القاعدة وغيرهم لمواصلة التخريب وتفجير تلك المواقع .
*- محاولة تسليح عشائر معينة على حساب اخرى، مما يتناقض مع دعوتها بضرورة حل الميليشيات ونزع الاسلحة منهم. فتلك المبادرة حتما ستؤدي الى فوضى اكثر قسوة واكثر خطورة. بل هو اصرار على دفع الشعب العراقي لحرب اهلية، خططت لها مدعومة بابواق اعلامية عربية تطبل للامر بالرغم من محاولة الشعب العراقي بكل اطيافه لضبط النفس وتجنب القتال بين ابنائه. فهي تسلح العشائر السنية، وايران تسلح الشيعية، ليكون شعب العراق بكل طوائفه ضحية خططهم العنصرية المعادية لنا.
ومحاولتها الوحيدة لمنع العناصر الارهابية من التحرك، جاءت اكثر فوضوية حين سورت كل شارع وكل مدينة باسوار كونكريتية بدون موافقة الحكومة! لتزيد الصورة كأبة واختناقا وليواصل الارهابيون قصفهم واختطافهم للابرياء بلا توقف!.

لاننكر انهم احد اسباب الخلاص من ظلام الحكم السابق، وتأمل الناس خيرا بالحرية التي حرموا منها عقودا، وضحوا من اجلها كثيرا.
ليكتشفوا ان تلك الحرية صارت اكثر بلاءا حيث غلبت عليها حرية القتل، حرية تنقل الارهابيون من منطقة لاخرى بلا رادع ولا وازع، حرية السرقة بالملايين.
فامريكا حتى لو سلمنا جدلا انها تخطط لتلك الفوضى، فانها تستغل فوضى الجرائم التي ترتكب ضد الشعب العراقي باسم الجهاد او المقاومة، لمواصلة اللعبة بينهم وبين الارهابيين خاصة الذين تدربوا بالامس القريب على يد رجالها، كما نستدل من قول السفير"عليكم التفكير بما اذا كان عدونا الاستراتيجي في العراق تنظيم (القاعدة) سيستولي على السلطة الحقيقية وماذا يعني ذلك للامن ليس في المنطقة فحسب بل ابعد منها بكثير- لا ارى نهاية للعبة في الافق-.
اذن هي لعبة كما قال، وعلى الشعب العراقي ان يعي تلك (اللعبة) ويسعى لانهائها، ويتكاتف لفضح تلك الجرائم ولا ينجر وراء شعارات ومسميات تُستغل ضده. وان لا تبقى السلطات العراقية مكتفة الايدي، فلا يمكن ان نسمح لتحويل العراق الى ساحة تتنازع بها اديولوجيات بائسة، اوالاقاليم المُهَدّدة. او ساحة للعصابات لممارسة خططها الاجرامية.

16-6-2007





#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟
- هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟
- بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء
- افشال الحكومة العراقية يعني بقاء الاحتلال
- أما لهذا الليل ان ينجلي
- عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
- الحب مش حرفين, بل اكبر
- الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
- بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
- العصر الصهيوني وسياسة التجويع
- ارض الضوء
- ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
- الحجاب بين السياسة والتقاليد
- لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
- المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
- البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن
- الحزب الجمهوراطي والدكتاتورية الامريكية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود