أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق العيسى - مملكة الوهم














المزيد.....

مملكة الوهم


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 09:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


( مرة ربت ثور ما حرث) لعل هذا المثل الذي جاءنا عبر أعمال درامية سورية، - وهي في معظمها تاريخية تراثية- يمثل وجهة النظر الحقيقية للمجتمع العربي عبر فترات زمنية مختلفة عن دور المرأة.
وإذا افترضنا أن الأمثال الشعبية هي نظرة المجتمع لفكرة ما أو قضية ما، بمعنى أنها أيدولوجيا شعبية، نرى أن هذا المثل وغيره ينحصر في إدانة دور المرأة في تربية (أولادها)- ونضع كلمة أولادها بين قوسين عمدا- إذن هم أولادها هي، ويقع على عاتقها -كما يقول المحافظون والسلفيون- تربيتهم، وبنفس الوقت فإن ( ثور المرة لا يحرث) والمرأة المطلوب منها أن تربي أولادها غير قادرة على التربية أو غير مؤهلة لهذا العمل بسبب نقص فيها لا يعلمه إلا الرجل، وهي بذات الوقت لا تصلح للعمل خارج البيت أو أن وجودها خارج إطار البيت هو وجود مشبوه ، وداخل البيت فإنها مهما فعلت وأنجزت وأنجبت فإن (ثورها ) بالنهاية لن ( يحرث) (يعني لا برا ولا جوا زابطة معها)
من هنا نستنتج أننا بأمثالنا الشعبية وتفكيرنا وطريقة تحليلنا للأمور سبقنا ( كارل ماركس) إلى اكتشاف (الديالكتيك)، قاريء ما يضع رجل على رجل يسحب نفسا من سيجارته سيسأل "وشو يعني ديالكتيك" أجيبه " مش مهم وما تسأل مين ماركس هذا مش موضوعنا"
نعود إلى ( ثور المرة) وبعودتنا هذه نعود أيضا إلى أدبيات كثيرة تبدء منذ أسطورة الخلق الأولى وعقدة الخروج من الجنة مرورا بالتوراة وعقدة ( شمشون) معرجين على فاجعة (هاملت) بأمه وعقدة( أوديب) متصفحين كتاب ( قول ياطير) التراثي الفلسطيني، نجد أن تاريخا طويلا من التحريض حفر في الذاكرة الجماعية لدينا حول المرأة وطبيعتها وشرورها، هذا التراكم التحريضي سهل انسحاب المرأة من الحياة العامة إلى المطبخ، وفي محاولة للتعويض المعنوي اخترع البعض قصة ( بيت المرأة مملكتها) ليهيأ لنا أنها مملكة بحق وأن المرأة ملكة ولها رعية وبلاط وأنها الآمر الناهي فيها، ومثلما أغرت حواء آدم لأكل التفاحة فأخرجته من الجنة، يبدأ الرجل بإعادة تمثيل هذه القصة ولكن ليكون هو البطل هذه المرة وليس الضحية، فيبدأ الإغراء ، الخطوة الأولى تبدأ بمملكة والخطوة الثانية ملكة، بعدها الآمرة الناهية، كمان خطوة ، دور المرأة هو تربية جيل المستقبل، (ها قربنا وهاي خطوتين) الحب والحنان ودفء الأسرة،قربت عشر خطوات، حتى إذا ما دخلت مملكتها الموعودة، ، اكتشفت أنها لا تصلح لتربية ثور، وأن ( شاوروهن وخالفوهن) و( كيدهن عظيم) ( ووديناها توخذ ثار أبوها رجعتلنا حبلى) ( وناقصات عقل ودين)الخ ... الخ... الخ مع ملاحظة أن معظم هذه الممالك بالإيجار وأصحابها مهددون بالطرد منذ 15 شهرا.
باختصار تكتشف الملكة المخدوعة أن قصتها مع المملكة الموعودة كقصتنا مع أوسلو والدولة المؤقتة.
فإذا كنا ناقصات للعقل والدين فكيف يدعي النظام الإجتماعي أن التربية من واجبات التربية ومحصورة فيها فقط، وكيف يأمن الرجل على أبنائه ممن هي ناقصة للعقل والدين؟، وأي جيل ستربيه صاحبة الكيد العظيم؟ فنحن أمام تناقض في الفكر الاجتماعي والسلفي الذي يمنح المرأة سلطة التربية من جهة وينزع عنها الشرعية من جهة أخرى، أو أننا أمام حالة لا مبالاة بالجيل القادم من قبل الرجل ليتركه بين يدي (الضلع الأعوج) وهذا بالضرورة يقودنا إلى الاعتقاد أن قضية التربية هي مسألة تافهة، والا لكان تولى القضية بنفسه هو طالما انه هو الأقدر.
سأعود ألى ذلك القاريء الذي لم أجاوبه عن معنى الديالكتيك، أتريد أن أجاوبك؟؟ حسنا عدل جلستك، أشعل سيجارة أخرى، خذ نفسا عميقا
تتلخص المسألة كلها عبر مثل شعبي أيضا وهو ( مقسوم لاتوكلي وصحيح لا تقسمي وكلي تا تشبعي) هذا هو دياليكتيكنا الشعبي، مع الاعتذار لماركس



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى ...
- عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر ...
- فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
- لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن
- ميركل جاءتنا معقدة جدا جدا جدا
- السعودية نهاية المشروع التحرري
- أنا ديمقراطي إذن أنا مقهور فؤاد السنيورة نظام عربي قديم
- شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة
- فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية المخرج الفلسطيني يعقوب اس ...
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية الظل للمخرج الفلسطيني يعق ...
- لقاء مع الفنان الفلسطيني رأفت لافي
- هي محاولة
- حوار مع الروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض
- أسرار العشق
- أن تكون فلسطينيا
- ثورة الجياع أم سقوط الثورة؟!
- محمد البكري شخصية استشراقية
- حوار مع المخرج الفلسطيني يحيى بركات
- حوار مع الكاتب الفلسطيني حسن عبدالله


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق العيسى - مملكة الوهم