أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل نحن أهل فساد وإحباط واكتئاب رغما عنا؟















المزيد.....

هل نحن أهل فساد وإحباط واكتئاب رغما عنا؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


رن هاتف الجريدة وكان المتحدث الأستاذ الدويري، محامي رقية أبو علي، حيث قال:
"أتعرض الآن كدفاع لمجموعة من المضايقات من طرف النيابة العامة بصفتي أنوب في ملف رقية أبو علي وأشقائها.. لقد هددت في مصيري المهني.. قال لي أحد نواب وكيل الملك بمكناس: "هل تريد أن تلقى نفس مصير محاميي تطوان؟"، ثم أضاف: "لقد بدأوا يطبخون ملفات مهنية ضدي.. هناك شكايات فارغة صدر فيها قرار الحفظ سنة 2001، حاولوا إعادة تحريكها الآن بعد مرور ست سنوات، علما أن الفصل 65 للقانون المنظم لمهنة المحاماة يعطي أجلا لا يتعدى 15 يوما للنيابة العامة قصد الطعن..
لكن واقع الأمر أن هذه مجرد برقيات تخويف، وبداية استقصاد، ويمكن أن تتحول هذه المرامي إلى إجراءات أكثر عقابية في حقي إذا لم أتنازل عن الدفاع في هذا الملف"، وختم مكالمته قائلا: "سوف لن أتخلى عن الدفاع في هذا الملف لقد تبنيته بطريقة قانونية ولم أترك فيه أي فراغ من الناحية القانونية وأتتبعه مسطريا، لاسيما وأن النازلة تتضمن مجموعة من الخروقات، لأنني واثق بنفسي ولم يسبق لي أن احتفظت بوديعة أو زوّرت ملفا أو توسطت في نازلة رشوة أو منحتها أو كنت وسيطا مرتشيا، أو أُنِبْتُ في ملف أنتزعت فيه حقوق غصبا.. فهذه هي المشاكل المهنية الحقيقية"، لذا قلت للنائب الذي هددني، هذا المشكل لا يشغلني، لأنه مهما كان الأمر في هذا المجال سأربحكم مسطريا، لكن ما يشغلني هو "طبخ" ملفات، خصوصا وأنه بإمكان، لمن لا ضمير له وغير مسؤول وغير مخلق ويمتلك سلطة القانون أن يمسك القلم ويحضر شاهدين اثنين ويتهمني بالمس بالمقدسات ثم يقوم باعتقالي...".
فهل قضاؤنا لازال يحتضن أناسا من هذه الطينة؟ وهل هم مجرد نغمة نشاز أم جزء جوهري من السمفونية؟
الداعي لهذا التساؤل، هو أن نفس الشخص المسؤول، وهو أحد رجال القضاء، زار رقية أبو علي بالسجن وطلب منها أن تصرح باسم أحد زملائه لتوريطه في القضية لأن لديه خلاف شخصي معه رغم أنه لا علاقة له بالنازلة، وهذا ما دفع رقية أبو علي إلى التصريح في آخر جلسة مرتبطة بنازلة شقيقيها بصوت عال أمام القضاء الجالس: "لمواجهة هاذ الناس يلزمني مال قارون وصبر أيوب وقوة سيدنا نوح".
عموما، أليست هذه سلوكيات تدفع المرء للمزيد من السخط على الوضع وللمزيد من الإحباط؟
ومقابل هذا ها هي سلوكيات العديد من رجال السياسة، المعول عليهم لتفعيل التغيير، تصب هي كذلك في نفس الاتجاه، فها هي أحزاب كبيرة تبحث عن "جوكيرات" لضمان مقعد في هذه الدائرة أو تلك؟ فهل ما لديها من مناضلين ومنخرطين أوفياء للحزب استهلكوا أم "فُرِشَ" أمرهم ولم يعودوا مقبولين لدى الناخبين؟ فكيف نتصور مرشحا باسم حزب معين سيدافع عن برنامج هذا الحزب وهو لم يلتحق به إلا بمناسبة الانتخابات ودون أن يكون لهذا المرشح أي اهتمام بأفكاره وقناعاته من قبل؟ وبالتالي فلا غرابة إذا كان رد فعل الشارع والناخب المغربي هو اللامبالاة بالاستحقاقات القادمة واعتبارها مجرد لعبة لا يربح فيها إلا الانتهازيون، علما أن التاريخ أفادنا أنه لا خير يجنيه الشعب من الانتهازيين مهما كان لونهم، أحمر أو حجري أو وردي أو برتقالي أو أصفر أو....، ومهما كان تموقعهم، سواء كانوا من أصحاب الميمنة أو أصحاب الميسرة أو أصحاب منزلة ما بين المزلتين.
الأكيد، والذي لا غبار عليه، هو أن المواطن أضحى مطوقا بالمشاكل من كل جانب، ومصابا بالإحباط بفعل ما يعاينه من تردي، ويزيد الطين بلة عندما يلاحظ أنه لا يمر يوم إلا وسمع أنهم خوصصوا، أو في طور خوصصة هذه الوحدة أو تلك، هذا الفضاء أو ذاك، وها هم اليوم في أوج خوصصة الشوارع الضيقة والأزقة، بعدما خوصصوا الكبرى منها، وسيأتي يوم، لا محالة قريب، علينا الأداء فيه لولوج منازلنا لأن الطريق المؤدى إليه، طالته الخوصصة...
إن خيبة المغاربة أضحت بكل الألوان في جميع القطاعات، بفعل اليأس والإحباط، هناك 90 في المائة من حالات الاكتئاب بالمغرب سببها اقتصادي، إنه في واقع الأمر يأس اجتماعي واقتصادي. وفعلا بدأنا نلاحظ تزايد حالات الانتحار بالمغرب في فئة أقل من 45 سنة، ولاحظ المختصون أن هذا التزايد تزامن مع تقدم علمي وتكنولوجي سريع وتهميش للروحانيات والإيمان وفقدان الثقة وضعف الشعور بالكرامة.
وعلى ذكر الثقة أكد آخر تقرير عالمي بهذا الخصوص، أن نسبة الثقة بأمريكا نزلت إلى ما بين 28 و30 في المائة، وفي انجلترا نزلت من 40 إلى 31 في المائة في عهد "بلير"، وفي البلدان السكندناقية بلغت 68 في المائة، وفي إفريقيا وصلت بالكاد إلى 18 في المائة، وعندما سئل معدو التقارير عن نسبة الثقة بدول العالم العربي، كان جوابهم أنهم لم يتمكنوا من تحديد نسبة الثقة بها لأنهم لاحظوا غياب المعايير الأولى للثقة، الشيء الذي دفعهم إلى عدم الاهتمام بالأمر، لاسيما وأن ارتفاع نسبة الفساد بتلك الدول أغناهم عن البحث عن نسبة الثقة في الدول العربية، ومن ضمنها المغرب.
انعدام الثقة واستشراء الفساد، هي أكثر الأشياء المؤدية لقتل الأمل وتقوية الإحباط.
ففي فجر الاستقلال كان يقال إن الجميع سيعيش بعزة وكرامة وسيتعلم الأبناء وستتحسن الأوضاع، لكن المغاربة لم يعاينوا إلا تردي الحال من سيء إلى أسوأ، حيث عم اليأس وانتشر السخط على واقع الأوضاع واستشرى الإحباط.
وهذا الإحباط يجعل من لديهم عدوانية والحاقدين على المجتمع ينزلقون بسهولة إلى استعمال العنف، ولا تفصل بين العنف والإرهاب إلا شعرة، تكفي حصة لغسل المخ والشحن بالأفكار السوداوية، ليصبح الحاقد على المجتمع متطرفا، والتطرف قابل لكل الاحتمالات.
هناك دراسة علمية بينت أن أكثر شيء يسعد الإنسان، ليس هو المال، وإنما النسيج الاجتماعي، إذ أكدت أن منطقة المخ المسماة "فرس البحر" (المسؤولة عن الذاكرة وقدرة التكيف) تضعف وتموت خلاياها بسرعة ولا تتجدد بالقدر الكافي مع ضعف النسيج الاجتماعي للشخص، والعكس بالعكس.
واعتبارا لاستشراء البطالة وانتشار مناطق السكن غير اللائق، فكيف سيكون النسيج الاجتماعي لدى الكثيرين من المغاربة؟ وبالتالي كيف ستكون حالة منطقة "فرس البحر" في دماغهم؟
علاوة على أن أكبر الأشياء التي تساهم في تعميق السخط على الواقع القائم وتوسيع دوائر الإحباط، السلوكيات المشينة للقائمين على الأمور الذين أوصلوا البلد إلى الحالة المأساوية التي أضحت عليها الآن، فكيف نلوم اتجاهات أو تيارات سياسية بعرقلة مسيرة المغرب ولا نلوم القائمين على الأمور على ما آلت إليه البلاد؟ فهل سنظل أهل الفساد والإحباط والاكتئاب رغما عنا؟
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -طبخة- جديدة في طور الإعداد بنبركة يتقاضى أجرا من مخابرات إم ...
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة 1
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة 2
- تداعيات مشروع القانون الجديد للصحافة
- بعد أن مسكت أمريكا بملف الصحراء واشنطن بدأت تخطط لإعدام البو ...
- نتمنى أن يتعامل القضاء مع دعوتنا بشكل نزيه
- المحنة التي تمر بها أمتنا هي التي صنعت ظاهرة الظواهري وابن ل ...
- ضرورة محاكمة الجنرال حميدو العنيكري لأنه ورط الملك
- السمة المميزة للسياسة الأمنية المغربية هي الخروج عن القانون
- الإفلات من العقاب هو الذي سمح بظهور جلادين جدد
- النظام السياسي المغربي لم يغير من طبيعته الاستبدادية
- العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر
- برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إي ...
- في حصيلة الحكومة
- ترويج -إغناء الفقير دون تفقير الغني-وتكريس -إغناء الغني عبر ...
- فضائح الماجيدي حارس أموال الملك
- الماجيدي تجاوز الحدود وأساء لسمعة البلاد
- الماجيدي حلقة من حلقات نهب الملك العمومي
- ترامي الماجيدي على أملاك الشعب استمرار لسلطة -المافيا- المخز ...
- هكذا ننتج المعارضين الجذريين عندنا


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل نحن أهل فساد وإحباط واكتئاب رغما عنا؟