شكرا اسود الرافدين..شكرا عمر..شكرا كهرمانة!!!

عبد الله الاعظمي

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 08:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

رأيته بين جموع الحاضرين في ملعب بوكيت جليل في ماليزيا في مباراتنا ضد كوريا الجنوبية...كان يرتدي العلم العراقي كاملا ..اسمه عمر و هو صديقي منذ سنين قريبة...ذهب كي يكمل دراسته في ماليزيا و هربا من سطوة الميليشيات و العنف في العراق, لم يهتم عمر و رفاقه بالمطر الغزير الذي كان يهطل على الملعب ...كيف يهتم و امامه اسود الرافدين تلعب ..لا بل تقاتل تحت المطر من اجل ان يرفعوا راية العراق عاليا... و قد فعلوها و وصلوا الى النهائي...رغم الالم و العنف و القتل و رغم ما يمر به البلد لكنهم فعلوها...رأيت دمعوهم فرحين بهذا النصر ..يونس يقّبل علي رحيمة, و هوار يحمل نور صبري , و محمد كاصد يسجد شاكرا لله و هو يبكي ...جمعهم حب العراق و لم يعيروا اهتمام لقومية هوار الكردية و لا مذهب يونس السني و لا مذهب باسم الشيعي.جمعهم حب العراق فقط...لا بل جمعوا العراق .
هل رأيتم دموع المدرب البرازيلي فييرا؟؟كان يبكي و يبتعد عن الكاميرا مداريا دموعه....لماذا؟ لا ادري..فهذه سابقة في تاريخ المدربين الاجانب , كيف لمدرب اجنبي يبكي من اجل منتخب البلاد الذي يدربه..نحن نعرف ان البكاء في مثل هذه المواقف لا يتم الا بدافع وطني و لكن فييرا غيّر القاعدة....ربما لقربه من اللاعبين و معرفته بظروف العراق ...شكرا لك يا فييرا.....هل تعلمون ان عقد هذا المدرب هو 30 الف دولار و فعل ما لم يفعله مدرب اخر استلم الملايين....لكن الغيرة العراقية كانت حاضرة و قالت كلمتها.
رغم بعدي عن الوطن و لكنني احتفلت, خرجت الى شرفة الشقة اصرخ كالمجنون و رأيت العراقيين و هم يرقصون و يحملون العلم العراقي في الشوارع...لم يبالوا لقوميتهم او دينهم او مذهبهم و لكن جمعهم حب العراق..هل رأيتم الجماهير العراقية من على شاشة التلفزيون ..خرجوا يتحدون التفجيرات و القتل ..كم تمنيت ان اكون معهم.....هل رأيتم ذلك العامل في مطعم شعبي و قد لف العلم العراقي حول رقبته و كان يبكي و يصرخ الله اكبر و النصر للعراق , الله اكبر و مبروك للعراق...هل رأيتم هؤلاء الفتية الذين عندما اتت الكاميرة اليهم و خاطبهم المذيع لم يستطع احد منهم ان يتكلم ..كانوا يبكون ..لم افهم منهم سوى جملة واحدة كانت: لا سنة و لا شيعة ..احنا عراق واحد.......نحمد الله ان هذا النفس ما زال موجودا و هؤلاء الابطال ما زالوا موجودين.
شكرا لهذا الشعب الذي يبحث عن الفرحة كالذي يبحث عن ابرة في بحر
شكرا لهذا المنتخب البطل الذي ضرب مثلا في قهر المستحيل
شكرا لهذا المنتخب الذي انتظر الفرحة كأنتظار يعقوب لابنه يوسف
شكرا لكم لانكم وعدتم و وفيتم
شكرا لكم من الجبل و الوادي ...شكرا لكم من الهور و الفالة...شكرا لكم من النخل و البرتقال.
لا نريد الكأس ...فما حققتموه يكفي فالكأس كان في حب الوطن و التجمع تحت رايته.
شكرا لك يا صديقي عمر و من كان معك في الملعب...لم تمنعكم الغربة و المطر و طول الطريق...وقفتم بلا كلل او ملل تحملون علم العراق و تشجعون...فالعراق لا يحتاج الى ان يؤجر عشرات الاشخاص الماليزيين او الفيتناميين لكي يرتدوا قميص المنتخب و يحملوا علم العراق كما فعل البعض ...علمنا و قميصنا لا يرتديه الا ولد الملحة....شكرا لك يا عمر و من كان معك.....سيظن البعض انني اشكر عمر لأن اسمه عمر!!و اقول لهؤلاء البعض بأن لا تصطادوا في الماء العكر و لا تربطوا بين اسمي (الاعظمي) و بين اسم (عمر) ...فعمر صديقي و لكنه شيعي...اقسم لكم بذلك...فهذا هو السهل الممتنع في عراقنا... عمر شيعي ...حسين سني و تجمعنا راية واحدة هي العلم العراقي.
لم يفد اجتماع رؤساء الكتل النيابية و لم ينفع مؤتمر التقريب بين المذاهب..كيف تقربون بين المذاهب و هي اصلا مصهورة فيما بينها؟؟ما يفيد العراق الآن هو منتخب كأسود الرافدين يلعبون و يفوزون و سترون كيف يعود العراق موحدا كما كان....اجعلوا هوار رئيسا للعراق.. و نور صبري رئيسا للوزراء و يونس محمود رئيسا لمجلس النواب ووزعوا باقي اللاعبين كوزراء و مدراء و رؤساء كتل و سترون كيف يدافع نور عن العراق كما يدافع عن مرماه و ترون كيف يمرر يونس القوانين التي تفرح العراقيين , كما يمرر الكرة الى رفاقه, و يكون النصاب كاملا في مجلس النواب لأول مرة... و سترون كيف ان هوار لن يصادق الا على القرارات التي تنفع العراق ...جربوا هذه الخلطة و لن تندموا.
نسيت ان اقول لكم انني رأيت كهرمانة ترقص مع الجموع العراقية التي خرجت احتفالا بالفوز...صدقوني لقد رأيتها ترقص .اما اللصوص فلقد بقوا داخل الجرار و لم يخرج احدا منهم راسه بأنتظار ان تسكب كهرمانة الزيت المغلي عليهم...هل عرفتم من اقصد باللصوص؟؟؟اكيد عرفتم.
شكرا كهرمانة.
عبد الله الاعظمي

#عبد_الله_الاعظمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات