أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - العراق : يا حريمة ويا حسافة














المزيد.....

العراق : يا حريمة ويا حسافة


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهر عزيز الحاج في عام 69 من القرن الماضي على الناس في التفزيون العراقي ليعلن وبدون كبرياء ولا خجل تخليه عن "فكرة" القيادة المركزية التي يقود شبابها حربا ً في أهوار العراق ضد ما أسموه الدكتاتورية القومية التي حكمت حتى الأن ،ثم بعد حين تخلى عن أرنستو تشي جيفارا وأفكاره الناصعة شباب المركزية الثورية رويدا ً رويدا ً حتى الأحرار منهم الذين ماتوا أو هم أحياء أو الذين قتلهم الأسرائيليون أو الفلسطينيون أو اللبنانيون أو السوريون أو العراقيون ، فالعراقي شهيد أينما يموت ويحيا ،والشيوعية العراقية بكل مواصفاتها لاتفي بالغرض المطلوب ، فالعراقي الرافض كان شيوعيا ً وإن لم يكن ،والعراقي المعارض كان مشبوها ً حسب الجيران ،والعراقي الصامت تدور حوله الشبهات ،أما العراقي المثقف العاري المنتزع فهو بين خيار الأمّة أو خونتها ،وجرى ماجرى ،ولعله يجري الأن !!.

*****

كبرت ُ في بيت يهوى الأدب والثقافة ويخاف من السياسة خوفا ً عظيما ً ، ومع ذلك أصبحت وبالرغم من نصائح أبي (الحكيمة ) ثم قطيعته الكبيرة ،شيوعيا ً ،كنت صغير السن مندفعا ً ،لكني قرأت كولن ولسن وسارتر وماركوزة وغارودي والبير كامي والبرتو مورافيا في مكتبة سوق الشيوخ العامة العامرة أنذاك ،وحين أصبحت جبهة البعث مع الشيوعيين كنت رافضا ً لها ،وكنت أحضر الإجتماعات الحزبية على كراهية أتذوق طعمها حتى الأن مع المرحوم كريم خلف ،وحين تم سجني أيام الجبهة الوطنية ،قالت لي الأم العظيمة (أم حسين ) في السجن ،أنت تتبع أخوالك في المحن والسلوك وأعمامك في الغباء والشقاوة .

*****

حين هب ّ صدام كنائب ، قرر أن يزور الجنوب العراقي وهو يرتدي كوفية الجنوبي (وحسب مايقال إن حسن العلوي كان وراء تلك الزيارات ) ،وبدافع من الشيوعيين أنذاك تم الترحيب به أينما حل ،فهو الوصفة الأمثل للحاكم الشعبي بعد عبد الكريم قاسم ،وإشتعل التلفزيون بزيارات النائب اليساري ،وإنطفأ التلفزيون بمقابلات الرئيس البكر اليميني ،كان محمد جواد السهر قتيل إنتفاضة أذار يملك أنذاك مقهى تقع على الفرات ،يصرخ في الناس ، لاتصدقوهم فهم جميعا ً خونة العراق ،وهم جميعا ً وحقا ً خونة العراق حتى الأن وإلى الأبد .

*****

من يعرف من العراقيين شاعرا ً عراقيا ً أسمه (جبار الغزي ) ،قليلون جدا ،فجبار عاش ومات مهملاً كـ(قمامة ) ،لكنه كتب أغنية (يا حريمة ) التي ظهرت بصوت حسين نعمة وبألحان محمد جواد أموري في سبعينيات القرن الماضي ،فهو يقول بالعربي المترجم عن العراقي ( لماذا جعلت مني .. قصة تتناقش فيها الطوائف ...،وأنا من يهواك ..ياحرام ..ياحرام ) ويسترسل الغزي بغزله المجنون ليصف العراق ( أنت طريق غامض ..أنت دروب مسكونة بألامي ) ...،ومن يعرف كيف مات جبار الغزي فله ومن بقايا العراق السلام ،والغريب إن مغنيا ً عراقيا ً اخر نافس حسين نعمة فغنى أغنية عنوانها (ياحسافة ) ،والمعنى بالعربي (أي أسف ) ..!!،فتصوروا كيف يتنافس العراقيون على الألم ؟

*****

يقول صديق إن رجل الدين الشيعي في جنوب العراق خاصة حين يصعد على المنبر بوده أن يبقى فوق (المنبر ) إلى أبد الأبدين ،فكيف وإذا به يحكم في حكم الخالق والمخلوق ،وكيف به إذا تنفذ ،وأصبح أمره مطاع وقد كان في السابق نكرة تفر منه القطط ،هذا هو شأن العراق ،شأن جنوب العراق الأن ،فأمّية الناس هي الأقوى في حكم الناس، وبكائيات الناس هي بكائيات رجال الدين ،وليس رجال العراق ، فيا حريمة وياحسافة هي بكائيات علمانية،ولاوجود لبكاء عليها .

فيا حريمة وياحسافة ياعراق ............



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمّنا الأرض مريضة ..
- المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضر ...
- لماذا دائما ً فلسطين ولبنان والعراق ؟
- مابين فوزي كريم وسعدي يوسف
- زمان حزب الدعوة العميل !!
- هجرة الرسول وهجرة العراق
- هوشيار زيباري في أستراليا
- المهدّيون في الجنوب
- كربلائيات غير- لطمية-... حول الأنفال
- أم صباح المندائية وأم حسين العلوية
- يمه كرصتني العكربة : للعوائل فقط
- في كمال سبتي عطلت ُ عن الرغبة
- ولماذا لايقيم الأكراد دولتهم !!؟
- حديث
- صور عن الرجل المستور والمرأة العارية
- عراقيو الحال وعراقيو الخيال
- عراقويون بلا عراق
- ثقافة بلا ورد
- عراق بلا ذكور
- تحية إلى العراق


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - العراق : يا حريمة ويا حسافة