أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد هجرس - عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-














المزيد.....

عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:08
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الخبر خطير جداً، ومع ذلك مرت عليه معظم الصحف مرور الكرام، والصحف التى التفتت إليه اعتبرته مجرد مادة صالحة لصفحة الحوادث وليس أكثر!
الخبر الذى نقصده هو الذى ظهر على استحياء فى صحف يوم الأثنين الماضى، ويقول أن سيدة سودانية لقيت حتفها وجرح أربعة آخرون برصاص الشرطة المصرية، أثناء محاولة تسلل 27 من السودانيين والأفارقة إلى إسرائيل عبر إحدى النقاط الحدودية جنوبى معبر رفح.
هذا الخبر، الذى يبدو "عادياً"، ينطوى على أبعاد بالغة الخطورة.
فها نحن إزاء مواطنين سودانيين، ورعايا دول أفريقية أخرى، يتركون ديارهم وأهلهم ومسقط رأسهم ومحل ذكريات العمر، ويفرون من وطنهم بعد أن أصابهم اليأس من إمكانية الإستمرار على قيد الحياة أو الحصول على لقمة العيش أو بناء مستقبل لهم ولأسرهم، فخرجوا فرادى وجماعات، فى مغامرة غير محسوبة وغير مضمونة العواقب تعلقاً ببصيص أمل، وسعياً وراء نقطة ضوء فى نهاية نفق مظلم طويل لا أول له ولا آخر.
باختصار .. تحول الوطن من حضن كبير يلوذ به أبناءه إلى مكان موحش ومتوحش وبيئة طاردة.
لكن الأخطر من مأساة تحول "الوطن" إلى "كفن"، هو أن هؤلاء الناس الذين ضاقت بهم أوطانهم وعجزت عن تلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية وفشلت حتى فى تأمين بقائهم على قيد الحياة..
الأخطر من هذه الكارثة هو أن هؤلاء الناس المحبطين اليائسين المحتاجين للعون والمساعدة والهائمين على وجوههم لم يعودوا يبحثون عن ملاذ آمن فى بلاد العرب من الخليج إلى المحيط.
فهم لم يكفروا بوطنهم فقط، بل كفروا بالعروبة والعرب أيضاً.
والأسوأ من ذلك كله أنهم أصبحوا يعتقدون أن إسرائيل هى طوق النجاة.
تصوروا عمق المأساة !!
إسرائيل .. العدو الذى احتل الأرض وأباد من أباد وشرد من شرد بالملايين من الفلسطينيين وغيرهم من العرب، والذى ارتكب مالا يحصى ولا يعد من المذابح ضد العرب، والذى قتل الأسرى المصريين وغير المصريين، والذى ما يزال يحتل فلسطين والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، والذى يضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية وكل التماسات "السلام" العربية..
هذا العدو القبيح .. أصبح هو بالذات أمل هؤلاء التعساء السودانيين وغيرهم من البؤساء الأفارقة!
يا إلهى .. ماذا حدث حتى نرى هذا اللامعقول حقيقة وليس خيالاً؟!
ماذا حدث حتى يفكر عدد يزيد أو يقل من الغلابة السودانيين فى الفرار من وطنهم، ولا يروا بديلاً له سوى إسرائيل بالذات؟!
ماذا حدث حتى يخاطر هؤلاء السودانيين التعساء البؤساء بحياتهم من أجل التسلل إلى إسرائيل والارتماء فى حضن العدو؟!
لا أدين هؤلاء الغلابة الذين قاموا بهذه المغامرة المجنونة جرياً وراء سراب أن تكون إسرائيل هى الإنقاذ، بعد أن تأكد لهم أن "الإنقاذ" السودانى أكذوبة!
هم – فى التحليل النهائى – ضحايا، وبالتأكيد فإن ما دفعهم إلى "المر" ما هو أكثر مرارة منه.
وهذا الذى هو اكثر مرارة يعيدنا إلى الجناة الحقيقيين.
أنهم أولئك الحكام الذين وصلوا إلى السلطة على ظهور الدبابات، وانتزعوا الحكم بالانقلاب العسكرى، وانقضوا على التجربة الديموقراطية الهشة، وظلوا ملتصقين بكراسى الحكم سنوات طويلة رغم أن كل سنة مقترنة بمصيبة. وها هى النتيجة:
بلد ممزق على امتداد الاتجاهات الأصلية الأربعة، شمال وجنوب وشرق وغرب، وسيادة منتهكة بقوات أجنبية تصول وتجول فى جزء كبير من أرض الوطن دون ممانعة من الحكام الذين أقسموا بالطلاق من قبل أنهم لن يسمحوا بدخول جندى أجنبى واحد إلى البلاد ، وتدهور شامل فى مجمل الأوضاع بحيث أصبحت هناك قطاعات من الشعب عاجزة عن العيش فى ديارها، خاصة وأن البديل المنظور لهذا الحكم الردئ معارضة دينية ليست أقل سوءا بيمان المعارضة العلمانية خارج معادلات التأثير على الأقل فى المستقبل القريب.
وهذا يعنى أن النفق المظلم مسدودة كل مخارجه بالضبة والمفتاح .. ولم يعد أمام هؤلاء المحبطين المهددين بالفناء سوى الفرار.
لكن لماذا لا يكون الفرار إلى هذا البلد العربى أو ذاك؟!
الواضح أن "اللاجئين الاقتصاديين" السودانيين أدركوا بالتجربة والخبرة أن "أحمد" مثل "الحاج أحمد"، وأن بلاد العرب من الخليج إلى المحيط بيئة غير صديقة، وغير حاضنة لهم ولأمثالهم حتى لو كانوا من الناطقين بالضاد.
وبما أن "البحر السودانى " خلفهم و"العدو العربى" أمامهم .. فإنه لم يتبق لهم سوى هذا الخيار الانتحارى .. إلا وهو الارتماء فى حضن "الصديق اللدود" الإسرائيلى!
هو خيار أحمق .. نعم
خيار أعمى .. نعم
خيار جاهل .. نعم
خيار غير وطنى .. نعم
لكنه يعبر عن حالة الإحباط واليأس والتشوش التى أصابت بعض العرب حتى تصوروا أن إسرائيل هى الحل.
وياله من مصير.. وياله من عار!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل طب المنصورة فوق القانون؟!
- أوصياء وكهنة... يبحثون عن وظيفة
- بشهادة محمد حسنين هيكل: ثورة .. إلا خمسة!
- أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس ...
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 1
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 2
- هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!
- أوراق شاب عاش من ألف عام
- بروتوكول تعاون -دولى- بين -زفتى- و-ميت غمر-!
- »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام
- كامل زهيرى نقيب النقباء
- الخرز الملون الحديث: جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين
- مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة
- فتوى البورصة
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد هجرس - عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-