أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبحي حديدي - السير رشدي والمستر لوكاريه














المزيد.....

السير رشدي والمستر لوكاريه


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


«أنت جاهل أمّي، وحمار مغرور، وحليف لأعداء الحرية»، كتب الأوّل.
« عار عليك! أنت ممجّد لذاتك، ومتغطرس، واستعماري»، كتب الثاني يردّ.
الأوّل هو الروائي الشهير سلمان رشدي دون سواه، صاحب «العار» و«أطفال منتصف الليل» و«آخر حسرات المغربي»؛ والثاني هو الروائي الشهير جون لوكاريه دون سواه أيضاً، صاحب عشرات روايات التجسس ذائعة الصيت، ومخترع شخصية الجاسوس الغربي الظريف جورج سمايلي، المنخرط أبداً في معركة حامية الوطيس ضد كارلا، الشخصية النقيضة والضابط في الـ KGB . الأوّل هندي، سليل الشرق الآسيوي، وأحد القلائل الذين أبدعوا في التخييل الروائي الملحمي حول معضلات المواجهة بين الشرق والغرب، والثاني بريطاني سليل الغرب الأوروبي وأحد كبار الأساتذة في التخييل الروائي البوليسي حول المواجهة ذاتها.
وفي مناسبة منح رشدي مرتبة الفارس (ولا أجادل هنا في جدارته باللقب، بصرف النظر عن الدوافع الرسمية الحقيقية، الحميدة او الخبيثة، التي كانت وراء اتخاذ القرار)، أستعيد هذا السجال لسبب محدّد: أنّ المواطن المستر لوكاريه، على نقيض الفارس السير رشدي، كان قد رفض اللقب ذاته واقتدى في هذا بأمثال الشعراء و. ب. ييتس، روبرت غريفز، روديارد كبلنغ؛ والروائيين توماس هاردي، جوزيف كونراد، غراهام غرين، ألدوس هكسلي، دوريس لسنغ؛ والكاتب وضابط الاستخبارات الشهير ت. إ. لورانس (العرب)، والمسرحي هارولد بنتر، والسينمائي كين لوش، والممثّل كنيث برانا، والإذاعي جون سنو ...
السجال قد اندلع قبل سنوات على صفحة الرسائل في صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، ثم اشتعل أواره أكثر فأكثر، فاتخذ التحرير القرار الصائب الذكيّ بنقله من الصفحات الداخلية إلى الصفحة الأولى. ولقد أفرد لكلّ من «الأمّي الحمار» و«المتغطرس الإستعماري» صورة ملوّنة (على غير عادة الصحيفة، تلك الأيام)، مع مانشيت خبيث يقول: «المراسلات الشيطانية»، نسبة إلى "الآيات الشيطانية"، رواية رشدي الأشهر والأضعف في آن. القرّاء ذُهلوا أوّلاً، ثمّ ضحكوا، ثمّ استمتعوا، ثمّ... امتعضوا وضربوا كفاً بكفّ حين بلغ السجال أوجه. وكانوا ـ قبل ابتداء الفصول المقذعة، على الأقل ـ يظنون أنّ المعركة الشهيرة بين الروائيين الأمريكيين غور فيدال ونورمان مايلر (1971) هي حاملة الرقم القياسي في عدد ونوعية ومستوى الشتائم المستخدمة، حتى باغتهما رشدي ولوكاريه بما هو أدهى وأشنع وأقذع!
فصول الحكاية هي التالية، باختصار:
ـ تنشر الـ«غارديان» عرضاً لحوار بين لوكاريه والمؤسسة الأنغلو ـ إسرائيلية، يدافع فيه عن روايته «خيّاط بناما»، وينفي عنها تهمة العداء للسامية، ويندد برافعي الفزاعات الفكرية في وجه المخيّلة، ممّن يحيلون الكاتب إلى ساحر يتوجب اصطياده.
ـ يتبرّع رشدي يتبرّع بالردّ على لوكاريه، فيكتب أنه كان سيتعاطف مع شكوى الأخير لولا أنه شارك في حملة التضليل ضدّ رشدي خلال الأوقات العصيبة التي أعقبت صدور فتوى الإمام الخميني عام 1989.
ـ لوكارية يردّ مستهجناً: «لم ألتحق بصفوف الذين هاجموا رشدي، ولكني لم أطرق الدرب السهل فأعلن مثل سواي أن رشدي هو البريء الطاهر. كان موقفي أنه ما من قانون في الحياة أو الطبيعة يقول إنّ إهانة الأديان الكبرى يمكن أن تمرّ دون عقاب».
ـ رشدي يردّ بأن حرّية التعبير ليست مطلقة اليوم لأنّ الكاتب لا يمتلك إلا الحريات التي يقاتل من أجلها، ولا يخسر إلا تلك التي لا يقاتل في سبيل نيلها، ثمّ يكتب متهكماً: «كنت على الدوام أظن أن جورج سمايلي أدرك هذه الحقيقة، التي يبدو أن خالقه [أي لوكاريه] قد نسيها تماماً».
ـ لوكاريه يعيب على رشدي «هذا اللاتسامح الثقافي الذي يهين عقائد الآخرين متستّراً بقناع حرّية التعبير». رشدي يردّ: «إنني ببساطة لا أعتقد أن القسس والملالي، دع جانباً مفجّري العبوات الناسفة والقتلة، هم الذين يرسمون حدود المسموح بالتفكير فيه». على منوال كهذا تواصل السجال، فتضمّن عشرات المفردات المقذعة من نوع «حمار» و«أمّي» و«قليل أدب» و«شهيد كاذب»، بل وذهب رشدي بعيداً حين استخدم المفردة الإنكليزية Ass وهو يناور على معنييها الأشهرين: حمار ومؤخرة!
المحتوى المعلن لذلك السجال انطلق من مبدأ مشترك هو الدفاع عن حرّية الكاتب وحرّية التعبير ضدّ منتهكي هاتين الحريتين، سواء أكانوا من آيات الله والملالي في حالة سلمان رشدي، أو كانوا من ناصبي الفزّاعات الفكرية وصائدي السَحَرة في حالة لوكاريه. أمّا المحتوى الخفيّ للسجال فقد كشف عنه النقاب محرّرو الـ«غارديان» أنفسهم، حين أعلنوا أنّ حكاية الحرّية تلك ليست سوى الستار، وأنّ بواعث الغيرة والحسد والثأر الشخصي بين لوكاريه ورشدي هي التي حكمت «اللعبة» منذ البداية: عام 1989 حين أبى الأوّل المصادقة على «البراءة الناصعة» للثاني، فثأر رشدي وكتب مراجعة شديدة القسوة لرواية لوكاريه «البيت الروسي».
كان هذا السجال صفحة جديدة في «تراث عريق من الرسائل الأدبية التي تقطر سمّاً»، كتب مارك لوسون المحرر في الـ«غارديان»، موضحاً أنّ «الثأر الشخصي الدنيء» كان الشرارة التي منها اندلع اللهيب، واللهيب المضاد. وإذا كانت تلك سويّة الفرسان، حامل الرتبة مثل رافضها، فعلام الضجّة حول شرف اللقب ذاته؟



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باكستان العسكر: هل ينقلب الفقه الأصولي إلى حاضنة اجتماعية؟
- على أهدابه عشب الجليل...
- ولاية الأسد الثانية: السنة ال 37 في عمر -الحركة التصحيحية-
- كعكة كافكا
- ولادات الأمّة الأمريكية: ليس رحم التاريخ، بل برميل النفط الع ...
- القوقعة والذاكرة
- كسر الجليد السوري الإسرائيلي: ما يطرأ سريعاً يتطاير أسرع
- أدونيس والوهابية: عود على بدء
- -حماس- وعبّاس: ديمقراطية رجيمة أسقطت ورقة التوت
- درز خازندار الرهيف
- إسرائيل في ذكرى 5 حزيران: حصّة الكابوس، بين رقصة حرب وأخرى
- مأزق تركيا المعاصرة: حجاب السيدة أردوغان، أم العسكرتاريا؟
- جدل الشاعر الكبير
- الأسد في الولاية الثانية: ثابت الاستبداد ومتحوّل ال 99%
- أرباب التأويل
- -زيزو- ضدّ ساركو-
- الحاضر الفرنسي عشية الانتخابات: زمن ماضٍ ناقص
- تمويه المعنى
- روسيا يلتسين: جدل المخاضات العسيرة والولادات الزائفة
- حكاية فرنسية


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبحي حديدي - السير رشدي والمستر لوكاريه