أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي لهروشي - قصة الوجه الثاني لمحمد















المزيد.....



قصة الوجه الثاني لمحمد


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 09:10
المحور: الادب والفن
    



سحب الليل أجنحته التي تغطي البنايات المتشابهة الألوان ، و التصماميم ، فتسرب الضوء بهدوء من النافذة ، ليكسو أرجاء الغرفة القذرة ، من جراء رائحة الإختناق باستنشاق ما تبقى من كمية الأوكسجين ، وقد حلت محله مادة أخرى نتنة ، تفوح من صدور و أفواه الأجساد الملقاة على الأسرة كالمرضى ، بهذه الشقة – الأمستردامية – المتكونة من غرفة واحدة ومطبخ ، وبهو للجلوس ، وحمام يحتوي على مرحاض .. كانت أجساد كل من – محمد – المصري المعروف ببطء حركته من جراء جسده الضخم ، و الابتسامة لا تفارق وجهه ، رغم ما يخفيه من حقد ، و كراهية للأخرين ، بينما – أحمد – الذي لا تعرف جفونه النوم ، قد وجد في شرب الجعة طيلة الليل لذته ، منفردا في خلوته ، لا يفرق بين الحلال و الحرام ، عندما يسكر حتى الثمالة كل ليلة ، لا يعرف التوقف عن معانقة القنينة حتى في شهر الصيام ، مع أنه الغيور و المدافع ، بعاطفة جياشة عن الإسلام ، وهو يجهل تلك العقيدة المعقدة ، فلا يخشى الرب معتبرا إياه غفورا رحيما ، أكثر مما يخشى الإنسان غير المتسامح ، القائم مقام الإله في تنفيذ الأحكام الجائرة الظالمة ، لا يشغل باله سوى نسيان غربته التي أبعدته عن زوجته و أبنائه الخمسة المتواجدين بوطنه الأصلي المغرب ، لم يراهم لأكثر من عقد من الزمن، لسوء حظه بهولندا التي يحبها أكثر مما يحب الجنة... بينما – زايد- لا يبوح بشيء كمن يخفي جروحه عن الأخرين ، كانت ثقافتهم متفاوتة ، وطموحاتهم متناقضة ، وتربيتهم مختلفة ، وقناعاتهم متباعدة ، فيما أن حلمهم هو الحصول على أوراق الإقامة ، و الاستقرار بموطن الهجرة ، تحت سقف شقة مكترية ، تطل نوافذها الأمامية على زقاق – بورخرسترات- التي جمعتهم كالسجن ، كما تطل نوافذها الخلفية على شبه حديقة مختلفة الأشجار ، و النباتات ، و الورود ، و الأشواك.. كثر الشخير وتعددت الأصوات ، منهم من يلوك أسنانه ، وهو لا يمضغ إلا الفراغ ، و الهواء ، ومنهم من يسعل بسبب جرح في صدره ، بعدما أغلقت وحوصرت حنجرته بالزكام ، كمن يحاول أن يتنفس بالقوة كغارق لا يتقن السباحة.
فجأة استيقظ – محمد- على رنين المنبه الذي أزعجت دقاته النائمين ، الغارقين في الأحلام ، فأسرع إلى إيقاف الرنين تجنبا للشجار ، و الإنفعال ، و الصراخ ، مما يغضب الجيران ، وقد يخبرهؤلاء الشرطة التي لن ترحم أحدا ، وقف باكرا أمام المرأة المعلقة على جدار الحمام ، وهو يتمعن في لحيته التي نمت وكبرت بسرعة مرعبة ، متأملا في ماضيه ، وحاضره ، ومستقبله ، فأطلت عليه بداية عقد من الزمن ، تذكر اللحظة التي ُسلم فيها من قبل أهله للسمسار كبضاعة معروضة للبيع ، ثم لفرقة مصرية متخصصة بتهجير الراغبين في الهجرة نحو بلدان أوروبا الشرقية ، على حدود ألمانيا ، ومنها لوسط أوروبا ، وهو الأن يقطن بين المغاربة الذين لم يكن يعرف عنهم سوى الإسم ، ضحك حين كان يقف خمس مرات في اليوم خلف الإمام بلا وضوء ، ولا طهارة بمختلف مساجد هولندا ، مرددا ما سمعه منذ طفولته كالببغاء ، خوفا من المجهول ، فكان هدفه كسب ثقة أحد المصليين بجانبه ، عسى أن يزوجه بنته ، فينجز أوراق إقامته ، لكن فشله في تحقيق ذلك الحلم ، وضغط الأزمة المالية ، وما تفرضه من ضائقة على العاطلين عن العمل ، جعلته يلجأ إلى الحدائق ليلا بعدما يفر من أنظار ، وعيون معارفه ، لعرض ذكره لمداعبته ، وملاعبته من قبل الشواذ ، مقابل مبلغ مالي يمكنه من قضاء لوازمه ، حدق في وجهه الملطخ بلحية سوداء تظهره كالليل ، فشكر أحد معارفه ممن ساعده للتعرف بعد سنوات طوال ، على أم لطفلتين في الثلاثين من عمرها ، قصيرة القامة ، سوداء البشرة ، وقد أقنعها الكثيرون بكون – محمد- المصري ليس كما يحكى عن المغاربة من خداع ، و خيانة ، وكأنه انتزع من الشيطان كل خصاله الحميدة ، وصار بذلك من سلالة الملائكة ، وهو يكاد يكون معصوما من الخطأ ، نفعته حيلته في اصطياده وقبوله كل مطالب تلك المرأة ، انتظارا للحصول على إقامته الشرعية ، ثم تطليقها فورا لأن العرب البيض لا يرضون أمام أهلهم ، وذويهم أن يتزوجوا بالجنس الأسود ، وتلك حقيقة لا يعرفها الجميع ، ظن أنه الذكي الوحيد المستغل للفرص المتاحة ، ولمس لحيته للتأكد من رجولته ، وهو يحدق بعينيه الواسعتين بالمرآة المعلقة بجدار الحمام متجاهلا أن نقصان عقل المرء يقاس بمقدار ما طال من لحيته. كان الجو ممطرا، والسماء ملبدة بالغيوم السوداء ، و البرق يضيء الشوارع ، و الأزقة ، يعبر النوافذ مخترقا الزجاج و الأبواب ، ليصل إلى عمق الشقق الضيقة ، المبنية على الأراضي المنخفضة عن علو البحر ، بينما الناس منزعجين أشد الإنزعاج بقوة رعد لا يتوقف غضبه ، الموالي لتماس البرق كالكهرباء ، و الجميع يتسائل عما تخفيه الطبيعة القاسية ومناخها المتقلب من مفاجآت .. كانت البلاد مبنية فوق الماء ، وفرضت الهندسة ألا تكون المباني عالية شاهقة فيدفع بها الثقل إلى الغرق و الإنهيار ، كما سيحدث لا محالة لكل حكام العرب ، وتسببت وحدانية هذا الشعب ذو العيون الزرقاء الصافية ، والشعر الأصفر إصفرار رمال الصحاري المهجورة من قبل الجياع ، إلى تخصيص الشقق السكانية ليحتمي فرد أو فردين داخل أسوارها الضيقة ، وهو لا يفكر ، ولا يهتم بإنجاب الأطفال بأعداد غفيرة ، كالذين يؤمنون بمقولة " وما من ذابة إلا ورزقها عند الله " وهم لا يعلمون شيئا عن ضغوط متطلبات العيش ، كما يعلم الهولندي المعتمد في حياته على الشغل و التمتع ، و السفر لزيارة ما يمكن زيارته من أرجاء الكون ، ليس كالمتكئين على وسادات من الأحلام المليئة بالتمني و الرجاء ، و الإنتظار ، ممن لا يريح عقولهم ونفوسهم سوى النوم ، و الوضوء ، و النكاح و ممارسة الجنس ليلا و نهارا ، و اعتبار الإناث منهم مجرد أقنان ، وملذات غرامية ، وألات لإنجاب نفوس بلا أمن و لا أمان ، ولا مستقبل محسوب الخطى ، ولا مصير مضمون النتائج كما أنجب – محمد- ورفاقه في واحة مصرية منسية ، فيما الذكر و الأنثى الهولنديين يتسابقان معا نحو العمل ، و الإجتهاد لاكتساب مزيد من فرص التمتع بالحياة الدنيا ، التي لا حياة بعدها إلا في أذهان الجهلاء ... كانت هولندا وطنا حقيقيا محكوما من قبل ملكة متواضعة ، لا شأن لها إلا بما يبتغيه الإنسان الحاصل على المتطلبات الأساسية للعيش الكريم ، إنسان يتأقلم مع سوء أحوال الطقس ، حيث غياب مواصفات فصول السنة الأربعة ، فيما الوطن مهدد في أي وقت بالمحو ، كلما قررت أمواج البحر ذلك ، وكشرت عن أنيابها الغاضبة ، ومع ذلك تزداد إليه الهجرة القادمة من مختلف أرجاء الكون ، المتضررة بسبب استبداد حكامها ، أو من قبل الفقر ، فظلت المملكة صامدة لا تخطط سوى لضمان حياة مواطنيها من مختلف الأجناس ، و الألوان ، و الاختيارات ، و الأفكار ، و الأراء المتجانسة المتعايشة ، تحت رحمة الحرية ، و العدل ، و الناموس ، متواصلة بكل اللغات ، و اللهجات ، و العادات ، و التقاليد ، وقد لا يهتم الجميع بتركيبة هذا الوطن المماثل لعالم مصغر ، أكثر مما يهتمون بقراءة الأعداد الهائلة من الرسائل التي تصلهم كل يوم من مختلف مؤسسات مملكتهم لاشراكهم في حياتها التنموية ، ثم بالجرائد التي توزع على مساكنهم بالمجان ، وتلك هي الحياة الكريمة التي حرم منها كل من يهجر وطنه الأصلي وسلطته الملعونة.. .
شكل المطر خيوطه الممتدة ما بين الأرض و السماء ، كأنها حرب معلنة مع الطبيعة ، مما أفرغ الشوارع ، و الأزقة من الناس ، باستثناء بعض البائسين من المهاجرين غير الشرعيين ، المحرومين من الحقوق ، و الواجبات ، وهم لا يملكون مآوى لإنقاذ أجسادهم من صفعات البرد ، وهم يضحكون ، او يبتسمون لرد التحية كلما حياهم أحد من المارة ، وهو لا يعلم شيئا عن وضعية هؤلاء الواقفين تحت الشرفات و أبواب العمارات ، أو تحت القناطر ، فمشكلاتهم لا تزال بعيدة عن عقل ووعي المواطن الهولندي ، الذي لم يستوعب خطورتها بعد ، وكم تجول- محمد – بطلاقة وبحرية ليلا ونهارا ، دون أن تطاله أيادي رجال الأمن ، إلا في حالة ارتكابه مخالفة ما .. يغرق المهاجر في أحلام نومه ويقظته ، بموطن الهجرة ، باحثا بشتى السبل على من ينقذه قبل أن يعود فاشلا ، خائبا إلى جحيم وطنه الأصلي ، فينظر إليه أهله ، ومعارفه كالفتاة التي فقدت غشاء بكارتها قبل زواجها ، المطرودة في نفس ليلة عرسها ، فكم من روح مهاجرة بلعها البحر في الليل ، كما في واضحة النهار ، بعدما ألقي بها من قبل المهربين ، و المتورطين مع السلطات الإستبدادية المرتشية ، أرواح تحاول التسلل إلى دول الخضرة ، وكم غضب – محمد – من غض طرف البشرية عن مأساة أمثاله بفعل مساندة حكام دول الرخاء ، للحكام المستبدين بدول اليبوسة ، والقحط و الإختلاس ، لكنه سرعان ما ينقسم وجهه إلى ضفتين من جراء الإبتسامة ، فرحا مسرورا ، كلما تمعن بنظر عينيه الواسعتين في جواز سفره الهولندي ، كأنه اجتاز يوم الحساب و الصراط المستقيم بميزة حسنة .. كانت الساعة مسائية ، حين خرج – زايد – وهو يظهر من خلال ملامح وجهه العابس ، وتجاعيد جبينه التي توحي للتعب و الشقاء ، وسواد شعره المقصوص حسب رغبة الحلاق ، على أنه غاضبا من رياح الهجرة الخريفية التي حملته من بعيد كورق الشجر اليابس ، وجعلته يذوق مرارة الغربة ، و الإغتراب ، قامته قصيرة ، وبذنه نحيف ، مما يدل على عدم استكماله مدة الرضاعة من ثدي أمه ، فحليب وطنه الأصلي لا يسمن ولا يغني من جوع ، لأن التجار يضعون فيه كمية الماء المتجاوزة لكمية الحليب ، فلم يعد له سوى لون البياض ، وكيف لجسد – زايد – أن يكون ضخما قويا ، وهو الهارب من المسغبة ، كان مغربي الهوية ، أمازيغي الأصل ، بدوي المشي ، و الحركة و اللباس ، و الأخلاق ، و الطبائع ، مفضلا القيم ، و المبادئ عن المادة ، وما تجلبه أنانية الإنسان من رغبات متوحشة بلا حشمة ولا حياء .. مشى شارد الذهن ، وكانت خطواته مرتبكة كالسكير ، ليختفي تحت شرفة بناية ، محتارا من وضعه كمهاجر غير شرعي ، ومن قسوة الطقس الذي فرض عليه الإختفاء و التوقف عن المشي ، كأنه في حرب ضروس مع العدو، حينها تذكر مقولة "استعدوا للبرد كما تستعدون للعدو" فكر فيها طويلا ، فاستخلص أنها مقولة متجاوزة ، لكون الوضع يفرض الاستعداد لمواجهة قسوة الزمن المر، وما يأتي به من أزمات ، مسح جبينه وعينيه ، ووجهه المبلل بماء المطر الغزير ، خشية أن يراه سكان الشارع المطلون من خلف زجاج نوافذ شققهم ، ويبلغون الشرطة التي لا تنام ، فيمسك وهو أسيرا تحت الشرفة ، كطير مكسور الأجنحة ، يبحث عن ملجأ ، كي لا تتجمد الدماء في عروقه من البرد ، ومن حسن حظه أن الشوارع خالية من الحيوانات المفترسة ، فالإنسان هنا قد يروض الحيوان ، ويعلمه كيف يلزم حدوده مهما كانت خطورته ، فعادت به ذاكرته إلى حيوانات وطنه المغرب الناطقة منها كالحاكمين ، وغير الناطقة ، وهو يتذكر الأيام التي مرت بسرعة من عمره ، ببلاد لا تستحق أن تحمل أسم الوطن ، بلاد يأكل فيها الكبار الصغار كالقطط ، ويستعبد فيها الإنسان ، وقد ولدته أمه حرا ، يحتقر فيها الأبيض الأسود ، كما يصنف المرء بين الشريف و الوضيع ، طلت عليه الأيام الماضية ، فغرق في صمته المخيف :
شاء الزمان أن تكون قريته في مطلع ذلك الصباح سكينة ، هادئة ، هدوء ممتطي مركبة نوم الطفولة ، لا شيء يتحرك ، أو يسمع ، سوى ضجيج بعض الأطفال ، وهم يلعبون بالمقبرة ، أو يتسلقون الأسوار الهشة ، عندما قرر – زايد – مغادرتها بلا عودة ، فظهرت له من بعيد كعروس ملونة بأصباغ مختلفة ، فلون الجبال العالية المحيطة بها من كل واجهة ، كسجون النظام الحاكم ، ثم لون التلال الضخمة المثقلة للأرض ، ولون بنايات القصور المهجورة ، تعاند الوجود و الطبيعة ، بصمودها أمام العواصف الهوجاء ، إلى جانب لون النخيل ، وقليل من شجيرات الزيتون ، والعشب المتمركز داخل مربعات أرضية ، يتقاسم السكان مساحتها الضيقة ، بينما ساقية مائية تخترقها كأفعى ربانية ، تسقي كائنات المكان بمياهها الملوثة ، غير الخاضعة لأية مراقبة ، ومع ذلك لم تؤذ حياة أحد ، بعدما تحدى الجميع بصبرهم الزمن ومرارة الحياة ، تلك الحياة التي يتجاوز ألمها سم الأفاعي ، قرية ذات الفضاء الصحراوي الحار صيفا ، والبارد شتاء ، والمقلق خريفا ، ثم المفرح ربيعا ، و المليئة بمنازل شبيهة بالأكواخ المبنية من الطين ، و القصب ، وهي متباعدة فيما بينها ، يفصل بين ضفتيها نهر يمر عبر مدخل جبلي ، يتخذه السكان كفج ، ومعبر للتواصل مع الأخرين بالسوق الأسبوعي ، المقام بعيدا عن المقابر المتعددة القبور ، وكأن السكان قد تعرضوا للإبادة الجماعية ، وكل مقبرة يتوسطها مبنى لغرفة تعلوها قبة توحي إلى أن المدفون تحتها يمتاز على باقي الأموات ، بالشرف ، و النسب إلى الرسول ، و إلى أهل البيت حتى ولو كان مجرد حيوان ...فقد ينبث الزرع ، و العشب ، و الربيع أو لن ينبتوا فإن – زايد- لن يسعد بذلك ، فجروح قريته المشيدة بهامش منسي تؤلمه في النوم واليقظة ، لم يبق من أرضيتها سوى بضعة مربعات ، تتشكل منها الحقول الصغيرة ، لا يستطيع محصولها السنوي أن يضمن الأمن الغذائي للدواب ، و الدواجن ، والقطط ، و الكلاب الضالة ، فكيف يضمنه للإنسان الطموح ، الذي يوجه سيوف الزمن بصدره العاري ، فلا شيء سوى الهجرة ، أو الموت المحقق في انتظار العدم ، ونادرا ما استقر – زايد- في مكان واحد لأكثر من ستة أشهر ، منذ ولادته ، فقد كان أبوه – احساين – لا يملك شيئا ، وبذلك يرافق معه أبنائه الثلاثة إلى القرى التي كان يخدم فيها على رحاب الجنوب المغربي ، أما أمه فقد ماتت مثل باقي نساء القرية في سن مبكر من جراء الحمل ، وانعدام الاسعافات الضرورية لإنقاذ حياتهن .. تعود – زايد – أن يناقش مختلف القضايا مع أبيه ، حتى لو كانت محرمة ، وفق عرف العشيرة ، إذ لا يؤمنون بالدين ، و العقيدة المفروضة عليهم منذ الفتوحات ، و زمن الإبادة و الحروب المدمرة ، أكثر مما يؤمنون بعز وكرامة ، وشرف العائلة ، و القبيلة ، وكم طلب منه أبوه أن يستمع لخطاب الملك لعله يأمر بخفض أثمان الزيت ، و السكر ، والدقيق ، فهي الضامنة لمواصلة العيش ، و البقاء على قيد الحياة ، لكونه أمازيغي لا ينطق بكلمة واحدة من اللغة العربية ، التي يحرر بها خطاب الملك ، وسط دهاليز القصور ، وكان طفلا صغيرا ذا علاقة وطيدة مع أبيه ، لأنه يعتبره صديقا مفضلا ، أكثر مما يعتبره أبا ، وقد يغضب الأب ويرغد ، ويزبد عندما يرد عليه إبنه على أن الملك لم يقل شيئا في خطابه ، فما ينتظره الأب من الملك لم يتحقق ، فظل – احساين – رجلا وقورا ، محتشما يخفي الصدمات التي يتلقاها من الحياة ، كي لا يغضب أبناءه الصغار ، حتى أصابته المنية وهو لم يبلغ الخامسة و الأربعون سنة من عمره ، دفن وفي قلبه غصة لكون أبناءه الثلاثة أطفالا لن يقدروا على التكفل بأنفسهم ، ولا أحد يحميهم من المجاعة المحققة بسبب نهب الحاكم لكل خيرات البلاد ، فتسائل – زايد متنفسا الصعداء : " ماذا بقي لي بعد الآن بهذه القرية المماثلة للسجن ، وقد فقدت كل شيء ؟ سكون الليل الدامس يسكن جفوني ، ولم أعد أتحمل الوضع القروي المحزن ، هواء الخريف الجاف يهواني ، يجرني صوب البحر ويرميني ، تتلاعب أمواجه الغاضبة بجثتي ، تخور قواي وتنقطع فجأة أنفاسي ، وأبكي من جراء الألم ، مغردا كالبلبل ، كلما وجدت نفسي في العراء ، على الصخر ، ومع ذلك أمشي مدغدغ الضلوع ، منكسر القامة ، لا أحد يواسيني في أحزاني و أحلامي و أنهياري ، أمشي متسائلا في السر و العلن ، كلما تمعنت في احتياجاتي مرددا " لماذا أقسم البحر العميق أن يعذبني ؟ لماذا قرر الزمن المر أن يتعبني ؟ لماذا شاء القدر المجهول أن يعاقبني قبل يوم البعث ؟ يحاسبني رغم براءتي ، وأمشي داخل زوابع ريح عاتية مسخرة ، كواحد من أعجاز النخل الخاوية ، فهل لي بعد من بقاء و استمرارية ؟ بعدما أخذت في العتمة أخذة رابية ؟ فيا صاحب الجلالة و الحكم الهمجي ، يا أيها الطاغي العنيد الظالم القوي تذكر : صباي الجاف ، وحرقة دموع طفولتي اليابسة ، وبراءة لهفة شبابي القاحل ، وتهافت رغبتي !!
مشى ولا عين إلتفتت إلى كيانه ، لا قلب شعر بوجوده ، وكينونته ، فأبحر في الظلام ، وهو وحيدا يرى البحر يفرق نهارا بين التجار شبرا شبرا .. يشاهد الأرض توزع بين السماسرة قطعة ، قطعة.. يرى الغابة تقطع أشجارها من قبل حراسها شجرة ، شجرة .. يرى جبال ، وسماء بلاده محتلة ركنا ، ركنا .. ويبكي من جوارحه في صمت مخيف كلما نظر إلى قريته .. يمشي ، يهرب ، يفر خلف أسراب المهاجرين نحو موطن الغربة و الإغتراب ، يحمل فيه خبزه ، ونعشه ، وكفنه ، باحثا عن مسكن يدفئه ، ويرحمه ، وعن صدر حار يعانقه ، وعن فؤاد إمرأة يضمه ، ويبكي ، يصرخ كلما تذكر أنه لا يزال يمشي ، وهو يوصي وصيته الأخيرة : إن مت لا تجعلوني تمثالا بالزوايا ، و إن اغتلت لا أريد لجثتي دخول القبر ، ولا أن تتحول هيكلا عظميا بالمختبر ، أحرقوها بأقوى لهيب ناري، وابعثوا بجثتي وعظامي رمادا ، ذرات للمولى .. للقدير .. للعالي ، يسقطها كالثلج أو كالغبار من السماء ، يفرقها بالقسط على كائنات البحر ، كأنني لم أكن من قبل ، ولئلا أتسائل : من رسم أثار نعلي قبل ولادتي ؟ من تخيل حجم ظلي قبل خلقي ؟ من يقر بالفعل أنني قد كنت هنا ؟ من يجزم أنني حقا أنا هو ذا أنا ؟ من يؤكد لي أن الدماغ الذي يحركني هو دماغي ؟ القدمان اللتان تمشيني خطوة ، خطوة قدماي ؟ اليدين اللتان تتحركان في كل اتجاه يداي ؟ العينان اللتان تختاران الحسن و الجمال عيناي ؟ الفؤاد المصاب ، المريض بعشق إمرأة فؤادي ؟ فلا تنتظرني أيها القبر .. جرته الأمواج إلى عمق بحر ماضيه المتعفن ، وكاد أن ينام وهو واقفا بالشارع الهولندي ، بعدما شلت ذاكرته من جراء التذكر ، والشرود ما بين ماضيه اللعين ، وما يخفيه مستقبله المجهول ، سرعان ما فوجئ بفتاة جميلة الوجه ، سمينة البدن ، عالية القامة ، شعرها الأصفر ينصع كالذهب الخالص ، أسنانها بيضاء كالحليب ، مصطفة بانتظام كما يصطف الجنود عند تأديتهم تحية العلم الوطني ، عيناها تشبهان مياه البحر في زرقتها وفي عمقه الغامض ، فتاة هولندية وسيمة ، نظيفة كالملائكة ، جاءت لتحتمي تحت الشرفة بعدما طردتها الأمطار الغزيرة ، تنقد شعرها وجسدها من القطرات التي قد تبللها ، تبدو من خلال حركاتها الغاضبة أنها تكره المطر ، وتحب الحفاظ على جمالها المثير كالجاذبية ، وهي واثقة من نفسها على أنها الحسناء الوحيدة ، التي لا تزال خارج بيتها هذه الليلة ، إلتفتت إلى يمينها كأنها تنتظر قدوم أحد من معرفها ، ولم يظهر لها أحد على طول مسافة الشارع ، تم أدارت وجهها نحو يسارها فلم تر سوى شاب يرتعش من جراء البرد ، رأته ضعيف البنية الجسدية ، وقد لا تظهر على وجهه علامة الخطورة ، بينما كان يتأمل جمالها الناعم كاللؤلؤ المكنون ، متحسرا عن سوء حظه ، متوجعا في الخفاء القاتل ، مرددا في خفاء : أه لو رزقت بهذه الحسناء كشريكة في ما تبقى من عمري ، أعبدها ، أقدسها ، فتنسيني كل عذابي وشقائي ... فجأة سخر من حلم يقظته لأنه يعرف مطاردة الفشل له أينما حل و ارتحل ، وسوء حظه الذي يعاكسه كلما تعلق قلبه بأنثى جميلة، فابتسم كالأحمق ، مما أثار إنتباه تلك الفتاة الواقفة بقربه معتقدة أنه يحييها بهمس لم تفهمه ، فحيته بقولها باللغة الهولندية:
" أهلا ! كيف حالك مع هذا الطقس ، إنه بارد جدا "
رد عليها بسرعة مدهشة قائلا :
بخير ، أنت على حق ! .
لحظتها تحرك قلبه الجامد من مكانه ، لأنه يحب الجمال ، وامتزج فرحه بخوفه ، حيث راوده إحساس غريب ، فسبح في أحلام يقظته ، وافتراضاته مرددا في الخفاء : " إنها الفرصة المنتظرة منذ زمان ، و الوقت مناسب للتعرف على هذه الفتاة الهولندية الجميلة ، فكم تمنيت الزواج من فتاة متحررة ، وغير مرتبطة بأي دين أو عقيدة ، فأنا لا أحب المحجبات اللواتي يجهلن أن الحجاب و الخمار ، وغطاء الرأس ، و الوجه ، ما هو إلا ثوب بغيظ ، فرضته ظروف العيش في الصحراء مند القدم ، حيث الزوابع الرملية ، و الرياح الهوجاء التي تصفع الوجه ، وتعمي البصيرة ، فكيف ترتديه النساء في موطن الإخضرار ؟ وماذا بقي للأنثى أن تخفيه بعدما إكتشف وكشف الطب ، و العلم عن كل شيء ؟؟
راوده الخوف ، والحزن من كون لحظة لقائه مع هذه الفتاة ما هي إلا مجرد فترة قصيرة فرضها المطر ، خاصة أنه يعرف أن الهولنديين لا يهتمون بالأخر لما يكون اللقاء مجرد تبادل لكلام عابر ، أو الرأي عبر لقاء حكمت الصدفة في تحديد موعده ، ثم كونه لا يتقن اللغة الهولندية ، إذ لم يسمح له بولوج المدرسة لتعلمها ، كما لا يرتدي اللباس الجميل المثير ، فلا شيء يغري هذه الفتاة لتنجر إليه ، ومع ذلك كلمها قائلا :
هل تتكلمين اللغة الفرنسية ؟
حينها ضحكت ، فظهر على وجهها المزيد من تقاسيم الفرح ، و السرور مجيبة بسرعة ، وكأنها تشعر بالنقص من جهلها للغة أخرى مرددة :
لا.. لا .. لآ أبدا .. كم تمنيت أن أجد من يعلمني إياها !
فلم يدعها تكمل كلامها حتى عرض عليها خدماته ، بالرغم من شكوكه بعدم رؤيتها مرة أخرى قائلا بلغة هولندية غير آبه بترتيب جملها كما يتوجب ذلك :
أنا تحت أمرك مند الآن سأعمل كل جهدي لتلقينك دروسا منها ، و لم لا أتعلم منك اللغة الهولندية كذلك ؟
رفعت بصرها إلى السماء كأنها تترجى الرب ، تأكدت من توقف قطرات المطر عن النزول ثم قالت : حسنا.. اسمي – ياريخ – وسني خمسة وعشرون سنة، أقطن قريبا من هذا الحي .. هل بإمكانك إعطائي رقم هاتفك؟
اسرع يتلو عليها رقمه الهاتيفي ، شاكرا إياها ، ثم أخذ منها رقمها مشيرا بيديه وهو يقول :
أنا اسمي – زايد – أسكن بتلك العمارة المقابلة للسيارة الزرقاء تلك ، وسني خمسة وثلاثون سنة ، وأنا من المغرب.
استغربت من تواجده بالقرب من مسكنه ، متحملا صفعات البرد فسألته :
ولماذا أنت واقف هنا في هذا البرد ؟
رد عليها بصدق وبصراحة قائلا : لقد سئمت البقاء في البيت ، وأردت تغيير الجو بالذهاب لحضور حفلة رأس السنة التي ينظمها بيت الحي ، فهل لذيك رغبة لمرافقتي ؟
بصوتها الصامت اللطيف المثير للحب ، و الإعجاب ردت عليه قائلة :
" أنا سعيدة بذلك ، لكنني لا استطيع الذهاب بدون دعوة من قبل المنظمين لتلك الحفلة "
تحركت مشاعره الباطنية ، وكأن السماء قد أتاحت له الفرصة للتعرف على هذا القمر ، وقذف بابها بهذه الفتاة الجميلة ، لتصاحبه طوال حياته ، فتنسيه أحزانه ، وأشجانه ، التي زادها جشع ونفاق – محمد – اشتعالا ، كما أزعجه البقاء إلى جانب – أحمد – الذي ينتحر ببطء ، وتمنى أن يزداد المطر غزارة كي يظل واقفا إلى جانب هذا الحسن و الجمال ، حتى يستمر الحوار بينهما عسى أن تنبثق عنه علاقة الحب و الغرام ، يكسوها الصدق ، و الإخلاص ، و التواضع ، بالرغم من شعوره العميق بالفرق الشاسع ، و الهوة التي تفصل بينهما ، لكونها بين أهلها ومعارفها ، وفي بلدها الأصلي ، فيما هو كمركب بلا شراع داخل البحر ، فقال مرتبكا :
" لا .. لا .. الحفلة مفتوحة للجميع "
صمتت للحظة وكأنها ترتب شؤونها داخل عقلها ، أكيد أنها تحكم عقلها ، ومشاعرها في الخفاء ، محتارة بين الخوف ، و الشجاعة ، حيث تخشى مرافقة واحد لا تعرف عنه شيئا ، سوى أنها صادفته بالشارع ، خاصة أن الإعلام الهولندي لا يركز إلا على عيوب ، و خطورة المغاربة ، و على جانبهم السلبي ، و رغبتها في حضور تلك الحفلة ، فقررت أن تغامر، فرافقته لقضاء الليلة ، فكانت بداية لمسيرة علاقتهما .. كانت مرتبكة لأنها لا تعرف شيئا عن – زايد – فلم تكن حيرتها سبب إرتباكها الوحيد ، بل كانت تكره كل من يجلس أو يمشي خلفها ، ومن ينظر إليها ، بل تكره الأماكن العامة ، وقد يستنتج أنها تكره أن تظهر جالسة مع إنسان نحيف الجسد ، قصير القامة ، مصاب برجله اليسرى ، ومهاجر يكبرها بعشر سنوات ، ولا ينطق اللغة الهولندية جيدا ، كانت تتمنى أن تنفرد به في بيتها بعيدا عن الأضواء لتفعل به ما تريد ..
فوجئ – زايد – في الحفلة التي رافق فيها صديقة الصدفة بوجود – محمد- المصري الملتحي ، المدافع عن الدين و الملة ، وهو يحرك جسده وسط الحاضرين بلا احترام للموسيقى ، يسبح أو يرقص ؟ فلا مجال لذكر ما يفعل ، يظهر كأنه رئيسا للإتحاد السوفياتي السابق بلحيته السوداء ، أو كواحد من الغاضبين على هذا العالم ، بينما هو المتواجد بالصف الأول للمصليين كلما نادى المنادي لذلك ، وهو الخداع المتنكر للحصول على المساعدة الإجتماعية ، و الممارس للعمل الأسود بلا حدود ، كان يتحرك بين النساء و الرجال ، وفي بعض الحالات يضرب برجليه ، وبيديه كالفرس الهائج ، يرقص على نغمات أغنية لا يفهم محتواها ، أغنية من بلاد – السورينام - التي تقول : " أيتها النساء الجميلات تقدمن إلى الرقص بعد تناولكن شربة من الجعة ، فأنا متأكد بأن المكان خالي لكن ، ولأقدامكن كي تتحركن بحرية " كان – محمد – يمسك أيادي النساء الراقصات ، وقد يحرك إحساسه الرجولي غير المنتظر ، وكأنه بارعا في فهم الود ، و الحب والإخلاص ، عسى أن يقتنص فرصة الإنفراد بالأنثى الراغبة في معاشرة الذكر ولو للحظة قصيرة ، فيما كانت المرأة تريد إظهار أنوثتها كالجاذبية من خلال لباسها ، ومشيها ، ورزانتها ، وحشمتها التي تخفي ورائها رغبة لا يعرفها غير الواعي بعالم النساء ، بينما – زايد- يتمعن في وضعه مرددا : لست أدري ماذا فعلت حتى صرت كالجمر المحترق في معبد بودي ، أحترق بين كل لحظة وحين ، و قد آلت قواي للسقوط ، وتحطمت كبريائي ، و انهار شموخي لما اندفعت من قبل قوة العاطفة كي استسلم للحب ، والانهزام ، دون تفكير في العواقب ، و النتائج ، فعانت مخيلتي لما هيمنت علي الرغبات ، والنزوات ، وأعمت بصيرتي ، فصرت كالأعمى ، تحولت من موقع السيادة ، و الوحدانية ، و الاستقلالية ، و الإطمئنان ، و الراحة إلى وضع العبودية ، و الاستغلال ، و القلق ، والغيرة ، و الانتظار ، والغضب ، كلما شعرت باقتراب – محمد- أوغيره من عشيقتي ، التي لا تعرف سوى التسلية و الأكل و الشراب "
أصيب – محمد – بالغرور في توفير هذه الثلاثية لأمثال هذا النوع من النساء ، خاصة و أنه شعر بالقوة ، فطمع في الإنفراد بصديقة – زايد- و أخذها منه بحيلة إخبار الشرطة بأمره كمقيم غير شرعي رفقة – أحمد – مما يستدعي إعادتهما كبضاعة فاسدة لوطنهما المغرب ، للتخلص منهما ، كاشفا عن وجهه الحقيقي الخفي ، غير وجه المسجد و العبادة الظاهر ... فجأة هاجمت الشرطة بعتادها ، وقوتها الشقة ، محاصرة الشارع من كل الواجهات في فجر بائس ، لتخطفهما بطريقة الأفلام الدرامية ، فيما اختفى – محمد- عن أنظار الجيران حتى لا ينكشف أمره ، وهو المعروف برغبته في الإنفراد بالدنيا كما بالأخرة ...
قرر – زايد – الفرار من النافذة خوفا من عودته مجبرا إلى وطنه الجحيم ، و إذا به ينزلق من فوق سريره في حالة نفسية مضطربة ، و لما استعاد وعيه مستيقظا من نومه ، ومن كابوس حلمه المزعج ، تأكد من وجود – محمد – بالحمام أمام المرآة كعادته ، فيما – أحمد- ممدد الجسد كما يفعل كل يوم على الأرض كجثة هامدة ، فاقدا لوعيه بعدما سكر حتى الثمالة ، فلم يرى – زايد – في حلمه المخيف غير الوجه الثاني لمحمد .
علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردام هولندا
0031618797058
[email protected]

ملحوظة : هذه القصة فازت سنة 2005 بالجائزة الثانية في المسابقة الأدبية التي تنظمها مكتبة الهجرة كل سنة ، وقد ترجمت إلى اللغة الهولندية ، ونشرت في كتاب إلى جانب الإبداعات الأدبية الأخرى الفائزة وقد صدرت في كتاب تحت عنوان :
Vrijpostige briev in een en
dwaze
tijd



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التزامات الحزب الجمهوري الديمقراطي المغربي الذي لم يؤسس بعد
- سقطت عذريتكم يا حكام العرب من المشرق إلى المغرب
- حرقة الاِنتظار
- وزارة التربية الوطنية والتعليم بالمغرب تدس السموم للأطفال في ...
- قصة :الله يرى ولكنه لا يتدخل
- قصة : الطريق إلى الجحيم
- تأملات من عمق الذاكرة: صرخة يقظة من القلب إلى الشعوب المحكوم ...
- المغرب بين مطرقة القبيلة العلوية المستبدة ، وسندان الأحزاب ا ...
- أعوان القبيلة العلوية المسلطة تنهج سياسة تشويه وتفريق الأماز ...
- اللإنتخابات المزمع تنظيمها بالمغرب تحت استبداد سلطة القبيلة ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية ؟ ال ...
- ليكون الغرض من إحياء الأمازيغية هو الدفاع عن الإنسانية والهو ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية الجز ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجز ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجز ...
- جلسات الاستماع لضحايا الاعتقال السياسي بالمغرب مجرد دعايات ت ...
- البيعة قمة الاستبداد بالمغرب
- المغرب وسياسة الأبارتايد
- الصحراء الغربية بين طموحات الشعب الصحراوي وتخاذل النظام المل ...
- المغرب مجرد تجمع بشري لا علاقة له بمفهوم الدولة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي لهروشي - قصة الوجه الثاني لمحمد