أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض حسن محرم - من العالم الآخر














المزيد.....

من العالم الآخر


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 10:23
المحور: الادب والفن
    



قصة قصيرة

لا أذكر بالتحديد متى فارقت الحياة, ربما لأنها كانت لا تستحق أن تعاش,ربما كان ذلك من عام تقريبا, أقل من ذلك أوأكثر, لا أدرى على وجه الدقة, أجهدنى التفكير, شيئ سيء الا يتذكر الإنسان متى مات.

أحاول أن أتذكر آخر عمل قمت به, ربما كانت زيارتى لعلاء, أسترجع ما جرى بيننا, بصعوبة تبدو ملامح الأشياء, لقد كانت مناقشةحادة, أذكر أنه كان يدافع عما يقوم به الزرقاوى فى العراق,من عمليات خطف وذبح أمام الكاميرات, وتفجيرات فى المراقد الشيعية, كان رأيى مخالفا بشدة, إحتدم النقاش وإرتفعت حرارته, لاأتذكر إن كان تطور الأمر الى تشابك بالأيدى

***.
ضبابية هى الأشياء, تتداخل الرؤىوتتشابك, ربما كان ذلك يوم جمعة, كنت أتناول الغذاء كالعادة فى البيت الكبير, كانت أمى تتوسطنا, توزع أنصبة الطعام , الايدى تتحرك مسرعة بين المائدة والأفواه المفتوحة, شعرت بالضيق والتقزز زاد من حدة الموقف الجلبة الشديدة , أصوات صارخة, قرقعة الملاعق والأطباق, حاولت الإنتهاء من الوضع كله والهرب سريعا, بينما أعبر الشارع , كانت هناك سيارة قادمة من الإتجاه المقابل بسرعة كبيرة

***.
لعل ذلك كان أثناء عودتى فى وقت متأخر,فاجأنى عند المنعطف, لاح لى وجهه كقالب طوب, ممسوح الملامح, إستوقفنى بخشونة, تحدث بصوت غائم غير مفهوم, حسبته للوهلة الأولى متسولا يطلب إحسانا, إرتجفت وأنا ألمح نصلا يبرق فى الظلام

***.
كنت لم أنتهى بعد من أكثر الأشياء, كانت مطالب الحياة ملحة ومتسارعة, لم أفكر فى الغد ولم أخطط له, الأولاد همومهم كثيرة, أقساط الشقة, الدين المستحق لأخى حمودة, مصاريف إصلاح السيارة, رأسى يؤلمنى, ماذا لو حدث لى مكروه

.
أحيانا يختلط على الأمر, هل أنا قد مت فعلا أم ما زلت على قيد الحياة, دخلت الى الغرفة, الأطفال نائمون, بهدوء طبعت قبلة على خد كل واحد منهم, ذهبت إلى المطبخ, صنعت لنفسى شايا, جلست فى الصالة, أتفرج على التلفاز, مرت زوجتى فى طريقها إلى الحمام, لم تعرنى إهتماما, كأننى غير موجود, فى طريق عودتها حاولت لفت إنتباهها, أصدرت صوتا, ورفعت صوت التلفاز, لكنها لم تلتفت حتى إلى

.
جالس فى المقهى, أنفث فى الهواء دخان النارجيلة, ها هو علاء قادم, ناديت عليه, إستنكرت صوتى, مبحوح أجش, , كررت النداء, رفعت يدى عاليا, لكنه لم يرد, كررت المحاولة بلا جدوى.
إسبوع كامل أحاول التواصل مع الآخرين, الفشل يلاحقنى, زوجتى,أبنائئ, أصدقائئ, العالم المحيط بأكمله, لا فائدة إطلاقا, فكرت فى إستخدام العنف للفت أنظارهم,ولكنى خشيت أن أسبب لهم أذى

.
سرت فى الطريق الحلزونى الخارج من البلدة, أشعر بالتعب والإجهاد الشديدين, لاحت لى المقابر عن بعد, مازالت المسافة طويلة, فكرت فى إيقاف سيارة , عاودت جر قدماى, مجهدا وصلت, إتجهت مباشرة إلى مقبرتى, الباب مفتوح,دخلت مسرعا, لا توجد بالداخل جثة, رائحة القبر ليست كريهه, بعض الرطوبة المحببة, تسحبت داخلا, نظرت إلى الحفرة المستطيلة, و تمددت فى هدوء



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف واخوته
- معرفة قطار - قصة قصيرة
- من أصداء الحركة الطلابية فى السبعينيات
- الحياة فى مرمى الموت
- البدلة الحمرا
- ثلاث قصائد
- أبانا الذى على الأرض
- ولادة
- الفارس الأخير
- ممنوع ذبح الإناث


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض حسن محرم - من العالم الآخر