أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا














المزيد.....

قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


Garcia Lorca , Fedrico 05.06.1898 – 19.08.1936

الشاعر الأندلسي القتيل فدر يكو غارثيا لوركا

"فوق قمة السرو،
تنطلق أربع حمامات إلى السماء،
أربع حمامات يذهبن ويرجعن،
بأربعة جروح على ظلالهن.
فتحَْتَ السرو،
ثمة أربع حمامات سقطت على التراب. "

لوركا ... من قصيدة " الصياد"


قال في مقابلة: «إن مفهوم الفن للفن قاس إن لم يكن مغاليا... أي إنسان حقيقي لا يمكن أن يؤمن بهذه التفاهة المسماة فنا خالصا أو الفن للفن. لأنه لا وجود لشاعر واقعي بدون أن يكون ثوريا. يجب على الفنان في هذه الأيام المأساوية والظروف العصيبة التي يجتازها العالم أن يبكي ويضحك مع شعبه.. ينبغي التخلي عن باقات الزنبق، والغوص في الوحل حتى الخاصرة، لمساعدة أولئك الذين يفتشون عن الزنبق. من جهتي، أشعر على وجه الخصوص بقلق حقيقي للاتصال بالآخرين. لهذا السبب قرعت أبواب المسرح، ولهذا أكرس كل مواهبي».

كان الشاعر و المسرحي الأسباني غارثيا لوركا في الثامنة والثلاثين من عمره ، حين اختطفه عناصر الكتائب اليمينية الموالين للجنرال فرانكو، في بداية الحرب الأهلية الأسبانية، و ثم قتلوه في اليوم التالي.
وقد قامت الصحافة الفاشستية الصادرة في تلك الفترة بتحريف الحقائق، وأرجعت أسباب إعدامه إلى مسائل شخصية، أي المثلية الجنسية، بدلا من الأسباب الحقيقية التي هي نشاطاته الاجتماعية والانقلابية الموجهة ضد الفاشستية، وفي سبيل تحرير الشعب من براثنها.
عاش لوركا بين أعوام 1898 و 1936 ميلادية، و كان والده ملاكا كبيرا للأراضي من إقليم الأندلس في جنوب أسبانيا، وكانت والدته معلمة مدرسة. و حسب ما ينقله أصدقاؤه، إنه إلى يومنا هذا، لا يزال المطربون في الأندلس يبكونه و يرثونه بألم و حرقة في أغانيهم و أناشيدهم. .
وتتميز منطقة الأندلس التاريخية، بجمال طبيعتها، وغنى تراثها الشعبي والريفي، مما ترك أثره الذي عجز الزمن على امحائه في لوركا في فترة الطفولة أبلغ الأثر. واليوم يرتاد السائحون سهول سيرا نفادا الواقعي في ذاك الإقليم، الزراعية الخصبة ومرتفعاتها التي تكللها الثلوج، وقد تحول بيته إلى متحف و مزار لمحبي الأدب والفن الملتزمين بقضايا الإنسان وتحرره.
أليست هذه القطعة التي يستشف فيها مصيره مثار عجب وذهول!!!

"الصور الأصيلة سقطت،
فعلمت ُ من همهمة الأقحوان أنهم قتلوني.
إنهم بحثوا في المطابع،
و تجولوا في المقبرة والكنيسة،
و وضعوا القيود في الأيدي،
لكي يسرقوا أسنانهم الذهب.
لكنهم لم يجدوني ،
لم يجدوني،
لا، لم يجدوني. "



قال لوركا إنه كان أثناء طفولته يرنو ببصره إلى ثلوج قمم سيرا نفادا من شرفة دار والده. و كتب إنه كان يستيقظ، على الأغلب، كل صباح بصداع شاعري، لخلابة الطبيعة الخضراء الزاهية المعطرة بورود السهول.
الأندلس المجاورة ليحر الأبيض المتوسط نقطة التقاء ثلاث ثقافات: الأوروبية، والآسيوية، والأفريقية. وصرح غوته مرة أنه لا يمكن تمييز الثقافتين الغربية والشرقية بعضها عن بعض.
وإن معالم الثقافة الشرقية والإسلامية إضافة إلى المسيحية والأوروبية ترسخت في الأندلس. أقام المورسكيون الجزائريون في القرون الوسطي، والفينيقيون و القرطاجنة في العصور القديمة في الأندلس لقرون عديدة. وتعتبر غرناطة وقرطبة و قصر الحمراء من المعالم الأثرية الرائعة اليوم في الأندلس. ولعل لوركا ، مثلما غوته كان من محبي شعر الشاعر الإيراني حافظ شيرازي، للحضور التاريخي القوي للثقافة الشرقية في الأندلس.
قصائد لوركا توليفة رائعة من الدراما و الصنعة الشعرية، الحداثة والتقليد، الأوروبية والشرقية، العنف واللطف ، و الخصام و الوئام.
قال لوركا إن ثيمة شعره هي الألم فحسب، ألم الجراح الناشئة عن الشعور بالنزعة الإنسانية ، و الكفاح في سبيل العدل والمساواة، رغم أنه كان من المعروف أن ثيمة الشعر الحديث هي توحد الفرد.
حب ّ لوركا لأدب الغجر و الثقافة الفولكلورية في أسبانيا دعا بعض الناس إلى تسميته بشاعر الغجر. يقول بابلو نيرودا إن في شعر لوركا يتشابك الحب و الموت ، في رقصة وحشية، عاريين حينا، و مقنعين و مدثرين حينا آخر، إن شعره لا يحمل شحنات الإلهام فقط، بل يحوي العقل أيضا.
تعرف لوركا في شبابه بمساعدة والدته على الشعر الفرنسي الحديث من قبيل قصائد بودلير، و مالارميه، وفاليري . وكانت له علاقات صداقة وزيارات للفنانين الحداثيين الأسبان ، أي بيكاسو ودالي. ويحسب بعض النقاد مؤلفاته صورة واقعية عن الظروف الاجتماعية في زمانه.
قال لوركا إن المسرح أيضا شعر مأنسن، إن المسرح محل لإضحاك ، أو لإبكاء المشاهد. إنه وضع أمام المجتمع، والنظام السائد فترتذاك في أسبانيا ، مرآة ، بواسطة المسرح ، لكي يكشفوا حقيقتهم ، ويروا أنفسهم. ووظف المسرح كمدرسة للتربية و التعليم و التربية توعية الناس، و حول المسرح إلى منبر للتقدم الاجتماعي و الوعي.
وقال إن شعبا لا يدعم المسرح ، أو لا يدافع عنه شعب إن لم يكن ميتا، فهو شعب في حالة النقاهة. يؤكد نقاد إن نتاجاته كتبت تحت تأثير جماليات أعمال فيكتور هوجو.. و بعض النقاد يعتبر مسرحياته علوما اجتماعية ، و فولكلورية.
عرس الدم أحدى اسم أحدى مسرحياته المعروفة، وأهمها، يتنبأ فيها ، وكأنه يقرأ المستقبل، باختطاف الشعراء و الكتاب المعارضين في البلدان الواقعة تحت سلطة الفاشية وشبه الفاشية. إنه عاش في بلد أطلق على الثقافة السائدة فيه فترتئذ " ثقافة الموت"، فهو قُتل في مجتمع حطم السلفيون الدينيون معرض لوحات بيكاسو. فإن جريمة مقتله ، مهما كانت ذرائعه، قد كشفت جرائم قتل آلاف آخرين من المناضلين المجهولين.

يصور في إحدى قصائده جماعات الإرهاب و وميليشيات شبه الرسمية في فترة حياته:
الأدمغة الرصاصية،
الأرواح الصبغية،
بجياد سوداء،
ونعال داكنة.
فلا داع ٍ عندهم ، إذن، لأن يذرفوا الدموع !

2007-08-21
مالمو-السويد



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكو الفجر
- في سبيل حركة تحرر ثقافية.. اقتراح مبادئ
- سيذبحون القمر في الفجر
- مجزرة المسجد الأحمر مشهد من السيناريو القاتم للنظام الإمبريا ...
- النافذة لفروغ فرخزاد
- ناظم حكمت الشاعر و السياسي
- قصائد رومانيّة لباول تسيلان
- سلمان رشدي، سائس الخيل في بلاط صاحبة الجلالة
- أحزن ُ لأجل البستان
- إحتفالات للالهاء والتعمية
- -أسوار الحد ّ- للشاعرة التحررية فروغ فرخزاد
- قلبي يسبق خطاك
- قرّت عين عكرمة لإنتصارات أحفاده المجاهدين!
- إنّ الشاعرَ لنافذة
- جريجور سامسا
- قمة المجموعة 8 ومأساة جماهير العراق
- الورد الأحمر
- ثلاث قصائد للشاعر الإيراني سهراب سبهري ( 1928- 1980)
- برتولت برشت: إلى الذين يولدون بعدنا
- مناطحات الجمهورية الإسلامية والشيطان الأكبر


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا