مؤتمر منظمة الفلاحين بلا أرض بالبرازيل: على اليسار، ومن القاعدة

راوول زيبشي

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 11:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

وسط اللوحة العامة البئيسة للحكومات التقدمية و"اليسارية" بنصف القارة الجنوبي (الأرجنتين، البرازيل، الشيلي، أوروغواي )، يمثل المؤتمر الأخير لحركة الكادحين القرويين بلا ارض MST علامة تفاؤل وأمل. انه أول مؤتمر في ظل حكومة لولا دا سيلفا التي اتخذ 17500 منتدب المتواعدين في برازيليا من 11 يونيو إلى 15 منه مسافات واضحة منها.

--------------------------------------------------------------------------------

كانت المؤتمرات السابقة أُستدعيت في ظروف سياسية خاصة: انعقد الأول في العام 1985 خلال الانتقال الديمقراطي تحت شعار:" لا ديمقراطية بلا إصلاح زراعي". و انعقد الثاني في العام 1990 في مرحلة نمو الحركة وتوطدها تحت شعار:" احتلال، مقاومة، إنتاج". وفي العام 1995 واجه المؤتمر الثالث الموجة النيوليبرالية والقمعية، ساعيا إلى توسيع النضال الفلاحي تحت شعار:" الإصلاح الزراعي نضال الجميع". وانعقد الأخير في العام 2000 في ظل حكومة فرناندو اينريكي كاردوزو تحت شعار:"برازيل بدون ملكيات ارض كبيرة".

خلال السبعة وعشرين سنة الأخيرة، تكيف معدومو الأرض مع مختلف الظروف السياسية، لكنهم لم يكفوا أبدا عن وضع احتلال الأراضي، والإنتاج والتعليم في المركز. وحققوا إصلاحا زراعيا حقيقيا من أسفل. إنهم اليوم نصف مليون أسرة، و2 مليون شخص في 5000 معسكر[ اسانتامونتوس] تحتل 25 مليون هكتار، مع 1500 مدرسة. تضم حركة معدومي الأرض 15 ألف مناضل، ولها عشرات مدارس التكوين وجامعة، مدرسة فلورستان فرناندس، وقادرة اليوم على تكوين أخصائييها وتقنييها.

في المؤتمر الخامس، كان 40 بالمائة من المندوبين نساء، حيث تمثل حركة معدومي الأرض إحدى الحركات بالعالم التي تشجع مشاركة النساء على جميع الأصعدة. وبهذه المناسبة كان الشعار:" الإصلاح الزراعي: من اجل العدالة الاجتماعية والسيادة الشعبية."، وتركزت النقاشات الأساسية على فهم المرحلة الجديدة لتراكم الرأسمال على الصعيد القروي.

أكدت مارينا دوس سانتوس، من القيادة الوطنية، على ضرورة " البحث عن أشكال نضال ومواجهة جديدة مع ملكية الأرض الكبيرة بالقرية، أشكال لا تقتصر على احتلال الأراضي"، وتكون في مستوى التحديات التي تضعها الصناعة الزراعية والشركات العابرة للأوطان. وكانت طرائق نضال جديدة وحفز مشاركة النساء و الشباب بعضا من الأهداف المرسومة.

تجسد هذا الشعار جزئيا يوم 8 مارس 2006 عندما قامت 2000 امرأة من حركة معدومي الأرض، و منظمة بيا كامبيسينا، باحتلال ملكية لمقاولة Aracruz ، وقمن بتدمير المزروعات التجريبية والمختبرات، وهو ما جرى تجريمهن بصدده. ويوم 8 مارس من هذا العام عدن إلى المهمة، وركزن تحركاتهن على مختلف الشركات الزراعية متعددة الجنسية وضد مصانع الايتانول، تحركات تزامنت مع زيارة جورج بوش إلى البرازيل.

أكد خواو بيدرو ستيديل، منسق الحركة، أنهم يواجهون لحظة نضال جديدة من اجل الإصلاح الزراعي، لأنه يتوجب مواجهة عدو اشد قوة. "عدما ظهرت حركة معدومي الأرض كانت الفكرة هي الإصلاح الزراعي طبق التصور الكلاسيكي، الذي يقضي بالنضال ضد ملكية الأرض الكبيرة"، بينما نعيش حاليا "حقبة حيث الرأسمال المالي مهيمن والزراعة مندرجة في هذه الكيفية الجديدة". لم يعد امتلاك الأرض كافيا، لا غنى عن تدقيق نموذج التنمية البديل. يسعى الرأسمال، في تحليل ستيديل، إلى التحكم في المجال الجغرافي كله،" التحكم بالأرض والماء والتنوع الإحيائي وكل ما يتصل بالتحكم التكنولوجي." هذا جعل ما الدفاع عن البيئة يبرز اليوم بين المطالب الرئيسية لحركة معدومي الأرض، وهذا شكل من تعميق نضالها المعادي للرأسمالية.

وأخيرا يضع معدومو الأرض على كاهلهم بناء وحدة الحركات الاجتماعية، ويحفزون لأجل ذلك دعوة مجالس شعبية " في البلديات والمناطق والولايات" كما يشير ميثاق المؤتمر الخامس. في هذا النضال المزدوج من اجل وقف تقدم زراعات المنتوج الوحيد، مثل السوجا وقصب السكر، ومن اجل نسج وحدة من هم في أسفل، تعي حركة معدومي الأرض أن النصر متعذر دون دعوة وتعبئة القسم الأعظم من شعب البرازيل. و رغم الحصول على بعض مظاهر المساندة من حفنة من ممثلي مختلف الأحزاب، جلي بنظر الحركة، كما فسر جبلمار ماورو أن " ما يحتاجه الناس لن يأتي من فوق نحو أسفل" وأن " الإصلاح الزراعي الحقيقي غير ممكن سوى بإطاحة الدولة البرجوازية" .

هذا كله بعيد عن أن يكون انعطافا إيديولوجيا. انه شيء أعمق: تفرض التجربة الحديثة مع حكومة لولا، الذي لم يؤمن الاستقرار سوى لـ 85 ألف أسرة بينما كان الهدف الأول 500 ألف، علاوة على قراءة الواقع الجديد، تحديد وجهة جديدة للسفينة. إذا كنا نشهد في الفوق تحالف 3 أنماط من الرأسمال متعدد الجنسية – المقاولات البترولية، صناعة السيارات وشركات الصناعة الزراعية مثل مونسانتو وكارجيل، المستندة على جهاز الدولة لإطلاق سلاكة المحروقات الزراعية- فان وحدة القطاعات الشعبية وما تبقى من اليسار تفرض نفسها من أسفل. وكما تقوم حركة معدومي الأرض بإصلاح زراعي من تحت، فإنها تبدو حاليا مصممة على بناء حركة شعبية من أسفل أيضا: ومن ثمة الدعوة إلى مجالس شعبية في البلد برمته.

كانت احد وقائع المؤتمر الهامة انضمام الجيش الزاباتي للتحرير الوطني. يشير بيان موقع من القائد ماركوس إلى ان الحركة " نالت " يدنا الأخت" وحبنا واحترامنا بل وإعجابنا". ان التقاء الذين يناضلون ينعش القلب ويغذي الروح. لا سيما في هذه الحقبة بالغة الصعوبة بالنسبة للحركات الاجتماعية التي لا خيار لديها ، بوجه تحالف الحكومات مع الشركات متعددة الجنسية والإمبراطورية،غير تعميق المعركة لتوليد عالم جديد.

راوول زيبشي

المصدر : : La Jornadahttp://www.jornada.unam.mx 29-6- 2007

نقله إلى الفرنسية Gérard Jugant et Fausto Giudice أعضاء Tlaxcala [http://www.tlaxcala.es ] وراجعه فريق RISAL تعريب: جريدة المناضل-ة

للاطلاع على تاريخ نشوء حركة معدومي الأرض بالبرازيل انظر: عددي جريدة المناضل-ة 6 و 7.



--------------------------------------------------------------------------------

تعاريف:

اسانتمنتو Assentamento : احتلال للأرض تضفى عليه الشرعية كاردوزو ، فرناندو اينريكي : رئيس البرازيل من 1995 إلى 2003 ، عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي البرازيلي

الجيش الزاباتي للتحرير الوطني منظمة سياسية عسكرية بولاية تشياباس بالجنوب المكسيكي، مشكلة أساسا من السكان الأصليين. ولدت هذه المنظمة سريا في سنوات 80 وعرفت بنفسها بدءا من 1 يناير 1994 باحتلال مدن عديدة جنوب البلد، قبل انسحابها بوجه هجوم الجيش المكسيكي. ومنذئذ تخوض النضال ضد" الحكومة السيئة" المكسيكية وضد العولمة النيوليبرالية.

بيا كامبيسينا: حركة دولية مكونة من منظمات فلاحية، ومن مزارعين صغار ومتوسطين وعمال زراعيين، ونساء ، وكذا من جماعات سكان أصليين بآسيا وأفريقيا وأمريكا وأوربا. إنها حركة مستقلة، تعددية، ومستقلة عن كل حركة سياسية، اقتصادية او غيرها. تتكون من منظمات وطنية وإقليمية شديدة الحرص على استقلالها. الحركة منظمة حسب 8 مناطق : أوربا، شمال شرق آسيا، جنوب شرق آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الوسطى، أمريكا الجنوبية ، أفريقيا.

#راوول_زيبشي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات