أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - حكومة في فندق















المزيد.....

حكومة في فندق


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت على السطح السياسي منذ الأيام الأولى لاحتلال العراق أسماء لمسئولي أحزاب وتجمعات وتيارات وشخصيات ,وقد حاول المحتل ان يوهم العراقيين ودول المنطقة ان يملي الفراغات بهذه الأسماء وخصوصا الفراغ السياسي الذي أحدثه المحتل بممارساته وقراراته المجحفة بحق العراق في تقويض أسس الدولة العراقية ,و أخذت تتسع دائرة هذه الأسماء من الذين جاؤوا مع المحتل ومن الذين اصطفوا لاحقا معه ,وفي قراءة لخلفيات هذا المشهد من الأسماء ,نجد ان هؤلاء قد قضوا ردحا من الزمن خارج العراق ولأسباب كثيرة ومختلفة دعتهم إلى مغادرة العراق منها ماهو سياسي ومنها من اتهم بارتباطات مشبوهة بأطراف خارجية ,أو قيامه عمال شغب أو ما يمس امن الدولة آنذاك ومنهم من هربوا من الخدمة العسكرية أو تخليص أبنائهم منها ومنهم من اختار العيش في الخارج طواعية واغلبهم تجنسوا بجنسية البلدان التي عاشوا فيها ,وهنا لابد من ان نكون منصفين من ان هناك عددا من السياسيين الذين غادروا العراق لمعارضتهم النظام السابق لكنهم رفضوا التعاون مع المحتل ورفضوا العدوان على العراق , وما زالوا على مواقفهم الوطنية هذه ,أما الذين عادوا مع المحتل ليقدمهم إلى الشعب العراقي (كسياسيين) مع من اصطفوا معه من داخل العراق الذين هم أيضا كانوا دائما في الظل ,ولا علاقة لهم بالعمل السياسي , وربما كان لهم علاقة ولكن في فترة زمنية بعيدة جدا .
وقد تفاجأ العراقيين بهذه الأسماء ولم يروا فيهم إلا غرباء ,لا لكونهم ارتضوا التعاون مع الغزاة والمجيء معه , وبانما كان العراقيون لا يعرفون من يكونون وما هي خلفياتهم السياسية والاجتماعية ,إذ كان من لهم تاريخا سياسيا معروفا هم قلة كقادة الحزبين الكرديين وهناك من يعرفون من خلال عوائلهم ذات الصفة الدينية (الطائفية )لا غير ,وبالرغم من التباين في خلفياتهم اختلاف توجهاتهم المتنوعة اندرجوا في مخططات المحتل ومشاريعه ,والقبول بان يكونوا أدوات بيده يشكل عاملا في الاتفاق فيما بينهم هذا أولا, وثانيا النزوع الفئوي والنفعي و المصالح الذاتية ,وكان اندفاعهم الحميم من اجل الاستئثار والغنيمة سواء كانت سياسية أم مادية ,ووجد فيهم المحتل ما يطمئنه ليجعل منهم أدوات تنفذ1 من خلالها برامجه فشكل منهم ( الإدارة السياسية ) إذا جاز التعبير وتحت إشراف سلطته وتوجيهاته كان أخرها (الحكومة الحالية ) فهي الأسماء نفسها لم تتغير في كل التشكيلات خلال أربع سنوات باستثناءات قليلة ,فمن دخل في العملية الانتخابية ,الذي أفرزته الاصطفافات المعروفة في هذه العملية .
وقد استطاع المحتل بأجندته المختلفة ان يوظف هذه النزوعات الفئوية والطائفية الضيقة سياسيا ويظهرها على السطح ,لينعكس على الحياة السياسية والاجتماعية , وبإحداث الشروخات العمودية في المجتمع العراقي ,والتي تجلت في والصراعات الطائفية والاقتتال والتهجير ,والتي هي في حقيقتها لم تكن نتاجا اجتماعيا عراقيا بقدر ما هي نتاج سياسي عمل المحتل على إشاعته ,وضلت هذه الأطراف وعلى مرور أكثر من أربع سنوات غرباء عن العراق ومازال العراقيون يراهم كذلك . بل غربتهم تعمقت أكثر حينما واجهوا الحقائق فلم يعد لأحلامهم وتوجهاتهم ما يتفاعل معها , وخصوصا حينما اصطدموا بحقيقة ان العراق لا يمكن ان ينزع ثوبه العربي وهويته العربية وبالرغم من إدخال هذا التوجه الشعوبي إلى (الدستور) ,فضلا عن كل الممارسات الأخرى وما واجهه العراقيين طيلة هذه السنوات التي تؤكد ان أمر العراق لا يهمهم بقدر ما يهمهم ان يحوزوا النار لرغيفهم الطائفي والفئوي والشخصي ,فإذا كانوا في اغترابهم المكاني قبل الاحتلال يوفر لهم مساحة واسعة للحركة والحرية في الخارج ,فهم اليوم في اغتراب مكاني ولكنه لا هامش له في الحركة غير التصريحات والأقوال على شاشات الفضائيات وهو المنطقة الخضراء , فقد اعتادوا حياة الفنادق عندما كانوا خارج العراق وها هم اليوم في فندق المنطقة الخضراء ,إنها حكومة في فندق , هذا ما يراه العراقيون اليوم لتصبح محل سخرية وتندر في الشارع العراقي ومنهم من اختار فندقه خارج العراق ,وخصوصا بعض ممن التحق بالعملية السياسية ,لوجود تباينات وخلافات وان كانت تجري تحت غطاء ما يدعون إليه البعض (بالمشروع الوطني) إلا ان الأمر ليس تماما كما هو ظاهر على السطح فهو خلاف على توزيع الحصص وعلى مقدار ما يحصل هذا الطرف أو ذاك من حصة بتعدد إشكالها
وبالرغم من كل هذه الخلافات التي بدأت تظهر يوما بعد أخر,وتطفو على السطح ,فأنها , تبقى تدور ضمن حدود ما يرسمه المحتل والتي سيوظفها أو يسيرها بما يخدمه ويصب لصالح مخططاته.
ان صورة هذا المشهد بدت تتضح للعراقيين الذين تهموا بهولاء أو غرر بهم ,وان هولاء المسؤلين بتصرفاتهم ومواقفهم لا يمكن لهم ان يكونوا مخلصين للعراق وحريصون على شعبه ووحدته وثرواته التي هي اليوم عرضة للتدمير وللنهب ,وان توجهاتهم الطائفية والفؤية الضيقة والتي تحكم ممارساتهم ومواقفهم,وتجعلهم يروا الواقع العراقي بنظرة (عوراء), فحينما يتعرض حيّ أو منطقة لقصف أمريكي المداهمات ويقتل مواطنون,نرى هذا المسؤول أو ذاك يحتج ويطالب بالتعويض أو يتم تعويض المتضررين من قبله لا لأنه حريص على العرقيين ومدافع عنهم وإنما ومن منظوره الخاص إنهم من الفئة أو الطائفة التي ينتمي إليها , ,أما إذا حدث في مناطق وأحياء أخرى لمثل هذه المداهمات وهذا القتل,لمجرد إنهم ليسوا ممن ينتمي إليهم , فأن الصور لم يرها وكأنها في جهة العين العوراء ,وهناك من يحتج أو يقاطع الجلسات (الرسمية) لمجرد ان وزيرا اتهم بقضية ما أو عضو في (البرلمان) اعتدي عليه , أليس ذلك ما يؤكد النزوع والفؤي الضيق والذي ينزع عنهم صفة العراقي أو الانتماء إلى العراق ,وكأن ما يحدث في العراق يوميا لا علم لهم به أو لا يهمهم في الأمر شيء
ان العراقيين اليوم وبعد أكثر من أربع سنوات من الاحتلال وما واجهوه من كوارث وماسي وتدمير ونهب لثروات بلدهم, أدركوا جيدا وبما لا يقبل الشك ان نظام المحاصصة وإشاعة الو لاءات الطائفية والعرقية والاثنية والفؤية فضلا عن وجود المحتل وتحت حرابه لا يمكن ان يؤسس شيئا للعراق .وان المشروع الوطني الذي يضمن سيادة العراق واستقلاله ووحدته ويؤكد هوية العربية وانتمائه العربي , ويجد كل مواطن عراقي ضالتة في هذا المشروع بعيدا عن كل الو لاءات الفرعية الأخرى, هو الذي يؤسس للعراق مستقبله.



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - حكومة في فندق