أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - أفراح هوار!














المزيد.....

أفراح هوار!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 05:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لانبالغ إذا قلنا في ظل ما يشهده العراق، إن المنتخب الوطني لكرة القدم ربما هو الجهة الوحيدة التي تعمل من أجل العراق وحده، بعيدا عن الأهداف الطائفية والعرقية والحزبية.

ولا نجانب الحقيقة إذا أعلنا أن لاعبي هذا المنتخب الذين نشأوا في ظل النظام السابق، وعانوا ماعانوه من تعذيب أو تخويف وترهيب في أقبية وزنازين اللجنة الأولمبية، ولم يألفوا شيئا مما تسرب من اجتماعات للمحاصة عقدت في لندن وبلدة صلاح الدين قبل سقوط نظام صدام، هم اليوم الأكثر استحقاقا ولياقة ليرفعوا علم العراق واسمه عاليا خفاقا في الأقاليم والبلدان، كما فعلوا ويفعلون وهم يلتفون بعلم العراق ويتنفسوه شوقا ولهفا.

فهؤلاء الفتية آمنوا بوطنهم العراق ولم يحبوا غيره ،فزادهم الله هدى وحباهم بكرامته لأن حب الأوطان من الايمان، ومن لاوطن لا أم له.

وهؤلاء الفتية تنفسوا برئة العراق، وانتصبوا على خارطته وأرضه ،وشروا من دجلته وفراته، وتفيأوا ظله وسماه، ولم يكونوا مع أبناء جلدتهم ، الا جسدا واحدا في الربح والخسارة، والموت والحياة،فكانوا هم العراق الذي فقدناه نحن الذين عشنا سني الغربة والألم نبحث عن وطن يأوينا، ونحن نركض خلف سراب العمر ولانجد منه الا خيط دخان ينتشر مع رائحة الموت والتفجير في عراق يكاد ينهار وتنهار لحمته الاجتماعية لولا هذا الحلم الذي يسمى اليوم : منتخب العراق.

نعم.. إن هذا المنتخب - فاز أم خسر- هو اليوم أمل العراقيين في وحدتهم التي يبحثون عنها، وفي ألفتهم التي ألفوها من قبل، وحبهم لبلدهم ولعلمهم الذي لم يخطفه منهم جلادو ذاك الزمان. وإن العراق بهؤلاء الفتية المؤمنة بالوطن والأرض والاخاء، يظل عصيا على كل فتنة وبلاء، رغم كل الأحزان والموت العبثي المتنقل يوميا في بلاد الرافدين ..بلاد الخصب والنماء!.


في المنتخب العراقي هوار ملا محمد ،مثال ونموذج عن العراق الموحد الصغير الذي لم يكن يعرف أبدا معادلة اسمها المحاصة، ولن يقبل بها مادام في عراقنا مثله.

هذا الشاب الكردي السني،رضي أن يحزن ويدفن ألمه بين جنبيه وهو يتلقى نبأ وفاة " أمه "، ليفرح العراقيين جميعا دون استثناء، ودون أن يأخذ بنظر الاعتبار قانون المحاصة الطائفية والعرقية الذي وضعه الأجنبي للعراقيين.

هوار الذي لعب آخر مباريات منتخبنا الوطني وهو يحمل على كتفه شريطا أسود حزنا على وفاة من ربته صغيرا ، قال مخاطبا قناة العراقية وهو يمشي واثق الخطوة ملكا بعد فوز المنتخب وتأهله للنصف النهائي في بطولة كاس آسيا، متعاليا على جراحه: نحزن ليفرح العراق.

قالها هوار بينما السياسيون في العراق يقولون غيرها من خلال ما يفعلون وما يصنعون وما يخططون ويتحالفون ويتكتلون، فهم جميعا يعملون من أجل أنفسهم ومكاسبهم وحتى الأجنبي خارج الحدود، ولا يضعون العراق في جدول أعمالهم، بل حتى أنهم لا يضعونه في طريقهم ليصلوا اليه ولو بعد حين.

فما يجري في العراق يؤكد بما لا يقبل الشك أن العراق لم يكن في يوم من الأيام، في قائمة المتصارعين على فتات الأجنبي، ومن تحركهم أجندته سواء أولئك الذين يعملون مع أو قرب المحتل،أم أولئك الذين يزعمون أنهم " مقاومة" ويحسب الجميع أنهم للعراق يعملون.

إنها فئة واحدة ثبت حتى الآن أنها تعمل من أجل العراق وحده ولاغير، وهم هؤلاء الفتية الصغار ...هوار وصحبه.

فاحفظهم لنا يارب..

ربما يخجل منهم الآخرون.





--
وما من كاتبِ الا سيفنى وُيبقى الدهرُ ماكتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شئ ُيسرك في القيامة أن تراهُ




#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة ظل ..أمريكية في العراق!
- إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل والمقاومة ..الوطنية!
- ماذا تبقى لنوري المالكي؟
- ماذا تبقى لحكومة المالكي؟!
- الى البعثيين وأنصارهم: بل الذين كفروا يكذبون!
- مقال أثار غضب البعثيين!
- المأزق السياسي في العراق.. وماذا بعد؟!
- المالكي وايران!
- انقلاب المالكي.. هل ينجح؟
- عندما يبيض الديك في العراق!
- كركوك: أزمة مواطنة أم معضلة وطن؟
- إيران وبريطانيا واستحقاقات أزمة حافة النهر
- أوراق نيسان!
- اصطفافات جديدة أم انقلاب جديد في العراق؟
- للملف /أربع سنوات عجاف في عراق ما بعد صدام!
- تقرير بانوراما -قناة العربية-:قضية صابرين .. اغتصاب طائفي أم ...
- عام على المؤامرة -تفجير سامراءأراد إشعال حرب طائفية-
- الصحفيون العراقيون يدفعون الثمن باستمرار!
- دموع هَوّار !
- إيران والعرب: بين الواقعية المطلوبة والوِدِّ المفقود!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - أفراح هوار!