أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد ثامر جهاد - كهربة المواطن العراقي














المزيد.....

كهربة المواطن العراقي


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حتى فيما يمكن اعتباره ربيعا أو شتاءَ بشريا ، وحتى وان لم تتناولها الرواية العراقية في تاريخها الثقافي ،اعتبرت مشكلة إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق( وربما منذ فجر السلالات) إحدى أهم المشكلات التي يعاني منها مواطن هذا البلد المكهرب منذ عقود عدة والى وقتنا الراهن بشكل جعل لها ( أي الكهربة المنشودة ) غلبة على كل هموم العراقيين وأولوية مطلقة توازي رغبة المرء في دخول الجنة أو الفرار من النار .
وفيما أخذت تلك المشكلة في راهن حياتنا العراقية أبعادا جديدة بتشابكها مع رديفتها المزمنة المشكلة الأمنية خلال ما يطرأ حينا وحينا من استهداف عمد لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية وكذا ضرب الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي في غير مدينة عراقية أثناء اضطراب الأوضاع في هذه المدينة أو تلك،بدا الشأن الكهربائي متفاقما بشكل جعل الحل فيه اقرب إلى المستحيل بنظر المواطنين وربما حتى بنظر المؤسسات الحكومية ذات العلاقة. في المقابل تبدو الجهات الحكومية المعنية بشؤون الطاقة الكهربائية حثيثة الخطى في معالجة هذا الخلل الذي يفتك بمواطنيها في صيف عراقي لاهب لن يكون الأقسى في قاموس حياتهم المتصاعدة سوءَ ومعاناة، فهي ساعية (أي المؤسسات الخدمية) كما تدعي غالبا إلى إصلاح أو ترتيق هذا الخلل لكن بحلول مؤقتة تهدأ سخونة أعصاب الناس ،فيخلق سعيها مشاكل وصعوبات عملية أخرى بعد انقضاء فترة وجيزة، ليرى المواطن ان المشكلة الأساس قد تشعبت بقدرة عجيبة إلى مشاكل أخرى اشد تعقيدا، فيحتال المرء والحال هذه على سوء وضعه (الكهربائي) بتدبير خط مساعد من الجوار الأقرب ليبدو المواطن الصالح هاهنا فردا متجاوزا على الحق العام بنظر القانون وعرضة للعقوبة والمساءلة.
لكن خبرا سريعا يسمعه هذا المواطن المكهرب أو تقريرا قصيرا يشاهده من على شاشة التلفاز عن مبالغ خيالية لاستيراد محولات أو قطع غيار جديدة يكون كافيا أحيانا لتطمين جل مخاوفه وتمرير شهر أو اثنين بانتظار وصول القافلة المعجزة ،فيما يرى آخرون (بتشائم ثقيل) في تلك المبالغ الخرافية المخصصة لمعالجة كهربائنا الوطنية مؤشرا على سوء حاصل لا ريب سيفتح هول المبالغ فيه شهية من لا يكترث بهموم الناس ولا يقدر حيوية المعطى الكهربائي لسلامة الوجود البشري وبقاء النوع.
وفي الغضون يحار وزراء الكهرباء في اجتراح حلول ناجعة لهذه المشكلة الوجودية المزمنة ، تارة في الاعتماد الكلي على محطات المدن الآمنة ( من كانت آمنة منها ) التي عليها - ورغما عنها - ان تغذي المدن غير الآمنة بما أوتيت من طاقة إنارة وقدرة ضياء. فيثور غالبا أبناء المدن المفقرة إلا من كهرباء شحيحة وجدت على أرضهم يوما ما بحساب حكومي خاطئ استقدم حينذاك شركة هندسية أجنبية أصبحت اليوم من تراث متاحف المعسكر الاشتراكي في عدالة توزيع الثروات الوطنية.
ولن يكف المواطن الموتور ذاك عن سب من يحاول ان يسلبه آخر ما يملك في جحيم وجوده باعتبار ان تصريحات حكومية كتلك تؤجج في لاوعيه خشية تسلط مقيت قد يسلبه مرة أخرى نعمة من نعم الله وحقا بسيطا من حقوقه لا لشئ الا لعجز في تحمل المسؤول المركزي لمسؤوليته أو انعدام لكفاءته أو تفريغ لرغبة دفينة في تمرير الأوامر الوزارية من علو .
وفي مناخ قائظ كهذا يخادع المرء همومه ويلاعبها بتمرير الوقت فيتندر من ذاك الذي يتهم مدينة أو أخرى بمروقها على الخطط الإستراتيجية للسياسة الكهربائية الوطنية والتي تتسبب هي بعينها ولاشئ سواها بإرباك كهربة البلاد من جنوبها إلى شمالها. لكن المواطن ليس على صواب دائما خاصة حينما يترك لحسه المناطقي ان يغلب بلحظة انفعال عابرة حسه الإنساني المشفوع بضرورة مشاركة أبناء البلد الواحد حلو حياتهم ومرها..
وفي الليل بجلال ظلامه أو ببصيص ضيائه، سيجلس ذاك المواطن : وحيدا ، مغتربا ، كئيبا لا يفكر بالوزير ولا بالوطن ولا بحبيبته التي ترقب منه مشاعر مكهربة تحييها.
ومع تلاشي غيمة دخان ينفثها بدوائر بريئة ، يشعر المرء لحين بسعادة طاغية وهو يطالع عريه البدائي في مرآة فقيرة : تضحك أمامه.. فيدرك قصر عمره.



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسود او ابيض / في ثقافة أقاصي الاختلاف
- سائق التاكسي .. سيناريو موت عراقي قصير
- عن حلم فلوبير ورواية الوردة
- اغتيال البسمة ..في اغتيال الفنان وليد حسن جعاز
- مواطن .. بعد فوات الأوان
- في التنوع والاستبداد صورة عن الجدل الثقافي والسياسي
- مديات عراقية في ربيع المدى الثقافي
- بيان استنكار من اتحاد الصحفيين العراقيين في ذي قار
- في حقائبه السينمائية المسافرة .. رسائل للوطن والأصدقاء
- مواقف مساندة لصحفيي ذي قار عشية الاعتداء على زملائهم من قبل ...
- كلمة المثقفين التي ألقيت في حفل افتتاح متحف الناصرية بعد إعا ...
- اغتراب مطر السياب
- مثقفو مدينة الناصرية يتطلعون إلى دولتهم الليبرالية
- لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي ...
- عن السينما والدستور وحلمي الأثير
- المسافرون إلى السماء عنوة
- سيناريو الرعب ولغو الانتصارات الكاذبة
- سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي
- أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
- نص مخمور


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد ثامر جهاد - كهربة المواطن العراقي