أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر المندلاوي - أزمة المأزوم في ما ليس له لزوم














المزيد.....

أزمة المأزوم في ما ليس له لزوم


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 07:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي الأزمة إذن، شاملة وعميقة، تديمها من جهة أولى، خيبات المشاريع المأزومة لساسة عراقيين مأزومين، لا لزوم لها ولهم إلا بمقدار توافق إرادة هؤلاء الساسة مع هوى الإحتلال في جعل العراق حصة أمريكا (المأزومة هي الأخرى) في غنائم ما بعد الحرب الباردة. وتديمها من جهة ثانية، سياسات خائبة لإحتلال أرعن، لا لزوم لها وله إلا بمقدار توافق إرادة الإحتلال مع إرادة الساسة المحليين في إشاعة الطوائفية السياسية والجهوية في عراق ممانع. والمفارقة إن توافق الإرادات بين هؤلاء وأولئك لم يسعف أحدا منهم في بلوغ أهدافه، لا الإحتلال مكن المتحالفين معه من بلوغ هدفهم في جعل العراق دولة طوائفية تتقاسمها المؤسسات الطائفية في أمن وسلام، ولا المتحالفين مع الإحتلال مكنوا أمريكا من قطف ثمار غزوها للعراق في هيئة إحتلال هادىء ومريح. نحن إزاء عجز متبادل في صورة أزمة مستفحلة، تحاول الأطراف المتشاركة في صنعها وإدامتها تمويه أسبابها الحقيقية إما بردها إلى عوامل تكتيكية وميدانية أو إلى خبث المناوئين المتربصين بالتجربة العراقية لحجب نورها(أو ظلامها) عن أهل الدار ودول الجوار. فأمريكا من جانبها تحمل الأطراف العراقية الموالية وتلك المناوئة لها مسؤولية الأزمة. الموالون: لبطء حركتهم ونكوصهم عن التعهدات التي إلتزموا بها. والمناوئون: لسعيهم إلى إلحاق الهزيمة بالإحتلال وتاليا وأد العملية السياسية. والحكومة العراقية من جانبها تحمل الإدارة الأمريكية والقوى المحلية المعارضة مسؤولية تدهور الأوضاع. الإدراة الأمريكية: لإرتكابها أخطاء تكتيكية وميدانية قاتلة. والقوى المعارضة: لدأبها المتواصل لإفشال التجربة (الديمقراطية).
هذا العتب المتبادل الذي يصل أحيانا إلى نفاذ صبر كل طرف من حماقات الطرف الآخر يعكس وبوضوح تام حالة التخبط وفقدان الرؤية الواضحة لمجريات الأحداث في العراق، مثلما يؤشر وبوضوح أيضا الإفتقار إلى فضيلة الإعتراف بالفشل ليس في توجيه الأوضاع في مسارات صحيحة وحسب، وإنما في صناعة الإحتلال العسكري المباشر الذي ولى زمانه وبرح مكانه. فالأزمة تكمن أولا وإبتداء في ماهية الإحتلال، بمعنى إن الإحتلال مشروع مأزوم وليس له أن يثمر رطبا، وتكمن ثانيا ولاحقا في المشروع الطوائفي الجهوي الذي إستتبع مشروع الإحتلال. وعليه فإن العجز المتبادل عن بلوغ الأهداف رغم توافق الإرادات إنما في حقيقته عجز بنيوي يشمل كامل المشروع الإحتلالي الطوائفي الجهوي، وأية محاولة مهما كان مبلغ كمالها وجدتها لمعالجة النتائج المأزومة لمشروع الإحتلال ستصطدم لا محالة بمأزومية المشروع الإحتلالي، وستفضي حتما إلى أزمات مضاعفة. إن المشكلة تكمن في عدم قدرة مشروع مأزوم كمشروع الإحتلال على إستحضار نتائج غير مأزومة. إن الطائفية السياسية والجهوية تلازم المشروع الإحتلالي بالضرورة، ولا فكاك منها إلا بنفي هذا المشروع. وفي تعبير آخر ، إن العملية السياسية في أزمة بعلة المحاصصة السياسية (الطائفية والجهوية) فقط لأنها أبصرت النور نتيجة مخاضات الإحتلال ولا يجوز لها ولا يمكنها أن تقوم على أسس مغايرة ونافية لمشروع الإحتلال المأزوم، الذي ليس له أن يستحضر ما هو مناف لوجوده ولاحقا لإهدافه في العراق. وعليه فإن سعي الإحتلال لمعالجة الأزمة التي تعصف بالعملية السياسية، وأيضا سعي الأطراف العراقية المشاركة في العملية السياسية لمعالجة أزمة الإحتلال، إنما هو سعي لتجديد عناصر الأزمة وإن هدف إلى معالجتها، وهكذا نكون أمام مفارقة عراقية- أمريكية من طراز خاص: تجديد الأزمة وتعميقها بوسائل تهدف إلى معالجتها. ولعل أبرز مثال على هذه المفارقة، إصرار الإدارة الأمريكية على إنجاز المساومات السياسية بين المتحاصصين العراقيين (المتحالفين مع الإحتلال والمناوئين له سواء بسواء) بإعتبارها واحدة من اهم عناوين المصالحة الوطنية، والعقلاء يدركون بأن المصالحة الوطنية أكثر عمقا وشمولا من المساومات السياسية، فهي وببساطة تقوم على المساومات الإجتماعية أو ما يعرف بالعقد الإجتماعي الذي يجد تعبيره السياسي في نظم ومؤسسات وفعاليات وطنية تخص المجتمع، وتعبر عن وحدة النسيج الإجتماعي وتحرص على تقويته. بينما المساومات السياسية بين قوى وتيارات تدعي التمثيل الطائفي والجهوي، وتحرص على تحقيق مكاسب فئوية بإسم الطائفة أو الجهة أو المكون، لايمكنها أن تتحقق دون الإستناد على الشرخ الإجتماعي بين طوائف ومكونات المجتمع ومن ثم إدامة وتعميق بل وهدم النسيج الإجتماعي لتبرير دوام المساومات السياسية وفق قواعد تحاصصية، الأمر الذي يعني في الواقع العملي دفع المجتمع العراقي دفعا نحو هاوية الإحتراب الأهلي، أي الأزمة القصوى.



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وأزمة الهويات المستحدثة
- الأزمة العراقية والخيارات الصعبة
- سوق الزبون
- الديموقراطية و الإشكال القومي و الأقلياتي في العراق
- الوطنية العراقية .. العقل والعاطفة
- الحزب الشبوعي العراقي.... سياسات بحاجة إلى تدقيق
- ثالوث الأقانيم في عراق الأقاليم
- الحزب الشيوعي العراقي بين التجديد والتأبيد
- شياطين الله.......3
- شياطين الله .....2
- شياطين الله ......1
- وما الفائدة من وجوده إذاً ؟
- آليات إعادة إنتاج الأزمات
- مصادر الموارد السياسية في العراق...3
- مصادر الموارد السياسية في العراق...2
- مصادر الموارد السياسية في العراق ...1
- الإسلام السياسي في العراق – 4
- الإسلام السياسي في العراق – 3
- الإسلام السياسي في العراق - 2
- الإسلام السياسي في العراق


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر المندلاوي - أزمة المأزوم في ما ليس له لزوم