أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3















المزيد.....

هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 07:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خطاب الرئيس السوري في ابتداء الولاية الثانية له والسابعة في حكم أسرة الأسـد يُذكّر مستمعه وقارئه بمُطوَّلات وخطابات طيب الذكر الرئيس كاسترو وأمثاله على بعد الدار وتنائي المسافات، واختلاف اللغات تأكيداً على أن الحال من بعضه، ومن خلّف مامات.
يبدو لمستمع الخطاب أن كتبته مشغولون عنه بأمرٍ عظيم، لايملكون معه الوقت الكافي لتركيز الكلام بماينفع الناس ويوفر عليهم وقتهم. فالمعروف بداهةً أنه كلما كان كلام الرؤساء والقادة ومن في حكمهم قليلاً فمعناه أن الجهد والوقت الذي صرف عليه إعداداً كان كبيراً والعكس صحيح. فيوم يوفر الكتبة ساعةً من الوقت على جماهير الناس، ويرفعوا نسبة الدسم والفائدة فيما أعدّوه للناس فهذا يعني أنهم وفروا الملايين من الساعات لاستخدامها في العمل والبناء والتنمية. ولكنهم أضاعوا على الناس وقتهم وخفضوا في الدسم حتى انعدم في كثرة المرق. فأساؤوا من حيث أطالوا، وأظهروا تناقضاتٍ ماكان لها أن تكون لولا كثرة اللت والعجن والتكرار والإعادة.
ضمنوا مطولة السيد الرئيس مقاطع فيها الكثير والكثير من الثناء والمديح للشعب السوري من قبيل وصفهم له بالصادق وصاحب الرؤية النافذه تجاه ماواجهه من استحقاقات ولم يكن مصادفة أن يتمتع بأرقى درجات الانسجام والاستقرار فى قلب هذه الأمواج العاتية من الصراعات الدولية التى تكاد تغرق المنطقة فى حال من الفوضى العارمة..ويخوض معاركه بشرف وإباء فى سبيل نهضة الامة واستقلالها مهما كلفه ذلك من ثمن. وتقويل السيد الرئيس: أنه لولا متانة مجتمعنا الذى صقلته التجارب والتحديات خلال العقود الماضية..فأضافت الى خصاله التاريخية ميزة الوعي الوطني والقومي العميق..والروءية البعيدة الصائبة ..التى كانت بالنسبة لي السند الذى أعتمد عليه والبوصلة التى أهتدي بها فى أى قرار اتخذته كبيراً كان أم صغيراً.
فهل نسي أو غفل من كتب عن هذه المناقبية والمواطنية نسيباً وفخراً ومدحاً في شعب سورية العظيم، بأن هذا الشعب حُكمَ ومازال محكوماً بقوانين الطوارئ والقمع والاستبداد لأكثر من 44 عاماً، التي أعطت صلاحياتٍ مطلقةً للسلطة في الأحكام العرفية، والاعتقالات التعسفية، والمحاكم الأمنية والعسكرية، والتي تجلّت قمعاً واستبداداً وتكميماً للأفواه، ومراقبةً للصحف والإعلام وامتناعاً للمحاسبة والمساءلة لأجهزة الأمن والسلطة في الوقت الذي مُنِعت فيه عن المواطنين حقوقهم وحرياتهم التي منحتهم إياها المدونات البشرية والقوانين المدنية والشرائع الإلهية.
سيداتي آنساتي سادتي..!! إذا كان الشعب السوري بكل هذه المناقبية والأوصاف التي كتبها كتبة الخطاب الرئاسي وهذا هو حاله مع قوانين القمع والطوارئ والاستبداد، فكيف سيكون حاله والعياذ بالله مع شيء من نقص أو خلل في هذا النعت أو التوصيف، أو مع شيءٍ من الممارسة الديمقراطية لبعض حقوقه المدنية والدستورية..!؟
كتبة المدونة الرئاسية قوّلوا الرئيس بشار: وترسخت معها لديّ قناعة لا تتزعزع بأن ما يحفظ سورية..وما يصون استقرارها .. ليس الثروات والإمكانات المادية على أهميتها بل التراث المعنوى ..الخ.
وهو لاشك كلام فيه مافيه من المعاني خافيها وظاهرها، وكأنه يقول لجماهير الناس الكادح فيهم والغلبان: مالكم ومال الثروة والثروات والمادة والماديات على أهميتها..!؟ فليس بالمال والماديات ولابالخبز يحيا المسؤول والمواطن، ولابالثروات والامكانات المادية يحفظ الوطن.
مؤدى الكلام السابق مع سكوت منظّري الخطاب الرئاسي عن فواحش سرقة المال العام وعدم تعقيبهم عليه يجعل السؤال المنطقي عن ( قوارين ) سـورية المعروفين: لماذا تحيطون أنفسكم وتسوّرونها وتريدون حفظها بالمال المسروق خصوصاً. فمتى ولماذا ومن أين وكيف اجتمعت وأصبحت ثروة البلاد ورزق العباد في يد مجموعةٍ فاسدةٍ ومفسدةٍ من الحيتان والهوامير والقطط السمان من الآل والصحب والقرابة التي يَتَجَمَّع في حساباتها قَطْرُ عرق الملايين والملايين من الكادحين والمسحوقين والجياع المقهورين لتُِكَوّن أصفار ملياراتهم وتزيد في أرصدتهم الدولارية.
كتبة الخطاب الرئاسي أشاروا وبسرعة خاطفة إلى تحديات السنوات الماضية التي تسببت بالضغط على موارد الدولة.
ولكن للأسف فاتتهم الإشارة، لماذا لم تتسبب هذه التحديات بالضغط على موارد كبار القراصنة والنهابين المعروفين في الدولة، وممن يشار إليهم في كل صفقة ومع كل تجارة كما ضغطت على موارد الدولة فضلاً عن زيادة أصفار ملايينهم وارتفاع معدل شفطهم وبلعهم.. بل واختصت فقط موارد الدولة..؟
كتبة كلمة الرئيس أمام مجلس الشعب الجديد أجروا على لسانه كلاماً كبيراً وكبيراً جداً وهو الأخطر في الخطاب عندما قال:
إن عام 2007 .. هو عام مصيرى ..نحن طبعا فى النصف الثانى وبقى منه بضعة أشهر.. هذا العام وربما أشهر من هذا العام ستحدد مصير ومستقبل المنطقة وربما العالم كله.
أي كتبة هؤلاء..!؟ وأي مفكرون وسياسيون يكتبون مثل الكلام للسيد الرئيس، ويقوّلونه إياه على الفضائيات..!!؟ ولاسيما إذا عرفنا أن الدول العظمى في العالم محدودة ومعروفة، وسـورية هي ليست منها بالتأكيد.
سـيداتي ..آنساتي.. سـادتي..!!
الأشهر القادمات حسب قولهم وعلى عهدتهم وذمتهم، ستُحدد مصير ومستقبل المنطقة وربما العالم..!! الله أكبر على كلام أكبر من كبير، وأوسع من واسع.. لاسيما إذا علمنا أن كتبة الكلام لم يتكلموا عن مصير سـوريا وقتها.
هل كان كلام السيد الرئيس رسالة تأكيد للناس والعالمين أنه يمكن أن تُرسم خرائط جديدة للمنطقة وربما العالم ولكن سورية لن يمسّها الرسم والتحديد، وستكون بعيدةً عن رسم هكذا خرائط، أم أن سـورية مكفولة بكفالة النظام ومضمونة بودائع..!؟
مبعث مثل هذا الكلام الخطير فيما نعتقد إحساس النظام السوري أن حبل المحكمة الدولية رغم أنه غير معني فيها حسب تصريحاته الدائمة يشتد على رقبة القتلة والمجرمين وهو عنهم ليس ببعيد. فهو هدّد في العديد من خطاباته بإشعال المنطقة، ثم هدّد في مايو/ أيار الماضي في حديثه الهاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة باشتعال المنطقة من بحر قزوين وحتى المتوسط إذا ماأقرت المحكمة الدولية، وقد أقروها. وهو اليوم يطلق تصريحه عن تحديد مستقبل المنطقة وربما العالم خلال الأشهر القليلة القادمة أمام أعضاء مجلس الشعب، والكل يعرف أن هكذا رسوم وتحديدات تعقب حروباً مدمرة.
فهل هذا هو الأمر العظيم الذي أراد كتبة خطاب الرئاسة في بداية الولاية الجديدة للرئيس بشار التبشير به وتوصيله للمجتمع الدولي عقاباً له على إقرار المحكمة الدولية، أم هو كلام من دون حساب، يفتقد الغطاء وليس له رصيد..!؟ إن هي إلا أشهر معلومات، (وياخبر اليوم بفلوس، بكره حيكون ببلاش). وللحديث بقية.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري بين مدينه حماة ومخيم نهر البارد
- النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟
- تغيير ولكن بطريقةٍ غير متخلفة
- توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية
- حِبَال النظام السوري قصيرة
- الحاضر والمستقبل والنظام السوري
- عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3