أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بركات محي الدين - المرجع المدرع/ القسم السادس من تاريخ التفخيخ














المزيد.....

المرجع المدرع/ القسم السادس من تاريخ التفخيخ


بركات محي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 05:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تنبيه : أرجو قراءة الأقسام السابقة كتوطئة لهذا الموضوع
كنت محتاجا ومتشوقا جدا لان التقي بأحد المراجع كي اطلع على بعض أنماط تفكيرهم مشافهة وعن كثب لا من خلال مدوناتهم الفقهية المعتنى بها جيدا والتي يطرحونها لجمهور المقلدين بعد عناية وتزويق كبيرين ,
ودون سابق تخطيط مني أسعفني الحظ فالتقيت بواحدٍ من كبارهم , ولكوني كنت أرافق احد المقربين منه تجاوزت خطوط التفتيش والحماية المتعددة والمتعاقبة بيسر وسرعة . ولكن تلك كانت أولى خيبات الأمل التي يمكن أن تصيب مثلي عند دخوله إلى مكان يُبذل فيه العلم وتنشر فيه الفضيلة
ويسمى ( حوزة علمية ) , تلقيت الأمر بشيء من البرود ورحابة الصدر فالأوضاع الأمنية السيئة يمكن أن تبرر مثل هذه الإجراءات المشددة , لكن ما أصابني بالذهول هو إنني وجدت صاحبنا المرجع الكبير
وهو يلبس الدرع العسكري الكاكي اللون تحت جبتِّه الدكناء وقد كان الجزء العلوي من ذلك الدرع بائناً من خلال الفتحة العلوية للجبة كما إن الرجل كان متضايقا من ضغط الدرع أثناء جلسته وكأنه كائن محنّط , لقد أصاب الذعر صاحبنا بحيث لم يكتفي بالعديد من رجال الحماية والمرافقين ( نسميهم في العراق عظّامة) للاطمئنان على حياته المقدسة فاختار العمل بالاحتياط الوجوبي في لبس الدروع !!
على كل حال استقبلنا الرجل بحفاوة واقبل علينا بوجهه يكلمنا بشيء من الود والاهتمام بخلاف ما نُقل عن رفاقه المراجع الذين لايعيرون أي اهتمام لزائريهم إلا إذا كانوا يحملون إليهم أموال الخمس والزكاة !! ولا ادري لعل المقام كان مختلفا هذه المرة ,
بدا رجل الدين مهتماً جدا بأمر الدنيا , فالدنيا عنده شيء عزيز جدا ولم تكن أتفه من عفطة عنز كما كانت عند ابن أبي طالب الذي يقول هذا المرجع وإخوانه إنهم دالة علمه وعمله , تحدث الرجل بثقة وأخذت أساريره تطفح بالفخر والبشاشة وهو يخبرنا أن الأمور في العراق تبشر بكل خير فالشيعة يتعلمون كل يوم كيف يمسكون بالسلطة فيما يتعلم السنة كل يوم أيضا كيف يفقدونها !! ثم أضاف بحماسة دينية مألوفة من أمثاله ومشفوعة ببعض المروِّيات المأثورة إن التضحيات الجسيمة ( كما يسميها ) هي أمر حتمي لبلوغ الهدف المنشود ! أي أن آلاف الجثث المتناثرة والرؤوس السائبة عن أجسادها الملقاة على قوارع الطرق وملايين العوائل المهجرة والأعراض المنتهكة هي قربان معقول يجب أن يقدمه الشعب العراقي من اجل جلوس بعض القردة والحشاشين على دست الحكم , وان عرش شذاذ الآفاق والهمج الرعاع الذين لايجيدون سوى التخبط والسرقة , لابد أن يشاد بجماجم الفقراء المحايدين الذين لا شان لهم بما جرى في كوخ بني ساعدة أو بنزوة بعير مشئوم ركبته امرأة تحمل خرقة ملّطخة بدمٍ كَذِب قيل انه لأحد الخلفاء المقتولين , أسهب الرجل كثيرا في تعضيد نظريته البراغماتية ليقول إن الزمن قد دارت دورته وان أخطاء الماضي سوف لن تتكرر هذه المرة وان هفوات علي والحسين والمختار بن عبيدة الثقفي وزيد بن علي والحسين صاحب فخ وثورة العشرين يجب إن تكون دروسا ليست تاريخية فقط وإنما دروساً حوزوية يجب الاهتمام بها وجعلها نصب أعين أبناء المذهب دائما لظمان عدم تكرارها , فكان واضحا إن مرجعنا المبجل يؤسس لتشيع جديد بعد التشيع العلوي والتشيع الصفوي يمكن أن نسميه بالتشيع الميكافيللي ,
حسنٌ , يمكن فهم هذا الانحراف الفكري على انه نتاج عقود من الظلم وقرون من الحرمان والعيش خارج الدائرة , أو انه تقمص لا شعوري من قبل الضحية لشخصية الجلاد واستعارة ساذجة لبعض أدواته الناجعة في الإدارة والحكم , لكن ما لايمكن فهمه أبدا هو أن يبدي شخص يفترض انه يمثل احد رؤوس الهرم الديني والعلمي والأخلاقي لطائفة ما , أن يبدي أسفه ولوعته لان جماعته لم يقوموا عقب احتلال الأمريكان للعراق مباشرة بالزحف نحو مدينة سامراء واستيطانها وإرغام سكانها إما على الهجرة منها أو الرضوخ للواقع الطوبغرافي الجديد !! أضاف هذا النادم المتلهف إن الوقت لم يمضِ وان الفرصة لم تفت وانه لابد من نقل ما لا يقل عن خمسمائة إلف نسمة من الشيعة وإسكانهم في سامراء بشتى وسائل الإكراه والإغراء( هذا نص كلامه ورب الكعبة) , فان مجرد وجود قبر لأحد أئمة المذهب والطائفة فيها لهو دليل على عائديتها لهم وإنها جزء من فيدراليتهم المنشودة , وليت شعري فلو طال الزمان بهذا المتحمس المجذوب لرأيناه يطالب بضم المدينة المنورة وبقيعها إلى إقليم الشيعة لان فيها بعض قبور أهل البيت !! مالذي يحدث ؟ وهل إن هذا الجنون والعربدة هو الثمرة الأولى لديمقراطية الفوضى الخلاقة , ام انه تضريس من ملامح موجة التمذهب والعنصرة التي تطوِّح برؤوسنا جميعاً , الهلال الشيعي يحلم أن يكون بدراً يضم كل الأراضي التي تحتوي على قبور ذراري أهل البيت ومواليهم , وإقليم الأكراد الجبلي يسعى للاستحواذ على كل بقعة من ارض العراق فيها مرتفع حتى لو كان تلا بعلو عشرة أمتار , والمجد الضائع للسنة يجعل جميع الأشياء الخارجة من أيديهم نهيبة يجب تدميرها بدل وقوعها بأيدي الأعداء , فلا شيء عندهم جدير بالوجود مادام غيرهم هو من يستحوذ عليه ويديره ،
يا للهول أية عاهر لعوب هذه السلطة التي أغرت الجميع وجعلتهم يلهثون وراءها لخطب ودها ؟ إنها تفتنهم كل يوم وتخرج لهم ثدييها الناتئين ليرتضعوا من حليبها المسكر حتى الثمالة ..
مرجع كبير يدعو لإعادة الاستيطان وتوسيع هلال عاشوراء , ومرجع متبرعم غادر للتو العاب ( البلي ستيشن) يدعو لزحف مليوني هائج إلى ارض الأحلام الهلالية ساء من رأى ,
في التشيع الميكافيللي لن يكون احد خارج دائرة الاتهام لان من يبكي على القبر قد يكون هو من قتل المدفون فيه !! ولان جعبة مستشار الأمن القومي ذلك المكوك المثابر والرابوط الوثيق بين المرجعية والاحتلال لا زالت غنية بالكثير من خفايا العمليتين السياسية والأمنية في العراق ,
في واقعكم المفخخ هذا من كان منكم بلا خطيئة فليمزّق هلاله وليرجم جبله وليلعن مجده الفاجر ..
التقيكم في القسم السابع بأذن الله



#بركات_محي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذو الرئاستين دجّال يحظى بثقة الطائفتين.. القسم السابع من تار ...
- المرأة ..الهة سرق الرجال عرشها بالخديعة
- اوربا واعدة اعمار الفلسفة
- ديمقراطية الاسلام..بين ولاية الفقيه وامارة السفيه
- تاريخ التفخيخ ..من مدونات اللعن حتى البهائم المفخخة .. الاقس ...
- العراق الديمقرا-ديني.. تطلع خفي نحو الديكتاتورية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بركات محي الدين - المرجع المدرع/ القسم السادس من تاريخ التفخيخ