أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عراقي - الإسلام و الاشتراكية















المزيد.....

الإسلام و الاشتراكية


محمد عراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم كذا كان العنوان لإحدى الفتاوى في كتاب الفتاوى الخاص بالشيخ الراحل متولي الشعرواي .
تملكني العجب بمجرد رؤية هذا العنوان في فهرس الكتاب و سارعت بالانتقال للصفحة الخاصة به لمطالعة رأي الشيخ الشعراوي في مثل هذا الموضوع . و قد استغربت بدايةّ إذ وجدت ان العنوان يستغرق صفحة واحدة من صفحات الكتاب فقد تخيلت من مجرد الاسم ان مثل هذا الموضوع تكتب فيه الكتب و الأبحاث و النظريات.
و قد كان رأي الشيخ الجليل واضح و مختصر (كلمة و نص بالبلدي) . على أني اختبرت لحظة تعجب هي من أندر لحظات التعجب التي مرت بي في حياتي بمجرد ان مرت عيني على السطور و أنهيت قراءة الفتوى العصرية .

و الغريب أيضاّ ان الشيخ تناول العنوان بعنوان آخر !! فلم يتطرق بحرف واحد لشيء عن طبيعة الفكر الاشتراكي و توافقه او اختلافه مع المعتقد الإسلامي. فالشيخ يرى باختصار للاختصار ان من حق أي شخص ان يبحث عن طريقة او مبدأ او فكر يدير به أمور حياته اليومية و يصل به لتحقيق السعادة له و لأهله او لوطنه ,, جميل.
أي شخص باستثناء الشخص المسلم و الشخص المسلم فقط و هذا لان الغير المسلم يحق له البحث إذ لا يعرف عن الإسلام شيئا أما المسلم فقد أعطاه الله هبة إلهيه جاهزة طازجة على طريقة (الهوم ديليفري) إلا وهي الإسلام .
و يقول الشيخ ان الإسلام سبق الاشتراكية بمئات السنين لوضع كافة النظم و الآليات الكفيلة بتحريك المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا لتحقيق الرفاهية (في الدنيا) و هنا تشابه الاشتراكية الإسلام , و الجنة (في الآخرة) و هنا يتفوق الإسلام على الاشتراكية بالطبع .
و يقول الشيخ أيضا ان من فكروا , و أبدعوا , و حلموا , و لو جاز التعبير تأنسنوا من الإنسانية , من فعلوا هذا و ابتكروا الفكر الاشتراكي كان يمكن أن يوفروا مجهودهم و يقرئوا القرآن و يتبحروا في الإسلام و كانوا سيجدون ان الاشتراكية بحذافيرها و أفضل منها ألف ألف مرة موجود في الإسلام (بس كده).
فكيف هذا ؟؟ كيف هذا يا شيخنا ؟؟ أم أنه ليس لديك وقت لتشرح لنا كيف أخطئت البشرية و أصبت أنت ؟؟
لم يقل الشيخ حرفا !!
فهل أكون متجنياّ إذا ادعيت أن مثل هذه الطريقة في التفكير التي تربط بشكل رهيب بين قيمة غيبية مطلقة مثل الدين و قيمة مادية يومية اقتصادية ارتباطاّ نهائياّ منتهياّ , مثل هذه الطريقة تمثل نوع من التخدير و التغييب للعقل ؟؟
و ربما يكون باستطاعتي ان اخط الكثير في نقد مثل تلك الفتوى التي أفتاها الشيخ , لكن السؤال الأهم في رأيي ,, لماذا؟؟
لماذا أجد نفسي مضطرا للرد على مثل تلك الفتوى العجيبة ؟؟
فيمن المشكلة ؟؟ في الشيخ ؟؟ أم في الإسلام ؟؟ أم المسلمين ؟؟ أم ربما في الاشتراكية ؟؟ أم في ماذا ؟؟
ترى ما هو الإسلام بالنسبة لشخص مثل الشيخ الشعراوي و غيره ؟؟
ما الدافع وراء مثل هذا النوع الغريب من التخلف الفكري و الحضاري ؟؟
ما نوع الإيمان الذي يدفعه للتفكير بمثل هذه الطريقة ؟؟ و إلى أين يمكن ان يذهب به مثل هذا الإيمان؟؟ ترى أيمكن أن يذهب به إلى نيويورك لتفجير نفسه في طائرة مخطوفة أو إلى بغداد لفعل نفس الشيء بسيارة مفخخة ؟؟
ترى أيمكن حقاّ ؟؟

الإسلام و الاشتراكية !!

كيف سبق الإسلام الاشتراكية يا شيخنا ؟؟ و دعني أتجرأ و أسئل فضيلتك أن تمتعنا بفهمك العميق و الأكيد للنظريات الاشتراكية المختلفة و الذي منه مؤكدا خرجت بتلك الفتوى العصرية المجددة الرائدة.
ماذا تعرف عن الاشتراكية يا شيخنا ؟؟
ترى هل تعتقد يا شيخنا ان مجرد البحث و التفكير و الابتكار هو نوع من ضعف الإيمان و البعد عن طريق الله من البدء ؟؟
نعم بالفعل هذا هو ما تعتقده لهذا لم تأل جهد حتى قراءة حرف عن الفكر الاشتراكي قبل ان تفتي فضيلتك في تفاهته بكل ذهن متفتح و عقل مستنير.

حسناّ..

أنت مخطأ يا سيدي الشيخ ؟؟ لم يسبق الإسلام الاشتراكية , و لم ينزل الوحي بالاشتراكية بعد نزوله بالإسلام .. و إذا كنت ستواصل التفكير بالإسلام في الإسلام بتلك الطريقة فأنت ستصل بعقلك للصلف و التجمد و التخلف و بعد عدة مراحل ستصل إلى مرحلة الانقراض و يعود الإسلام غريبا كما كان غريبا.

لماذا تنكر على إنسانيتك ان تبدع و تخترع و تبتكر ؟؟ و لماذا تحرم إتباعك و متبعينك من سعادة البحث عن الحقيقة و شغف التجربة و فرحة النجاح بعد الفشل ؟؟ ما العيب في ان تكونوا بشر ؟؟ لماذا لا تكونوا بشرا مسلمين ؟؟ لماذا تضعوا الإسلام عائقا أمام بشريتكم ؟؟ فكروا في انه ربما أوحي به لخدمتكم و ليس لخدمته ؟؟
ثم أنت تدعي ان الفكر و الشرع الإسلامي لو طبقوا كما كان في الماضي , لاستغنى العالم عن كل شيء آخر استغنى عن العلوم و العلماء (غير علماء الدين بالطبع) , و لاستغنى العالم أيضا عن الفلسفة و الآداب و الفنون و اللغات و غيرهم.
لكن دعني اسلك يا سيدنا الشيخ و قد علمت ان الإسلام ظهر في العالم منذ ألف و أربعمائة من السنون و يزيد , متى كان العصر الذي طبق فيه صحيح الإسلام من وجهة نظرك ؟ في عهد محمد الرسول أم الراشدين أم الأمويين أم العباسيين أم الفاطميين أم الأيوبيين أم السلاجقة أم الخوارزميين أم المرابطين أم الموحدين أم الطولونيين أم الإخشيديين أم المماليك أم العثمانيين أم الهاشميين أم أم أم ؟؟؟ في أي من تلك العهود طبق الإسلام ؟ علماّ بان ما من دولة مما ذكرت ألا و خاضت حروب ضروس مع سابقتها ولاحقتها و ما من دولة ألا و كان لها فقهاؤها الذين يحللون وجودها و يحرمون وجود غيرها , و يحللون أي شيء كان , أي شيء يريده خليفتها .
و تتحدثون عن تطبيق الشرع أيضاّ فهل تعلمون انه و طوال التاريخ الإسلامي بأكمله لم تسجل حالة واحدة من تطبيق الحدود الإسلامية على أحد الخلفاء من أي دولة أسلامية !! فهل كان جميع الخلفاء ملائكة ؟ علماّ بأن الكثير منهم خاضوا الحروب المريرة التي سقط فيها ألاف من المسلمين و غير المسلمين الأبرياء ناهيك عن جبروتهم و بطشهم المعروفين عنهم , بل و ثرواتهم و جواريهم و غلمانهم و قصورهم التي يحكي عنها التاريخ . فعلى مدار مئات السنون ألم يفعل أي خليفة ما يخالف الشرع الذين تريدون تطبيقه الآن كما كان في الماضي , أي ماضي تعنون؟
و ما هي مظاهر الرفاهية التي عايشها المسلمون في الماضي و تريدون تكرارها الآن ؟ الحروب و الفتوحات أم الجزية و الخراج أم حكم الفقيه و شورى أولي الأمر و ولاية العهد أم قطع يد السارق و رجم الزاني أم سبي النساء و الغلمان و العبودية أم ماذا ؟؟ و ما هي الإنجازات التي قدمتها الحضارة الإسلامية لركب الحضارة البشرية ؟؟ و لاحظ يا شيخنا أو يا متبعين الشيخ أني سأناقشكم و احلل معكم كل إجابة تجيبون بها على أسئلتي و لن اردد فقط فتح الله عليكم يا شيخنا و الله اكبر و فقط ..
لماذا تريدون بالزمن عودة الوراء أليس الأفضل ان ننظر للمستقبل و نتعلم من دروس الماضي بدل من محاولة بعثه من الموت الذي هو رحمة.
انتم لا تدركون ما تضيعونه و تتخلون عنه يا متبعي الشيخ الشعراوي و أمثاله , إنكم تتخلون عن بشريتكم و إنسانيتكم و روح الوجود التي فيكم , إذا لم يرد الله لكم ان تفكروا لم يكن ليخلق لكم عقول و أذهان و قلوب , و التفكير يبدأ باستلام منهج التحليل و الفلسفة و النقد و الشك , ليس منهج لا تسألوا عن أشياء ان تبدى لكم تسؤكم..

فكروا و تدبروا و تعقلوا لعلكم تهتدون



#محمد_عراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة يأس او ربما لحظة حقيقة
- هند الحناوي ,,, إلى الحرية
- حركة كفاية تتظاهر من اجل رسوم الدنمارك
- يقولون
- حكم يوليو
- هل المواطن المصري مواطن عشوائي
- أوهام قبول الآخر لدى المتلبرلون


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عراقي - الإسلام و الاشتراكية