أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة البوزيدي - الزمن المفقود














المزيد.....

الزمن المفقود


حمزة البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 05:55
المحور: الادب والفن
    


ا

يهتز الكيان بكل صرخة فكر تنطلق من قلب تموج الأحداث والأحاسيس حولي .. ومع كل تذكر تأبى العبرات السكون وتنطلق الأشجان عابرة صحراء الأسى بلا زاد فتكاد الروح تلقى حتفها من هول الهموم....


ل

سيأخذني سحر المكان من جديد إلى فوهات البركان الثائر من ذاتي ... سيدفعني دفعا إلى ممر الزمان الدودي فأرنو متفكرا في اللحظات التي قضيتها هنا من قبل .... أتدري ما الشعور وأنت ترى ذاتك من قمة الزمن...؟؟

ز

مع كل إطلالة للزمن ..وصرخات للذكريات يتجدد الحنين... للأيام...للحظات..والساعات...أوقات ما عادت الروح تصبر عليها، وعلى ذكراها الرائعة.. من خلفها تجلت كل الأشباح التي عايشتنها ذات يوم ..من خلفها تبدت كل الأحاسيس التي طرقت قلوبنا ذات حب وذات كره....من خلفها أطلت كل لحظات ما صرنا نحبها، ولو من باب الذكرى.... من كل ذاك أطل العداء السريع يشكو حلقة مفرغة ما استطاع أن يعدو خارجها.. بل هل توجد أخرى ليفعل ذلك أصلا؟
يشكو لوم الكل له، فمنهم من يراها وجها ساخرا منه ومنهم من يراه سفاحا مجرما لا هم له، سوى توريد الناس الهلاك المؤلم، ومنهم من يراه الكل في الكل.. الكل فيه وهو في الكل ....بينما هو يتعذب بكل ثانية، تدفقت منه حاملة الموت دفقانا لا ينقطع وألوانا قاتمة لا تفصح ....


م

الزفرات الفارة من صدري حارة كنار مشتعلة، يزداد لهيبها مع كل وتر يهتز وكل صورة تتجلى ... مع كل تنهيدة يعلو صراخها يصبغ الحائط بلون لا كالألوان ...يحمل في ذاته كل معاني الطفولة والشوق إلى زمن ولى وانزلق من بين أيدينا ومن بين أحاسيسنا لحظة بلحظة ونفسا بعد نفس..إنني هنا لن أمل حراستك أيها الزمن، ولو أنني اعلم أن لا حارس عليك...
ذاتي تأبى الانصياع للمعتاد بأننا مجرد كرة تتدحرج بين ساقيك تسوقنا إلى مرمى الموت بعد إن قذفتنا إليك الأقدار في غفلة من الكل.....وبلا موعد........


ن

ذات يوم سيخوننا القدر وسنحتاج إلى كل دقائقنا للنوح على ما فات.. ولكل عبرة بكاء مؤلم وعويل صارخ.. من هول الحدث ومن هول الحقد على الخائن الذي لن يلين أبدا ما بقينا.... ربما لأنه أخر من يموت منا .... من يدري..؟


ا

سأستيقظ على صدى ذكراهم يتردد من جديد،بعدما لوحت أكف أشباحهم تعلن النهاية، وإن كانوا لا يزالون معنا... يعيشون كأي مخلوق مد له في العمر..قرنا من الزمان ، تعتصرني كلماتهم اعتصارا وهم يقهقهون ويحكون نكتا ... وأرى في عيونهم كل أمارات الهجرة القريبة بدون تمييز ... أتراهم لا يدرون، أم أنهم يتجاهلون ذلك، أم أن الرحلة القادمة لا تستلزم متاعا، من يدري؟ فهم وحدهم سيرحلون.. تاركين إياي كما العادة.. أنوح بكاء مما جرت به المقادير.... وحيدا سأعيش بلا أنيس.....


ل

صباح جديد وبرد جميل يلفحني...تأملت كثيرا في الفارق بينهما .. بينك وبين أغوار الليل السقيم :فكان الفارق كبيرا ....في حضنك يا ليل ما جرعتني غير المرارة وما علمتني إلا فنون الشؤم في درجاتها الكبرى ... بليلائك ما تعلمت غير النحيب على ذات اجبرت أن تنوح كل ليلة وكأنها تهوى العذاب الأبدي الذي قدر على البعض واتخذته خليلا حتى أرداها....


م

مع كل جديد سيزداد نبشي في التراب باحثا عن الجديد الذي لم يتقادم بعد ... الأمور هنا في عصركم غريبة جدا فهي لا تتيح الحياة السوية للذات الإنسانية بل تصيرها آلة جبارة لاختراق الزمن فحسب ...و بلا توقف....



ف

عندما اختفى ظلها في عالم الظلال... كنت هناك لأنوح مع قلبي على غيابها ... راقبتها مليا من خلالي وتمنيت خالصا ألا يكون قلبها قد استوطن جسدا آخر وإلا فليستوطن أرضا مفقودة بلا عودة ........ تمليت كثيرا ثم انفجرت باكيا راجيا أن تعود، ولو كان قلبها قد استوطن أرض الأبالسة... لأراها وان لم املكه..


ق

ستلاحقني أنفاسي باحثة عن جواب لما مضى من الأيام، ولأنني لا أملك الجواب فقد اختفيت عن ذاتي كنعامة ظنت أن الآخرين لا يرونها لمجرد أنها لا تراهم....الى ان باغتتني ...متلبسا بالخيانة الكبرى ...


و

سأراجع ذاتي من جديد وأبحث في ذاكرتها عن كل ما أجرمته في حق الآخرين ... سأجد الكثير الكثير منه ولكن....مع كل جريمة وجدت الآلاف المؤلفة من الأعذار والمبررات فضاعت الآثام وسطها كما يضيع مركب صغير وسط بحر لجي.....


د

أبحث عن يوم ليس في باقي الأيام....التفت يمنة ويسرة فلا أجد إلا أنت، ملتحفا سوادك العميق وعندما ارمقه أجده وضاء مشعاعا باثا كل أمل في بان الحياة بداية وليست نهاية فقط على نحو ما مضى.........



__________________
من خلف وحدتي يكمن العذاب وفي كل دمعة من دمعاتي يسكن الألم,من آهاتي ينتفض الغضب معلنا عصيان الذات للواقع والقدر ,وانفلاتها من كل الأبعاد الثلاث :...........,................ و الحب.




#حمزة_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة البوزيدي - الزمن المفقود