أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشا الطيار - في العراق: براد الطعام يخزن الملابس















المزيد.....

في العراق: براد الطعام يخزن الملابس


رشا الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 10:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يعد يستعمل براد الطعام لحفظ الاطعمة والمشروبات لتبقى طازجة ,فهو يؤدي وظيفة اخرى لاعلاقة له بها لامن قريب ولابعيد...
تحول الى (خزانة ) لخزن الملابس ومختلف اغراض المنزل , وهذا التحول في الاستعمال اصبح ظاهرة مألوفة في اغلب البيوت العراقية.
ترى ما الذي دفع الناس لذلك؟

بلا شك انها الكهرباء .... انقطاع التيار الكهربائي,قلب حياة العوائل رأسا على عقب, وبات من الطبيعي تغير اساليب معيشتهم.

عراق اليوم لايشبه الامس, رغم لجؤ الاهالي الى بدائل للحصول على الكهرباء,ولبدائل (مولدة كهرباء,بطارية شحن ) واحدثها (خلايا تعمل بالطاقة الشمسية), لكنها تبقى محدودة الطاقة , لاتسد الحاجة بتشغيل مختلف اجهزة المنزل خاصة الاساسية .

العوائل الفقيرة ممتعضة من مولد ال(تايكر), الذي يوفر كمية قليلة من التيار الكهربائي, لايكفي لتشغيل (الثلاجة ,المجمدة , مبردة الهواء , التلفزيون,الستلايت, الانارة ) , لذلك استغنت عن (الثلاجة,المجمدة), وتبتاع الخضار من السوق ,على قدر الاستهلاك حتى لايتلف .

جارتي بغداد (ام محمود ) كانت تذهب يوميا الى البقال لتشتري اللحم والخضار ,لان مولد هم (التايكر) لايشغل البراد.
حالة ام محمود هي الغالبة في المجتمع العراقي واخص (البغدادي) منه فالكهرباء اصبحت عنصر ثمييين مفقود الى جانب الامن والخدمات .

وهذه الظاهرة لا علاقة لها بالمستوى المعيشي للمواطن , فحتى العوائل المترفة تستعمل براد واحد او اثنين ك(حد اقصى),لخزن طعامها وشرابها ,وبقية البرادات تركن في زاوية من البيت.
حتى اصبح مكملا لديكور المنزل ,كاي قطعة اثاث,كما ان اقبال المواطن على شرائه من السوق انخفض وسعره كذلك. رغم انها تغص بمختلف اجهزة التبريد ومن مختلف المناشئ ايضا ,لكن من اين لها بالكهرباء ياترى..!!
و يبدو ان كل صيف يمر على العراق ,لا تلقى دعوات العراقيين اي استجابة , لامن جهة حكومية ذات علاقة ....ولا حتى من الله ليمن عليهم بنسمة هواء باردة تغير سخونة الجو.

ومن اللطيف ما تذكره قناة العراقية الفضائية , الناطقة باسم الحكومة , بين فترة واخرى في شريطها الاخباري (السبتايتل) من "تعرض ابراج و خطوط نقل التيار الكهربائي من المحطات التوليدية الشمالية والجنوبية , الى محطات استقبال وبث الطاقة في العاصمة بغداد,لاعمال تخريبية ,تؤدي الى قطع التيار الكهربائي عن احد جوانب بغداد, , وبالتناوب يوم للكرخ واخر للرصافة.

والعمل التخريبي الذي تفصح عنه القناة الرسمية يحرم جانب العاصمة من التيار لعدة ايام 3-5واحيانا اسبوع.

وفي حال عدم تعرض محطات التوليد الى اعتداء, تحضى المناطق السكنية, بالتيارالكهربائي لمدة ساعة واحدة وتصل الى ساعتين خلال 24 ساعة وحتى الساعة الواحدة من الطاقة ,فيها قطع ايضا..

المنطقة الخضراء وجوانبها الاماكن التي يسكنها كبار الحكومة في (الجادرية والكرادة) مستثناة من القطع الكهربائي , فلاولى تضم مكاتب المسؤولين ومنازل الحكومة وبعض البعثات الدبلوماسية ك(السفارة الامريكية والبريطانية) وغيرها,والثانية المنطقة الواصلة بين الجادرية والكرادة التي يسميها البغداديون ب( مقاطعة الحكيم وطالباني ) تضم منزل رئيس قائمة الائتلاف الموحد الشيعية عبد العزيز الحكيم ومنزل رئيس الجمهورية جلال طالباني ومكاتبهم فالكهرباء لهم فقط, وليس للمناطق المجاورة لهم ,(لايؤمنون بمقولة الاقربون اولى بالمعروف).
فتنار الاضواء ليل نهار, يقول رجال الامن هناك "لايجب قطع التيار عنا,خشية حصول اي اعتداء على المنطقة ".
وطبيعي ان براداتهم تحفظ الطعام وليس الملابس , فالتيارمتوفر على مدار اليوم .

ش.ح 33 سنة موظفة في شركة حكومية قرب الكرادة" الحكيم والطالباني وحاشيتهم يتنعمون بخير البلد , ولا يشعرون ببؤس الشارع العراقي , لمدة عامين ادخر النقود لاشتري ثلاجة وبعد ان اشتريتها لا استعملها,للان داخل غلافها ".

الوضع الامني في العراق جعل من المواطن البسيط ذو حس امني مرهف , فهو يدرك ضرورة توفير الحماية للهرم الحكومي ,بعدم حرمان مناطقهم من الكهرباء , لكن هناك ما يثير حنقهم منها , نتيجة الاسراف في استخدام الطاقة.

في الوقت الذي تهيب فيه وزارة الكهرباء بالمواطن التعاون مع دوائرها في العاصمة ,بعدم التجاوز على شبكاتها العامة , فهناك من يتجاوز على خطوط الكهرباء في الطرق الرئيسية التي لاينقطع عنها التيار , ويبرر هذا السلوك من المواطن ب(قلة الحيلة وارتفاع اسعار المحروقات المستمر الذي وصل الى 1000 دينار للتر مادة البنزين المستخدم لتشغيل مولداتهم الخاصة ).

مقابل سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة مع المواطن في توفير الكهرباء ,تنارالاضوية الكشافة نهارا في المنطقة الخضراء و(مقاطعة الحكيم وطالباني) مثلما يسميها البعض, ناهيك عن امتلاكها مولدات عملاقة , ممكن ان تغذي مناطق سكنية باكملها بالتيارالكهربائي, و تعلن وزارة الكهرباء دائما " العراق يمر بازمة في الطاقة الكهربائية"

ازمة الكهرباء مستعصية منذ حكومة صدام حسين لكنها لم تكن هكذا ابدا بالذات في العاصمة, ما يثير شكوك العراقيين ,حتى ان بعضهم ينتابه شعوربالحنق على حكومة نوري المالكي (المنتخبة).

(علي) يفترش احدى ارصفة الجادرية لبيع الدخان" الحكومة تتمتع بالكهرباء ليلا وتنير اضوائها العالية فهمنا انها تخاف الارهابيين , لكنها تبقى مناره نهارا وتطلب من المواطن الترشيد في استخدام الطاقة وعدم التجاوز على خطوطها ...!!اوهو لا يملك عصا سحرية لتغيير الحال ,فهي تعطينا ساعة واحدة يوميا... ورضينا, ماذا قدمت لنا بالمقابل , حتى المحافظات الجنوبية التي كانت محرومه من الكهرباء ايام صدام,لديها جدول منظم للقطع المبرمج 3ساعات قطع مقابل 3ساعات توليد".

هذه الايام وزعت دوائر الكهرباء في مناطق بغداد قسائم استهلاك الطاقة على الاهالي, وهذه المرة كانت الاسعارزهيدة جدا , على غير العادة , (100-200)دينار,البعض سدد ثمن قائمته لمحصل القسائم والاخر انهال عليه بالسب والشتائم , ووصل الى حد الضرب .
اخبرتني احدى قريباتي في جانب الكرخ , ان محصل القوائم طرق باب المنزل ,وعلق قائمتهم في الباب وذهب, فخرجت مسرعة نحوه , لم تجده , واذا بها تفاجئ بجيرانها يبحثون ايضا عنه وليس له اي اثر, ولى الرجل مسرعا خوفا من ردة فعل الناس الغاضبة من الكهرباء .

كنت من الناس الذين حالفهم الحظ العام الماضي ,حينما سكن منطقتنا بجانب الرصافة, احد الوكلاء في وزارة الكهرباء , فقد شملت المنطقة باسرها بمكرمة من لدن السيد الوكيل ,يبدولي انه عمل بالمثل المعروف"من جاور السعيد يسعد", فالكهرباء متوفرة على مدار اليوم ,و كل منزل شغل جميع اجهزته الكهربائية , واستعاد البراد هيبته مرة اخرى فقد اصبح يحفظ الطعام, لمدة شهر كامل , الا ان الفرحة لم تكتمل فقدانتقل السيد الوكيل لمكان اخر,و اصبحنا نتحسر على ايامه,يقال انه سكن في المنطقة الخضراء.
انتهى.



#رشا_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا اعرف لماذا لدينا حكومة.


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشا الطيار - في العراق: براد الطعام يخزن الملابس